وسم -هشام بن سلمة
كان سلمة بن هشام من خيار الصحابة وفضلائهم، وممن أسلم قديماً، وكان النبي يخصه بدعائه في صلاته وقنوته مع بعض الصحابة، وذلك حين اشد عليهم أذى كفار قريش، فعن أبي هُريرة قال: ” لما رفع النبيّ رأسه من الركعة من صلاة الفجر قال: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكّة اللهمّ اشْدُدْ وَطْأتَكَ على مُضَر، اللهمّ اجعلها سنين كسنين يوسف ”
هجرته إلى الحبشة:
اختلفت المصادر في هجرته إلى الحبشة، إلا أن ابن اسحاق أاكد ذلك في تاريخه بقوله ” ثمّ رجع سَلَمة بن هشام من أرض الحبشة إلى مكّة فحبسه أبو جهل وضربه وأجاعه وأعطشه فدعا له رسولُ الله “، وممن ذكر هجرته أيضاً ابن عبد البر في الاستيعاب ، وابن سعد في الطبقات الكبرى ، في حين أن العديد من المصادر لم تذكر له هجرة إلى الحبشة ، وإنما أوردت هجرته إلى المدينة بعد الخندق.
هجرته إلى المدينة:
لم يتمكن سلمة بن هشام من الهجرة إلى المدينة الا بعد الخندق، وذلك لكونه كان محبوساً لدى المشركين في مكة، وعن بذلك يقول ابن عبد البر : ” كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، يدعو لسلمة بن هشام وعيّاش بن أبي ربيعة، وكانا محبوسين بمكّة، وكانا من مهاجرة الحبشة، وكان الوليد بن الوليد على دين قومه وشهد بدرًا مع المشركين فأُسر وافتدى ثمّ أسلم ورجع إلى مكّة، فوثب عليه قومُه فحبسوه مع عيّاش بن أبي ربيعة وسَلَمة بن هشام، فألحقه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بهما في الدّعاء ثمّ أفْلَتَ سَلَمة بن هشام فلحق برسول الله ، بالمدينة وذلك بعد الخندق، فقالت أمه ضُباعة:
لاهُمّ ربّ الكَعْبَةِ المُسَلَّـمَهْ
أظهـِرْ على كلّ عَدُوٍّ سَلَمَهْ
لهُ يدانِ في الأُمورِ المُبْهَمَهْ
كَفٌّ بها يُعطى وكفٌّ مُنْعِمَهْ
خرج إلى الشام مجاهداً في خلافة أبو بكر، فاستشهد بمرج الصفر، سنة أربع عشرة، أول خلافة عمر، وقيل: بل استشهد بأجنادين في جمادى الأولى قبل وفاة أبي بكر الصديق بأربع وعشرين ليلة ، قال الحافظ ابن عساكر ولا أعلم له رواية.