كثُر الحديث عن عدنان إبراهيم وصحوة قناة روتانا خليجية في شهر رمضان، والسبب يا رعاكم الله هو حديث هذا الرجل – القديم الجديد – في قضايا يعتبرها الغالب الأعم من أمة محمد؛ مسلمات.
في آراء العالم الموسوعي – كما يطيب لمريديه تسميته – كثير من الكلام، كونه يُلصق بالرعيل الأول من الصحابة أشياء لا دليل عليها إلّا من عنديّاته (كما يرى من ينتقده)، حتى وصل سيل هيئة كبار العلماء في السعودية زباه، فحذّرت من خلال تغريدة على موقعها مما وصفته ضلالات الرجل.
بغض النظر عن دقة طرح العالم الموسوعي من عدمه، فهو أمر متروك لأولي الفقه، ولو أن بعض آراءه يردّها عوام الناس وبالدليل، لكن الأهم والله أعلم، هو طريقة رد هيئة كبار العلماء من خلال هذه التغريدة اليتيمة، والتي أتت بعد ضغط مارسه طلاب المدرسة السلفية في بلاد الحرمين.
الهيئة بدت خجولة على عكس إبراهيم الذي ردّ عليها وطالب كبارها بمناظرته، وصال وجال في عالمه الافتراضي قائلا للهيئة : هل من منازل؟!
خجل الهيئة ربما نفهمه، بعد إجراءات رسمية قصقصت جناحي هيئة الأمر بالمعروف، سبقها حديث صريح عن انفتاحات وشيكة في الحياة السعودية العامة، كالسماح بدور السينما، وقيادة المرأة للسيارة، وتخلل هذا بعض الاعتقالات في صفوف التيار المحافظ، كما يطلق عليه.
بعد تركيب قطع الفسيفساء السابقة نصل إلى لوحة ليبرالية الطابع، يراد لها أن تطبع المجتمع السعودي وهذا أمر يدغدغ حتى الثمالة أساطين التيار الليبرالي.
لذلك يأتي تصدير عدنان إبراهيم في هذا السياق منطقيا، لتسقيط معتقدات التيار السلفي وأدبياته، وصولًا إلى رموزه، الأحياء منهم والأموات.
فالمتتبع “للعالم الموسوعي” يلحظ إصراره على التشكيك بكل شيء، تحت راية إعمال العقل ونفض غبار الجهل، وغير ذلك من المصطلحات الجميلة، التي يروّج لها أنصاره.
كان اختيار عدنان إبراهيم لبرنامج صحوة حكيما ولا شك، فهو من أصحاب اللسان الحاد، ومن أهل الكرامات في عالم الخطابة، ما مكّنه من تشكيل طيف فرح بما لديه، ينقسم إلى أصناف ثلاثة:
أوّلها تيار شعبوي تسلق على جدران مواقع التواصل الاجتماعي وهؤلاء أمرهم هيّن، وثانيها العلمانيون العرب، الذين وجدوا في نار إبراهيم بردًا وسلامًا على خبايا صدروهم. وأمرهم هيّن كذلك.
إنما ما هو ليس بالهيّن؛ الصنف الثالث من الصحوجيّين، ويمثلهم عالم الدين الشيعي “ياسر الحبيب” الذي قال صراحة، إن إبراهيم وحسن المالكي ومن على شاكلتهم، يدعمون الرؤية الشيعية لأحداث التاريخ الإسلامي.
هنا اعذرني عزيزي القارئ سأصطدم بالحائط، ولن أتابع التنظير في حالة “العالم الموسوعي” الذي قال يوما، إنه لم يلحظ تطرفا في نهج مرشد إيران الراحل “الخميني”.
يبدو أنه لم يقرأ فتاوي الخميني في تكفير عموم السنة مثلا!؟ أو لم يقرأ كيف أباح خميني قتل وسلب وهتك عرض السني، إن ظفر به الشيعي وغير ذلك من الشواهد التي تملأ كتاب الحكومة الإسلامية.
من لطائف اللغة أن صحوة تجمع على صحوات، والصحوات سيوفها سلّت وتسل في خدمة صاحب الزمان الإيراني. فهل هي الصدفة وراء الاسم؟! أم أن صاحب الطبخة أعدها وطهاها وحمّرها، ثم استدعى الشيف عدنان ليقدمها للصحوجيين العرب؟!
ربما يكون هذا وربما لا يكون، لكن الذي كان ويكون أن طباخ السم ذائقه، ويا ليت قومي يعلمون.
أضف تعليق