إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمدُهُ ونَسْتَعينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ ولا نظيرَ له ولا مثالَ له، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا ونَبِيَّنَا وَحَبِيبَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَصَفْوَتُهُ مِنْ خلقهِ وأمينهُ على وحيهِ ونجيبهُ من عبادهِ، صَلَّى اللَّهُ – تعالى – عَلَيْهِ وعَلَى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المُبارَكين الميامين وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
عباد الله:
أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، كما أُحذِّركم وأُحذِّر نفسي من عصيانه – سبحانه – ومُخالَفة أمره لقوله جل من قائل:
مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ۩
ثم أما بعد:
أيها الإخوة المسلمون الأحباب، أيتها الأخوات المسلمات الطيبات، يقول الله – سبحانه وتعالى – في كتابه العزيز بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ۩ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ۩ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ۩ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ۩ وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ۩
صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط وتوفنا على ذلك. آمين اللهم آمين.
إخواني وأخواتي:
القرآن العظيم في مواضع كثيرة يُؤكِّد قاطعاً ويقطع غير مُتردِّد أن النبي – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً – قد بُشِّرَ به في كتب الأولين، في كتب اليهود والنصارى المُقدَّسة، بل إن قوله – جل من قائل – الَّذِي يَجِدُونَهُ ۩ يُشير من طرفٍ ليس يخفى إلى أنه مذكورٌ بإسمه، لأنه مُحال أن يجدوه بذاته حيث لم يُخلَق ولا يُوجَد الإنسان في كتاب، إذن لم يبق إلا أن يُقال يَجِدُونَهُ ۩ أي يجدون إسمه، على أنهم واجدون لجُملةٍ طائلة من أوصافه ونعوته ومُشخِّصاته عليه الصلاة وأفضل السلام، لكن البلاء أنك حين تذهب تسأل هؤلاء الأحبار والرُهبان ورجال الدين من الملتين اليهودية والنصرانية أو المسيحية يُنغِضون برؤوسهم ويقولون أين هو؟ ليس يُوجَد في كتابنا، ولذلك ابتداءً أنصحُ بألا نفزع أولاً في خُطوة أولى إلى علماء المُسلِمين، العلماء الكبار المُبارَكين في القديم والحديث الذين دبَّجت يراعاتهم صحائف من نور في هذا الموضوع، مثل ابن تيمية وابن القيم والقرافي وأبو البركات الآلوسي نعمان ابن الشيخ الكبير أبي الثناء محمود، ومن المُحدَثين عددٌ كبير من أهمهم ومن أنبلهم العلّامة الهندي رحمت الله الهندي في كتابه العظيم إظهار الحق في الجزء الثاني منه الذي أدار الكلام فيه على بشارات الكتب السابقة برسول الله، وأما عبد الحق فديارتي – رحمة الله تعالى عليه – فهو علّامة هندي آخر كبير ليس يُعرَف في عالم العرب إلا أنه علّامة مُوعِب وموسوعي وقد ألَّف كتاباً نادراً هو نسيج وحده في مضماره أجلب بذكرِ بشارات الكتب المُقدَّسة عند الأمم الأُخرى غير اليهود والنصارى أيضاً فأتى فيه بالعجب العاجب، طبعاً والعلّامة – فارس الميدان – الذي كان في وقفته فارساً مادةً ومعنىً أحمد ديدات روَّح الله روحه في عليين، العلّامة الذي كان فارساً لا يُشَق له غُبار في هذا الميدان، فجزاه الله عن كتابه وعن دينه وعن نبيه خير جزاء العلماء العاملين، ومنهم أيضاً جماعة من الباحثين والدكاترة كما يُقال كثر أيضاً أتوا بأشياء مُبارَكة وكشفوا النقاب عن أمور خفية عجيبة لا يُقضى منها العجب، منهم رجل سأبدأ بذكره لأنه غير مشهور ولا أدري لماذا ليس يُشهَر في هذا الميدان مع أنه رجلٌ لا يُستقَل به بتة وهو الدكتور نصر أبو طالب حفظه الله وأمتع به بطول عمره، وقد أهداني كتابه قبل بضع سنين ولم تأت فرصة للتعريف به وبكتابه، كتابه عجيب أيضاً وفيه إضافات وتحقيقات غير مسبوقة فأنا أنصح به، ومنهم العلّامة أحمد حجازي السقا – رحمة الله تعالى عليه – في دراساته الكثيرة في الأديان المُقارَنة وخاصة بين الإسلام والنصرانية، وآخرون كثيرون جداً كتبوا في هذا الباب، أي باب البشارات، لكن لستُ أنصح بأن نذهب إلى هؤلاء المُسلِمين الأفاضل من أول المشوار، بالعكس بل اذهبوا إلى المُهتَدين من النصارى، الذين كانوا نصارى ومُتشدِّدين وكانوا نصارى مُلتزِمين، كانوا رجال دينٍ ثم هداهم الله – تبارك وتعالى – لا بدعوة المُسلِمين ولا بإلحاحٍ من أهل الإيمان وإنما بالوقوف على البشارات والوقوف على التحريفات، التحريف والزيغ والكذب والدس والكتمان للأسف الشديد، لما عظم علمهم واتسع دائرتهم وقفوا على الحقيقة فلم يجدوا أمامهم إلا أن يُسلِموا، وهم كثيرون بفضل الله تبارك وتعالى وجماعة منهم لا يُستهان بهم عدداً من النصارى العرب وخاصة من مصر وكتبوا كتباً ماتعة ومُهِمة جداً لأنهم أدرى بهذا الباب، ومنهم رجل وهو دكتور طبيب أمراض نفسية وكان شمّاساً أيضاً في الكنيسة يُدعى الدكتور وديع أحمد فتحي، الآن هكذا إسمه بعد أن أسلم، هذا الرجل له كتاب مائة وثلاثون من البشارات بخاتم الرسالات من الإنجيل والتوراة وكتب النبوات، مائة وثلاثون وهذا شيئ عجيب، ثم يقولون لك محمد غير موجود لدينا، ولا يهلك على الله إلا هالك.
ما كان أغنى محمداً – صلى الله على محمد وآل محمد – لو لم يُوح إليه بأنه مُبشَّرٌ به ومنعوتٌ ومُشخَّصٌ بصفته في كتب الأولين عن أن يُخاطِر هذه المُخاطَرة فيذكر على أنه هو المُؤلِّف للكتاب – وحاشاه طبعاً – في كتابه في عشرات المواضع أنه مذكورٌ ومُبشَّرٌ به في كتب الأولين، ما كان أغناه عن هذا، لماذا؟ لماذا يُطرِّق طريقاً إلى تكذيب نفسه؟ سيُقال له أين؟ وطبعاً هذا بُرهان من أقوى البراهين على الإطلاق، دعك من تشبيهات وتشغيبات الربوبيين الذين لا يُؤمِنون بالرسالات والنبوات، فسِّر لي هذا، فسِّر لي كيف ذُكِر في كتاب موسى وفي كتاب عيسى صلوات الله على موسى وعيسى والأنبياء جميعاً وآل كلٍ وأصحابه وأتباعه بإحسان، فسِّر لي كيف نُعِتَ محمد بل كيف ذُكِرَ بالإسم عليه الصلاة وأفضل السلام، وهناك مُشخِّصات كثيرة منه بلده، كيف؟ ثم يأتي محمدٌ بعد ذلك – بعد بضع مئات من السنين من عيسى وألوف من السنين من موسى – لتتحقَّق فيه النبؤة وليكون آخر نبي يُوحى إليه بدين التوحيد لا بدين الشرك والتعديد، آخر نبي مُعترَف به عالمياً من اليهود والنصارى، لا يُعترَف بنبي غير محمد أنه بُعِثَ بعد محمد فيُعتبَر هو جاء بدين سماوي، لا يُعتبَر وهذا معروف، خُذ الآن أي موسوعة وافتحها سواء كانت ألمانية أو فرنسية أو إنجليزية أو أمريكية وسوف تجد أنهم يقولون لك الأديان التوحيدية هى اليهودية والمسيحية والإسلام، فهم في تناقض بل هم فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ۩، هذا الدين فرض نفسه ديناً وهذا النبي فرض نفسه نبياً بالبُرهان، بُرهانه من ذاته ومن سيرته العطرة الشريفة ومن كتابه الأعظم الأجل المعصوم المحفوظ بحفظ الله وأيضاً بُرهانه ببشاراتهم به عليه الصلاة وأفضل السلام، أي البشارات السابقة، الله – تبارك وتعالى – أحاله عليهم وإليهم، قال الله فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ۩، في ماذا سيسألهم؟ هل سيسألهم هل هذا الكلام مُعجِز أم وحيٌ من عند الله؟ لا، سلهم عنك، سلهم عن نفسك، مَن أنت؟ بإسمك وبلدك ومُهاجرك وهذا الدين الذي صدعت به وهذا الحق الذي تُفرِغ عنه، مَن أنت؟ ما أنت؟ وسوف يُخبِرونك أنك نبيٌ رسولٌ بل ختام الأنبياء والمُرسَلين، قال الله فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ۩ وَلَا تَكُونَنَّ مِنْ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّه فَتَكُونَ مِنْ الْخَاسِرِينَ ۩، الله أكبر، قال الله نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ۩ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ۩ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ۩ ثم قال وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ۩، محمد مذكورٌ في زُبر وفي كتب الأولين، قال الله وَإِنَّهُ – انظر إلى التأكيد – لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ۩، قال الله الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۩ وذلك في البقرة وفي الأنعام، أي في موضعين، في البقرة وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۩، إشارة إلى أن الفريق الآخر لم يكتم وبالتالي أسلم وهذا ما كان، وفي رأسهم عبد الله بن سلّام – رضوان الله عليه – كبير أحبار اليهود في المدينة، عرف وقال أنا مُوقِن بأن هذا هو ختام الأنبياء والمُرسَلين – محمد بن عبد الله – أكثر من يقيني بأن ابني الذي ينتسب إلىّ هو ابني من صُلبي، لا أدري لعل أمه أخطأت، الله أكبر على الإيمان!
هناك مُسلِم أجنبي تجدون مقاطعه ودروسه أيضاً بالإنجليزية على اليوتيوب YouTube وهو الأخ أنتوني جرين Anthony Green، كان إسمه أنتوني جرين Anthony Green قبل الهداية، يُحدِّثنا حديثاً عجيباً لكن الذي يقرأ القرآن لا يتعجَّب منه أبداً، قال الله وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۩ وقال أيضاً فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ۩، الله يقول وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ ۩، جاءهم محمد بالحق الموعود، ومن قبل كانوا يستفتحون على الأنصار في المدينة – على أعدائهم من الأنصار – إذا ثارت بيهم ثائرة أو اشتجرت خصومة يُوشِك أن يُبعَث وأن يظهر فينا نبيٌ، كانوا يظنون أنه من بني يعقوب، أي من نسل يعقوب، كلا المسيح أخبركم من قديم أن هذا الملكوت الإلهي لن يستمر فيكم، المسيح – يسوع عليه الصلاة وأفضل السلام – كان واضحاً وقال سيُنزَع منكم هذا الملكوت ويُعطى لأمةٍ تعمل أثماره، الله أكبر، قال سيُنزَع، في نفس البشارة العيسوية اليسوعية يقول السيد المسيح – عليه الصلاة وأفضل السلام – ها هو الحجر الذي رفضه البنّاؤون، مَن هو الحجر؟ إسماعيل عليه السلام، رفضه قومه وعيَّروه بأنه ابنُ أمة ونحن لسنا أبناء أمة، نحن أبناء حُرة، هكذا قالوا وهكذا نطق كتابهم المُقدَّس، فرفضوه لأنه من نسل إسماعيل، وجاءت البشارات الكثيرة في العهد القديم أن الله سيُخرِج منه أمةً عظيمة، أمةً كثيرة، هذه الأمة ليست إلا أمة محمد، إلا أمة العرب التي دخلت في الإسلام، ومحمد هو حفيد إسماعيل، إسماعيل جده والكل مُطبِق على هذا، لكنهم رفضوه، يقول المسيح صار رأس الزاوية، مَن هو رأس الزاوية؟ محمد عليه الصلاة وأفضل السلام، أخرج الله من إسماعيل المرفوض حجراً سيكون هو رأس الزاوية، الله أكبر، هذا يُذكِر أو يُذكِّر بالحديث الصحيح عن أبي هُريرة وأبي سعيد وجابر رضوان الله عليهم أجمعين، قال – عليه الصلاة وأفضل السلام وآله – مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجلٍ بنى بُنياناً – وفي رواية بيتاً – فأجمله وأحسنه إلا موضع لبنة، فجعل الناس يطيفون به – يدورون به – ويقولون ما أحسنه، ما أجمله، إلا موضع هذه اللبنة، هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال فأنا اللبنة، بي خُتِمَت النبوات، الله أكبر، الله أكبر يا عيسى ويا محمد، إخوة، يقول الحجر الذي رفضه البنّاؤون صار رأس الزاوية، هو هذا، هذا حديث البناء، الله أكبر!
على كل حال للأسف وقتنا قصير الآن فنُحِب أن ندخل مُباشَرةً إلى موضوعنا، يرفضون ويُحرِّفون ويكتمون، أنتوني جرين Anthony Green يقول كان لي رابي – أي حاخام، فالرابي هو الحاخام اليهودي – وكان رجلاً لطيفاً مُهذَّباً إذا ذكر الإسلام لا يذكره إلا بالخير والإعجاب والتوقير، قال فلما مضى زمناً على ذلك قلت أدعوه إلى الإسلام، فقلت له يا صديقي ما دمت مُعجَباً هذا الإعجاب كله بالإسلام وتُثني عليه لماذا لا تدخل في الإسلام إذن؟ قال صديقي نحن اليهود لا نُغيِّر ديننا، نحن هكذا لا نُغيِّر ديننا، وإن اتضح لك أن الحق هو الإسلام وأنه ختام الأديان والشرائع؟ قال وإن، قال فلما أردت أن أدخل معه في نقاش – أُلِّح عليه – قال اسمع يا صديقي – أي كما نقول أنا سأُعطيك الكلام المُختَصر – موسى – عليه الصلاة وأفضل السلام – وهو منا أرسله الله إلينا فلم نسمع له – الله أكبر، هذا شيئ عجيب، ادخلوا على الإنترنت Internet فهذا موجود بالإنجليزية وربما مُترجَم حتى – فهل تتوقع أن نسمع لنبيٍ من غير قبيلتنا؟ لا، صدق الله العظيم الذي قال حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ ۩، وقال أيضاً أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا۩ فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ – بمحمد صلى الله عليه وسلم – وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ۩.
إذن اذهبوا مُباشَرةً إلى النصارى المُهتَدين، دعوكم من علماء المُسلِمين إذا تحدَّثوا عن البشارات أولياً ودعوكم من النصارى واليهود المُعانِدين الحاسدين المُحرِّفين، يُطوِّرون الكلام ويُحرِّفونه، لكن نحن نُريد أحباراً وعلماء دين نصارى هداهم الله ونُريد أن نسألهم لماذا؟ لماذا تركتم دينكم ودين آبائكم وأمهاتكم وأجدادكم؟ بعضهم قتلوا أبويه وزوجته وابنته، وهذا موجود أيضاً على النت Net، تجدونه في لقاء مع أحدهم وكان قسيساً سابقاً، أعدموا أهله لأنه دخل الإسلام، ومازال إلى الآن شيخاً من شيوخ المُسلِمين، وهذا شيئ عجيب، لكن هذه هداية إلهية، لماذا تُغامِر بنفسك؟ لماذا تنزع نفسك من بيئتك الروحية وتلتحق بالمُسلِمين؟ الهداية فرضت نفسها بقوة عليه، نسأل الله أن يهدي قلوبنا وأن يهدي قلوب أبنائنا وبناتنا من الذين صاروا يترددون الآن، بعضهم يتردد في الله وبعضهم يتردد في النبوات وبعضهم يتردد في محمد، وهذا شيئ عجيب، هذا تيه وهو ضريبة الجهل والانفتاح على كل شيئ بجهل قبل أن تُؤسِّس نفسك وقبل أن تتعلَّم جيداً ثم أنك تقرأ كل شيئ وتسمع كل شيئ هنا وكل ما هب ودب فصرت ريشة في مهب الريح، نسأل الله الثبات.
أيها الإخوة:
سأجتزيء فقط ببعض أشهر البشارات التي يُوشِك أن تكون بل بعضها طبعاً تصريحٌ واضح برسول الله بإسمه، أما بقية المائة والثلاثين بشارة فعودوا إلى أمثال كتاب الدكتور وديع حفظه الله وأمتع به، وطبعاً إذا رأيتموه تقولون مُستحيل أن هذا ليس مُسلِماً، شيخ مُسلِم بلحية ولهجة – شيئ عجيب – ونور إلهي – والله – يسطع من وجهه، ثبَّته الله وأمثاله، وله كتب كثيرة – ما شاء الله – تتوالى في الدفاع عن الإسلام، هذا هو الدكتور وديع الذي كان نصرانياً إنجيلياً مصرياً، نأتي إلى النبؤة العجيبة في سفر التثنية وهو آخر سفار موسى الخمسة Pentateuch، علماً بأن Penta معناها خمسة، ومن ثم كلمة Pentateuch معناها الأسفار الخمسة، سفر الخلق كما يُسميه السامرة والمشهور بسفر التكوين Genesis وسفر الخروج وسفر اللاويين وسفر العدد يُسميه السامرة الإحصاء – أي سفر الإحصاء – ثم سفر التثنية، تثنية الاشتراع آخر أسفار التوراة، في آخر الأسفار – وهذا حديث موسى قبل أن يموت في آخر أيامه – يُبارِك قومه، يُلقي عليهم البركة، هذه بركة رجل الله كما تقول التثنية موسى – عليه الصلاة وأفضل السلام – ونص هذه البركة: أتى أو جاء الله من سِيناء – بالكسر لكن نحن نقول سَيناء – وأشرق وفي رواية لهم وفي رواية لهم – سوف تقول لي كيف تقول لي رواية وهذا الكتاب المُقدَّس؟ هناك روايات وهناك نُسخ وهناك طبعاً ترجمات وبالتالي مع الترجمات هناك تحريفات وأشياء غريبة عجيبة على كل حال – من سعير واستعلن – وفي ترجمة وتلألأ – من جبل أو جبال فاران.
الآن هناك زيادات: وأتى من ربواتِ القدس وعن يمينه نار شريعة لهم، وهذه نبؤة عجيبة جداً، واضح أنها نبؤة إلهية، هذا وحي إلهي من الله إلى موسى، وموسى بلَّغه لقومه، ولست تعدم أمثال هذه النصوص الإلهية في التوراة والإنجيل في مواضع كثيرة لكن هذا ما بقيَ، ولذلك القرآن يُحيل على التوراة والإنجيل، ويقول القرآن عن نفسه بأنه جاء مُصدِّقاً ومُهيمناً.
أتى الله من سِيناء وهذه إشارة واضحة إلى موسى عليه الصلاة وأفضل السلام، وأشرق لهم من سعير، جبال سعير مُنتهى أرض يهوذا، سعير الآن يُقال بيت ساجور، هناك بلدة إسمها سعير – كانت تُسمى سعير – بعيدة عن بيت لحم مورد السيد المسيح – عليه الصلاة وأفضل السلام – تقريباً أقل من اثنين كيلو، وتُسمى بيت ساجير، وبيت ساجير أي بيت الرُعاة، نسبة إلى الرُعاة الذين ظهرت لهم الملائكة تُبشِّر بميلاد السيح المسيح، وفي بيت ساجير تحت الأرض كنيسة منحوتة في الصخر تُسمى كنيسة الرُعاة، إذن واضح، أشرق له من سعير وهو عيسى، وهذا شيئ يُقشعِر البدن، فهذا قبل عيسى لأن هذه في التثنية، هذه في آخر أسفار موسى الخمسة، الله يُوحي إلى موسى مُشيداً بنبوته ورسالته ثم مُنبئاً بنبؤة عيسى ومن وراء عيسى الخاتم صلى الله عليه وآله إلى أبد الآبدين كلما ذكره الذاكرون وكلما غفل عن ذكره الغافلون، إذن هذا سعير، بعد ذلك ماذا؟ وتلألأ – وفي ترجمة استعلن، شيئ كبير مُتلأليء – من جبل أو جبال فاران، سيُقال لك لا، برية فاران ليس لها علاقة، وهذا غير صحيح، نعود نحن إلى القديس جيروم Jerome – يوسابيوس Eusebius المعروف بجيروم Jerome – وهو قديس مسيحي مشهور جداً وعلّامة لاهوتي ومُؤرِّخ، قال فاران هى مكة، وهذه مُصيبة هؤلاء الذين يكتمون، هكذا قال هو، قال فاران مكة، وهناك نصارى آخرون مِمَن هداهم الله الآن أحياء ولهم كتابات في البشارات، قالوا فاران هى البرية التي تقع – أي وادٍ – بين ثلاثة جبال، بين أبي قبيس وقيقعان وحِراء، والتي كان فيها قد شبَّ إسماعيل صغيراً، طبعاً عودوا إلى سفر التكوين – أول الأسفار الخمسة – حين ألحَّت سارة – عليها السلام – على إبراهيم بأن يطرد هاجر وابنها وقالت لا يرث مع ابني – هذا ابن أمة لا يرث على ابني – وعظم الأمر طبعاً وإلى آخره، أين ذهب إبراهيم بهاجر وإسماعيل بنص سفر التكوين؟ إلى فاران، ولذلك شبَّ وترعرع إسماعيل في فاران، والكل يعرف أنه بهذا الوادي غير ذي زرع، أي بمكة، وهذا واضح جداً فلا تلعبوا، ولذلك يقول وتلألأ أو استعلن من فاران، متى كان أعظم علو لرسول الله في حياته؟ متى استعلن أعظم استعلان وفعلاً شعَّ وتشعشع نوره؟ يوم الفتح، أليس كذلك؟ يوم الفتح حين دخل على رأس عشرة آلاف من الصحابة الأطهار – رضوان الله عليهم – من جند الله الأبرار، العجيب أنه يقول لك وأتى من ربواتِ القدس، ما دخل القدس وما إلى ذلك بهذا الموضوع؟ هذا غير صحيح، ترى في ترجمات أُخرى للتوراة – للـ Hebrew Bible كما يُقال – غير هذا، لا يقولون وأتى من ربواتِ القدس لأنه تحريف، غير موجود وأتى من ربواتِ القدس، وإنما أتى معه أو في – أي ضمن – ربوةٍ من الملائكة، إذن قالوا ربوة، ما هى الربوة؟ عودوا إلى قاموس الكتاب المُقدَّس، الموسوعة الشهيرة التي ألَّفها مجموعة من الإخصائيين في ثلاثة مُجلَّدات، هم يُفسِّرون الربوة، والربوة عشرة آلاف، أي إسم لعدد، عشرة آلاف وهذا شيئ يُقشعِر البدن، هذه هى الربوة، قالوا أطهار ملائكة، لكن في الترجمة الإنجليزية – وهذا اللفظ يبدو الأصلي الحقيقي – نُسخة الملك جيمس King James وهى أكثر نُسخة مُعتمَدة في العالم الإنجليزي Ten thousands of his saints، أي عشرة آلاف من القديسين، إذن هذا هو رسول الله، يدخل مكة مُستعلِناً، يدخل فاران بعشرة آلاف صحابي، هل النبي كان يعلم هذا؟ هل رتَّب الأمر ليكون على هذا النحو؟ لا أحد يعلم، نحن لأول مرة نعلم، بعضنا لأول مرة يعلم ويسمع، في ربوةٍ من القديسين، هذا هو اللفظ الصحيح، عشرة آلاف Saints، هذه هى الترجمة الصحيح، لكنهم يلعبون ومع ذلك هذه واضحة، نبؤة فاران تتحدَّث عن رسول الله عليه الصلاة وأفضل السلام، وهذه النبؤة في التثنية تُذكِّر بقوله تبارك وتعالى وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۩ وَطُورِ سِينِينَ ۩ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ۩، فقوله وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۩ يُراد به إبراهيم وعيسى وهذا واضح ومعروف لماذا، وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۩ مجاز عن منابتهما بالأرض المُقدَّسة المُكرَّمة، فقوله وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ۩ يُراد به إذن إبراهيم وعيسى، وقوله وَطُورِ سِينِينَ ۩ يُراد به موسى، وقوله وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ۩ يُراد به محمد، نفس الشيئ لأنه وحي إلهي، لكن صياغة القرآن عجيبة، وهذا الذي أطبق عليه كل مَن أسلم مِن هؤلاء النصارى، قالوا فرق كبير جداً جداً جداً، بونٌ بعيد حين تقرأ الكتاب المُقدَّس وحين تقرأ القرآن العظيم، هذا نمط آخر مُختلِف تماماً، طبعاً كلام الله محضٌ لم يُشَب بكلام بشر حتى وإن كان هذا البشر أعظم البشر – صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً – بخلاف الكتب المُقدَّسة التي فيها كلام الله وفيها كلام الأنبياء وفيها كلام الحواريين وفيها كلام الناس وفيها كلمات عجيبة وفيها فُحشٌ من القول عجيب لا يُمكِن أن تقرأه – مُستحيل أن تقرأه – على منبر أو أمام أولادك أو بناتك أو نسائك، هذا يستحيل لأنه فُحش عجيب جداً جداً جداً كالذي في حزقيال وكالذي في نشيد الأنشاد أو نشيد النبي أو الملك سليمان The Song of Songs، وهم يُسمونه الملك سليمان طبعاً، لكن نشيد الأنشاد شيئ لا يُمكِن أن يُصدَّق، وقالوا لك هذا مُقدَّس، وهذا غير صحيح، ليس كله مُقدَّس، هناك خليط طبعاً، أما القرآن فهو كلام رباني محض لم يُشَب بغيره ولله الحمد والمنة، المحروم مَن حُرِم مِن هذا الكتاب – والله العظيم – أن يحفظه وأن يتملى به وأن يمتليء به عشقاً ويقضي حياته في تلاوته وتدبره ومُناشَدة الله – سبحانه وتعالى – به.
نأتي إلى نبؤة أُخرى مشهورة جداً وكلكم سمعتم بالفارقليط، يقولون باليونانية باراكليتوس Parakletos، ما هو الفارقليط؟ اختلفوا كثيراً، الترجمة العربية المشهورة اليسوعية وغيرها المُعزي، أي Comforter بالإنجليزية، قالوا الفارقليط هو المُعزي، ونحن نتحدَّث الآن عن ماذا؟ نتحدَّث عن إنجيل يُوحنا، حين أراد السيح المسيح – عليه الصلاة وأفضل السلام وأتباعه بإحسان، قال الله وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ۩ – أن يُمهِّد لخروجه من هذا العالم الديجوري قال لهم أما الآن فأنا ماضٍ إلى الذي أرسلني، وطبعاً عظم هذا على الحواريين، حزنوا واغتموا لكنه طمأنهم أن من الخير ومن الأفضل لهم أن يذهب لأنه لو لم يذهب لن يأتي المُعزي، قال وأنا أطلب من الآب – هذا لفظ آرامي بالمد، فيُقال الآب وليس الأب – أن يُرسَل إليكم مُعزياً يبقى معكم إلى الأبد، إذن هل هو خاتم أم ليس خاتماً؟ خاتم، قال مُعزياً يبقى إلى الأبد، لكن هل هو قال مُعزياً؟ هو لم يتكلَّم العربية أصلاً، المسيح لم يتكلَّم العربية، وهنا طبعاً أُريد أن أتوسَّع بسرعة بما يسمح به الوقت الضيق إلى القاعدة التي نبَّه إليها مع أنها قاعدة معروفة عند كل علماء الترجمة واللغات – العلّامة ديدات في مُناظَرته بشكل جميل جداً، وهى أنه لا يجوز ترجمة الأسماء، قال لهم لا يحق لكم أن تُترجِموا الأسماء، فالأسماء لا تُترجَم، الأسماء تُعرَّب، فمثلاً في العربية تُعرَّب، نحن نُعرِّب الأسماء، أليس كذلك؟ نحن نُعرِّب الأسماء، لكن ما هو التعريب؟ تأتي بالإسم وتُحدِث فيه بعض التحويرات لكي يسهل الاشتقاق منه، فشروط التعريب في العربية للأسماء الأعجمية – مثلاً – أن ترده إلى جذر رباعي على الأكثر بحيث يُمكِن أن يُشتَق منه وتتصرَّف فيه صوتياً بما يُناسِب الأصوات والمخارج العربية، وإن أمكن ألا يشتبه بجذرٍ عربي كان هذا أفضل، هذا هو التعريب، والأسماء تُعرَّب لا تُترجَم، فالقرآن لم يقل الضاحك عن إسحاق، أي يتسحاق Yitzhak – أولها الياء – بالعبرية، ويتسحاق Yitzhak معناها الضاحك، ويتسحاق Yitzhak هو إسم الفاعل – Partizip – من يضحك، لكن القرآن لم يقل الضاحك، أليس كذلك؟ وإنما قال إسحاق، فإسحاق ويتسحاق Yitzhak نفس الشيئ، وكذلك يُقال إيزاك Isaac بالإنجليزية، وهذا واضح جداً وقريب جداً، أيزاك Isaac ويتسحاق Yitzhak وإسحاق واحد، وهذا هو التعريب، لكن لو ترجمت سوف تقول لي الضاحك، ورزق الله إبراهيم بالضاحك، مَن الضاحك؟ مَن سيعرف؟ هكذا هم فعلوا مع إسم محمد في الكتاب المُقدَّس، يُترجِمونه ويتصرَّفون فيه بما هو أكثر إخلالاً، لماذا؟ مَن أعطاكم هذا الحق؟ الرغبة في الكتمان، الرغبة في كتمان الحق والاستكبار عن الحق لأنه مذكور بإسمه صلى الله عليه وآله، وهذا شيئ عجيب والله!
الآن لو أردنا أن نُترجِم الأسماء وأخذنا – مثلاً – هنري Henry فأننا سوف نقول بالعربية سيد الدار، أصل كلمة هنري Henry معناها سيد الدار، وهنري Henry كلمة جرمانية قديمة، وهنريتا Henrietta هى المُؤنَّثة منها ومن ثم سوف تعني سيدة الدار أو ست الدار، فيُقال – مثلاً – وجاءت ست الدار، تشارلز داروين Charles Darwin عنده ابنته الكُبرى كان إسمها هنريتا Henrietta، فنقول ومات بين ذراعيه ابنته ست الدار، ما هذا الكلام الفارغ؟ مَن ست الدار؟ داروين Darwin لم يسمع في حياته بهذا الإسم، مَن ست الدار؟ يُوجَد – مثلاً – إسم مارك Mark، العرب يقولون مُرقص، أليس كذلك؟ مارك Mark ترجمتها مريخي المزاج، نسبة إلى المريخ، علماً بأن مارسيل Marcel هى المُؤنَّث منه وإن تسمى به الذكور، مثل مارسيل خليفة، فمارسيل Marcel هى المُؤنَّث من مارك Mark، ومارك Mark معناه مريخي المزاج، أي رجل حربي أو رجل غضوب، هذا معنى أنه مريخي المزاج، كلوديوس Claudius معناها الأعرج، مئات الشخصيات الفكرية والسياسية والعسكرية إسمها كلوديوس Claudius، قل لي كلوديوس Claudius معناها الأعرج وقل جاء الأعرج، لن يفهم أحد، هم تصرَّفوا على نحو أكثر إخلالاً بإسم رسول الله الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ ۩، هذا التصرف يظهر ويضح مع كلمة أو مع إسم أو علم الفارقليط، وطبعاً هذه الكلمة أو هذا الإسم حيَّر الباحثين أو أرادوا أن يتحيَّروا، فمنهم مَن ترجمه بالمُعزي مع أن ينبغي ألا يُترجَم، ومنهم مَن ترجمه بالناصر، ومنهم مَن ترجمهم بالماحي، ومنهم مَن ترجمه بالرحمة، اجتهد وقال هذا رحمة لأُناس كثيرين، وفرح بها بعض المُسلِمين لأن الله قال رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ۩، وهناك أشياء كثيرة فمنهم مَن قال غير هذا كالبروفيسور Professor العلّامة الإيطالي الكبير الذي كان أستاذاً في جامعة القاهرة أول ما أُنشئت – في أول إنشاء لها – كارلو نلينو Carlo Nallino صاحب المُحاضَرات الشهيرة في علم الفلك عند العرب – علّامة كبير وخبير باللغات الشرقية – حين ألحَّ عليه وأحرجه العلّامة عبد الوهاب النجّار في معنى الفارقليط أو الباراكليتوس Parakletos، وأعتقد أنني ذكرت لكم هذا أكثر من مرة، ففي الأول قال المُعزي، فقال له أنا لا أسأل نلينو Nallino المُتعصِّب النصراني وإنما أسأل البروفيسور Professor كارلو نلينو Carlo Nallino الخبير باللغات، قال فاحمر وجهه وأطرق برأسه وقال الباراكليتوس Parakletos تُرادِف وتُعادِل أفعل التفضيل من الحمد في العربية، ولم يُحِب أن يقول أحمد، وهذا شيئ يُقشعِر البدن، هو يفهم هذه الكلمة على أصولها، قال باراكليتوس Parakletos معناها أحمد، ولذلك في سورة الصف – واضح أن هذا راجح – وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ ۩، الله، قال لك المُعزي هو هذا، الحديث عن رجل إسمه أحمد، ليس المعنى هو المُعزي وإنما أحمد، قال لهم من الأفضل أن يذهب لكي يأتي أحمد، وأحمد يبقى معكم إلى الأبد، في يُوحنا – إنجيل يُوحنا – أيضاً وصفه بأوصاف دقيقة، فقال بمعنى الكلام عيسى – عليه الصلاة وأفضل السلام وآله وأتباعه بإحسان – أشياء كثيرة أو أمور كثيرة لأقول لكم، ولكن أنتم الآن في هذا الوقت لا تستطيعون أن تحتملوا، أي أن الحق الذي أعرفه كله لا أستطيع أن أُفضي به إليكم، طوقكم يقصر عنه فلا تستطيعون أن تحتملوا، ولكن إن جاء ذاك روح الحق – وطبعاً القرآن من أوله إلى آخره آيات مثل إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ ۩ قال الله وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ ۩ وقال أيضاً هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۩، عشرات الآيات يُقال فيها القرآن حق ونزل بالحق ومحمد أُرسِل بالحق، فالحديث دائماً عن الحق، وهم يقولون لك The Spirit of Truth- فيتكلَّم بالحق كله، قال الله يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ ۩، لا إله إلا الله، الحديث عن الحق، قال الله الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ۩، علماً بأن الدين واحد، الدين ليس هو المُحمَدية، الدين هو الإسلام، دين آدم ونوح وإدريس وموسى وعيسى ومحمد، محمد يقول كما قال أخوه عيسى، الدين قبله لم يكن كاملاً، هناك أشياء لم يأذن الله أن تُقال، أما أنا فأنا آخر واحد، أي آخر نبي، ولابد أن أُلقي إليكم كل ما أُلقيَ إلىّ، وحذَّره الله أن يكتم شيئاً تحت طائلة جريمة أنه ما بلَّغ الرسالة، قال له إذا فعلت هذا فإنك ستكون ما بلَّغت الرسالة، يجب أن تُبلِّغ كل ما أُنزِل إليك من ربك، ولا تخف من الناس، تقول الآية الكريمة وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ ۩، قال هذا روح الحق فيتكلَّم بالحق كله وليس بجزء من الحق، كل الحق يُظهِره، مَن هو الشخص أو النبي إذن الذي بُعِثَ بعد عيسى وأظهر الحق كله؟ قال لأنه لا يتكلَّم عن لسانه، هو يتكلَّم بما يُلقى إليه، ذاك يُمجِّدني، الله أكبر، وصفه أيضاً – أي وصف الفارقليط – بأنه يُمجِّده، يتكلَّم بكل الوحي ولا يكتم منه شيئاً ويكمل به الحق والوحي ويُمجِّده، لماذا؟ لأن – كما تعلمون – الآخرين قالوا عنه ابن الزنا وقالوا عنه ابن الشيطان – ولد الشيطان – أما محمد فقال عنه كلمة الله وروح الله، وقال إن الله رفعه إليه وطهره، لم يجعل للكافرين عليه سبيلاً، وقال أيضاً أنه عبدٌ مُبارَكٌ وهو أينما كان مُبارَك، أينما كان تحل معه وبه البركة، وبأنه بارٌ بوالدته، وأنه ليس جبّاراً وليس شقياً، أليس كذلك؟ وأنه عبد الله ورسوله، وأنه حق أيضاً، تقول الآية الكريمة قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ ۩، هذا هو الحق في عيسى، وأنه وأنه وأنه وأنه، وهذا شيئ عجيب جداً، تقول الآية الكريمة وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ۩، الله أكبر، قال ذاك يُمجِّدني، مَن هو الذي أُرسِل بعد عيسى ومجَّد عيسى؟ محمد، انظروا إلى إخواننا النصارى هداهم الله، يقولون هذا المذكور روح القدس، وهذا كلام فارغ طبعاً، كيف هو روح القدس؟ روح القدس موجود مع عيسى وقبل عيسى، يحيى – عليه السلام – في الإنجيل نشأ في رحم أمه مُمتلئاً بروح القدس، روح القدس موجود مع الأنبياء جميعاً، ثم أن روح القدس ما الذي قاله وما الذي زاده في شرع عيسى واكتمل به الحق ونحن الآن بعد عيسى لنا تقريباً أزيد من ألفي سنة؟ لا شيئ، الوحيد الذي أتى بالتكملة وأتمَّ الله به النعمة وأكمل به الدين هو محمد بن عبد الله صلوات ربي وتسليماته عليه، فنسأل الله الهداية وتثبيت الهداية ومزيداً من الهداية، وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ۩.
هناك مُحاوَلة أُخرى لطيفة جداً لعالم وباحث مصري فاضل في الحقيقة وهو الأستاذ رؤوف أبو سعدة – إن كان حياً فأسأل الله بطول عمره – وهو عالم مُحقِّق – ما شاء الله – ومُدقِّق بلا شك، قال أنا أرى أن الفارقليط ليست أصلاً لفظة يونانية، كيف؟ باراكليتوس Parakletos كلمة يونانية فكيف يقول هذا؟ قال هذه الكلمة لم تُعرَف في المُعجَم اليوناني وفي لغة اليونان قبل عهد عيسى، عُرِفَت بعد ذلك، وهذا أمر عجيب، هذه مُلاحَظة مُهِمة جداً في علم اللغات، يقول العلّامة أبو سعدة وبناءً عليه فأنا أُرجِّح أنها لفظة آرامية عبرية، ثم ذهب يُحلِّلها، وهو عالم بالآرامية وبالعبرية – ما شاء الله – وبلغات كثيرة وهو رجل مُجتهِد، قال هى مقطعان، فاراقليط مقطعان: الفارق والليط، قال الفارق من (فرق) وهو جذر، وفرق بالآرامية والعبرية يعني ماذا؟ وضع وحط، مثل يضع عنك شيئاً ويحط عنك شيئاً، هذا هو الفرق، هذا معنى الجذر، والليط من معانيها الشيئ إذا علق بشيئ أو لصق بشيئ، قال فأنا أُفسِّر الفارقليط بأنه هو الذي يضع عنهم إصرهم، وهذا أمرُ عجيب، هذا شيئ دقيق، لقد حلَّل الكلمة وفكَّكها آرامياً عبرياً وقال هذا هو معناها، الفارقليط هو وضع الإصر، يحط وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۩، الله أكبر، فسواء كان مثل ما قال البروفيسور Professor نلينو Nallino معناها أحمد وهذا أعجب إلينا – هذا يُعجِبنا أكثر – أو الفارقليط واضع الإصر فهو أيضاً عجيب.
نأتي الآن أيضاً إلى نبؤة جديدة قلَّ أن تسمعوا به، نبؤة في سفر حجي أو حجاي وهو من أسفار التوراة، أي من أسفار العهد القديم، النبي حجاي أو حجي في السفر الثاني أعتقد الآية سبعة يتحدَّث عن ماذا؟ يُوجَد شيئ عجيب، يُمكِن ان تقرأوا هذا طبعاً، خُذوا النسخة اليسوعية المُترجَمة أو النُسخة المُشترَكة بالعربية وسوف تجدون “وأتى مُشتهى كل الأمم”، هل هذه ليس لها علاقة بمحمد؟ قالوا لك أين محمد في الكتاب المُقدَّس؟ يُوجَد وأتى مُشتهى كل الأمم، نعود إلى الأصل العبري، بالعبرية ما المكتوب عندهم؟ متكوب “وبا – با يعني أتى – حمدت كل هجويم”، أنتم تسمعون بالجوييم، أي الأمم من غير اليهود، فكل مَن ليس يهودياً هو من الجوييم، يعني الأمم الأُخرى، الجينتايلز Gentiles كما يقول الرومان، البرابرة كما يقول اليونان، هذا هو معنى الجوييم، يُقال لك هذا يهودي إسرائيلي وهذا جوييم، ومن هنا يُقال هاجوييم، أنتم تعرفون الهاء، هذه أداة التعريف بالعبرية، فيُقال هتوراه، أي التوراة لكن من غير هاء، أي من غير الألف، لماذا؟ هناك خمسة حروف – سوف ندخل في النحو العبري – وهى الهمزة والهاء والعين والخاء والراء – أربعة حلقية وواحدة ذلقية وهى الراء – إذا كانت في أول الإسم أو في أول الكلمة تبقى الألف، فيُقال هأرض، أي الأرض، لأن الكلمة تبدأ بالهمزة، باستثناء هذه الأحرف الخمسة تبقى الهاء بغير الألف، لذلك هنا هجوييم، أي كل الأمم، “وبا حمدت كل هجويم”، أي وجاء حمدت كل الأمم، لقد اقشعر بدني، جاء المحمود عند كل الأمم، مَن هو المحمود؟ مَن هو الذي إسمه مُحمَّد وأحمد ومحمود؟ هو حمدت كل الأمم عليه الصلاة وأفضل السلام، حرَّفوها ودسوها وكتبوا مُشتهى، ما علاقة مُشتهى بحمدت؟ والجذر تقريباً نفسه في العربية والعبرية والآرامية وهو الحِمد ومنها الحَمد، نفس الشيئ ونفس المعنى، وجاء حمدت كل الأمم، إذن يُبشِّر به هذا السفر، سفر حجاي.
بشارةٌ أُخرى وردت برسول الله عليه الصلاة وأفضل السلام – في نشيد الأنشاد أو المعروف بنشيد سليمان – سليمان النبي الملك عليه وعلى والده الصلاة والسلام – أعتقد في الإصحاح الخامس، في نشيد الأنشاد وردت نبؤة وهى بشارة أيضاً اختلف فيها اليهود والنصارى والمُسلِمون، فاليهود رجَّحوا أن المُراد بها سليمان نفسه بدليل أن السفر سفره والنشيد إنشاده، وهذا كلام وجيه بادي الرأي، أما النصارى فقالوا كلا، هذا وصفٌ لعيسى، المذكور هنا هو عيسى عليه الصلاة وأفضل السلام، أما المسلمون وهم لا يحتاجون إلى هذه البشارة ولا إلى هذا البُرهان فقادهم الدليل المحض المُجرَّد إلى أنه محمد، وهذا دليل قاطع يُمكِن أن تنحني له كل رقبة فقط بشرط أن يبرأ صاحبها من الكبر الزائد، في نشيد الأنشاد يُوصَف هذا الشخص المذكور بأن حلقه حلاوة وبعد ذلك في الترجمات العربية والإنجليزية يُقال وكله مُشتهيات He is altogether lovely، ما هذا؟ ما معنى كله مُشتهيات؟ ما معنى حلقه حلاوة وكله مُشتهيات؟ واضح وجود نوع من التصرّف هنا، وسيضح أنه تصرّف حقيقي، وهو تصرّف آثم حرّف هذه الكلمة في الكتاب المُقدَّس، بالعود إلى الأصل العبري يختلف الأمر، ويُمكِن أن يفعل هذا كل مَن يعرف العبرية، يفتح سفر نشيد الإنشاد ويقرأ هذا العدد – أي هذه الآية – من السفر الخامس، ليقرأ إسماً سيُفاجأ أن الحاخامات والرابيين ينطقونه، وهذا موجود في وثائقي أو فيديو Video الآن أيضاً، فتسمعهم وهم يقرأون ويقولون محمديم، وهذا مُهِم جداً، ما معنى محمديم؟ هل محمديم هو محمد؟ فماذا تفعل هذه الـ (يم ימ)؟ في اللغة العبرية هذه الـ (يم ימ) تلحق الأسماء في أواخرها للتعظيم، علماً بأنها جمع مثل الوهيم، واليهود قومٌ مُوحِّدون مثلنا بفضل الله، هم لا يُؤمِنون بتعدَّد الآلهة، لكن ما معنى الوهيم؟ جمع تعظيم، للإجلال والتوقير Respect، ليس جمع العدد وإنما جمع الإجلال والتوقير، فيتحدَّثون عن الله بأنه الوهيم، لأن هذه الـ (يم ימ) للجمع ولكن ليست جمع العدد، وهنا تحدَّثوا عن محمد بأنه محمديم لتبجيله، فالسفر تحدَّث عن هذا وقال محمديم، لكن هل فعلاً هو محمد؟ محمد أربعة أحرف، وطبعاً اللغة العبرية لم تدخلها أحرف العلة – Vowels – كما يُقال إلا في القرن الثامن الميلادي، قبل ذلك كانت تُكتَب بغير أحرف علة، ولذلك كُتِبَ هذا الإسم بأربعة حروف فقط، الميم والحاء والميم والدال، (ميم מ، حت ח، ميم מ، دالت ד) بالعبرية، فهذا الوثائقي أو هذا الفيديو Video استفدنا منه ونسأل الله أن يُعظِم أجر مَن أتاحه شيئ جميل جداً، سمعنا الرابيين يقرأون ويقولون محمديم، وهذا أمرٌ عجيب، أهكذا تقرأونها إلى اليوم؟ الأكثر من هذا أنه نبَّهنا إلى شيئ في مُنتهى الروعة، قال لك اذهب إلى هذا السفر وخُذ هذه الكلمة كما هى مكتوبة هنا – وهى He is altogether lovely التي قالوا بسببها وكله مُشتهيات – بالعبرية وضعها في أي مُترجِم، في مُترجِم جوجل Google مثلاً – Google Translator وهو مُتاح مجاناً – ضعها بالعبرية وقل له ترجمها إلى الإنجليزية، مُباشَرةً يُعطيك جوجل Google محمد، الله أكبر، وهذا شيئ لا يُصدَّق، محمد مذكور بإسمه، قال الله الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ ۩، ثم أنه لم يُبعَث بسيف يُسلطه على رؤوسهم، لم يُبعَث بإفنائهم ولم يُبعَث بإعناتهم، إنما: يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ – أي ما تتعارفه الفطر السليمة السوية – وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۩.
اللهم ثبِّتنا لنعيش ونموت ونلقاك ونحن من الذين آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۩، واجعلنا بذلك بفضلك ومنك من المُفلِحين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية
الحمد لله، الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون، ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذابٌ شديد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صَلَىَ الله – تعالى – عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
اللهم اهدنا فيمَن هديت، عافنا فيمَن عافيت، وتولنا فيمَن توليت، علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزِدنا علماً وفقهاً ورشداً، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً وعيناً دامعة ورزقاً واسعاً ودعاءً مُتقبَّلاً، ونعوذ بك من علمٍ لا ينفع ومن قلبٍ لا يخشع ومن عينٍ لا تدمع ومن دعوةٍ لا تُسمَع ومن عملٍ لا يُرفَع ومن نفسٍ لا تشبع، ونعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع ومن الخيانة فإنها بئست البطانة.
اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا وما جنينا على أنفسنا، جنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۩.
فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ۩، وأقِم الصلاة.
(انتهت الخُطبة بحمد الله)
فيينا (28/10/2016)
بارك الله فيك دكتور انت مفخرة للعالم انا من المعجبين بك لك كاريزما تبارك الله ليتني اكتشفتك منذ زمن بعيد كانت حياتي تتغير الي احسن نستفيد منك كتيرا دكتور ليتك تاتي الي المغرب تلقي علينا محاضرة في علم النفس
ما شاء الله. تبارك الله. جهد مبارك من فريق العمل في تفريغ هذه الخطب. في ميزان حسناتكم إن شاء الله.