ما ان عرفت بأن الموقع الرسمي لأستاذي وشيخي الحبيب عدنان ابراهيم قد قام في ضوء عملية التطوير المباركة بطرح المبادرة لنشر الابحاث والمقالات المرتبطة بالشأن الاسلامي. حتى ماج عقلي بالأفكار وسبح في استرسال لا أول له ولا آخر “عن ماذا اكتب ؟ .. أأكتب عن تجديد الخطاب الديني ؟ ـم عن مولانا جلال الدين الرومي ؟
لا سوف أكتب مقالة عصماء في مديح شيخنا الدكتور – وهو بحق جدير بالثناء – عساه يقرأها ويكتب لي تعليقا يحوي من الثناء مثيله. ولكن مهما كان موضوع البحث لابد أن أنتهي منه سريعا حتى لو لم أجمع المادة المطلوبة للبحث . لابد أن أكون من الأوائل الذين بادروا بنشر أبحاثهم حتى احظى بفضل السبق. لابد أن يعرف الجميع كم أنا عبقري وكم تحوى هذه الرأس من أفكار ألمعية تنتظر الفرصة كي تخرج الى النور . لابد أن يعرف الجميع انني ذو رأي )وبصيرة حتى أنال اللقب الأثير إلى نفسي (باحث في الشئون الاسلامية .
لابد لي أن أختار موضوعا يبدو معقدا بما فيه الكفاية حتى استطيع ان ابرز مواهبي المتعددة ولابد ان ابحث عن الكلمات المناسبة ذات الطابع المقعر الفصيح حتى ابدو كأحد الاكاديميين العتاه , وكذلك يجب أن اختر موضوعا من الموضوعات التي تضفي على كتاباتي طابع التجديدي والتنويري مثل (اعادة تجديد التراث الاسلامي) او (الفقه المقارن بين الاصالة والمعاصرة) على أمل أن تنهال علي التعليقات التي تمتدح قريحتي وتتنبأ بمستقبل مشرق لعالم نحرير ومن يدري ؟ ربما اطلع على تلك المقالة من له صلات بالدوائر الادبيه او الاعلامية ليفتح لي الباب كي اعتلي منبرا اعلاميا لأقول ما يحلو لي , لا , بل لأقول ما يحلو لمن يدفع .
لن يهمني كثيرا أن أقرأ ابحاث ومقالات الاخرين , كل ما سيهمني اأن أفتح موقع الدكتور عدنان ابراهيم ذات يوم فأجد بحثي قد تم نشره مذيلا باسمي …. ياله من احساس رائع ونشوة عارمة , سوف اكون متوترا جدا بعد ارسال مقالتي لحين ان يتم نشرها خوفا من أن لا تنشر, سوف افتح الموقع مرتين وثلاثة واربعة يوميا ولن اهدأ حتى اجد مقالتي منشورة. الآن فقط اشبعت رغبتي في ان اصير معروفا حتى ولو لقدر ضئيل من البشر , سوف أرسل نسخة من هذا البحث لكل من أعرف ومن لا أعرف ولسوف اعلن لكل من أقابله وأنا مملوء بالزهر والفخار أنني أنشر ابحاثا واكتب مقالات في افضل المواقع البحثية والدوائر الاكاديمية ولسوف استمتع بكل نظرة انبهار واعجاب اراها تلوح في اعين من حولي ,ياله من شعور رائع ولربما انام قرير العين كوني تحقق لي المراد وربما استيقظ في اليوم التالي وقد نسيت كل شيء عما كتبت وعمن كتبت لهم .
استفقت من هذا القيء الفكري وفي لحظة صدق أورثتني اياها محبة شيخي , عقدت العزم على ألا أكتب أي شيء لأن النفس المريضة بداء العجب لا تدواى مرضي وأن القلم الذي يكتب بمداد الغرور لا يهدى حيارى وخير لصاحب البدن السقيم أن يصف لك المرض لا أن يصف لك الدواء .
ماسبق ليس بحثا في الشئون الاسلامية ولا الاكاديمية وانما هي لحظة صدق مع النفس بكل مكنوناتها وتناقضاتها .
نصيحة لك أخي , لو كنت ترى نفسك في مرآة كلماتي لا تكتب , فصمت التواضع أفضل لك بكثير من صخب الغرور .
أضف تعليق