غاليليو والكنيسة: صراع علمي أم مواجهة مع الدين؟ إعادة قراءة للتاريخ

standard
استعرض الدكتور عدنان إبراهيم في سلسلة العلم والدين تفسيرًا جديدًا ومختلفًا للصراع التاريخي بين غاليليو والكنيسة الكاثوليكية، مُشيرًا إلى تحقيقات ودراسات حديثة، خاصة تلك التي قدمها المؤرخ بيتر هاريسون، حيث توضح هذه الدراسات أن قضية غاليليو لم تكن مجرد مواجهة بين العلم والدين، بل تضمنت جوانب علمية وجيهة.

1. الأبعاد العلمية لصراع غاليليو

يشير الدكتور إلى أن بعض علماء الفلك في ذلك الوقت، وحتى داخل الكنيسة، اعترضوا على استنتاجات غاليليو حول مركزية الشمس، ليس بالضرورة لأسباب دينية، بل لأن الأدلة التي قدمها كانت، وفق رأيهم، غير كافية لدحض نموذج مركزية الأرض. على سبيل المثال، لم تكن الأدلة التي أوردها غاليليو عبر ملاحظاته الفلكية حاسمة بما يكفي لإقناع المجتمع العلمي بأكمله بتبني النموذج الكوبرنيكي.

دعم الكنيسة للبحث العلمي آنذاك

يوضح الدكتور أن الكنيسة الكاثوليكية في تلك الحقبة لم تكن ضد العلم بشكل عام، بل كانت داعمة للبحث العلمي وممولة له في عدة مجالات، وكان هناك علماء ورجال دين كاثوليك يُجرون بحوثًا في مختلف العلوم. ولكن كانت هناك تباينات في الرأي حول النماذج الكونية، ولم يكن الجميع متفقين على نظرية غاليليو.

نقد بيتر هاريسون للصورة النمطية للصراع

تُظهر دراسات بيتر هاريسون أن تصوير صراع غاليليو والكنيسة كمجرد اضطهاد ديني يعد تبسيطًا تاريخيًا. فالنقاشات بين غاليليو والكنيسة كانت تتضمن اعتراضات علمية حقيقية، وليست بالضرورة اضطهادًا قائمًا على التعارض بين الإيمان والعلم. ويؤكد هاريسون أن العديد من علماء الكنيسة كانوا في حوار مع غاليليو، وكانت لديهم حجج علمية مضادة.

الحاجة لإعادة النظر في الرواية التاريخية

يلخص الدكتور عدنان أن فهمنا للصراع بين غاليليو والكنيسة يجب أن يأخذ في الاعتبار هذه الأبعاد المعقدة، وأن هذه الرواية التاريخية كانت تتضمن جدلًا علميًا حقيقيًا، ما يجعل من المهم إعادة تقييم هذا الحدث بعيدًا عن الصور النمطية المألوفة حول معاداة الكنيسة للعلم.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: