الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۩، إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمدُهُ ونَسْتَعينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا وَحَبِيبَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَصَفْوَتُهُ مِنْ خلقهِ وأمينهُ على وحيه، صَلَّى اللَّهُ – تعالى – عَلَيْهِ وعَلَى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المُبارَكين الميامين وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
عباد الله:
أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، كما أُحذِّركم وأُحذِّر نفسي من عصيانه ومُخالَفة أمره لقوله جل من قائل:
مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ۩
ثم أما بعد:
أيها الإخوة المسلمون الأحباب، أيتها الأخوات المسلمات الفاضلات، يقول الله – سُبحانه وتعالى – في كتابه العظيم بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ۩ يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ۩ وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ۩ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ۩ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ۩
صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط، آمين اللهم آمين.
أيها الإخوة الأفاضل، أيتها الأخوات الفاضلات:
حديث القرآن الكريم عن الشيطان الرجيم المذؤم المدحور – عليه لعائن الله مُتتابِعة إلى يوم الدين بل إلى أبد الآبدين – حديث فريد في أبوابه، لا يُلفى له لا نظير أو شبيه أو مثيل، ويُمكِن لمَن أنعم النظر وغاص بالفكر على آي كتاب الله الكريمات – سُبحانه – أن يخرج بنظرية مُتكامِلة، عن هذا الخلق الذي يُجسِّد الشر محضاً والقسوة عاريةً والقباحة مذمومةً، عن هذا الخلق الذي أبعد في عصيان الله والإباء عن أمره والمُخالَفة، هذا الخلق الذي حذَّرنا الله – تبارك وتعالى – مما نصبه لنا من العداوة والبغضاء والإعنات والشنآن، إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ۩، وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ۩، لا أبين من عداوته! وفي المُقابِل وَهَٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا ۩، لا أوضح من استقامة طريق الله ومن وضوح محجته وبلوغ حُجته على الناس أجمعين! إلا أن الناس – إلا مَن رحم الله تبارك وتعالى – حالهم كالآتي، على حد ما قال – سُبحانه وتعالى من قائل – وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ۩ والعياذ بالله، ورطة وأي ورطة! ومحنة وأي محنة! وفتنة وكفى بها فتنة! صدق اللعين وصدَّق على أكثر الخلق ظنه، لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ۩، لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ۩، إنه يقعد لابن آدم كل مقعد، ويترصَّد له كل مرصد، لا يتركه، ولا يغفل عنه، ابن آدم يغفل عن الله سُبحانه وتعالى، ويغفل عن مصالح نفسه الحقيقية، إلا أن هذا الخلق اللعين الشر والقباحة لا يغفل عن ابن آدم ولا ينام لحظة، سُئل الحسن البِصري – رضيَ الله تعالى عنه – هل ينام الشيطان؟ فقال لو نام لاسترحنا.
فما معنى أن تكون عداوته أبين عداوة وبالإزاء يكون صراط الله أنهج سبيل وأبين صراط وأكثره استقامة والناس يتخوَّضون في خضخاض من الفتن والبلايا والمحن والكوارث العقدية والمسلكية؟ معنى هذا أن مُعظَم خلق الله سُبحانه وتعالى – مُعظَم الخلق هكذا والعياذ بالله تبارك وتعالى – عمي، صم، بُعداء من العقل، وغُرباء عن الحكمة، وإن نصيب المرء من العقل والحكمة بمقدار عراقته في طاعة الرحمن سُبحانه وتعالى، وبمقدار نفوذه في مُعاداة الشيطان والتبرؤ منه والتنبؤ بأساليبه ووساوسه وزخارفه ومداخله ومخارجه ومصادره وموارده، هذا هو الحكيم، هذا هو العاقل.
القرآن لم ينعت بالعقل إلا مَن أطاع الله، وسلب هذا العنوان عن كل مَن عصى الله، ولنا أن نتهدى بأحوال الطائعين والعُصاة، لنا من أحوالهم هادٍ، يهدينا إلى حقيقة هذه الجُملة ولُب هذا المعنى، أن مَن عصى الله – تبارك وتعالى – لا عقل له، وأن مَن أطاع الله فله العقل والحكمة، أيها الإخوة والأخوات بل للمرء من نفسه هادٍ، ليختبر نفسه حين يكون في طاعة الله، مُتحقِّقاً بها ظاهراً وباطناً، كيف يستقيم له الفكر؟ كيف تضح له السُبل؟ وكيف تغدو أمياله النفسانية بل أهواؤه الجبلية؟ تنزع به خير منزع، وتعود تستقذر ما كانت تستملح وتستحلي بالأمس القريب، فيُدرِك أنه كان مغلوباً على عقله، وأنه مِمَن عزب عنه حلمه، ويُدرِك الآن أنه بفضل الطاعة وبركتها ونورها عاد إليه بعض ما هنالك، للإنسان من نفسه هادٍ لو أسعدته الحظوظ وأمكنه التوفيق، نسأل الله – تبارك وتعالى – أن يجعلنا مِمَن أسعدهم بطاعته ومِمَن رفعهم بتوفيقه وإلطافه، ومِمَن نوَّر وأضاء قلوبهم بحُبه وذكره، اللهم آمين.
هذا الموضوع قد يظنه بعض الناس – بل إنهم يتعاطون معه وفق هذا الحُسبان الباطل من كل وجه – أنه موضوع لا يُحتاج إلى التذكير به، لأنه معروف، الأطفال يعرفونه! وفي الحق لا يكاد يعرفه أحد إلا مَن رحم الله، إننا نتعاطى مع هذا الخلق اللعين على أنه ولي حميم، كيف؟ وهو الذي لا يرضى إلا بالإمعان في إعناتنا وكرثنا وإهلاكنا، انتبهوا! من الصعب أن يتصوَّر المرء خلقاً – مِن بني آدم مثلاً – لا يقنع بحد في الشر، في الإهلاك، وفي المُصيبات، إبليس كذلك والعياذ بالله، لا يقنع مهما تهوَّرت، مهما انحططت، ومهما تقحَّمت من القُحم، قُحم الكبائر والفواحش، حتى قتل الوالدين، هناك مَن قتل آباه وأمه، حتى قُربان المحارم، هناك مَن يأتي ابنته والعياذ بالله أو يأتيها ابنها، من هذه القاذورات – والله – يتكدَّر الخاطر، وتجلب الأنكاب إلينا بمُجرَّد سماعها، وحسبك من شر سماعه، هناك مَن يفعل هذا وهناك مَن يفعل هذا، وهناك مَن يُلحِد في أسماء الله وصفاته، بل يُنكِر وجوده أصلاً ورأساً والعياذ بالله، وهناك مَن يُشعِل ويُزكي نيران الحروب التي وقودوها الكبار والصغار، العظام واللحم والدم الغض، ومع ذلك ربما يقشعر بدنه لحظة، ربما يستيقظ ضميره لبُرهة، إلا أن إبليس مُتربِّع على عرش فسقه وعصيانه، سعيد السعادة كلها، لكن غير قانع، لا يقنع بهذا، يُريد ما هو أسفل وما هو أشد انحطاطاً.
هذا الخلق اللعين – لعنة الله تعالى عليه – وحري بنا وقمين أن نعتصر دائماً له صورة سوداء مُظلِمة مُدلهِمة بالغة في السوء والشناعة والبشاعة كل مبلغ يستطيع أن يضرب في ميدانه الذهن والخيال بهذا الخلق الشنيع، حري بنا أن نستذكر هذه الحقيقة دائماً، أننا أمام أبشع وأشنع وألعن خلق الله وأفسقهم عن أمره، وهو يجري منا مجرى الدم، هذه مُصيبتنا، وهذه محنتنا، لا يُفارِقنا! يجري منا مجرى الدم، فكيف نتخذه ولياً حميماً إذن على ما زعمت حين يُسوِّل لنا بشيئ؟ كل ما يُسوِّل، كل ما يُوسوِس، وكل ما يُزيِّن ظهر لنا أنه ينتسب إليه أو اشتبه والتبس علينا أمره وظننا أنه من بنات أفكاره وخيالنا، فلنعرضه على قانون ودستور شرع الله تبارك وتعالى، هل هذا مما أمر الله به؟ هل هذا مما يرضاه الله تبارك وتعالى؟ فإن كان ذلك فليس إذن هو مما ينتسب إليه، وإن لم يكن كذلك فهو من صنائعه، هو من أفاعيله.
حين تهم – والعياذ بالله – بأن تذكر أحداً بسوء اسأل نفسك هل هذا مما يرضاه الله؟ كلا طبعاً، وأنت تعلم أنك تحتقب حراماً، إذن أنت هنا مصروع لإبليس، إبليس خطمك وزمك وأخذ بحبلتك، أخذ هكذا بحبلك! يجرك طائعاً أصم أعمى، لا تدري من أمر نفسك شيئاً، وربما تخوض في هذا ساعة وساعتين وثلاث ساعات، وكل يوم تفعل هذا، مسكين أنت!
وكذلك الأمر نفسه حين تكذب، حين يسألك أحد – وفي الصدق بل في المعاريض مندوحة عن الكذب – يُمكِن أن تُعرِّض، والأحسن أن تصدق، وإن أسعفتك الشجاعة والقوة الذاتية فلك أن تقول أنا في حل من الجواب، لن أُجيبك، لكن لا تكذب، لماذا تكذب؟ تُسأل فتكذب، وتدّعي فتُبالِغ، فتقع في ورطة الكذب أيضاً عبر باب المُبالَغة والادّعاء والزعم والعياذ بالله، إبليس هنا يقودك.
حين تنظر إلى ما حرَّم الله وضميرك يعلم – ضميرك الديني اليقظ أو البقية الباقية منه – أن هذا لا يحل اعلم أن إبليس يقودك، وأنت الآن تتخذه ولياً حميماً دون أن تدري، تُطيعه أنت وتعصي أمر الله تبارك وتعالى.
الله الذي لا يُريد ولا يبغيك إلا الحُسنى في الدنيا والآخرة، لا يُريد إلا ما فيه صلاحك وإصلاحك ومنفعتك وهناءتك وسعادتك، أتتبرأ منه وتُنكِّب عن طريقه وتأخذ في سبيل هذا اللعين؟ لابد أن تجلس هكذا، لابد أن تُحاوِل أن تجد جواباً عن هذا السؤال الكبير الخطير، وهو سؤال كل يوم، بل كل ساعة، بل كل لحظة! هل ما أنا فيه من هدي ربي أم من تسويل شيطاني ونفسي؟ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ ۩، هل هذا يعمل في مصلحتي الحقيقية الأبدية أم يعمل في بواري وخساري؟ عليك أن تطرح هذا السؤال، هل ما أنا فيه الآن في هذه الساعة لله فيه حظ أم هو حظ الشيطان – والعياذ بالله – والنفس؟ إذا قلت هو حظ الشيطان فإذن أنت تَلميذ في مدرسة إبليس، أنت عبد الآن موالٍ له والعياذ بالله، مُعادٍ لله، ومُجانِب لأمره، دون أن تدري، انتبه!
ولذلك تغدو ضعيفاً أمامه، وتضعف، تضعف يوماً فيوماً، وتزداد ضعفاً، وبعد ذلك يُمكِن أن ينجر بك ذلك – والعياذ بالله – إلى تقحم ورطات لا تخطر على بالك، يُمكِن أن ترتكب أعظم وأفحش الفواحش والكبائر، نعم! وأنت الذي كنت بالأمس عبداً يُوشِك أن يكون صالحاً، وربما دان أن يُكتَب في ديوان الصدّيقين، الحي لا تُؤمَن عليه الفتنة، انتبه!
ومن أبواب إبليس أنه يأتيك دائماً ويقول لك ليس مثلك مَن يَضِل ولا يُضَل، أنت خيّر، أنت مَن رأى الرسول قبل عشرين سنة في المنام، أنت مَن ختم القرآن ثلاثين مرة قبل ثلاثين سنة في رمضان، ماذا نفعل بقبل عشرين وقبل سنة وقبل شهر وقبل يوم؟ ما يهم هو ما أنا عليه الآن، انتبه! الحي لا تُؤمَن عليه الفتنة، وإنما الأعمال بالخواتيم، هذا من تلبيس إبليس.
بل يأتي بعض الحمقى والنوكى ويمد لهم في حبل التمنية، وهذا من أساليبه، التمنية! يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ۩، هذا تغريره بنا والعياذ بالله، يمد لهؤلاء في حبل التمنية، أنكم من أهل الله وخاصته وأحبائه من بين الناس، لماذا؟ لأن آباءكم وأجدادكم كانوا من الصالحين، فأنت تنتسب إلى رسول الله، وأنت تنتسب إلى سيدي فلان وسيدي علان، فلا خوف عليك إن شاء الله، لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
تقدَّم منا غير ما مرة – أيها الإخوة والأخوات – أن إبليس أنجح ما يكون حين لا يظهر، حين لا يُدرى به، حين لا يُحَس، حين يُلقي في روعنا أن هذه أفكارنا وخياراتنا ونظرياتنا، هذه خياراتنا! ونغضب جداً مِمَن يقول لنا اتق الله، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، مع أن الله خاطب محمداً – صلوات ربي وتسليماته عليه وآله وأصحابه وأتباعه أجمعين – ومن ورائه أمته – أي خاطب أمته من ورائه – بقوله وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۩، استعذ بالله! نحن مأمورون قبل أن نُقلِّب صحائف المُصحَف الشريف أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لأنه قد يُضِلنا بقرائتنا، قد يلبس علينا كلام ربنا، هو لا يتركنا، لا يتركنا! لا من باب خير ولا من باب شر، أليس كذلك؟ بعد تكبيرة الإحرام في أول قراءتنا أول ما نأتي به الاستعاذة، لأننا مأمورون بالاستعاذة، وأول الصلاة قرآن، لابد أن يكون في رأسها استعاذة، لابد أن نستعيذ منه، لعنة الله تعالى عليه.
فعليك أن تجد جواباً أو تبحث عن جواب عن هذا السؤال، سؤال كل ساعة! ما حظ الله في؟ هل أنا مملوء من الحق؟ هل أنا مملوء من النور والضياء؟ هل أنا عبد رباني أم – والعياذ بالله – حظ إبليس في عظيم، فأخذ بسمعي وبصري وبمجامع قلبي ونياطه فاختلطت علىّ الأمور، التبس علىّ الحق بالباطل، ولا أعرف معروفاً ولا أُنكِر مُنكَراً إلا ما أُشرِب من هواي؟ حال كثيرين منا – وبالله نعوذ من الخذلان – هي هذه الحال، قُصارى ما نتعاطاه هي هذه الركعات، نأتي نُصلي، بلا روح، بلا قلب، وبلا حضور، وبعد ذلك نأخذ فيما نُريد، فيما يُملي علينا شيخ الفاسقين المذؤم الملعون المدحور، لعنة الله تعالى عليه، نأخذ في الكذب، الغيبة، النميمة، الشهوات المُحرَّمة، أكل أموال الناس بالباطل، خُلف الوعد – أشياء مُحرَّمة كثيرة -، الحقد، الغش، الحسد، الحرص، الشُح، البُخل، عبادة الدنيا، عبادة الدينار والدرهم والعياذ بالله، منع الحقوق، والخوض في الباطل بل في البواطيل والأباطيل، ثم نحن مُرتاحون جداً، نحن مُسلِمون طيبون، نُصلي – الحمد لله – الصلوات الخمس، مساكين نحن! نحن طُعمة لهذا اللعين – لعنة الله تعالى عليه – ونُغالِط أنفسنا في الحقائق.
لو جلس المرء مع نفسه ساعة مُستمِداً العون من الله والإسعاف ورجا أن يكون في خفارة الله – سُبحانه وتعالى – بعيداً عن أخذة إبليس وخنقته وموتته التي ذكرها النبي ولمته – لعنة الله تعالى عليه – لعلم أن الحسد يتآكله، الحسد هو الذي يأكل قلبك ونفسك، هو الذي أذهب هناءتك وسعادتك، إلا أنك لا تعترف به، لا تعترف بأنك حسود، تحسد هذا وذاك وتلك، لا تعترف! ولذلك أنت لا تأخذ في علاج نفسك، لا! أنت طيب ومُحترَم، تقول على الأقل أنا أحسد لكن لا أبغي، لكن لا تُريد أن تُعالِج نفسك، لماذا يا رجل؟ لماذا تُقوّي الشيطان على نفسك؟
لماذا إذا قلنا نعوذ بالله من الشيطان الرجيم لا ينطرد؟ لأننا نقولها مع الإصرار ومع الكذب، كالمُستهزئين والله، كالذي يُقيم على شرب الخمر ويقول نسأل الله السلامة، اللهم اغفر لنا، هذا مُستهزئ بربه، أتسكر الآن أنت وتدعو؟ ما هذا الكذب؟ ابتعد واترك ثم ادع ربك تبارك وتعالى، أليس كذلك؟ يشرع في جريمة باسم الله، أتستعين بالله على ما حرَّم الله وأنكر ودمدم وثرَّب على فاعليه؟ أتستهزئ أنت بربك – لا إله إلا هو -؟ هكذا! في الحقيقة إبليس هو الذي يستهزئ بنا، انتبهوا!
القرآن أحب أن يُذكِّرنا بل أن يُجلي حقيقة غابت تقريباً عن كل الأمم والمِلل، ذكرتها غير ما مرة أيضاً، في كتاب الله – تبارك وتعالى – يا إخواني وأخواتي نجد عشرات المواضع يذكر الله فيها عدوه من آحاد الطواغيت والمُجرِمين ومن جماعات الناس، ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ ۩، هناك أعداء لله، وهناك آحاد كفرعون والعياذ بالله، يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ ۩، فرعون عدو لله، لعنة الله تعالى عليه، عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ ۩، ولكن – انتبهوا – لم يرد في موضع واحد أو في موارد واحد من كتاب الله العزيز أن الله وصف إبليس بأنه عدوه، وأنا مُتأكِّد لو سأل امرؤٌ نفسه أو أخاه لقال بالحري هناك عشرات المواضع وأنا سأتذكرها، لكن لن تُسعِفك ذاكرتك، لأن المُصحَف لا يُسعِف في هذا الباب، غير موجود! غير موجود في كتاب الله موضع واحد يُفيد بأن الله وصف الشيطان بأنه عدوه، لكن في مواضع كثيرة نعته بأنه عدونا، عَدُوٌّ مُّبِينٌ ۩، قال إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ۩، وعلى ما وصفه الكليم – عليه الصلاة وأفضل السلام – إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ ۩، بيِّن العداوة، بيِّن! فاقع العدواة بشراسة والعياذ بالله.
لماذا لم يصفه الله بأنه عدو له؟ أمره أحقر من هذا، هو خلق مُسخَّر، مثلنا تماماً! لا يتعاجز الله، ولا يتكاءده، هو أقل من ذرة مطروحة في الكون، لا شيئ! كان عبداً من عباد الله، أُمِر فعصى، وكُلِّف فأبى، فحاقت به اللعنة، ودُحِر وذُم، انتهى أمره، انتهى! مثل أي عبد، طلب النظرة فوافق طلبه من الله الحكمة، فأنظره إلى يوم بعث الناس أجمعين، هذه قضيته فقط! لكي تتم المحنة والفتنة على ما رسم القدر الأعلى، ليس أكثر من هذا، والآن يُطرَح سؤال وجيه، لماذا لم يُوصَف بأنه عدو لله في حين وُصِف كثيرون من طواغيت البشر وجحدتهم بأنهم أعداء لله؟ هل تعرفون لماذا؟ الفرق واضح، إبليس أُوتيَ النظرة، لا يموت! أُوتيَ الخلود، ليس المُؤبَّد، لكن إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ۩، لعنة الله تعالى عليه، وبعد ذلك لابد أن يُصعَق وأن تزهق نفسه ككل الخلائق، فليس مُخلَّداً أبداً، فمثل هذا لو وُصِف بأنه عدو لله لظن الناس أنه في حرب حقيقية مع الله، طرفان يقتتلان! كما تُصوِّر للأسف الأديان الأرضية الوضعية والسماوية المُحرَّفة كلها العلاقة بين الله وبين إبليس، طرفان مُتناقِضان! بلُغة العصر تدور بينهما رحى حرب باردة نحن ساحتها، تُصفى الحسابات في ساحتنا نحن، يصطرعان في ساحة الإنسان، حرب باردة! الموجود حرب ساخنة مُباشِرة بيننا وبين الشيطان، ليس بين إبليس وبين الله ونحن الساحة، تصوير خُرافي ميثولوجي سخيف جداً جداً جداً، إبليس أهون على الله من هذا، وكيده بإزاء الحق الذي تتنوَّر به الأبصار والبصائر ضعيف الضعف كله، إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ۩، لكن – انتبهوا – كيد الشيطان ليس ضعيفاً عندي وليس ضعيفاً لديك ولا لديها، لدى مَن؟ جعلنا الله منهم! كيد الشيطان ضعيف لدى مَن امتلأوا بالحق، لدى مَن يصدرون عن حق، ومَن يُفرِغون عن حق، قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ۩، حين يأتي الحق! الباطل لا يُبدئ ولا يُعيد حين يأتي الحق، بغير حق الباطل يحكم، كما يقولون الشيطان يحكم، أي Satan rules، يحكم! الآن تقريباً الحاكم في هذا العالم الشيطان، الحاكم في مُجتمَعات الناس الشيطان، وانظروا! انظروا إلى هذه المُجتمَعات في شرق المعمور وغربه، بعضها كاد يُصبِح ماخوراً، المُجتمَع كله هو ماخور، بيت دعارة! المُجتمَع بيت دعارة، الناس في بيوتها دعّار والعياذ بالله، الناس في الشوارع دعّار، شبه عُراة، النساء – والعياذ بالله – شبه عاريات، والمشاهد المُخزية الجارحة للكرامة والحياء والفطرة الإنسانية تُلاحِقنا وتسطو بنا في كل مكان، في المُواصَلات العامة، في الشوارع، في الإعلانات، في المجلات، في الشبكة العنكبوتية، في التلفزيون Television، وفي كل شيئ! خاصة في التليفونات المحمولة – Mobile phones – التي أصبحت مراصد لإبليس، مقاعد لإبليس، وجامعات لإبليس، يتخرَّج منها أبالسة صغار وكبار والعياذ بالله، ما هذا؟ إنه إبليس الذي يحكم، الشيطان يحكم! أين هُدى الرحمن في هذا كله؟ وأكثر الناس لا يشعرون بهذا، يتعاطون الصلاة ويخضعون لحُكم إبليس، وربما كانوا وزراء وسفراء في حكومة إبليس دون أن يدروا، بعضهم يفعل هذا باسم الشرع، ويُحلِّل ما حرَّم الله، ويفتن الناس في دينهم، ويُحرِّف فطرتهم دون أن يدري، والشيطان يحكم والعياذ بالله.
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ ۩، هل تُريدون خيراً من هذا التفسير لهذه الفتنة المذكورة؟ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم ۩، أي كما فتن أبويكم فأخرجهما، بلاغة! اقتضاب عجيب وإيجاز بليغ، لكن كيف كانت هذه الفتنة؟ قال يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا ۩، أحدهم سيقول لا، ما هذا؟ هذا جديد، نحن نعرف أنه فتنهما بإغرائهما بالأكل من الشجر، أي بالتناول من شجرة مُحرَّمة! لكن الآية تُقدِّم الجديد – انتبهوا – الذي نغفل عنه، الآية تُقدِّم جديداً، وكأنها تقول – هذا ما أرتاح إليه في تفسير هذه الآيات ونظيراتها – إن القصد الرئيس له أن يُبدي لهما سوءاتهما، لأنه غاظه وأحنقه أن يتشرَّف هذا الكائن الآدمي بعنوان خليفة عن الله في كون الله، وأن يُسخَّر له الوجود كله، غاظه هذا جداً! لماذا هو؟ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۩، لماذا هو؟
ولذلك جعل وكده وبنى خُطته في حربنا وعداوتنا البيّنة على ماذا؟ على أن يتدلى بنا ويتسفَّل وينحط بنا من أُفق رباني إلى وهدة حيوانية، يجعلنا على مدار الساعة لا نُفكِّر إلا في شهواتنا، إلا في فروجنا، في أخس شيئ فينا! في الجانب الذي تشترك معنا فيه العصافير والقرود والخنازير والكلاب – أكرمكم الله جميعاً – بل الحمير والبغال، هو: عَدُوٌّ مُبِينٌ ۩، فيلسوف العصيان – لعنة الله تعالى عليه – والمروق، وعلم أن هذه سبيل لا نهاية لها في المُصيبات الدينية والمسلكية، سبيل الشهوة العارية الجامحة الحيوانية، ولذلك فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَان لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتهمَا ۩، انتبهوا! القرآن دقيق، لم يقل فوسوس لهما ليأكلا من الشجرة، أراد أن يأكلا، لأنه علم أن أكلهما سيتأدى بهما إلى أن يتغوَّطا، فيُسقِط الستر النوراني عن السوءات، فيرى آدم سوءته وسوءة زوجه، وترى سوءتها وسوءته، الفطرة هنا تنبعث فاعلةً، وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا ۩، لكن وقع المحظور، ما هو؟ وقع المحظور، إذ أطلت الحيوانية بقرنها مرة، ستبقى تنبض لك كالعرق القديم، أنا مُتأكِّد هذا ما حدث وما يحدث مع كثيرين منا، لم يكن جرَّب مُحرَّماً ما، فيتقحَّم ويُجرِّبه مرة أولى والعياذ بالله، فلا تكون الأخيرة، يبقى ينبض له، إلا أن يُسعِفه الله، عجَّل الله بإسعافنا.
الشيطان كان يعلم هذا، ولذلك لست مع السادة المُفسِّرين الذين رجَّحوا أن اللام للعاقبة، لا! أنا لا أراها لام العاقبة، بل أراها اللام الباعثة، إنها لام التعليل، والقرآن واضح، والذي يُؤكِّد أنها الباعثة المُعلِّلة وليست للعاقبة قوله بعد قليل – بعد حين في نفس السورة قوله تبارك وتعالى – لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا ۩، هذا الذي أراده، فله قصدان، القصد الأول هو أن ينزع لباسهما ويُريهما سوءاتهما، والقصد الثاني أن يأكلا من الشجرة، وليس العكس! فيلسوف العصيان والإضلال، لعنة الله تعالى عليه، ولذلك الأمر معه لا يحتمل اللعب، يتقاضى الجد الحقيقي، والله! جرِّبوا – بالله عليكم جرِّبوا – أن تخرجوا من سُلطانه بصدق صادق وبإخلاص مُتشحِّر وأن تكونوا في عنايه الله وخفارته، سترون مقدار ما كنتم تدلَّون فيه وما تقحَّمتموه مما لم يكن منكم على بال ولا حسبان.
ولذلك أختم – أيها الإخوة والأخوات – ونسأل الله أن يُقدِّس ضمائرنا وأن يُنوِّر بمعرفته سرائرنا، دائماً سل نفسك واطرح هذا السؤال على نفسك، كم للشيطان في؟ ما حظه في؟ حظه فيك ما وُجِد فيك من المعاني التي لا يرضاها الله تبارك وتعالى، بمقدار ما فيك من كذب، حسد، غش، حقد، ميل للشهوات المُحرَّمة، وميل للشك والظنون الباطلة، الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ۩، قال سُفيان الثوري – قدَّس الله سره – إن أمضى أسلحة إبليس على ابن آدم خوف الفقر، فإذا قبل منه ذلك – صدَّق ابن آدم أنه ربما يفتقر، ربما يضيع، ربما يضيع مُستقبَل أولاده، أي مُستقبَل أبنائه وبناته، مسكين أنت! يرزق الدودة بل الدويدة في باطن صخرة صماء، أينساك أنت؟ خاصة إذا كنت من أهل لا إله إلا الله، هل ينساك؟ لكن أين الإيمان؟ يا ضيعة الإيمان، يا ضيعة الإيمان وضيعة الأحلام والعقول – وقع ابن آدم في الباطل، وترك الحق وتصرَّف بالهوى، ومنع الحقوق، انتهى! تُصاب بالشُح، بالبُخل، بالحرص على تكثير الأموال من حل ومن حرام، بالكذب، بالدجل، وبالنصب.
يُقال إن إبليس – لعنة الله تعالى عليه – صعد السفينة مع نوح وما كان حُشِر فيها وإليها من أزواج الحيوان، فرآه نوح فعرفه، فقال إلى أين يا لعين؟ قال يا نبي الله دعني أُعلِّمك، أي إن تدعني – إن تركتني – أُعلِّمك، هذا الجواب، دعني أُعلِّمك خمس كلمات تحتاجها وذُريتك، فأوحى الله إليه أن يا نوح قل له لا حاجة لي بخمستك، وإنما أخبرني عن اثنتين، في الخمسة هناك اثنتان هما الأخطر والأكثر والأشد فتكاً ومضاءةً، فسأله عنهما، ولا يستطيع أن يكذب لأن الرجل يُوحى إليه، قال نعم يا نبي الله، الحسد والحرص، بالحسد أبيت عن أمر الله وخالفت عن أمر الله، حسدت آدم! لماذا هو خير مني؟ لماذا يكون مسجودي؟ لن أفعل! أهلكه الحسد، أول ذنب عُصيَ به الله الحسد، وثاني ذنب خُرِق به سياج الشرع والأمر والنهي ما هو؟ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ۩، هذا يُعيد الجوهر، يُعيد جوهرة طبيعتكما، ستصيران من طبيعة ملكية، لا يفنى نُوركما ولا نَوركما، وتدخلان في عالم الخلود والتأبيد، حرص! حرص على البقاء في المُلك والنعيم، كأن الله توعَّده بأن ينزعهما، بالعكس! إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ ۩ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ ۩، أعطاه الأمان، لكن خرق سياج الشريعة هو الذي أفقدنا الأمان والهناءة والسعادة، والآن نفقده، لأننا نخرقه أيضاً، قال وبالحرص أكل آدم من الشجرة، وظهر فيه الجانب الحيواني، ولذلك بالحرص يتحوين الإنسان، بل يُصبِح أحط من الحيوان، لأنه يعبد الدينار، لا يعبد رب الدينار، لا يعبد رب الدنيا والآخرة.
اللهم إليك المفزع، اللهم إليك المفزع، وأنت المُستغاث والملجأ من كل ما يُخيف ويُفزِع، احفظنا من أنفسنا ومن شرورنا ومن شر شياطين الإنس والجن، يا ولي ذلك، يا قادر عليه، يا رب العالمين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله، الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون، ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذابٌ شديدٌ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صَلَىَ الله – تعالى – عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً.
اللهم اهدنا فيمَن هديت، وعافنا فيمَن عافيت، وتولنا فيمَن توليت، اللهم قنا شر نفوسنا، اللهم أعذنا من شر نفوسنا، وقنا شر كل ذي شر يا رب العالمين، واجعلنا من عبادك المبرورين ومن أوليائك المسعودين، وأقمنا مقام الصادقين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۩، وأقِم الصلاة.
(11/12/2009)
أضف تعليق