في تاريخ السير و أخبار الرواد الذين مثلوا رسالات اﻷديان و أحدثوا نقلة نوعية و حركة ثورية في إنزال و دفع و تخصيب و إحياء المعارف الأساسية التي تعبر عن جوهر فكرة الدين في كافة مناحيه الشخصية و اﻹجتماعية .
كانت هنالك نماذج فائقة و أمثلة مذهلة لشخصيات مثلوا تلك الرؤى بجدارة و كفاءة و فاعلية و قوة ..
إننا كأمة إسلامية واحدة تجمعها فكرة عقدية شاملة تمثل روح رسالة الدين شهدنا عباقرة أفذاذ حملوا هم الدعوة اﻹسلامية الشامخة و كانوا أئمة مهتدين هداة راشدين على قدم راسخ في العلم و في جلباب واسع من الصلاح .. كسادة المذاهب اﻷربعة المعروفة و من كافئهم من التابعين البارزين .. و كذا من كان على علم من السادة آل البيت الكرام .. و إلى الغزالي ..حجة اﻹسلام و رجل الدين و اﻹيمان .. و توالت على الدهر أسماء و رجال .. و ولدت لشأن أمر الدعوة مؤسسات و منظمات فكان الحرمين الشريفين مجالس فهم و مدارس علم و إلى الجامع اﻷموي و ريحانة تونس و اﻷزهر المصري كما في عصر اليوم الذي قام به و أقامه لدنيا عصرنا الشيخ العلامة محمد عبده و تتلمذ على يده أفذاذ و أفذاذ و من قبله كان شيوخه رجالا على قدم في العلم و الحكم .. كأﻷفغاني ..
و اليوم في عصرنا اﻵني بعد أن أصبح العلماء تلاميذا لمدارس حروفية جامدة صار من النادر بزوغ نابغة يتحدث عنه الناس و يخلده الزمان .. نظرا لأن فكرة اﻹستقلال و مبدأ الحرية فيما يتعلق بإعمال العقل و إمعان النظر في المسائل الكلية و القضايا المحورية التي تهم المسلم خاصة و تمس اﻹنسان عامة قد تمت مصادرتهما من خلال اعتبارهما آليات غير مجدية و تقود إلى الخطأ و الغلط و الإساءة في فهم و تطبيق الدين كما يزعم المدعون بأنهم أولياء اﻷمر و رجال الدين …
و لكن ظروف اﻷيام و دواهي الليالي غير مأنونة ﻷحد و تأبى إلا أن تحدث هزة لنظام العادة و التقليد و مشيئة الله هي القوة الفاعلة و القدرة القاهرة فوق كل ما يعم و يشيع و يدين له الناس جهلا و غفلة …
إن فكرة العبقرية ناشزة في مبادئها و أحكامها و خصائصها و أحوالها التي تبدو بها شاخصة مشروعة في نفوس كبار تم اصطفاؤهم سلفا و سبق إختيارهم قبلا .. و هم العباقرة الذين عهدت البشرية التعرف المندهش على إبتكاراتهم و ابتداعاتهم و نوادرهم في أفكارهم و آرائهم و قناعاتهم و اعتقاداتهم و العلوم التي يتوفرون عليها بشغف و هوس و عزة و طموح …
إننا أمة شهدت حضورا صريحا للعبقرية و العباقرة في تاريخنا الوجودي و الفكري .. و هذه سنة مباركة صبغ الله بها أمة سيدنا محمد و ميزها و تأكدت بقول النبي في حديثه الشريف .. حين قال : * إن الله يبعث لهذه اﻷمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها * ….
و هذا التجديد الذي هو بيان للفرادة و التميز و التفوق و النبوغ
في معرفة حكمة الشريعة و فهم قضية الدين و بث دعوة الرسالة اﻹسلامية العالمية يتضمن أظهر
علامات الإبداع و شارات العبقرية إذ أن عباقرة اﻷمة اﻹسلامية هم نجباء أفذاذ يصطفون مع عباقرة كل التاريخ البشري و الحضارة اﻹنسانية .. لأن مساهماتهم في إصلاح أمة ذات هوية فكرية شاملة و عمومية لاشك أمر جليل و خطب كبير و شأن عظيم كفيل بأن يدرجهم في قائمة عظماء بني اﻹنسان الذين خلدهم التاريخ و باركتهم يمنى الحياة .. إضافة إلى هذا فإن الفكر اﻹسلامي قد امتاز بخصائص فائقة خلعت عليه قدرات أصيلة مكنته من التعاطي الفعال و المثمر مع واردات الثقافات و الحضارات البشرية و المعارف و العلوم اﻹنسانية .. و هذا ما أبداه عباقرة المسلمين من الفلاسفة و العلماء و المخترعين و المكتشفين و المؤرخين و الأدباء من الشعراء و المتصوفة و اللغويين ..
الذين ساهموا بدورهم مساهمات واضحة و بارزة في إثراء هذه المجالات و بالتالي تخصيب المحصول البشري عامة …
و هكذا قد شاء الله أمر خير و قضى قدر بر ليعلي به شأن رسوله محمد صاحب القرءآن العظيم و الخلق العظيم في أمته المباركة
بفكره الراشد الهادي و منهجه الرفيع الراقي ..
إن التجديد هكذا لهو خبر مصدق و نبوءة مضمونة و بشارة محمدية أصيلة …
و في معنى التجديد الديني أيضا دلالة نبوية كبرى على أن دين الناس يحتاج إلى محام نبيه يتبناه كقضية لحياته التي يصبغها بالعلم و المعرفة لكي يذب عنه اﻷوهام و الهرطقات و الافتراءآت
هذه إشارة دقيقة على أنه سيطرأ على الدين مايشينه من فهوم غبية و دعاوى جائرة ﻷن الحاقدين و الحساد من الذين وعوا بحقانية اﻹسلام و حقيقته لاشك لن يقفوا مكتوفي اﻷيدي حيال انتشار دعوته بين الناس و العالمين ..
و لن يعجزهم أبدا تلبس ثوب النفاق الأسود تملقا و بذل الدموع الكاذبة بسخاء حتى يخدعوا أمة هجرت القرءآن و اعتزلت الكتاب و نبذت مبدأ *اقرأ ..
و من ثم دس مايحلوا لهم ممايرضي نفوسهم المريضة و يشفي غلهم الغليظ و يسفر عن غيظهم الدفين من أساطير و أكاذيب لاعلاقة لها باﻹسلام و لابرسول اﻹسلام و لابكتاب الإسلام ..
و على هذا اﻷساس فإن شأن المجدد الفذ هو أن يحفز روح اﻷمة و يحيي ضميرها و يستنفر عقلها و يذكي وعيها .. و بقدر ما يكون هذا المجدد عقلانيا و صارما يكون أقرب إلى فهم حقيقة الدين و أدنى لإدراك شأنه و أعز في بيان أحكامه و أقوى في اﻹحتجاج له و أصدق في اﻹلتزام به و اﻹمتثال لأمره ..
و هو بالتأكيد سيقع على كل تلك التهوكات الفارغة و الغمامات الخانقة التي شوهت مشهد الدين و شانت صورة اﻹسلام …
و التجديد كمفهوم عام هو إعادة غربلة التراث الديني للأمة الدينية بفكر ثاقب و عقل مستنير و بصيرة وقادة .. ﻷن التجديد كفكرة ينطوي تحت هذا هذا المعنى و هو الاستحداث النظري للآراء الأيدولوجية التي تنبجس و تنبع من مورد المبادئ و اﻷسس و القواعد و الأنماط التي تهدف إلى معالجة الواقع الحاصل في عالم اﻷفراد و الجماعات بطريقة تؤدي إلى تحقيق اﻷهداف و الغايات التي من أجلها جاء الدين و نشرت رسالته ..؛
و هي هنا بالتأكيد
مقاصد الشريعة اﻹسلامية ..
التي تتمحور حول حقيقة اﻹنسان و اﻹنسانية و حق الحياة و الشخصية و نظام المجتمع و المدنية …
إن أي حركة إصلاح ديني إسلامية بالضرورة إذن واعية و فطنة بهذه القضية و فاهمة لضروريتها و مقدرة لدورها و تأثيرها في واقع الحياة اﻹجتماعية العالمية و هي تراعيها في بث كل ماتتوصل إليه من قناعات و أفكار و اعتقادات تمثل الدين و حريصة على سمعة الدين من جهة أخرى .. و ذلك أننا نعيش في عالم بشري عاقل يفهم و يعرف و يمييز اﻷطر و الحدود التي تمثل الصلاحيات المعلومة لكل فكر يتم التبشير به و التنوير بمبادئه .. لإن اﻹنسانية هوية عامة يتميز بها كل ابن آدم .. و إن المجتمع اﻹنساني يقوم على التعايش في إطار أخلاقي مقبول إجتماعيا و يرتضيه الضمير و العقل اﻹنساني الحرين بطبيعتهما العامة ..
فالمسألة حساسة إذن و لها أبعادها
…
إنني اليوم في واقعنا المعاصر أرى بوضوح كل هذه الأوسمة و الشارات و العلامات و البشارات في فكر و دعوة و روح و عقل
الدكتور عدنان إبراهيم ..
إنه بلا مجاملة و لا مداهنة النموذح الأمثل و المثال اﻷجدر بالإحترام و التوقير و الاعتماد و التبني كعالم دين راسخ و رجل علم صادق يمثل الدعوة اﻹسلامية الحقة و الرسالة المحمدية الأمينة ..
إن الرجل منهجي و موضوعي
دقيق و عميق
و ذكي و عادل .. و هذه هي صفة العالم الحقيقي ..
إضافة إلى أنه موسوعي ذو هوس خارق بالقراءة و اﻹطلاع و الدراسة و التعلم .. و بهذه الخصيصة البديعة فاق الدكتور عدنان إبراهيم الكثير جدا من علماء الدين في أمتنا بل و على مستوى العالم هو متميز فعلا ..
إن همه دوما دأب مستمر من البحث عن الحق و الحقيقة .. و رحلة متسلسلة من الكدح إلى الله و رضاه في كل محاور الفكر و السلوك ..،
و مناحي الحياة و العيش ..؛ كما يوضح هذا كلامه و فعاله …
إن روح اﻷفكار التي يدعو لها الدكتور عدنان إبراهيم أهم من تماثيلها الرائعة الساحرة التي تجسد الرقي و الجمال و العمق و الحكمة ؛ و التي نتصورها أشباحا و هياكل و ما هي إلا تعابير واضحة عن المعاني و المبادئ و الحقوق ..؛
السلام و اﻷمان و الحرية و الريادة ..و هي تماما إسقاطات شيادة المقاصد اﻹسلامية أركانا و أعمدة لكل دعوة أو رسالة يصدع بها مسلم خطابا قويا صارخا متينا من على منبر أو هادئا دقيقا أمينا في ورق كتاب راجيا به لأمته الكرامة و لدينه الإنتشار شارعا نيته على صارية اﻹخلاص للحق و الحقيقة ..
لقد جمع السيد المبارك بين
خشوع الصوفي و خشية العالم و عدالة الصالح و عزة المؤمن و فكر اﻹنسان المتحتضر الراقي ..
إن أكثر مايثير إعجابي بهذ الرجل هو صدق لهجته و صفاء نيته ؛
إنك ستفهم هذا عندما تسمع
عدنان إبراهيم نفسه يقول و في أكثر من مرة .. ” لاتكن عدنانيا كن مستقلا و لاتغتروا بي و لابغيري .. كونوا أيقاظا كونوا متفتحين و لتكن لديكم الجرأة على أن تقولوا لمن أساء أسأت ..”
إن هذه الجرأة على نقد الذات و تجريدها أمام الجمهور خير دليل على صدق و جدية الرجل .. و هذا أمر لم أعهده من قبل في أي داعية من الدعاة الذين عرفتهم مذ نعومة أظافري .. !!!
إنني لن أكون مبالغا إن اعتبرته نسلا وليدا لروح النبوة و سلالة معكوسة تحمل جسد الرسالة المحمدية ..
فمن عدنان ولد الهدى و ببركة خير ولده تنطلق على لسان من يحمل اسمه ماشاء الله .. ^_^
والعلماء ورثة اﻷنبياء و أتباع سيدنا محمد هم خير تمثال لهيئة كنهه الشريف .. اﻷخلاق الربانية و المعارف القرءآنية ..
و يمكنني أن أعد عدنان إبراهيم زفرة حارة من أنف التاريخ اﻵنف زفرة تحمل نفس الحنق و الغضب على أمة فرطت في حضارتها و صدارتها حدث هذا بلطف من الله و رحمة و بركة لرسول اﻷمة لكي تتعدل بها تصريفات الزمان و يتحول عبرها حكم الدهر الذي يفني كل من
يذوي و لايذر ..،
إلى حكمة الرحمن التي شاءت لأمة الرحمة منزلة العزة و مقام العظمة
إن تاج هذه اﻷمة هو الشرف بالتأكيد فلتبحث عن كرسيها و مقعدها بين اﻷمم سيادة و زعامة و تفوقا و امتيازا ..
إن عدنان إبراهيم إستطاع بذكاء أن يفهم حقيقة الأزمة التي وقعت فيها هذه اﻷمة و تمكن من تشيخيصها و فحصها بحذق و خبرة اكتسبهما بعد قراءآت عميقة كثيفة لعلوم كثيرة و متعددة و تاريخ عريض كبير و من تنظيرات فكرية عويصة في مناهج تحليلية دقيقة تعاطت مع مورثات الحضارات البشرية سلفا ..
و من خلال ماتوفر عليه و رزقه من المهارات الذهنية و القدرات العقلية ؛
و المشكلة الحاضرة بتعبير طبي كما أتصورها في منطق عدنان إبراهيم الطبيب* كانت مرضا لعينا فاتكا قد استشرت جرثومته البغيضة و نمت على خراب اﻷحلام و الشباب …
إن هذا المرض هو اضطراب كاسح أصاب جسد اﻷمة و قلبها المتمثلين في هويتها و وعيها ..
إنه كما علمنا الدكتور عدنان إبراهيم الأخطاء التربوية و اللوثة العقلية و اللوثة النفسية التي نشأت و تطورت في مناخ الغباء و الجهل سرت كاﻷفيون إلى جميع مفاصل اﻷمة و عضلات نشاطها و التي فاقمها و عقدها السذج من رجال الدين الحمقى و المنافقين الذين أطفأوا مصابيح عقولهم و باعوا ضمائرهم للسياسة و الأطماع و اﻷوهام ..
إن عدنان إبراهيم هو بمنزلة المنبه المنشط و الحافز الدافع لصحوة جديدة و إستفاقة ناهضة و انتباهة راشدة للأمة اﻹسلامية و العربية إلى حد ما … إن هذا يقتضي لزاما أننا على قدر من المرونة و الإستعداد للتفهم لما يعرضه الدكتور عدنان إبراهيم من أفكار و وجهات نظر .. و هذا ماتوقعه عدنان إبراهيم نفسه حينما صدع بما توصل إليه و وفق له مما فتح به عليه .. و لكن للأسف لم يحدث هذا بل قابلته ثورة عكسية هوجاء من الهجوم المتداعي العنيف و المتهافت السخيف و الذي ينطوي غالبا على عقد نفسية و إجتماعية غائرة في أعماق الوعي الزائف الذي شكل عقلية اﻷمة و أغلب علمائها ﻷنه اعتمد الجمود و التقليد و اﻹنكفاء على ثقافة إعلامية تناسب روح الجمهور و وضعية الجماعات .. فنشأ التوقير لفكرة الطائفية و التقديس لتراث السابقين من علماء الدين المبني على السند و المؤسس على النقل فقط و النص .. دونما أبداء أية محاوﻻت جريئة و شجاعة أو منهجية و موضوعية باﻷحر لإعادة النظر و إختبار الخبر بمعيار أكثر إتزانا و تبيينا و قياسه بمقياس أكثر دقة و تحديدا ..! مع أننا نستطيع ذلك و لن نخسر شيئا و لكن ربما ﻷن ضمير اﻷمة يشعرها بأنها خاطئة جنت على نفسها في حقها و بأنها تحيا في خندق من اﻷخيلة و اﻷوهام التي تخدم غرورها و تناسب غبائها .. في عماء شبه تام عن الحقيقة ..
إن هذه اللعنة المشؤومة التي فرضتها اﻷمة على نفسها جلبت لها السخط و العار و المحق و اﻵثام .. و جرحتها في مقتل و سببت لها أوجاع الإجرام و آلام اﻷسقام..
إن عدنان إبراهيم هو ظاهرة تمثل مفتاح الحل للخروج من أزمات اﻷمة و مشاكلها .. إنه خطة منهجية مثالية و طريقة تفكير موضوعية .. و ليس فقط مجرد رجل مثقف موسوعي عظيم اﻹضطلاع بالمعرفة و الفكر و الفلسفة .. لالا … و يؤكد هذا واقع اﻷمة و مناخها و أحوالها الواضحة و ماهي فيه و عليه من مئآزق و تحديات … كما فهم هذا أحد النجباء ممن عرف عدنان إبراهيم و فهمه
و إننا إن استمررنا عنادا و مصارعة
و تداعيا و استنكارا و اتهاما و طغنا فيما يدلي به الدكتور عدنان إبراهيم
من آراء حديثة علينا ﻷننا لانقرأ و لم نفعل و لانفهم الواقع عموما ..
و دعمنا مواقف اﻷغبياء و الحمقى من الدهماويين و السوقة الذين يزعمون العلم و يدعون الديانة و ماهم إلا حملة أوراق و شهادات ضعيفة و ذوي عقد نفسية عنيفة و تركيبات وجدانية مضطربة ؛
جعلتهم يغترون بأنفسهم الشحيحة الناقصة و يغرون و يخدعون بها اﻷمة و العوام و يحاولون اﻹنتصار ﻷنفسهم و لطوائفهم و مشائخهم و آرائهم المريضة و فهومهم الغبية ..؛ باسم الدين و الشريعة و على حساب اﻹسلام و اﻹيمان ..
إن أيدناهم على الثقة و النصرة بتهوك و تهور في هذا العداء البليد الذي يمارسونه ضد عالم دين من أبناء اﻷمة ﻷنه فقط قرع أجراس العقول ليقظة الحرية و صحوة المحاسبة !؛ فإننا نكون قد شاركناهم رهانهم الخاسر المحرق المخزي المهلك الذي مارسوه باﻹسلام
“كما عبر هكذا عدنان إبراهيم في خطية قريبة له”
فلسوف ندفع الثمن غاليا و أخيرا خسارة و حسرة
و تحل علينا لعنة السخط الكبرى و نعيش ممسوخين شائهين متعتعي المشي مكسري اﻷرجل و نفتأ عودا إلى الوراء و تقهقرا إلى الخلف و تأخرا عن ركب الحضارات المتقدم دوما .. و أظننا لمسنا هذا بوضوح .. و هذا ما لم يهتموا به و يحسبوا له حسابهم و لم يكترثوا لما قد يسببه هذا التكالب اﻷرعن من مسبات و مغبات و مذمات و لعائن على فكرة و منهج و شريعة و كتاب و رسول اﻹسلام .. و هي طعنة في مقتل يتلقاها صدر اﻹسلام البرئ من غباوة هولاء اﻷوباش السذج …
إن الأنانية المفرطة و الجهالة المفجعة و الغرور الطاغي و الحسد الباغي هو بلاشك دفيعة و ذريعة و منطلق كل من يعادي الحقيقة في الشخصية التي تعبر عنها كما حدث هذا بشناعة فظيعة و لؤم مشين في حق دكتور عدنان إبراهيم ..،
إن النفس الأمارة التي تملكت مشاعرهم و عقولهم و الشيطان الجاثم على صدورهم بغلظة و ثقل
هو ماجعلهم هكذا و هم على ماهم عليه ينكرون الطبيعة اﻹنسامية للخطأ و التجاوز لديهم و يرون أنفسهم منزهين عن كل الذنوب و السيئات !
و قد وقعوا في أغلظها و أسوأها ..إنه الفساد الأخلاقي الناشئ عن خراب الضمير و كساد العقل ..
إننا كأمة إذن يحب علينا أن نعي و نشارك في إدراك و إدارة قضايانا خاصة التي تتعلق بالمبادئ التي صنعت هويتنا .. أعني الدين و العقيدة ..
و يجب علينا أن ننفتح و نوسع آفاقنا
و نمارس نوعا من التواصل الفكري عبر المتابعة و النقاش و النقد و الحوار مع بعضنا البعض في كل مايتعلق بالمحاور و الأطروحات التي نراها على لسان عالم دين و داعية و شيخ ، أو نشاهدها في واقع الحال أحداثا صريحة حقيقية تتمثل في أنماط تمارسها المؤسسات و المنظمات التي تنتمي إلى الدين في دعواتها و شعاراتها ..
إن عدنان إبراهيم يجعلك كمسلم تشعر بأنك إنسان محترم له عقل و ضمير و لديه رؤية و رسالة في الحياة و يقدم لك مايعتقده و يدين به عبر سلاسة موضوعية راقية اﻷسلوب و أمانة علمية لافتة للنظر .. فيجعلك إن كنت ى طالبا محض الحق و الحقيقة تعيد النظر في دينك و معتقدك و تفكر بوعي و انفتاح و تحكم بدقة و نزاهة .. إن مايفعله عدنان إبراهيم ليس سحرا و لا فتنة كما يسوغ للدهماء أن يسموه .. لا أبدا بل هو ممارسة ذكية جدا لعملية إحياء علوم الدين .. كمافعل الغزالي رحمه الله .. و لكن بطريقة أكثر جرأة و حرية و شجاعة و عقلانية في روح اﻷمة العصري و وجدانها الحاضر .. و الناظر المنصف سيعتبر
عدنان إبراهيم هو غزالي هذا العصر و مجدد الدين اﻹسلامي في قرن الحضارة العمرانية و التكنولوجية ..
و أخيرا لدي كلمة أنهي بها هذا المجهود المتواضع في حق أستاذي الشامخ و قدوتي الرائع الدكتور العلامة عدنان إبراهيم ..بيانا و إنصافا
لتجربة حقيقية خبرتها في مدرسته و دعوته مع خطبه القيمة و محاضراته الممتعة التي شاهدتها عبر قناته في اليوتيوب …
*بقدر ما تكون مرزوقا أنت تسمع عدنان إبراهيم
بقدر ماتكون ذكيا أنت تفهم
عدنان إبراهيم
بقدر ماتكون مخلصا أنت تحب
عدنان إبراهيم ..
إن هذا ليس ادعاءا متهالكا و لازعوما مبالغا و لامديحا باذخا بقدر ماهو حقا إنصاف عادل و تصوير عاقل لرقي الخطاب العدناني .. ﻷنه خطاب متكامل من حيث البنية و المادة .. فهو طرح قوي للتراث اﻹسلامي الفكري بموضوعية بارعة و مصداقية نادرة .. و من ثم تبيان رشيد لأحكام القضية اﻹسلامية و مبحثها بعقلانية محمدية حنيفة و روحية إسلامية شريفة .. و هذا من الكمال الإنساني الفكري الذي لاينال إلا على بركة يمين الله و صدق في إتباع سيدنا رسول الله صاحب الكمال البشري اﻷسمى …
لا اعلم من الذي كتب هذا المقال استطاع ان يصل الى العقد الذي تربطني بالجهاز العصبي وينتشر الى جميع اعضاء جسمي استطاع ان يحل مكان السائل الدماغي الذي يوجد داخل الصلب وينتشر في جميع الجسم هل انا الذي اقرى ام الذي اكتب واعوذ بالله من هذه الكلمه في حركه لا ترضي الله ولا رسوله ؟ ادمعت عيني بقدر الحروف الذي كونت هذا المقال ( ربي لمى انزلت الي من خير فقير ) لا اله الا انت ربي سبحانك اني كنت من الضالمين (اليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه) هل هذا خيال ام حقيقه ماهو الشي الذي يفصل الخيال بالحقيه هل هو غشاء ام سماء ؟ من نحنو ومن نكون ولماذا نحنو نحنو والى اين نحنو ذاهبون نحنو الخطائين وانت التواب الرحيم يارب نحنو العاصيين والمذنبين وانت التواب الغفور ؟