بالكاد يتفق العلماء في الرياضيات والعلوم البحتة, أما إنْ تعلّق الأمر بالعلوم الإنسانية فإن الاختلاف يظهر بشكل واضح وجلي, ومن شبه النادر أن تجد مفكرًا حرًا يتفق مع آخر في كل ما يتعلق بالعلوم الإنسانية إن لم يكن مُستحيلًا.
ولذلك فمن الطبيعي أن تختلف مع الدكتور عدنان إبراهيم, ولكن من الجحود أن ننكر جهوده التنويرية لتحرير هذه الأمّة من أغلال الجهل وثقافة الاستبداد, وقبل أن يبدأ غلاة العقلانيين وأهل التخصص في التشكيك في مقدار الموضوعية والعلمية التي يُقدمها عدنان, فعليهم أن يُلاحظوا أن الموسوعية الفائقة التي يتّصف بها عدنان في ظلّ عصورنا الحالية التي تشهد إنفجارًا علميًا ومعلوماتيًا لم يسبق له مثيل أنّ أي شخص له حظ من الاطلاع سوف يكون دقيقًا في عدة مواضيع وسوف تتجاوزه الدقة في مواضيع أخرى, وعدنان ليس استثناءًا وهذا ليس عيبًا في هذه الحقول.
لا شك أن مجتمعاتنا العربية تعتمد على التلقي المسموع والمرئي ويقل كثيرًا التلقي المقروء للأخبار والمعلومات؛ ولذلك كان أداء الدكتور عدنان في الإلقاء المسموع وقدراته الخطابية ولغة جسده وشخصيته الكارزمية لهم صدى كبير في ثقافتنا العربية الإسلامية.
لا أحد ينكر أن طرح الدكتور لمواضيع جدلية جدًا وجعلها قابلة للتداول على طاولة الثقافة العربية يعتبر إنجازًا كبيرًا بحد ذاته لا يُنكره إلا مجحف, فطرح الديمقراطية ونظرية التطور والعلمانية والتعددية الثقافية وغيرها من مواضيع ثقيلة وحساسة على طاولة الثقافة العربية بهذا الانتشار وبتناول إيجابي لم يستطع أي عالم أو مفكر عربي أن يفعله من قبل, ونجح عدنان في هذا الصدد بالقيام بما فشل فيه المئات من المفكرين والعلماء العرب.
ومع اقتراب صفحة الدكتور عدنان ابرهيم من حاجز النصف مليون متابع, أقولها احقاقًا للحق والإنصاف أن الدكتور عدنان إبراهيم هو مُشعِل الثورة الفكرية العربية الكبرى التي سوف يكون لها العديد من العواقب الإيجابية في السنوات القليلة القادمة.
متى أصبح مدون فيسبوكي مفكرا وباحثا؟
صاحب المقال مجرد عامّي ينشط على الفيسبوك ويأتي بالطوام.
أن يكتب مثل هذا الرجل عن عدنان إبراهيم فهذا دليل على أن فكر عدنان إبراهيم لا يؤثر إلا في العوام!