أجرى الأستاذ عادل الكاسبي حواراً مع الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم على النحو الآتي:
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تحية طيبة لكم أعزاءنا المُشاهِدين أينما كنتم وتُتابِعون هذا البرنامج، برنامج ضيوف عُمان، ضيفنا هذا اليوم من فيينا، الدكتور والمُفكِّر العربي عدنان إبراهيم، سلام الله عليك يا دكتور ومساك الله بالخير.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: مساك الله بالخير أستاذ عادل وأهلاً وسهلاً بك وبالسادة المُشاهِدين والمُشاهِدات.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: نحن سعيدون بوجودك معنا اليوم في هذه الحلقة، كل الكادر وأيضاً كل مَن في قناة الاستقامة سعيد بوجودك هنا، وأيضاً أحسب أن كل العُمانيين سُعداء بوجودك أيضاً في أراضي السلطنة.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: أنا – والله – أسعد بعُمان وأهل عُمان.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: لديك انطباع عن سلطنة عمان، لنبدأ من هنا دكتور، لديك انطباع وتصريحات – إن صح التعبير – عن سلطة عُمان قيادةً وشعباً وأرضاً، هذا قبل الزيارة، هذه الزيارة الأولى لك في عُمان، هل تغيَّر الانطباع؟ هل تغيَّرت أيضاَ النظرة تجاه هذه الأقسام الثلاثة التي ذكرتها بعد أن زرت عُمان؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: تتغيَّر في الاتجاه الإيجابي، تتغيَّر في الاتجاه التعزيزي، حقيقةً تعزَّزت وبدرجة لم أكن أتخيَّلها، نعم لم أكن أتخيَّلها حقيقةً، حين كنت في فيينا اتصل سببي بعدد من الإخوة والأخوات العُمانيين والعُمانيات، بعضهم زاروني في البيت وبعضهم في المسجد وبعضهم مُقيم هناك في أوروبا أو في النمسا بالذات، لكن حين أتيت هنا وشاهدت الجماهير الغفيرة واتصلت أيضاً بعشرات من الناس والإخوة عن كثب وليس عن سماع تعزَّز هذا الانطباع – بفضل الله تبارك وتعالى – كما قلت لك في الاتجاه الإيجابي، وأنا حقيقةً شرفت بهذه الزيارة واستفدت منها الكثير وارتفعت معنوياتي، أنا لست أقرب – ماذا أقول؟ – إلى التفاؤل وإن كانت هذه المُصطلَحات غير دقيقة هنا على كل حال، لكن خبرتي القصيرة في هذه الأيام بالشعب العُماني – بشبابه وبشباته وبحكمائه – جعلتني أزيد أملاً – إن شاء الله – وأزيد تأميلاً في مُستقبَل هذه الأمة بإذن الله تبارك وتعالى، إذا استطاع هذا العُمانيون لماذا لا يستطيع الآخرون أن يُحقِّقوا هذا النموذج؟
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: الله، جميل، نرجو أن تتكرَّر هذه الزيارات إلى سلطنة عُمان وأن تقضي وقتاً مُمتِعاً ورائعاً وسعيداً هنا في أراضي السلطنة.
لحظة لقائك بسماحة المُفتي الشيخ أحمد بن حمد الخليلي اكتنفتها الكثير من المشاعر التي استشعرها الحاضرون، اشرح لنا هذه اللحظة.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: في الحقيقة كانت هي لحظة غير محسوبة وغير مُقدَّرة إلا في قدر الله عز وجل، نحن كنا في المسجد وصلينا صلاة الظهر مع الجماعة وبعد ذلك خرجنا مُتوجِّهين إلى بيت سماحة المُفتي حفظه الله وأمتع بطول عمره….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: اللهم آمين، وإياك.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: لم نكن ندري أو نتوقَّع أنه صلى أيضاً في المسجد من حيث لا نراه، لم نكن قد رأيناه، فُوجئنا ونحن مُتوجِّهون إلى السيارات أنه خرج من الباب الخلفي للمسجد وليس حتى من الباب الرئيس، زيه زي – ماذا أقول؟ – في مُنتهى التواضع وفي مُنتهى الزُهد، جلباب خفيف جداً بني اللون تقريباً، وعمامة يعتجرها على رأسه وعكازته، ليس أكثر من هذا، طبعاً العلّامة الخليلي مَن يعرفه يعرف أنه جبل بل هرم من العلم والتحقيق والدارية والحكمة في التعاطي مع الأمور، خاصة أمور الأمة المُسلِمة، فضلاً طبعاً عن صفاته المعروفة من الزُهد والتقلل من الدنيا والإقبال على الآخرة فبارك الله فيه، فحين رأيناه فعلاً كنا مُصدومين وكانت مشاعرنا مُتعقَلة بسيور من الدهشة.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: ركَّزت على كلمة الحكمة هنا.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: ماذا تقصد؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: في الحقيقة أنا لمست الحكمة، هذه الحكمة عُمانية يبدو، طبعاً ورد أن الحكمة يمنية وليكن طبعاً، لماذا لا؟ أهل اليمن شعب كريم أيضاً، لكن وجدت أن العُمانين يتسمون بقدر ظاهر جداً من الحكمة لا تُخطئه العين حقيقةً في أشياء كثيرة جداً، إذا أردنا يُمكِن أن نُفصِّل، لكن أهم هذه الأشياء وفي رأس هذه الأشياء التعاطي مع هذا الاجتماع الديني المُتنوِّع، وهو تنوع خصب ومُثرٍ – بفضل الله تبارك وتعالى – لمَن أحسن أن يتعاطى معه، يتعاطون بحكمة أعتقد أن الأمة الإسلامية حاجتها حاقة وماسة إلى مثلها، هو هذا.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: في المُحاضَرة الأولى لك تم تصوير المشهد وأيضاً كتابة عدة تعليقات وكأن الآخر يستغرب هذا الجمع الكبير وهذا الحضور الكبير بين هلالين (لداعية ولمُفكِّر إسلامي)، يُقال أن هذا المشهد لا يتكرَّر إلا في ملاعب كرة القدم، لا يتكرَّر إلا في احتفالات، قد بدو أيضاً فنياً نوعاً ما، ولكن أن يكون هذا الحشد الكبير وأن تحتشد الناس للاستماع لمُفكِّر أو داعية أو واعظ هنا بين مُزدوَجين نقصد (شيئ مُستغرَب).
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: والله ربما يكون مُستغرَباً بحسب طبعاً استقراء حالات مُماثِلة، لكن عموماً الشباب المُسلِم ربما في الفترة الأخيرة يكون تقلَّص اهتمامه بالخطاب الإسلامي وبعطاء المُفكِّرين أو الوعّاظ كما تفضَّلت أو الدُعاة للأسباب المعروفة، لكن قبل ذلك هذه ظاهرة، بالعكس يُقبِلون….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: أن يحتشدوا؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: أن يحتشدوا طبعاً، هذا معروف، ربما نعم لا يحتشدون مثلما يحتشدون للكرة أو حتى للفنيات، لكن الشباب العُماني أعتقد مُتميِّز بلا شك، هذه الظاهرة أكَّدت أن الشباب العُماني على درجة من الوعي ودرجة أيضاً من الطموح ودرجة من التطلع إلى بناء مُستقبَل أفضل، نحن طبعاً لسنا ضد الفنون ولا ضد الآداب ولا ضد كذا وكذا، لكن الأمم لا تُبنى بالفنون وحدها، لا تُبنى بمظاهر الترف وحدها، الأمم تُبنى بخُطة وبرؤية بعيدة المدى وواضحة أيضاً، لابد أن تكون واضحة للجمهور العريض، الشعب العُماني مُمثَّلاً في شبابه وشوابه – أي شاباته – يبدو أن تطلعه بعيد، وهذا التطلع عبَّر عن نفسه في هذه التظاهرة الحاشدة التي لم أكن أتوقعها حقيقةً، أنا توقعت أن يحضر عدد ميسور من الناس.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: ويبدو أن عامل الجذب المُتمثِّل في فكر الدكتور المُفكِّر الداعية عدنان إبراهيم هو السبب الرئيس في قدوم هؤلاء.
أُريد في هذه الحلقة أن آخذ مسلكاً مُختلِفاً نوعاً ما، لأن آراءك دكتور في حقيقة الأمر باتت معروفة من خلال العديد من اللقاءات التلفزيونية والمئات من المُحاضَرات وأيضاً الخُطب – خُطب الجُمعة – واعتلائك على ذلك المنبر، عند لقائي الأول بك حاولت أن أعمل مُقارَبة أو مُقابَلة أو مُقارَنة – إن صح التعبير – بين عدنان إبراهيم مع احتفاظنا باللقب من على المنبر وعدنان إبراهيم في الدروس وفي اللقاءات التلفزيونية وعدنان إبراهيم في الحياة العادية، صورة مُختلِفة تماماً، هل هناك عدة وجوه وعدة شخصيات لعدنان إبراهيم المُفكِّر الداعية؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: طبعاً يبدو من طرح هذا السؤال المُثير أن جوابه لديك، قبل أن نُجيب عن السؤال ما الذي وجدته يختلف؟ أعتقد الذي يختلف فقط ربما النبرة وطريقة حتى الصياغة، لكل مقام مقال، مقام الخطابة غير مقام المُحاضَرة أكيد، أنا لا أُحبِّذ أن يأتي المُحاضِر ويهتدي بالخطيب، يبدأ يصرخ ويتكلَّم بصيغة عاطفية، ليس هذا، هذه مُحاضَرة، المُحاضَرة لابد أن تكون هادئة، أيضاً اللقاء التلفزيوني لابد أن يكون هادئاً، الخطابة من على منبر بلا شك يكون مطلوباً فيها قدر أكثر من العاطفة، نبرة الصوت مُختلِفة، الإيقاع أيضاً لا يكون رتيباً مُتوالياً، هذه خطابة.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: أنا أستشعر أن في الخطابة تتلبَّسك حالة مُعيَّنة كُلياً عن حالة التلفزيون Television أو البرامج أو حتى الحياة العادية، في الخطابة أنت شخص مُختلِف دكتور.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: الكل يقول هذا نعم، كما قلت لك هذا هو السبب، لا أدري، إذا أحببت أن أكون أكثر صدقاً معك – وهذا ربما لمسه كل مَن اقترب مني – أنا في ذاتي شخص شديد الحياء، شديد الحياء جداً جداً من صغري، بعض الناس قد يبدو له عكس هذا وخاصة من مقام خطيب، شديد الحياء، أنا الآن أتكلَّم معك ليس بكامل حريتي، أخجل من الناس وأستحي، هذا في طبعي ولا أدري لماذا، هذا يحتاج أيضاً إلى تحليل، لكن حين أكون على المنبر أتخفَّف كثيراً من هذا، أتخفَّف لأنني لا أُخاطِب شخصاً بعينه، الآن أنا أُخاطِبك – مثلاً – وأتوجَّه إليك أو حتى إلى مجموعة بعينها فتختلف شخصيتي، حين أكون على المنبر كأنني أُخاطِب جمهوراً افتراضياً رغم وجود جمهور حقيقي واقعي لكن أنا أتوجَّه إلى الجمهور العريض وهذا يُخفِّفني….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: أنا من خلف الكاميرات Cameras!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم، يجعلني أتخفَّف من أوهاق هذه الصفة أو الخصلة في الحقيقة.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: انتقلت من وسط فيينا إلى ضواحي فيينا، من البيت القديم إلى البيت الجديد، نسأل الله أن يكون بيتاً عامراً ويزيده الله مهابةً وبراً وعلماً إن شاء الله، السبب قيل الكتاب.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: صحيح، نعم، ضاقت شقتي في فيينا عن مكتبتي وكتبي الكثيرة، بل كل مَن زارني وخاصة حتى من النمساويين – هم كما قلت لك لهم ثقافة علمية في كل شيئ، ينظرون من زاوية علمية والعمارة كانت قديمة، عمرها ربما مائتا سنة – يقولون هذا شيئ خطير جداً، ألا تظن أنه يُمكِن أن تنهار بك الشقة؟ وقالوا حتى من منظور هندسي غير مسموح بمثل هذا العدد الهائل من الكتب في مثل هذه الغُرف، فأنا خشيت من هذا، والحمد لله يسَّر الله – عز وجل – لي أن أخرج إلى الضاحية طبعاً لكي يكون البيت أكثر سعةً ويحتمل هذه الكتب.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: أيضاً خلال بحثي في شخصية الدكتور عدنان إبراهيم ومُحاوَلة الاقتراب من مصادر مُقرَّبة أيضاً من عدنان إبراهيم الداعية قيل أنك لا تنام كثيراً في اليوم والليلة سوى ساعتين أو ثلاث ساعات هذا إذا ما استغرقت في النوم، كثير القراءة وأيضاً تُؤلِّف كتباً، وهناك مُؤلَّفات لم تصدر أيضاً حتى اللحظة، سؤالي في وجود هذا الكم الكبير من الاشتغال المُتعدِّد في القراءة والكتابة والخطابة والبرامج التلفزيونية ما المُؤرِّق في حياة الدكتور عدنان إبراهيم في ظل وجود تسعة أبناء؟ هل يجد الدكتور عدنان إبراهيم الأب نفسه في ظل وجود هذه المُتعدِّدات إن صح التعبير؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: طبعاً في البداية أُحِب أن أُعلِّق على موضوع النوم وقلة النوم، لا، في الحقيقة هذا الكلام ليس دقيقاً، أنا لا أنام ساعتين أو ثلاث ساعات، بالعكس مُتوسِّط نومي بين الخمس والست ساعات، لكن أنا كثير السهر، أنا سهّير من درجة أولى من صغري، مُعظَم حياتي سهر بسبب طبعاً الكتاب والمُطالَعة، وقتي بشكل أساسي للقراءة، القراءة أسرتني وهي التي اعتقلتني حتى عن التأليف، أنا لا أجدني مُغرَماً بالتأليف لأنني مُغرَم جداً إلى حد الوله والعشق والتتيم بالقراءة، القراءة تخلقني تلميذاً مُتجدِّداً، أنا تلميذ باستمرار، أنت لو كشفت عن باطني ربما تعجب قليلاً، أنا لا أرى نفسي لا مُفكِّراً ولا عالماً ولا فيلسوفاً، أرى نفسي مُجرَّد تلميذ بسيط مُتواضِع يظن نفسه من أجهل الناس.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: الله، جميل!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: هذا في باطني حقيقةً، ولذلك أنا أُمعِن في القراءة باستمرار، وكلما قرأت أكثر كلما تأكَّد لي أنني جاهل فعلاً وأنني لا أعرف شيئاً.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: تبحث في هذه الفضاء!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: طبعاً في مُحيط المعرفة الواسع جداً جداً، بالنسبة لأولادي حفظهم الله وأسعدهم ووفَّقهم….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: اللهم آمين.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: الحمد لله هم لا يعوقونني أيضاً عن القراءة وعن البحث ومُواصَلة الدرس، لماذا؟ لأن الله متَّعني أيضاً بصفة أحمده عليها حمداً كثيراً، أستطيع أن أقرأ وأن أُلخِّص وأن أكتب وأن أُطالِع بين أولادي وبين زوجتي، وكثيراً ما أفعل هذا، لا يُشوِّشون علىّ، مع أنهم يلعبون ويصخبون ويتكلَّمون ويسألونني أيضاً، أستطيع أن أُزاوِج بين الأمرين بفضل الله تبارك وتعالى.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: لكن هل تستقطع وقتاً لتكون معهم وتُمارِس دورك كأب؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: كما قلت لك أنا كثيراً ما أكون في الدراسة والمُطالَعة والكتابة حتى أحياناً وأنا بينهم وهم حولي، أُحاوِل طبعاً كل أسبوع أن أجد فرصة لكي نسهر معاً، نُتابِع شيئاً، نحصر – مثلاً – فيلماً مع بعضنا البعض، نتكلَّم في الدين وفي قضايا اجتماعية، أخرج بهم قليلاً خارج طبعاً المنزل للنُزه والفُسح، هذا يحصل قليلاً للأسف الشديد، أنا مُقصِّر، أنا مُقصِّر حتى في حق عائلتي من جوانب أُخرى، أعترف بهذا، وربما يكون هذا بعض ضريبة الانقطاع للدرس والعلم والفهم.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: وهذه يبدو أيضاً ضريبة أن تكون عدنان إبراهيم في نهاية الأمر، أيضاً أُريد أن أبتعد عن كل ذلك الابتذال والانتهاك في المُقابَلات التلفزيونية، ما رأيك في هذه القضية؟ وما رأيك في هذه القضية؟ لأن آراءك باتت معروفة، لندخل في عمق الدكتور عدنان إبراهيم، هواياتك أيضاً، هناك مَن يقتضي بك في كل المسالك وفي كل المناحي، ما إن طرحنا هذا السؤال لا أعرف إن كان يبدو طرحاً علمياً أم لا لكن فعلاً ما هي هواياتك في اليوم والليلة دكتور؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: والله هواياتي قليلة، أي محدودة، أنا أُمارِس الرياضة وليس حتى بانتظام، وخاصة رياضة الجري والعدو، هذا الأغلب، أُحاوِل أن أُمتِع نفسي وأحياناً أهلي وأولادي بمُتابَعة بعض أفلام الدراما، أنا أُحِب الدراما التاريخية والدراما حتى الواقعية، هذه هي هواياتي الرئيسة، حتى اجتماعياتي قليلة، ربما أنا أكون بطبعي شخص انطوائي، أنا أجد نفسي حتى في العُزلة، يُمكِن أن أعتزل العالم لفترات طويلة، لذلك بالمُناسَبة أنا غير مُغرَم باللقاءات التلفزيونية مع احترامي، لا أُحِب السفر، لا أُحِب التلفزيون Television، أنا عذاب سنوي حين أُسجِّل برنامج رمضان، عذاب حقيقي يعرفه الآن طبعاً مَن يشتغل معي، لا أُحِب الظهور، انطوائي بطبعي، وربما أيضاً تكون هذه الصفة لكثير من أهل الفكر وأهل العلم، فأحياناً أيضاً أكسر هذه الانطوائية بلقاءات لا تتكرَّر في السنة أكثر من خمس أو ست مرات مع مَن آنس بهم وأُحِبهم من إخواني، ليس لي مقاييس في مَن آنس بهم وأرتاح إليهم إلا الطيبة والطهر، إذا وجدت الإنسان بريئاً وطاهراً وطيباً هذا هو أخي وحبيبي والقريب إلى نفسي، لا يعنيني من أي طبقة، لا يعنيني حتى علاقاته بالعلم والفكر، هل هو عالم أو مُفكِّر….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: كل الاعتبارات تسقط.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: تسقط بالكامل، وكنت وما زلت هكذا، من صغري أيضاً أصدقائي هم الذين أحس بالطهارة والطيبة وسلامة الطوية، أجلس إليهم أحياناً طبعاً حين نجتمع – بفضل الله – جلسات حبيبة جداً إلى قلبي، خمس أو ست مرات في السنة، نجلس ربما من بعد العصر أو قُبيل المغرب إلى السادسة صباحاً أو السابعة صباحاً، نعم نخوض في أمور كثيرة جداً وأكون معهم من الخائضين لكن بغير تكلف، الكُلفة مرفوعة تماماً، ونتمازح ونتضاحك.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: وهذا ما تحتاجه النفس أحياناً.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: تحتاجه أيضاً، تحتاج هذا نعم.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: ارتباطاً بالسؤال هذا نطرح السؤال الآتي، نقول أن في هذا المكان أو في هذا البرنامج هناك العديد من – هذا بين مُزدوَجين أيضاً أو ظفرين كما يقول إخواننا المغاربة – بعض العلماء وبعض المُفكِّرين والوعّاظ أيضاً مَن نصَّب نفسه مُدافِعاً ومُحامياً عن هذه الأمة، نطرح عليه هذا السؤال: كيف وضع الأمة العربية والإسلامية؟ فيُشخِّص الحالة بامتياز ويُقدِّم لنا أيضاً حلول انتشالها من براثن هذا الوضع، سؤالي دكتور بما أننا كشفنا الأسباب ولدينا أدوات العلاج فعلاً لماذا لا نتقدَّم إلى الأمام؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: طبعاً هذا السؤال ربما يكون الأكثر أهمية حقيقةً في الوقت الراهن ومن قبل عقود وربما هو سؤال عصور الانحطاط برُمتها مُنذ خبا نور هذه الأمة للأسف الشديد وتراجعت عن الريادة وعن القيادة، كانت أمة قائدة وكانت أمة عالمية حقيقةً، للأسف نحن الآن من بضعة قرون صرنا في مُؤخَّرة الأمم، لن أُطيل أيضاً سيدي الأستاذ عادل لأن – كما قلت – هذه الموضوعات مطروحة من كثيرين والكل يتكلَّم فيها ويخوض فيها ولهم كلام جيد حقيقةً وقوي فيها، لكن أُريد أن أُلخِّص رأيي المُتواضِع في نُقطتين.
كثير من الحلول تبقى فقط في النطاق المعرفي العلمي، أشياء مما يُعرَف ومما يُعلَم ويُدرَس، هذا غير كافٍ بالمرة، لابد أن تستحيل – إذا أردنا فعلاً أن ننهض حقيقةً وأن نُقلِع حضارياً كما يُقال – إلى ثقافة .
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: ثقافة؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: ثقافة، شيئ يتنسمه الناس كما يتنسمون الهواء العليل من غير أن يشعروا به، أحد المُفكِّرين الفرنسيين عرَّف الثقافة بأنها ما يبقى بعد ننسى كل ما تعلَّمنه، الشيئ الذي تعلَّمته بشكل رسمي في المدارس والجامعات والكليات إذا نسيته كله تبقى أشياء، هذه هي الثقافة.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: ما يُمارَس؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم أشياء تُمارَس، وهي – كما أقول – الهواء الذي نمخر عُبابه ونتنفسه، فهذه أشياء لا تستحيل لثقافة، لكي نُبسِّط هذا ربما لبعض المُشاهِدين والمُشاهِدات نقول في الغرب – مثلاً – المُتقدِّم الآن لديهم ثقافة علمية، ليس هناك علماً فقط لكن هناك ثقافة علمية، في الشارع وعند ربة المنزل وعند الكبير والصغير ثقافة علمية حقيقية، وينظرون إلى الأمور دائماً من زاوية علمية في أغلب الحالات، نحن ليس لدينا ثقافة علمية، بالعكس نحن لدينا ما يُؤكِّد أن ثقافتنا أحياناً لا علمية أو ضد علمية، قد تجد – مثلاً – أستاذاً بروفيسوراً Professor في الجامعة يُدرِّس الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجيا Biology أو الجيولوجيا Geology أو حتى علوم المناهج – نفترض – والفلسفة حتى – لكنه يُمكِن أن يُمارِس الخُرافة في حياته العادية بالمعنى المقيت المفروض للخُرافة فيلجأ إلى السحرة وإلى العرّافين وإلى كاتبي الأعمال كما يُقال، أشياء غريبة وتحصل، هذا يحصل طبعاً ومرصود ومعروف للأسف الشديد، ليس لدينا ثقافة علمية، لدينا أطباء، أليس كذلك؟ مثل كل الأمم الحمد لله، أطباء ناجحون ومُتمهِّرون كما يُقال، لكن ليس لدينا ثقافة طبية، في نظامنا الغذائي أو التغذوي الصحي ليس لدينا هذه الثقافة الطبية.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: لنُبسِّطها، الثقافة تقصد بها أن هناك ثمة معلومات تُطبَّق على أرض الواقع؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: تُطَّبق، لكن ليس فقط تُطبَّق وإنما كيف أخذت طريقها إلى التطبيق؟ كيف أصبحت رطانة يومية للناس؟ كيف أصبحت – كما قلت – هواءً نتنفسه دون أن نشعر بها؟ ليس كالعالم الذي يُثقِلك، العلم لابد له من اجتهاد واستحضار وكد ذهن، الثقافة ليست كذلك على الإطلاق!
في الغرب الأوروبي – مثلاً – تجد السلال المُعلَّقة في أنحاء المدينة أو في أنحاء الطرق، قد تجد في بعض المُدن العربية مثل هذه المُحاوَلات لكن الفرد العربي يُلقي بالقُمامة أينما اتفق، النظافة ليست ثقافة إلى الآن، النظافة لم تستحل إلى ثقافة!
موضوع الثقافة إذن هو أعتقد أكثر من نصف المسافة إلى الحل، لكن إن بقيت أيضاً هذه الحلول في مُستوى الثقافة وحدها الأمر لن يُحسَم.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: لا يكفي!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: الخُطوة الحاسمة أن تستحيل بعض هذه الحلول التي استحالت ثقافة إلى إجراءات، إجراءات مُحدَّدة مرسومة يُراد لها أن ترى النور.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: نصف ثقافة ونصف إجراءات.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: إجراءات عملية، ما لم تستحل إذن حتى هذه الثقافة ربما لا تُفيد كثيراً، فهذا هو المقصود لو أخذنا في أي موضوع، لا أُحِب أن أخوض في المواضيع السياسية بالذات للأسف الشديد لكن يُمكِن أن نخوض فيها، نُعاني طبعاً من انتكاسات ومن انكسارات سياسية رهيبة في عالمنا العربي والإسلامي، في البداية لابد أن نبني ثقافة سياسية صحية وصحيحة، إلى الآن هذه الثقافة غير موجودة، موجود بعض الهُتامات والشذرات هنا وهناك، ليست مُسيَّقة في سياق واحد مُنتظَم، حين نفرغ من هذا أو ونحن حتى بصدد أو قيد الإنجاز لابد أن نبحث عن الإجراءات، كيف تستحيل بعض هذه الأشياء إلى إجراءات عملية لكي ترى النور؟ هذه الإجراءات إذا اجتمع عدد طائل منها في نطاق مُحدَّد طبعاً – في نطاق مُحدَّد، لكي يكن في النطاق مثلاً كما قلت، وفي النطاق السياسي النطاق الفلاني من النطاق السياسي – يُمكِن أن تتمأسس فنشهد ولادة مُؤسَّسة بالمعنى السوسيولوجي للمُؤسَّسة وليس بالمعنى العمراني طبعاً، وهكذا تتحرَّك الأمم.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: جميل، مُؤسَّسة بها قوانين!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: مُؤسِّسة مُتكامِلة.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: مُتعارَف عليها، نعم أحسنت.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: تعرف ما تقوم به أيضاً وفق مُعادَلة معروفة عند الكل، أيضاً مِمَن حضر كان يُنادي بالانفتاح على الآخر مع المُحافَظة على الهوية، كيف يُمكِننا أن ننفتح على الآخر في ظل كل هذه المُتغيِّرات المُتقلِّبات وفي ظل كل هذه الظروف؟ كيف ننفتح على الآخر مِمَن يختلف معنا توجهاً، ديناً، فكراً، أيضاً ذهنيات، أدبيات مُختلِفة، وأن نُحافِظ أيضاً على الهوية؟ أين نضع الهوية؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: أحسنت، هذا السؤال جيد لكن أنا أعتقد طبعاً لئلا يستحيل كل شيئ إلى هوية هناك أمر هام، بعض الناس يظن أشياء بسيطة – هي على كل حال جُزء من الثقافة – من مُحدِّدات الهوية، هذا غير صحيح، هي جُزء من الثقافة الشعبية، من الثقافة التقليدية، وليس بالضرورة الثقافة العالمة، الثقافة العامة، لكنها ليست من مُحدِّدات الهوية، مُحدِّدات الهوية – مثلاً – اللُغة، هناك مُحدِّدات للهوية غير مُكتسَبة كالعرق مثلاً، هذه أشياء ليست مكاسب بقدر ما هي مواريث ومواهب إن جاز التعبير، اللُغة كما قلت، الدين، حتى الوطن، هذه كلها تُحدِّد الهوية، فيما دون ذلك هناك مظاهر كثيرة – كما قلت – تقاليدية وثقافية، ليست مُحدِّدات أو مُشخِّصات، هذا أولاً.
ثانياً لكي نتحدَّث عن الانفتاح على الآخر والاستفادة من الآخر لابد أن تكون الذات أيضاً واثقة من نفسها، مَن الذي يتحدَّث؟ ليست ذاتاً هُلامية أو ذات قيد التشكل أو ذات مُتشكِّكة أو ذات حتى مرآوية لا تجد ذاتها، تُحاوِل أن تُكوِّن ذاتها عبر الاقتباس المُستمِر من الآخر، هناك بعض الناس هكذا.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: هكذا نعم.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: للأسف الشديد.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: حتى في التنظير!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم، وبعضهم يدّعي أنه من دُعاة الإصلاح والبناء والنهضة وهو لا ذات له، لا ذات له أمام الآخر، هناك مُفكِّرون – لا أُحِب أن أُسيئ إلى أحد وبعضهم مضى إلى رحمة الله – للأسف الشديد – مشروعهم الفكري كله – وكانوا يتفاخرون بهذا – مُجرَّد….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: اقتباس؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: ترداد وتكرار، تكرار…. ماذا أقول؟ المُهِم تكرار تسجيلي لما عند الآخرين برُمته، بُعجره وبُجره كما يُقال، ومُجمَل حتى مشروعه وعود، وعود بأنه سيُتابِع آخر الصرعات، لا يجوز!
لذلك نحن وجدنا حتى هناك في الغرب نفراً من المُفكِّرين الغربيين لم يحترموا هذه الطريقة في التفكير وهذه الطريقة في البحث عن الإصلاح والتجديد والنهضة، وجدوها طريقة عقيمة جداً، وفعلاً هي لا تُفيد، إذن لابد أن تكون ذات مُقابِل ذات، وهذه الذات – كما قلت – لابد أن تكون واعية تماماً بحدودها، حدودها التي تُحدِّد الهوية، أي المُشخِّصات كما يُقال.
بعد ذلك يأتي الحوار، المسألة لا تكون عبر فقط مُحاوَرة الذات، لابد من حوار الآخر، وحوار حي وليس حواراً افتراضياً أو مُتخيَّلاً، لابد أن يكون حواراً حياً نُنشئه مع هذا الآخر لكي نرى، الشعوب الأُخرى فعلت هذا، الهند – مثلاً – يا أستاذ عادل فعلت نفس الشيئ، مر بعض المُفكِّرين الهنود في مطلع القرن العشرين – في الثُلث الأول من القرن العشرين – بالخوف – بتجربة الخوف – على الهوية، وأفرزوا ما عُرِف طبعاً في الدراسات الفكرية بهندنة العلوم.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: جميل، جميل!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نحن نسمع بأسلمة العلوم، وفعلاً هناك دراسات وكتابات وبعضها مُحترَم لكنها طبعاً في نهاية المطاف مُحاوَلات تجاوزوها الآن وتوصَّلوا إلى صيغة مُختلِفة، هذا ما سيحدث معنا – بإذن الله تبارك وتعالى – إن عاجلاً أو آجلاً، لكن أفضل أن نتعجَّل، وهذا التعجل لا يُمكِن أن يتم إلا إذا كنا جادين في مُحاوَرة الآخر حقاً، لا من موقع الأستاذ كما يفعل بعض الناس للأسف الشديد الذين لم يخبروا ما عند الآخر، لا يُمكِن أن تلعب دور أستاذ على الآخر إذا كنت لا تعرف ما عند الآخر، الآخر عنده الكثير مما يُمكِن أن نتعلَّمه وأن نأخذه منه وأن نستفيد منه، الكثير بلا شك طبعاً.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: إذن لابد أن نذوب قليلاً!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: لا، هو ليس ذوباناً، الذوبان – كما قلت – على مُستوى الهوية، المُحدِّدات الأصلية، إذا لم تُمَس المُحدِّدات الأصلية إذن لا يُوجَد ذوبان أبداً، كلا، يُوجَد ما يُعرَف بالتثاقف أو التحاضر، أي Culturalism، هذا هو، هذه المُثقافَة، هم فعلوا هذا أيضاً!
لذلك أنا ذكرت في مُحاضَرتي بالمسرح المفتوح أن تحدي التعارف وتحدي التواصل مع الآخر أجابت عنه الحضارة الإسلامية ابتداءً عبر آلية الترجمة، ليس حتى الانفتاح اللُغوي الكامل بتعلّم لُغات الآخرين على مُستوى العامة أو الجمهور، لا!
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: ترجمة العلوم!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: ترجمة العلوم حتى والفكر، كذلك الأوروبيون فعلوا هذا، الترجمات كانت كثيرة جداً جداً وباللاتينية حتى في البداية، فعلى كل حال الحوار أيضاً خُطوة ضرورية لابد منها مع الآخر حتى نستطيع أن نُنجِز مسألة الاستفادة من الآخر والتواصل مع الآخر عبر الحوار.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: والاندماج أيضاً!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: هذا شيئ مُهِم أيضاً.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: إذن مُصطلَح الذوبان دكتور يبدو أنه مُصطلَح سلبي، يُمكِن أن نقول أن نندمج، أن نتعاطى مع الآخر.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نتواصل!
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: ونتواصل معه.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: المُصطلَح القرآني أن نتعارف، أعرف ما عنده وأُتيح له فرصة أيضاً أن يعرف ما عندي، وأُقدِّر ما عنده مُقابِل أن يُقدِّر أيضاً ما لدي، والأقدار نفسها مُختلِفة بلا شك.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: جميل!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: قد أتفوَّق عليه في الجانب – مثلاً – المعنوي أحياناً، في الجانب الأخلاقي، في الجانب الروحاني، ويتفوَّق علىّ – مثلاً – في الجانب العلمي وحتى في الجانب التقني – مثلاً – وربما أيضاً في الجانب الفكري والروحي في أشياء مُعيَّنة، لا بأس، في نهاية المطاف نحن عائلة واحدة، يجب ألا ننسى هذا، القرآن يُؤكِّد دائماً على هذا، قال الله خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ۩ وقال أيضاً إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ۩، هذا يعني أننا عائلة واحدة في النهاية، هذا الذي تراه مُختلِفاً عنك في الديانة وفي اللُغة وفي العرق هو أخوك في النهاية، هو أخوك حقاً، ابن أمك وأبيك، يجب أن نشعر بنوع من الأُنس بالآخر.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: نعم، لنأخذ المسألة من بُعدٍ اقتصادي، كُبريات الشركات تُحاوِل أن تُذوِّب هذه الهوية في فرض أنماط مُعيَّنة – مُحاوَلة تنميط المُواطن العربي بالتحديد – لكي تسري هذه السلعة، بعد أن تشبَّعت السوق الأوروبية أو السوق الصينية بهذه السلع رأوا أن الجو العربي أو المُناخ العربي هو المرحلة القادمة لترويج هذه السلع، الحالة الوحيدة لروجان هذه السلعة هي تذويب الهوية، إذن هنا اشتغال آخر من بُعدٍ اقتصادي دكتور، كيف يُمكِننا أن نحمي أنفسنا من هذا التوجه؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم، في الحقيقة أنا أتفق معك أستاذ عادل كُلياً تقريباً، للأسف في الغرب إلى الآن – نعم باستثناء بعض المُفكِّرين اللامعين الذين شجبوا وأنكروا المركزية الأوروبية – النظرة المركزية الأوروبية لدى طبعاً عموم المُفكِّرين هناك وحتى عموم الشعوب، لكن لا يزال الغرب الأوروبي والغرب عموماً – الأوروبي والأمريكي وغيرهما – للأسف الشديد أيضاً مُعتقَلاً في النظرة المركزية، الغرب في مركزه إلى الآن يُؤمِن بالمُطابَقة، لابد أن تتطابق معه، أن تكون نُسخة بطريقة أو بأُخرى منه للأسف، يُزعِجه الاختلاف بعكس ما يرطم به دائماً، لكن هذا يُزعِجه.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: المظهر غير الجوهر!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم للأسف الشديد، هذا الذي طبعاً يُمكِن أن تدل عليه أشياء كثيرة جداً جداً في تعاطيه مع الشعوب الأُخرى، مع الجنوب كما يُقال، الشمال والجنوب!
نحن من جهتنا أيضاً قد تُلاحِظ مُفارَقة مُزعِجة قليلة ومُقلِقة، يُمكِن أن تجد – مثلاً – فرداً عربياً أو مُسلِماً على مُستوى المظهر عربي أصيل في زيه وفي لباسه، إذا اقتربت منه في روحه وفي فكره هو ذائب بالكامل، وقد تجد عربياً ويعيش حتى في الغرب الأوروبي ويلبس كما يلبسون لكن بالعكس….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: انتماؤه أصيل للعرب.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم يتوفَّر على قدر كبير من الأصالة….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: الله، جميل!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: الدينية واللُغوية والعروبية، مُهِم جداً في موضوع الذوبان أن المسألة ليست – كما قلت لك – بالزُخرف وليست بالظاهر وإنما بالمُحدِّدات، المُحدِّدات الأصلية، فرد لا يزال يعتز بدينه وبقيمه الدينية الأساسية ونفس الشيئ لأن الدين أيضاً بناء كبير فيه أُسس وفيه أركان وفيه زخارف، بعض الناس يأخذ الزخارف ويترك الأُسس….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: الزركشات.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: الزركشات فقط، وهذا غير صحيح، نحن نُريد الأُسس وأركان البناء، عمد البناء، فتجد هذا أقرب فعلاً من هذه الزاوية إلى روح الأصالة، إلى روح الذات، شخص شاعر بذاته، ذاته المجموعية طبعاً، أنه عربي وأنه مُسلِم وأن لديه ما يُمكِن أن يُقدِّمه للعالم، هو لا يزال يشعر بهذا، لم يفقد الثقة بدوره, طبعاً الشعوب أقل منا بكثير وهذا عجيب جداً، فيتنام تُدرِّس العلوم حتى بالفيتنامية، إسرائيل – هذه الدُويلة الغاصبة الصغيرة – تُدرِّس العلوم أيضاً والآداب والفنون بالعبرية، لغة ميتة وهم أحيوها.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: اعتزاز!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: العرب إلى الآن كما تعرف لديهم مشكلة الترجمة ومشكلة تعريب العلوم وما إلى ذلك، إلى الآن، كأنهم يخوضون في لُغز كبير ليس له حل.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: وحتى على مُستوى اللُغة تراجعت جداً اللُغة العربية، حتى لا تُعتبَر الآن لغة تواصل حضاري بين الأمم.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: صحيح، نعم.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: الآن هناك ملحظ من خلال تعاطيك في هذا البند الأخير، لا أقول تُهاجِم أوروبا وأنت أيضاً مُنتمٍ لها من خلال أيضاً وجودك هناك ولكن تُوصِّف الحالة، حالة العالم الغربي، في وقت نجد بعض الدُعاة يُمكِن أن نُسميهم الدعاة المُناخيين، ينتقل من مُناخ إلى مُناخ فيتحدَّث بأُسس وبأدوات ذلك المُناخ، ألا تخاف نقول هنا من هذا الطرح؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: على نفسي؟
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: نعم.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: لا، بالعكس أنا واضح بفضل الله تبارك وتعالى، طبعاً تُشَن علىّ هجمات بين الفترة والأخرى من المُتطرِّفين اليمنيين هناك وأُتهَم بأشياء طبعاً أنا أبعد ما أكون عنها، تخيَّل في فترة من الفترات أنا اتُهِمت بأنني أُروِّج للإرهاب ولخطاب الكراهية، طبعاً الجهات المسؤولة هناك ثقافياً حتى – المرجعيات الثقافية – برأتني من هذا، قالوا بالعكس أبعد الناس عن هذا، بفضل الله حتى النائب العام أيضاً….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: في فيينا؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم، قال مُستحيل وبرأني بفضل الله.
قبل سنة أنا كنت في لقاء مع فرانس 24 France 24)) حول تعدد الزوجات، اللقاء الذي لم يُذَع، ولك أن تتخيَّل هذا، طبعاً لم يُذيعوه.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: لماذا؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: انظر إلى هذا، هذه فرنسا أم الحُريات، طبعاً هم ظنوا أن عدنان إبراهيم مُفكِّر إسلامي ومُتحرِّر وليبرالي وكذا وكذا وقطعاً سيكون ضد تعدد الزوجات، أنا عندي موقف مُعتدِل جداً من هذه المسألة، هذا الذي أقتنع، وحين برَّرت هذا الموقف بطريقة علمية وما إلى ذلك حتى المُحاوِرة الفاضلة تعاطفت مع طرحي إلى بعيد جداً جداً وظهر هذا، الطرف الآخر طبعاً يبدو أن عنده أجندة مُختلِفة، لما رأى أنه تراجع جعل الهجوم شخصياً، قال وأنت هنا في فرنسا وفرنسا كذا وكذا، قلت له أنا في فرنسا نعم، فرنسا لا تقترح علىّ ما أقوله، أنا رجل مُفكِّر أقول ما أُؤمِن به،لا تقترح علىّ لا النمسا ولا فرنسا ولا حتى عاصمة عربية أبداً، أنا كمُفكِّر مطلوب مني وإلا أفقد حتى دوري ووظيفتي….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: المباديء ثابتة بتغير الظروف، المبادي الثابتة!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: أحسنت، ولست بائعاً مُتجوِّلاً للمباديء والأفكار كما قلت عن المُفكِّرين والدُعاة المُناخيين، هذا يضرب مصداقيتي في الصميم، فقلت لها فرنسا لا تقترح علىّ، بالعكس فرنسا عليها أن تكون مُهتَمة بأن تسمع مني كمُسلِم، من حيثية أنني مُختلِف من هذه الزاوية، ماذا لدي في هذا الباب؟
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: نعم، جميل.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: هذا هو!
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: كيف ينجو الإنسان المُسلِم من لفظة الوعّاظ؟ الوعّاظ: هذه اللفظة المطاطية انزوت وانضوت تحت العديد من المفاهيم، وعّاظ سياسيون واقتصاديون ولهم أبعاد مُختلِفة، ينغر نقول أو يغتر أو ينخدع المُسلِم البسيط العامي بهذا المُصطلَح، فينقاد خلف هذا المُصطلَح: الوعّاظ أو الواعظ، كيف ننجو من هذا الأمر دكتور؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: في الحقيقة نحن نحتاج حقيقةً إلى مُذكِّرين أكثر من وعّاظ، الاصطلاح القرآني اسمه التذكير، قال الله وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ۩، وإذا فهمنا أن جوهر الوعظ الحقيقي قد يكون هو التذكير أدركنا مُباشَرةً بإذن الله تبارك وتعالى أن وظيفة التذكير محدودة، نحن نُريد أسلوباً آخر إلى جانب التذكير في بناء الشخصية المُسلِمة، لا يقوم فقط على الوعظ، التفكير ينفع مَن؟ ينفع المُؤسَّس، ينفع مَن لديه شيئ يتذكره، ينفع الذي شب وترعرع ونما على الإيمان والسلوك أيضاً المُستقيم وفق ما يُؤمِن به، بعض الناس لا يفعل فلا ينتفع بالذكرى، لذلك الوعظ قصير الجدوى وقليل الجدوى حقيقةً، التأثير وقتي ثم يتبخَّر كل شيئ للأسف الشديد، الوعّاظ يظنون أنهم يُبرئون ذمتهم وأنهم يُساهِمون حقيقةً في إصلاح المُجتمَع عبر الوعظ، هذا غير صحيح، وظيفة التربويين آكد وأرسخ وأهم من وظيفة الوعّاظ بمئات المرات.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: جميل!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نحن علينا أن نهتم بالتربية وليس بالوعظ، نعكس الآية تماماً، إذا اهتممنا بالتربية ونجحنا فعلاً في هذا الباب يُمكِن أن يأتي بعد ذلك دور الواعظ المُذكِّر ليكون – كما نقول – عوناً على الطريق.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: مُعين نعم.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: تذكير، ليس أكثر من هذا.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: الوقت الجميل يمر سريعاً دكتور، كلمة أخيرة أيضاً تُوجِّهها لمَن يستمع ويُشاهِد هذا اللقاء.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: والله أُحِب أن أتوجَّه بكلمة لإخواني وأحبابي وأخواتي في عُمان ولإخواني المُسلِمين في العالم كله الذين يعلم الله أنني أُحِبهم جميعاً، أنا أُحِب أمتي – بفضل الله تبارك وتعالى – وأدعو بالخير وأصبو إلى خير أمتي بكل طوائفها في كل الدول وكل الأوطان، يُؤلِمني جداً جداً جداً أن يتعرَّض أي وطن عربي أو أي مُسلِم أو أي مُسلِمة من أي طائفة أو من أي مذهب إلى أي ضُر يلحق به والله العظيم، وأتمنى الوحدة لهذه الأمة كلها بإذن الله تبارك وتعالى، أقول لهم كلمة من وحي زيارتي لعُمان: ادرسوا التجربة العُمانية.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: الله!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: مَن استطاع منكم – حتى على مُستوى المسؤولين الكبار أياً كانوا والمُفكِّرين – أن يزور عُمان فليفعل وليقترب من هذه التجربة وليتحسس فيها فعلاً المفاصل – ماذا أقول؟ – التي يُمكِن أن تدلنا على الوجع الحقيقي هناك.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: جميل!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: في أوطاننا الأُخرى.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: كلماتك الأخيرة أجبرتني أن أطرح هذا السؤال قبل الختام ولتكن الإجابة أيضاً مُختصَرة لضيق الوقت: لماذا تُريد أن تُؤكِّد على أمور تخصك؟ عندما أيضاً تعتلي المنبر وعندما تكون على طاولة الدرس تقول أنا كذا وأنا لا أُحِب كذا وأنا أكون صادقاً معكم وأعمل لوجه الله، لماذا هذه التأكيدات؟ ما هو الهدف منها؟
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: نعم، طبعاً هذه التأكيدات ثقيلة وباهظة، وأصعب شيئ أن يفعلها الشخصية العامة، لكن للأسف أجدني أحياناً مُضطَراً إليها تحت تأثير الهجوم الشرس على شخصي الضعيف ولا أدري لماذا، هجوم شرس عنيف وأحياناً تشعر بأنه مُمنهَج، بعض الناس….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: عفواً، لكنك تعلم لا يُوجَد توافق على أي شخصية كانت.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: طبعاً طبعاً، لكن لا يُوجَد أيضاً هجوم لا تدعمه مُؤسَّسة ولا دولة ولا حزب ولا طائفة ولا جماعة ويتحرَّك بإمكانات صفرية، ما رأيك؟
حلقة مثل هذه فقط نعمل لها رابطاً على صفحتنا، نحتاج إلى شغل، أليس كذلك؟ يشتغل على هذه الصفحة بضعة أشخاص بجهودهم الذاتية، بعضهم مُتبرِّعون، بعضهم أنا أدفع لهم من جيبي، نحن الآن نشتغل حتى بالسالب، ولك أن تتخيَّل هذا، بالدين!
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: لا داعم لك!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: وأرفض الدعم، ما رأيك؟ يُعرَض علىّ الدعم من جهات وأرفضه بفضل الله تبارك وتعالى، بجهود – كما قلت لك – صفرية، حتى بالسالب، ثم هناك….
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: مَن يُهاجِم!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: مَن يُهاجِم ويقول لك هذا مدعوم، مدعوم من دول ومن جهات، ويُؤلِّف طبعاً قصصاً وأساطير غريبة جداً، في مُقابِل أنهم يقولون نحن أنشأنا هذه الفضائية لمُحارَبة فكر هذا الضال الزنديق المُضِل الكذا والكذا، طبعاً كثير من الناس يتأثَّر، يتأثَّرون بهذه الدعايات، فأجدني أفعل هذا لكي أيضاً أُبريء ذمتي وحرصاً مني حقيقةً على أن تصل رسالتي، أنا أُحِب أن تصل رسالتي التي هي في جوهرها بالمُناسَبة ليست اجتهاداً لي في المسألة الفلانية أو العلانية، هذه اجتهادات قد أكون مُخطئاً فيها، هذا طبيعي، أنا بشر بسيط وأتعلَّم حتى من أخطائي، رسالتي هي رسالة وحدة الأمة، إنقاذ الدين، والاجتماع على جوهر الدين، على لُب الدين فقط، وإبطال مُخطَّطات تقسيم وتفجير المنطقة والأمة، هذا الذي أصبو إليه، إن كانت هذه جريمتي أنا أعتز بها والله العظيم.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: الله!
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: وأسأل الله – تبارك وتعالى – أن ألقاه وأنا مُجرِماً بهذه الجريمة، أنني أُحِب الخير لأمتي ولأوطاني وأرفض التآمر على أي بلد عربي أو مُسلِم كما أرفض اللعب أيضاً بصورة الإسلام ومباديء الإسلام تنفيذاً لأجندات تتغيا في نهاية المطاف حقيقةً إنهاء دور هذا الدين في العالم وإنهاء أيضاً وجود هذه الأمة.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: كل الشكر للمُفكِّر الداعية عدنان إبراهيم، كنت سعيداً جداً بهذه الفرصة بأن أتحاور معك دكتور، عسى أن نلتقي في لقاءات قادمة بعون الله تعالى.
– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: والشكر كله لك أستاذ عادل بارك الله فيك وفي هذه القناة الطيبة.
ـ الأستاذ عادل الكاسبي: إذن هكذا نصل إلى ختام هذه الحلقة من برنامجكم ضيوف عُمان على أمل اللقاء بكم في حلقات قادمة وضيف من هذا الوطن العربي الكبير، إلى ذلك الموعد هذه تحياتي أنا عادل الكاسبي وكافة فريق إعداد وإخراج هذا البرنامج، الأستاذ عمر المخزومي وأيضاً الأستاذ مُعاذ، إلى ذلك الموعد هذه تحياتي وإلى اللقاء.
تسعة أولاد! أسمع للدكتور عدنان من سنين و لم أعرف هذا عنه إلى الآن. اللهم بارك له فيهم. متعجب أنا والله عدد كبير بنسبة لقاطن دوله غربيه، عسى الله يريد أن يملأ العالم من ذرية هذا الرجل الفاضل.