وسم -عبد الملك بن مروان
عبد الملك بن مروان الأموي القرشي، أبو الوليد (26 هـ – 86 هـ / 646 – 705م). خامس الخلفاء الأمويين وكان من أعظم خلفاء بني أمية لقب بأبي الملوك (حكم: 65 هـ – 86 هـ / 685 – 705م)، توسعت الدولة الأموية في عهده وازدهرت وكانت دمشق عاصمة الدولة منارة للعلم وأعظم مدن العالم الإسلامي.
كانت أسرته تقيم في مكة، وقد دخل جده الحكم في الإسلام يوم فتح مكة. وفي خلافة عثمان بن عفان انتقلت الأسرة إلى المدينة المنورة عاصمة الدولة ليكون لها شأن في الأمور العامة ويكون رجالها على مقربة من ذوي السلطة وقد ولد في المدينة المنورة.
تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعد مقتل والده مروان بن الحكم سنة 65 هـ, بعد فترة عصيبة مليئة بالاضطرابات السياسية، وكانت الدولة الإسلامية مقسمة بين خلافتين. كانت الدولة الأموية تحكم مصر والشام بينما العراق والحجاز تحت خلافةعبد الله ابن الزبير الذي كان يدير خلافته من مكة. بعث عبد الملك بن مروان بالحجاج بن يوسف الثقفي لكي يبسط نفوذ الأمويين على كامل الأراضي الإسلامية.
خرج الحجاج بن يوسف الثقفي إلى العراق وهزم والي البصرة. ثم خرج الحجاج بن يوسف بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر ابن الزبير فيها، ونصبالمنجنيقات على جبل أبي قبيس وعلى جبل قعيقعان، ودامت الحرب أشهراً. وقتل فيها ابن الزبير وهزم جيشه.
ولى عبد الملك الحجاج على العراق لكثرة الفتن فيها. هذا وظهر بعدها عبد الرحمن بن الأشعث لينقلب على الدولة الأموية فطلب الحجاج من الخليفة عبد الملك بن مروان المدد فأتاه ما أراد وقطع رأس ابن الأشعث.
عمل الخليفة عبد الملك بن مروان في فترة خلافته على إرساء أسس الدولة الإسلامية وحماية الدولة ونشر الإسلام في بلاد بعيدة حيث تم فتح بلاد المغرب فتحًا كليًا إذ أنها فُتحت بالفعل في عهدي الخليفتين الراشدين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفانولكنها كانت تتقلب فتارةً تظهر الطاعة وتارة تظهر العصيان. وكرم العلماء والمفكرين واجتذبهم إلى دمشق منارة العلم وانشأ دور العلم في عاصمة الدولة وفي المدن الإسلامية وتمت في عصرة الكثير من الإنجازات التي ما زالت حتى اليوم.
اجتهد عبد الملك بن مروان في تأمين حدود الدولة واخضع أرمينيا وسواحل سورية وفتح حصون هامه منها مرعش وعمورية وأنطاكية وفي 62 هجري أصدر الأمر بتولى موسى بن نصير أمر أفريقيا واستئناف الفتوحات فيها، واتجه لفتح المزيد من البلاد، واظهر براعة في إدارة شئون الدولة واستعان بنخبة من أمهر رجال عصره، وأنجز الكثير في عصره وأصدر أول عملة إسلامية ووحد أوزانها وكانت خطوة اقتصادية كبيرة حررت اقتصاد الدولة الإسلامية من الاعتماد على العملة الأجنبية أهمها الدينار البيزنطي, وعرب الدواوين والخراج ودرب الكوادر على إدارة شئون المال وكانت خطوه هامة في التاريخ الإسلامي.
استطاع عبد الملك بن مروان أن يتغلب على المشكلات السياسية، ويرسي قواعد الدولة من جديد على أسس قوية، لذلك عدّه المؤرخون المؤسس الثاني للدولة الأموية.
توفي عبد الملك بن مروان سنة 86 هـ، وقد أوصى قبل وفاته بالخلافة لابنه الوليد وبولاية العهد لابنه سليمان، وكانت مدة خلافة عبد الملك بن مروان إحدى وعشرين سنة.