الأخبار والآثار
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
نُكمِل إن شاء الله، أخرج الإمام أحمد والنسائي في الكُبرى – أي السُنن الكُبرى وليس المُجتبى، المُجتبى هي الصُغرى، وهي مأخوذة من الكُبرى – عن عبد الله بن الحارث قال إني لأُساير عبد الله بن عمرو – عبد الله بن عمرو بن العاص – وعمرو بن العاص ومُعاوية – طبعاً كما وضَّحت رواية أُخرى: أي مُنصرَفهم من صفين، بعد الهُدنة والكتاب السريع انصرفوا – فقال عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقتل عمّاراً الفئة الباغية – مَن هذا؟ عبد الله بن عمرو، فهو أحد رواته، ومَن رواه أيضاً كما رأينا؟ عمرو بن العاص فهو يعرف الحديث، ومَن رواه؟ مُعاوية أيضاً، هؤلاء كلهم يعرفونه -، فقال عمرو لمُعاوية أتسمع ما يقول هذا؟ – عمرو والده، قال لمُعاوية أتسمع ماذا يقول ابني هذا؟ – فحدثه – أي معه شيئاً فرماه به، كما قلت لكم طاغية الرجل، كأن الطاغية يقول له لا تُذكِّرني بحديث الرسول المُتواتِر الذي تقوله، طاغية الرجل، لما قال له أبو بكرة أنا سمعت النبي يقول الخلافة ثلاثون ثم تكون مُلكاً قال له تُعيّرنا بالمُلك؟ رضينا بالمُلك، ولك أن تتخيَّل هذا، هذا هو مُعاوية، وسوف يأتي هذا في حلقات قادمة، هو لا يُعيّرك، النبي الذي قال يا مُعاوية، قال له رضينا بالمُلك، فليقل، كلام مُخيف يا أخي، ما هذا الرجل؟ ما هذا؟ مُخيف يا أخي، مُخيف فعلاً، قال له تُعيّرنا بالمُلك؟ رضينا بالمُلك، وهنا نفس الشيئ: فحدثه، معه شيئ في يديه فرمى به عبد الله بن عمرو – وقال نحن قتلناه؟ – انظر إلى هذا، يتغافل، – إنما قتله مَن جاء به، لا تزال دحضاً في بولك – هذه المرة قال هذا لمَن؟ لعبد الله بن عمرو، وفي إحدى الروايات قال لعمرو ألا تكف عنا مجنونك هذا؟ صار الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو مجنوناً عند مُعاوية بسبب هذا الاحترام الذي عنده، لأنه يأتي له بجنون، هل تعرف ما هو هذا الجنون؟ أحاديث نبوية صحيحة سمعها من الرسول، هذه عند مُعاوية جنون، ألا تكف عنا مجنونك هذا؟ قال له، كل مرة يأتينا بأشياء، لا تزال تأتينا بهنات قال له، تأتينا بأشياء وأشياء قال له، هذه ليست أشياء وإنما أحاديث يا مُعاوية مُتواتِرة -، وفي رواية لا تزال تأتينا بهنة – هذه هي، وفي روايات هنات -، أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاءوا به. قريب منه عند أحمد والطبراني وأبو يعلى والبزار وقال في مجمع الزوائد ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.
وأخرج أحمد والنسائي في الكُبرى أيضاً عن حنظلة بن خويلد العنزي قال بينما أنا عند مُعاوية، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمّار – تباً لهما، انظر إلى هذا بالله عليك -، يقول كل واحد منهما: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: لِيَطب به أحدكما نفساً لصاحبه – الأحسن أن يتنازل أحدكما عن هذا الشرف الكبير أو هذا الشرف الباذخ لصاحبه -، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية – هل أنتم فرحون بقتله؟ هذا يعني أنها دمغة كبيرة، قال لهم هذه مُصيبة -، قال مُعاوية: فما بالك معنا؟ – انظر إلى هذا، هذه استجابات مُعاوية، ولماذا أنت معنا في جيشنا؟ لماذا لم تذهب مع عليّ وعمّار الذي تتحدَّث عنه؟ هذا معنى الكلام، انظر إلى هذا، غضبان من هذا، لم يبخع، اسكت على الأقل يا أخي، اسكت يا رجل، أمام الحديث المُخيف هذا الذي يدمغك اسكت، لكن لا، يرد دائماً وبعنجهية لأنه طاغية، الرجل طاغية يا جماعة، قالوا أمير المُؤمِنين، أحد الطواغيت الكبار الرجل هذا- قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أطع أباك ما دام حياً ولا تعصه – هذا هو السبب -، فأنا معكم ولست أُقاتِل.
هذا عذره، وطبعاً هذا اجتهاد من عبد الله بن عمرو حقيقةً يُعذّر فيه – إن شاء الله – عند الله ولكنه اجتهاد ضعيف جداً جداً جداً يا أخي، لكن عبد الله بن عمرو عنده طريقة اجتهاد سائغة، وعلى كل حال هو فقيه ومُحدِّث، يسوغ هذا، لماذا؟ لأن أباه عمرو بن العاص شكاه في ماذا؟ شكا ابنه عبد الله إلى النبي لأنه كان يصوم النهار ويقوم الليل، وهذا يعني أنه يُضيِّع حق أهله، والحديث في الصحيحين، ونهاه أبوه فلم ينته، فجاء وشكاه للنبي، قال له يا رسول الله إن عبد الله يصوم النهار فلا يُفطِر ويقوم الليل فلا يركض، وهذا يعني أنه يُضيِّع حق أهله، فالنبي أمره بما تعرفون وقال له أطع أباك يا عبد الله، وفي هذه الرواةي قال له ولا تعصه، في رواية ما دام حياً، فأخذ بعموم أمر النبي، وأقسم عليه أبوه أيام صفين، لا يُريد أن يذهب، قال لا أذهب، فقال له أُقسِم عليك أن تذهب معنا، أي أنه أحرجه، وهو عنده أمر من الرسول بطاعة أبيه فذهب، لكنه لم يُقاتِل، لم يرم بسهم ولا ضرب بسيف ولا حمل رمحاً أبداً أبداً، كان سلمياً، سوف نرى القصة الآن، قال فأنا معكم ولست أُقاتِل، لم يُقاتِل هو، لم يبؤ بدم أحد بفضل الله عز وجل، ولذلك روى الثلاثة عند ابن الأثير في أُسد الغابة وهم ابن منده وأبو نُعيم وابن عبد البر – وهذا تجدونه في موضع واحد في أُسد الغابة في ترجمة عبد الله بن عمرو بن العاص للإمام ابن الجزري، أي ابن الأثير الجزري – عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه قال – اسمعوا هذا الحديث اللطيف جداً – كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلقة فيها أبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمرو – عبد الله بن عمرو بن العاص، فمر بنا حُسين بن عليّ – عليهما السلام، أنا دائماً ما أتخيَّل كل شيئ أمامي، شيئ مُؤثِّر جداً، كانوا يجلسون قبل استشهاد الحُسين عليه السلام وكان ماراً أو ماشياً – فسلَّم، فرد القوم السلام، فسكت عبد الله – عبد الله بن عمرو بن العاص – حتى فرغوا – من الكلام وما إلى ذلك -، رفع صوته وقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته – يُسمِع مَن؟ الحُسين عليه السلام -. ثم أقبل – أي عبد الله بن عمرو – على القوم – على جماعته الذين كانوا جلوساً، أعني أبا سعيد وهؤلاء الجماعة – فقال: ألا أُخبِركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء? قالوا: بلى. قال: هو هذا الماشي – أي الحُسين عليه السلام، يعرفون الحقائق، قال لهم هو هذا، هذا الذي سوف يُقطَع رأسه بأمر من ابن ميسون بنت بحدل الكلبية، أعني يزيد بن مُعاوية بن أبي سُفيان، بأمر منه إلى عُبيد الله بن زياد سيُقطَع رأس الحُسين وتوطأ الخيل جسده الشريف فتتهشَّم أضلاعه، أحب أهل الأرض إلى أهل السماء، طبعاً هذا صحيح بلا مثنوية، بلا شك -، ما كلَّمني كلمة مُنذ ليالي صفين – زعل الحُسين وهجره، كيف تقف مع أبيك ومع مُعاوية ضد أبي وضدي؟ نحن أهل الحق، نحن الأئمة، نحن أبناء الرسول وأهل البيت الذين تُصلي علينا في صلاتك، لم يُكلِّمه الحُسين من أيام صفين -، ولأن يرضى عني أحب إلي من أن يكون لي حُمر النعم – هذا هو طبعاً، عبد الله بن عمرو رجل صالح وطيب، حزين جداً جداً ومكبود، قال لا يُكلِّمني، غضبان مني، لو رضيَ عني سوف يكون هذا أحسن لي من الدنيا وما فيها -. فقال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه? – اذهب اعتذر وما إلى ذلك فلعله يقبل منك – قال: بلى. قال – إسماعيل بن رجاء -: فتواعدا أن يغدوا إليه. قال: فغدوت معهما، فاستأذن أبو سعيد – أي أولاً -: فأذن له – أي الحُسين عليه السلام -، فدخل، ثم استأذن عبد الله – أي عبد الله بن عمرو، فالحُسين يبدو أنه لم يأذن، كان زعلاناً ولا يُريد -، فلم يزل به – أبو سعيد قال له لا يهم يا أخي وحدَّثنه عن الكسوف وما إلى ذلك وظل يُحاوِل معه، أبو سعيد يُحاوِل مع مَن؟ الحُسين عليه السلام – حتى أذن له، فلما دخل قال أبو سعيد: يا ابن رسول الله – هكذا كانوا يُسمونهم، لأن اليوم هناك أُناس أكل النصب قلوبهم، هؤلاء الفجرة الفسقة يغضبون إذا سمعوا أمثالنا ونحن نقول ابن رسول الله، يقولون لماذا نقول هذا؟ قولوا ابن بنت رسول الله، تباً لك، تباً لك ولأهلك، هذا ابن رسول الله يا جاهل، وهكذا كان يُسميه الصحابة، هو ابن رسول الله، هو ابن فاطمة، إذن هو ابن مَن؟ ابن رسول الله، والنبي قال إن ابني هذا سيد، قال إن ابني هذا ارتحلني فخشيت أن أُعجِله، إذن يقول ابني، لكنهم يقولون لا، أنت شيعي أو مُتشيّع، إذا كان هذا التشيع فأني شيعي ولي الشرف ولأهلي ولأصلي ولفصلي، وأنا بريء منك ومن أمثالك يا ناصبي، شيئ يُجنِّن يا أخي، ما هذا الحقد؟ ما هذه القلوب؟ لماذا؟ لماذا الرغبة في تنقص أهل بيت محمد يا أخي؟ شفَّعهم الله فينا، اللهم آمين -، إنك لما مررت بنا أمس… فأخبره بالذي كان – قال حصل كذا وكذا وهو قال كذا وكذا ونحن قلنا له كذا وكذا، أخبره بالقصة كلها – من قول عبد الله بن عمرو، فقال حُسين – اسمعوا الكلام -: أعلمت يا عبد الله أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء? – هل أنت تعرف هذه الحقيقة؟ – قال: إي ورب الكعبة – أعرفها وأُقسِم عليها -، قال فما حملك على أن قاتلتني أنا وأبي يوم صفين؟ فوالله لأبي كان خيراً مني – إذا أنا عندك وفي اعتقادك أحب أهل الأرض لأهل السماء فأبي كان خيراً مني، لماذا قتلتم عليّاً عليه السلام؟ -، قال أجل ولكن عمراً – عن أبيه عمرو بن العاص – شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال – عمرو بن العاص يقول للرسول – يا رسول الله إن عبد الله يقوم الليل ويصوم النهار، فقال لي رسول الله يا عبد الله صل ونم وصم وافطر وأطع عمراً، فلما كان يوم صفين أقسم علىّ – قال أبي عمرو أقسم علىّ – فخرجت معه، أما والله ما اخترطت لهم سيفا ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم – ذهبت فقط من أجل أبي -، قال لحُسين فكأنه.
أي أن هذا مُمكِن، العملية صعبة، قال فكأنه، ما المُراد بكأنه؟ مُمكِن، لعل الله يتقبَّل -إن شاء الله – منك هذا العذر، لم يقل له لا، أنت صحابي، ألم تقرأ ماذا قال ابن حجر وابن تيمية وابن القيم والسخاوي والسيوطي وابن حزم فلان وعلان؟ ألم تقرأ هذا؟ ألم تقرأ ماذا قال ابن حزم ونقله ابن حجر في مُقدِّمة الإصابة؟ أنت صحابي مقطوعٌ لك بالجنة، نقطع على غيب هذا! هذا هبل، هذا اسمه هبل، هذا لم يكن ليُقال ولم يُفكِّر فيه أحد، هذا من تأليفاتنا يا أخي، هذا من حماقاتنا، هذا غير صحيح، هذا الكلام كله غير صحيح، عبد الله خائف وحزين، والحُسين لم يقل له أنت صحابي وما إلى ذلك، قال له فكأنه، إن شاء الله هذا، نرجو لك هذا، نرجو أن يتقبَّل الله هذا العذر!
الإمام الشوكاني – رحمة الله عليه – في نيل الأوطار، الجزء السابع، يقول: أجمعت العترة – علماً بأن إجماع العترة حُجة، هذا عندي حُجة، إذا أجمعت العترة ينتهي الأمر، لا يتكلَّم أحد بعد ذلك، أهل السُنة لا يقبلون هذا الكلام وهو نص حديث رسول الله، أنا غريب يا أخي، الإمام الشافعي قيل قرأ القرآن ثلاثمائة مرة وقيل قرأه مائتين وخمسين مرة لكي يجد حُجة على الإجماع، وبعد ذلك وجد وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۩، قال هذه فيها دليل على الإجماع، النبي يقول تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض، هذا يعني أن إجماع العترة عديل الكتاب، إجماع العترة هو خط الكتاب، أليس كذلك؟ الشوكاني يقول أجمعت العترة – على أن مُقاتَلة البُغاة… لا أدري قال خير من الجهاد كالحنابلة أو من أفضل الأعمال على الإطلاق، لأن البغي بمنزلة الذي يُحدِث في المسجد، من ألعن القذروات والنجاسات البغي على إمام الزمان، وهذا الذي فعله مُعاوية إمام الفئة الباغية، لكنهم يقولون لا، أنت كذا وكذا، الحق نفسك يا عدنان إبراهيم، مُعاوية مُتاؤِّول مُجتهِد، سوف نرى هذا، كل شيئ سوف يأتي في وقته، سوف نرى المُتأوِّول المُجتهِد الذي يقصد الخير والذي عنده شُبهة، وهل هناك تأوّل في مثل هذا البغي؟ سوف نرى إن شاء الله، كل شيئ سوف يأتي في وقته فلا تستعجلوا، سنتحدَّث في حلقات عن هذا الحديث إلى أن نفهم هذا الحديث، أرأيتم؟ هذا الشرح، يا ليتنا وجدنا شارحاً – ابن المُلقِّن أو المُهلَّب أو ابن بطّال أو ابن عاشور أو ابن حجر أو ابن رجب – يشرح حديث الفئة الباغية شرحاً مُسهَباً في مائتين أو ثلاثمائة أو أربعمائة أو خمسمائة صفحة، أليس كذلك؟ حق هذا الحديث أن يُشرَح في مُجلَّد، أليس كذلك؟ هذا يُمكِن جداً، لأن شرح هذا الحديث – تقتله الفئة الباغية – يحتاج إن تُعيد النظر في كل ما وقع في الجمل – حتى في الجمل – وفي صفين وفيما بينهما، لأن مُعاوية فيما بينهما غزا مصر يا حبيبي، فعل هذا قبل صفين، لكن هذا لا يقرأونه، أليس كذلك؟ لماذا تغزو مصر؟ لم يحدث إلى الآن قتال وما إلى ذلك، لكن الرجل عنده هدف في الاستيلاء على المُلك، قلت لك الأشياء واضحة، لكن لا يُقال هذا على كل حال.
لا تزال هناك بعض التمحلات الغريبة جداً جداً، قال لا يا أخي، الفئة الباغية تُطلَق على جماعة الشام وعلى الخوارج، كلهم بُغاة، فيُمكِن بعد ذلك بطريقة ما أن نحمل البغي هذا وما إلى ذلك على الخوارج وليس عليه، لكن هذا لا ينفع، لماذا لا ينفع؟ النبي قال تقتله الفئة الباغية، الذين قتلوا عمّار بالذات هم أحق الناس بوصف البُغاة حتى ولو البُغاة كانوا كثيرين، أحد الجهلة كتب يقول عدنان إبراهيم يتهم أهل الجمل بأنهم بُغاة، أنا؟ علماء الأمة، سوف ترى مَن الذين قالوا هذا الآن، سوف ترى مَن الذين اتهموا أهل الجمل، أهل الجمل بُغاة، طلحة والزُبير وعائشة ومَن معهم بُغاة؟ نعم بُغاة، ما المُشكِلة؟ بُغاة، بُغاة وظلموا عليّاً، لكن كان عندهم عذر، كان عندهم تأول، هؤلاء نقبل أن يُقال لهم عذر ولهم تأول، وسوف ترون لماذا، ويتساءلون من أشهر لم أنت لا تُجري مُعاوية مجرى هؤلاء إذن؟ ولم لا تسوقه مساقهم وتُدخِله مُدخَلهم؟ هل تتصرَّف أنت بحسب مزاجك وبحسب هواك؟ لا يا بابا، أَفَنَجْعَلُ ۩…. لا لوجود فرقٌ كبير، وسوف ترون الفرق بين موقف ومُعاوية وبين موقف طلحة والزُبير وعائشة، فرق كبير جداً كالذي بين السماء والأرض، هذه الأسئلة غريبة، كما قلت لكم لا أدري لماذا العقل المُسلِم هزيل إلى هذه الدرجة، لا يستطيع أن يُميِّز بين المُتميِّز، هذا يختلف عن هذا تماماً، لكن المساكين لا يُميِّزون ويُضحَك عليهم بكلمات، فطلحة والزُبير وعائشة – رضوان الله عليهم – بُغاة، ومُعاوية وعمرو وهذه الجماعة بُغاة، والخوارج بُغاة، كل مَن خرج على الإمام الحق باغية أو باغٍ، مَن قال هذا؟ سوف نقرأ بعد قليل مَن قال هذا من العلماء، من علماء الأمة الذين صرَّحوا بأن هؤلاء بُغاة، كلهم بُغاة وليس فقط جيش الشام، لكن النبي يتحدَّث عن مَن؟ عن بُغاة مخصوصين، يُحذِّر منهم ويُنذِر من شرهم المُستطير، تعرفون أن الجمل وقعت ومات ثمانية آلاف أو عشرة آلاف، وقيل آربعة عشرة ألفاً وقيل أكثر وقيل أقل، سوف نأخذ بالمُتوسِّط ونقول ثمانية أو عشرة، انتهى كل شيئ، كان يُمكِن أن يعود الإسلام إلى أحسن ما يكون بخلافة عليّ عليه السلام، عليّ يا جماعة من أول يوم سار بالحق، شيئ غريب الرجل هذا، غريب غريب غريب، عليّ أبى أن يسمح ببقاء مُعاوية يومين في الحكم، قال لا والله، لا أُبقيه يومين، وعليّ لماذا يقول هذا؟ ما الذي عندك يا عليّ؟ ماذا تعرف عن مُعاوية؟ ماذا أسر لك النبي؟ ما حقيقة مُعاوية عندك؟ سوف نرى هذا في حلقة مُخصَّصة لحديث مُعيَّن، عليّ يعرف وعليّ يُصرِّح بأن هذا من الظلمة، قال لن يراني الله – عز وجل – مُتخِذ المُضلين عضداً، قال هذا مُضِل، ضال مُضِل، والله لا يُوجَد مَن هو أضل منه، في زمان لم يُوجَد مَن هو أضل منه، لم يُضلِّل أحد الأمة كمُعاوية، هذا على الأقل ضلَّل كل أهل الشام، ولكم أن تتخيَّلوا هذا، ويا ليت اقتصر الأمر على هذا، أقول لكم أنه ساهم في تضليل أمة محمد إلى اليوم، مُعظَم أمة محمد على الإطلاق مُضلَّلة بمُعاوية إلى اليوم، شيئ فظيع مُخيف ومُرعِب، مُرعِب هذا الرجل!
قال عندنا حُجة، أخرج ابن أبي عاصم – في كتاب السُنة – عن سويد بن غفلة قال سألت عليّاً عن الخوارج فقال – أي عليّ عليه السلام – جاء ذو الثدية – الثُدية وليس الثَدية، هذا رأس الخوارج كان – إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم – يقسم شيئاً من الفيء أو الغنائم – فقال كيف تقسم؟ – لا يعجبه هذا – والله ما تعدل – تباً له البعيد، انظر إلى هذا الحقير، هذا صحابي وليس مُنافِقاً، لا أحد يقول أن الخوارج كانوا مُنافِقين، أليس كذلك؟ الخوارج ليسوا مُنافِقين، بالعكس الخوارج مُشكِلتهم أنهم يُصرِّحون بكل ما يعتقدون ولا يهمهم شيئ، يفعلون هذا بشكل جنوني، فهذا صحابي وليس مُنافِقاً، ماذا تقولون إذن؟ هذا لأصحاب نظرية الصحابة كلهم عدول وما إلى ذلك، ما هذه العدالة التي عند هذا الرجل الذي يتهم رسول الله؟ قال له والله ما تعدل -، فقال مَن يعدل؟ قال فهم به أصحابه – أرادوا أن يقتلوه أو يضربوه -، فقال دعوه سيكفيكموه غيركم، يُقتَل في الفئة الباغية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قتالهم حقٌ على كل مُسلِم.
هذا الحديث بفرض صحته ليس ضدنا بالكامل، بالعكس فيه فائدة جميلة وهي أن الخوارج أيضاً باغية، أي فئة باغية، على مَن بغت؟ على عليّ عليه السلام، على إمام الزمان، على الإمام الحق، وهذا يُفيدنا، ليس عندنا أي مُشكِلة، لكن هذا لا ينفي وصمة وعار لقب البغي عن مُعاوية وحزبه وشيعته، لأنهم هم الذين قتلوا عمّاراً، هم المقصودون، لكن هذا الحديث على كل حال ضعيف جداً كما قال مُحقِّق السُنة الشيخ الألباني في كتابه ظلال الجنة في تخريج السُنة لابن أبي عاصم، قال ضعيف جداً، فالحديث لا يصح، أخرجه الألباني برقم تسعمائة وأحد عشر، قال ضعيف جداً، المعنى صحيح، هم بُغاة بلا شك، المعنى صحيح فهم بُغاة بلا شك، سوف نرى ابن تيمية كيف ذهب يتأوَّل لمُعاوية وللبُغاة، لا فائدة، لابد من أن يتأوَّل لهم، وحكى طبعاً أشياء تأوَّلها غيره، قال – طبعاً هذا منهاج السُنة، المُجلَّد الرابع، صحيفة أربعمائة وخمس – وأما الحديث الذي رُويَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعمّار تقتلك الفئة الباغية فبعضهم ضعَّفه – تفضَّل هذا، انظر ماذا يقول ابن تيمية ما شاء الله عليه، أمين جداً الرجل هذا، طبعاً هو لا يكذب هنا، فعلاً بعضهم ضعَّفه، لكن لماذا تبدأ بتضعيفه وأنت تعرف أنه مُتواتِر يا ابن تيمية؟ أليس كذلك؟ ما هذا الأسلوب العجيب جداً؟ أليس كذلك؟ المفروض أن تقول أول ما تبدأ أنه مُتواتِر، هل يُمكِن أن نأتي الآن ونتحدَّث عن رسول الله قائلين بُعِث رسول الله وعلى كل حال فيما يتعلَّق بنبوته كثيرون كذَّبوه وطعنوا في رسالته؟ يا أخي هذه قلة أدب، هذا لا يصح، قل هو الرسول الحق وهو الثابت بالصدق وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا وكذا ثم قل وعميَ عنه أُناس سبقت لهم من الله الشقاوة فطعنوا في رسالته، هكذا يكون الأدب، أليس كذلك؟ لكن هو يأتي في البداية ويقول فبعضهم ضعَّفه، كأنه يقول لك مُناي وهواي وكل قلبي وحُبي أن يكون ضعيفاً، لكن يا للأسف غير قادر لأن الحديث مُتواتِر، ما هذا الأسلوب يا أخي؟ لذلك أحياناً حين أقرأ هذا الكلام أشعر بالغثيان، لا أعرف كيف هذا، لا يليق هذا – وبعضهم تأوَّله – وماذا بعد؟ هل لم يقل أنه مُتواتِر؟ سوف نرى، لعله يظل ساكتاً ويتركنا بين أنه ضعيف وأن بعضهم تأوَّل له، لكن إن شاء الله لا يفعل هذا – فقال بعضهم معناه الطالبة لدم عثمان رضي الله عنه – إلى اليوم يُقال لك أبغي كذا، أي أعطني كذا، فالفئة الباغية هي الطالبة، تُطالِب بدم عثمان، وهذا عجيب، علماً بأني أبغي بمعنى أطلب لا تُذكَر مُطلَقة، وسيذكر هذا ابن تيمية، للعلم أذكر أنني قرأت له هذا، فهي لا تُذكَر مُطلَقة، لا يُقال أبغي فقط، تبغي ماذا؟ يبغيك الهم، لا تقل أبغي فقط، قل أبغي ماذا، أبغى آكل أو أبغي أنام أو أبغي كذا، لكن حين نقول بغى فلان وحدها ماذا سوف يكون على المعنى؟ على الإمام، هذه مفهومة، فالنبي لم يقل الباغية دم عثمان، ماذا قال؟ الباغية، فيُفهَم منها مُباشَرة ماذا؟ على الإمام الحق بالباطل، تبغي بالباطل على الإمام الحق، لابد أن تذكر مُتعلَّق البغي، تبغي ماذا؟ لا تقل أبغي فقط، اذهب ونم إذا أردت أن تنام – كما قالوا نبغي ابن عفان بأطراف الأسل وبعضهم قال ما يُروى عن مُعاوية رضيَ الله عنه أنه قال لما ذُكِر له هذا الحديث أو نحن قتلناه؟ إنما قتله عليّ وأصحابه حيث ألقوه بين أسيافنا – قال هذا تأويل أيضاً ذكروه -. وروُيَ عن عليّ رضيَ الله عنه أنه ذُكِرَ له هذا التأويل فقال فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يكونون حينئذ قد قتلوا حمزة وأصحابه يوم أحد؛ لأنه قاتل معهم المُشرِكين. وهذا القول لا أعلم له قائلاً من أصحاب الأئمة الأربعة ونحوهم من أهل السُنة، ولكن هو قول كثير من المروانية ومَن وافقهم – طائفة تنسب إلى مَن؟ إلى مروان بن الحكم، هؤلاء جُزء آخر غير مُعاوية، هؤلاء أكثر تشدداً في الباطل -. ومِن هؤلاء مَن يقول إن عليّاً شارك في دمن عثمان – والله؟ أليس مُعاوية هو مَن قال هذا الكلام يا ابن تيمية وأتى بخمسة من الشهود ومنهم صحابة؟ صحابة شهدوا على عليّ أنه قتل عثمان، وذكر هذا ابن عبد البر وغيره، سوف نذكره بعد قليل، قال منهم مَن يقول، أول مَن قال هذا وقاله سنة كاملة مُعاوية، مُعاوية سنة كاملة يُقنِع أهل الشام أن عليّاً مُشارِك في قتل عثمان، ولما رجع له جرير بن عبد الله قال له ما الأمر؟ قال يطلبون بدم عثمان، قال له مِمَن؟ قال له من خيط نفسك، أي منك أنت، قال له مني أنا؟ قال له قاتل الله قتلة عثمان في كل برٍ وبحر، قال له أنا؟ من جمجمتي؟ قال له منها، من خيط نفسك، أنت أصبحت مُتهَماً بقتل عثمان يا عليّ، مَن الذي يفعل هذا؟ مُعاوية لسنة كاملة، شيخ الدجّالين هذا عندي، شيخ الدجاجلة والله والمُخادِعين، الله أكبر عليه -، فمنهم مَن يقول إنه أمر علانية – أمر بماذا؟ أمر بقتله، الله أكبر -، ومنهم مَن يقول إنه أمر سراً – طبعاً ابن تيمية لا يُؤمِن بهذا، للعلم ابن تيمية ينفي هذا، هؤلاء مروانية -، ومنهم مَن يقول بل رضيَ بقتله وفرح بذلك، ومنهم مَن يقول غير ذلك. وهذا كله كذب على عليّ رضي الله عنه وافتراء عليه، فعلي رضيَ الله عنه لم يُشارِك في دم عثمان ولا أمر ولا رضي – طبعاً هذا ليس كافياً، هذا الكلام نصف الحقيقة، يُساوي الباطل، لابد أن يقول وكان أكف الناس عنه بشهادة هؤلاء المروانيين كما قال ابن رجب في الفرق بين النصيحة والتعيير، قال وكان بعضهم إذا خلا ببعضهم ربما قال كان عليّاً أكف الناس عن عثمان، فإذا سُئل فلم اتهمتوه أو نحو هذا الكلام به أو بدمه؟ قال لا يقوم المُلك إلا بهذا، قل هذا يا ابن تيمية أيضاً، قل هذا، قل عليّ كان أكف الناس عن عثمان، هو الذي كف عنه عدة مرات وأقنع الثوّار بعد الحصار الأول، هو الذي أقنعهم، هذا غير معقول، قال لا يقوم المُلك إلا بهذا -. وقد رُوي عنه وهو الصادق البار أنه قال والله ما قتلت عثمان ولا مالأت على قتله. ورُويَ عنه أنه قال ما قتلت ولا رضيت. ورُويَ عنه أنه سمع أصحاب مُعاوية يلعنون قتلة عثمان فقال اللهم العن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل. ورُويَ أن أقواماً شهدوا عليه بالزور عند أهل الشام – شهدوا؟ لا يا ابن تيمية، استُشهِدوا، لا أدري لماذا تُزوَّر الحقائق يا أخي، وابن تيمية والله يعرف ما الذي حدث، أُقسِم بالله يعرف، وقرأ الاستيعاب والأسانيد وهذه الأشياء، فهو يعرفه، قل على الأقل بصيغة التمريض أن مُعاوية استشهد خمسةً ليشهدوا أمام أصحاب عليّ وأمام أهل الشام أن عليّاً قتل عثمان، شيئ عجيب يا أخي، لماذا هذا الإبطال؟ قال ورُويَ أن أقواماً شهدوا وكأنهم فعلوا هذا من عند أنفسهم، جاءوا مُتبرّعين، قالوا السلام عليكم نُريد أن نشهد، مُعاوية استشهدهم، أتى بهم شهدواً، قال لهم تعالوا واشهدوا، ومنهم صحابة، شهود زور، في حديث مُعاذ ألا وشهادة الزور، ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، قال وكان مُتكئاً فجلس وظل يُكرِّرها حتى قلنا ليته سكت، أي أن الصحابة خافوا والتبسوا، كأن النبي يرى أشياء في الغيب ومن ضمنها هذه الأشياء، يرى أخاه وابن عمه ومُستودَع ذُريته كيف يُشهَد عليه بالزور وتُضلَّل بلدة كاملة، نطاق جغرافي كامل اسمه الشام يُضلَّل بشهادة الزور وكذب مُعاوية على المنابر، إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ۩، حسبنا الله ونعم الوكيل – أنه شارك في دم عثمان، وكان هذا مما دعاهم – قال أهل الشام، قال هذا هو السبب – إلى ترك مُبايَعته لما اعتقدوا أنه ظالم وأنه من قتلة عثمان – بلا شك هذا من بين الأسباب التي غُرِّر بها أهل الشام، اختُدِعوا وضُحِك عليهم -، وأنه آوى قتلة عثمان لمُوافَقته لهم على قتله. وهذا وأمثاله مما يُبيِّن شًبهة الذين قاتلوه – انظر إلى هذا بالله عليك، أرأيت؟ الآن استغل الكلام هذا، قال هذا الكلام وأمثاله كلام ساقط لكن بصراحة يُظهِر لك أن هناك شُبهة لقتال عليّ، هناك شُبهة ما شاء الله، مَن الذي أصبح ناجياً الآن؟ مَن فلت برأسه؟ الدجّال الأكبر مُعاوية، الكلام كله أصبح أنه عن غير مُعاوية، أناس أتوا وشهدوا وكذا وكذا لكن مُعاوية بريء، لم يأت بالقميص سنة كاملة وقال للناس عليّ، عليّ الذي قتل، عليّ كذا وكذا، لم يقل هذا الكلام، لم يُطالِب بشهود، هذه إشاعات، يُقال فيما يُقال، يا ابن تيمية ما هذا؟ – ووجه اجتهادهم في قتاله، لكن لا يدل على أنهم كانوا مصيبين في ترك مُبايَعته وقتاله – هم كانوا مُخطيئن لكن عندهم شُبهة، في النهاية سوف يتضح أنهم مثل شيخهم مُعاوية كانوا مُجتهِدين ومأجورين ورضيَ الله عن الجميع، انتهى الأمر وسدوا هذا الملف -; وكون قتلة عثمان من رعيته لا يوجب أنه كان مُوافَقاً لهم، وقد اعتذر – مَن؟ عليّ عليه السلام، وهذا صحيح – بعض الناس عن علي بأنه لم يكن يعرف القتلة بأعيانهم أو بأنه كان لا يرى قتل الجماعة بالواحد – ارجعوا بالله عليكم إلى كتاب الإمام العلّامة الكبير الثقة أبي الحجّاج المزي تهذيب الكمال في أسماء الرجال الذي حدَّثتكم عنه، قلت لكم أن الحافظ الغُماري كان يقول لا أدري هذا الرجل بشر أو من جنس غير البشر، للحافظة التي عنده والدقة والعلم والاستقامة، اقرأوا ترجمة عثمان بن عفان رضوان الله عليه في المزي، واقرأوا أسماء مُرشَّحة ضمن القتلة الذين باشروا قتل عثمان، أسماء رشحَّها المزي بروايات، منهم واحد اسمه رومان، واقرأوا تاريخ ابن عساكر وتفاصيل بلاط مُعاوية، سوف يُصادِفنا رومان هذا وهو يجلس في بلاط مُعاوية مُعزَّزاً مُكرَّماً، وهذا يُثير علامة استفهام كبيرة بقدر هذا المسجد، أليس كذلك؟ وسنقرأ عند الذهبي بعد قليل وعند غير الذهبي وفي كل كتب التواريخ وفي الكامل لابن الأثير أن الرجل الذي حمل الكتاب المُزوَّر على عثمان وذهب به إلى مصر وإلى والي مصر يأمره فيه بتقطيع هؤلاء وقتلهم والتنكيل بالثوّار وكذا وكذا اسمه أبو الأعور السُلمي، وجعل يتعرَّض للثوّار، كأنه يقول له خُذوني، ظل يذهب ويجيء أمامهم، كان يتعرَّض لهم فيسبقهم ثم يعود وما إلى ذلك حتى فتَّشوه فوجدوا معه الكتاب، خُطة مُدبَّرة، هذا مطلوب، مروان يفعل هذا، هل فعله مع مُعاوية؟ سوف نرى بعد قليل، هل يُوجَد اشتراك في القتل؟ سوف نرى، الله أعلم، وبعد ذلك سوف نرى أبا الأعور هذا الذي كان يقنت الإمام عليّ في صلواته يلعنه ويدعو عليه مع جماعة منهم مُعاوية وعمرو والمُغيرة وأمثال هؤلاء، هذا أبو الأعور، من أشد الناس على عليّ وشيعة عليّ أبو الأعور السُلمي، ولك أن تتخيَّل هذا، هذا الرجل سوف نرى أنه من قادة جيوش مُعاوية، ألا يُثير هذا الريب بالله عليكم؟ أنا أتساءل فقط كطالب علم بسيط وكطالب حقيقة، ألا تُثير هذه الأمور الريب؟ ولا تزال هناك جُملة أمور غريبة جداً جداً، هذا كله ابن تيمية يكف عنه ولا يذكره، كأنه لم يقرأه ولم يعرفه ولم يسمع به، كأنه غير موجود، إلا أنه موجود والحمد لله، يُقرأ ويُعرَف ويُثير تساؤلات مُحرِجة جداً -، أو بأنه لم يدّع عنده ولي الدم دعوى توجب الحكم له – لا, يُوجَد عذر أقوى من كل هذه الأعذار بصراحة، هل تعرف ما هو؟ عندما تقع هيشات أو ثورة أو تمرد جماهيري أو حرب أهلية يتساقط كل شيئ، ينتهي الأمر، لا يحدث قود، يحدث صلح والكل يُعفى عنه، انتهى الأمر لأن هذا موضوع صعب، مثل ماذا؟ مثل الذي حدث في صفين والجمل، لا نقول هذا الفارس قتل منا وسوف نفعل كذا وكذا، هذه حرب أو ثورة وما إلى ذلك، والشافعي ذكر هذا في الأم، هذا باب طويل، وهذا عذر من أقوى الأعذار لعليّ، أرأيتم؟ ولذلك لما جاء قاتل سيدنا الزُبير بن العوّام وهو عمرو بن جرموز ومعه سيف الزُبير لأن هو الذي قتله أخذه الإمام عليّ، قال له قتلت لك الزُبير، تألَّم كثيراً، قال سيفٌ نفَّس به صاحبه عن وجه رسول الله الكُرب، بشِّر قاتل ابن صفية بالنار، قال ابن جرموز يا عجباً لهم، نقتل أعداءهم ويُبشِّروننا بالنار، ماذا أفعل لك؟ هذه الحقيقة، لكن هنا سؤال: لماذا لم يقتله عليّ؟ لا يُمكِن أن يقتله، هذه كانت حرباً، لا يُمكِن أن يفعل له شيئاً، انتهى الموضوع، هو هذا، فالذي حدث ضد عثمان ثورة واشترك فيها صحابة، أليس كذلك؟ وسكت فيها صحابة وخذلوه، ودخلت شخصيات وغير معروف بالضبط إلى الآن مَن الذي قتله، أسماء كثيرة مُرشَّحة، حوالي تسعة على ما أذكرها يذكرها المزي، غير معروف بالضبط مَن، وقيل الذي قتله قُتِل بأمر نائلة بنت الفرافصة، أمرت مولاها فأخذه وقتله فمات في المكان، الذي تولى قتل عثمان بيده قُتِل في المكان، وهذا يكون أحسن وأحسن، انتهى الأمر، الآخرون ساعدوا وتهارشوا ودخلوا وما إلى ذلك فقط، انتهى الأمر يا أخي، كوَّنت من هذا قصة في حين أنك قتلت الأمة كلها، فهذا عجيب، وهذا العذر لم يذكره ابن تيمية أيضاً، وهذا عذر معروف وذكره الشافعي في الأم، انتبهوا إلى أن ابن تيمية لم يذكره، ولعله أقوى الاعتذارات عن الإمام عليّ عليه السلام، لكن هو أتى بعذر آخر فقال الآتي -. ولا حاجة إلى هذه الأعذار، بل لم يكن عليّ مع تفرق الناس عليه مُتمكِّناً من قتل قتلة عثمان إلا بفتنة تزيد الأمر شراً وبلاءً – وأنا أقول هذا الكلام تحته خبيء، لماذا؟ هذا يعني كأن عليّاً كان يعرف فعلاً مَن الذي باشر قتل عثمان وكان بجانبه لكنه كان يُريد أن يكف عنه، هذا الكلام غير صحيح، مُستحيل أن يثبت هذا بأي وجه -، ودفع أفسد الفاسدين بالتزام أدناهما أولى من العكس؛ لأنهم كانوا عسكراً، وكان لهم قبائل تغضب لهم، والمُباشِر منهم للقتل وإن كان قليلاً فكان ردؤهم أهل الشوكة ولولا ذلك لم يتمكَّنوا. ولما سار طلحة والزبير إلى البصرة ليقتلوا قتلة عثمان – ويا عجبي، طلحة من أكبر المُؤلِّبين عليه، والآن يُريد أن يقتل قتلة عثمان – قام بسبب ذلك حرب قتل فيها خلقٌ. ومما يُبيِّن ذلك أن مُعاوية قد أجمع الناس عليه بعد موت عليّ – مُعاوية أجمع الناس عليه عن رضا وطواعية! وكأنه لم يأت أيضاً بجيش لجب مائة وخمسين ألف إلى ماتين ألف لكي يُواجِه الإمام الحسن بن عليّ عليهما السلام، يُريد أن تتفانى أمة محمد الآن من جديد، حرب ولا حرب صفين، والحسن اضطر مُكرَهاً كالسم الزؤام أن يتنازل لهذا الطاغية العنيد من أجل ألا تتفانى أمة محمد، قال لماذا؟ لماذا كذا وكذا والنبي قال إن ابني هذا سيد؟ هذا الحديث سوف نُناقِشه في حلقة خاصة، ولكن سنفترض أنه صحيح ولا مطعن فيه فالسيد ليس مُعاوية، السيد هو يا حبيبي الحسن، وكون الصلح وقع بين طائفتين من المُؤمِنين أو من المُسلِمين فهذا الذي نقول به، نحن لا نُكفِّر أهل الشام ولا نقول أنهم مُنافِقون أبداً أبداً، نحن نتكلَّم عن رؤوس الفتنة وأئمة البغي، أئمة البغي وأئمة الظلام الذين خدعوا الناس، وأما أهل الشام فهم مُسلِمون والحمد لله، أهل الشام مُسلِمون ولا كلام، وأهل العراق مُسلِمون وإلى آخره، السيد هو الحسن، وليس معنى أن النبي امتدح فعلاً أن الحسن أن مُعاوية على صواب أو على حق وأن الأمة أجمعت، بالعكس يا أخي، بالعكس الحسن ممدوح وهذا مذموم، ورحمة الله على العلّامة جمال الدين القاسمي، خُذوا مني هذا الكلام، هذا العالم سلفي ومن مدرسة ابن تيمية، علّامة السلفية في الديار الشامية في أول القرن العشرين، مُتوفى في أول الثلاثينيات، في كتابه للتفسير محاسن التأويل قال شيئاً هاماً، عودوا إلى محاسن التأويل في سورة البقرة، قال والله وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۩، عند تفسير هذه الآية ينقل عن الحاكم أبي عبد الله كلاماً ثم يقول وفي الآية دليلٌ على صحة أو سائغية الصلح ومُهادَنة الكفّار والبُغاة، بدليل ما فعله رسول الله في الحُديبية وما فعله عليّ في صفين وأعتقد قال والحسن مع مُعاوية، فهو باغٍ وظالم لكن يُمكِن أن نُصالِحه لكي نحفظ دماء الأمة، ومع ذلك بعض الصحابة كانوا مُتأسِّفين جداً لم لم يُقاتَل، الإمام الحُسين كتب إلى مُعاوية في آخر حياة مُعاوية، أي في آخر أيامه، ذكر هذا المزي في ترجمة الحُسين، وهذا لمَن يسألني عن مصدري، الإمام أبو الحجّاج المزي في تهذيب الكمال ترجمة الحُسين بن عليّ عليهما السلام، قال فكتب له الحُسين كذا وكذا، قال ولا أرى لي عند الله عذراً في ترك جهادك، أنا لن أُجاهِدك الآن لأن أخي أعطاك عهداً، وأخي هذا سوف يُسَم، سُمَّ الحسن عليه السلام، الحسن في ثماني وأربعين سُمَّ، وهذا الكلام كان قبل موت مُعاوية بأيام وهو يأخذ البيعة ليزيد وما إلى ذلك، وبعث له مروان بن الحكم وقال له إني لأرى أبا عبد الله الحُسين إلا مُرصداً لفتنة وإلى آخره، كلام كثير قاله هذا الجاسوس، فبعث له وقال له انتبه وما إلى ذلك، وإن تكدني يا حُسين أكدك، قال له إذا كدتني سأكيدك وأنت تعرفني، معروف مُعاوية، ليس عنده أي مُحرَّم، يتوسَّل كل الوسائل أياً كانت إجرامية وخسيسة، ذهب وفضة وسيف وموت ودم وسم وعسل وقتل وإلى آخره، ليس عنده أي مُشكِلة هذا الرجل، رجل فظيع، عليك أن تقرأ حتى تعرف مَن هو مُعاوية، فقط اقرأ، حاول أن تقرأ، لا تقرأ دراسات وإنما اقرأ التاريخ نفسه، اقرأ التاريخ كله، سوف ترى وتُكوِّن صورة وحدك والله دون أن يكون لك حتى علم بالأسانيد ولا بالرجال، اقرأ وأنت في النهاية سوف تخرج بانطباع، اقرأ الكتب التي تُكذِّب نفسها، اقرأ الكتب الأُموية التي تُدافِع عنه مثل كتب الذهبي وابن كثير، وفي النهاية سوف تخرج بانطباع أنه داهية وطاغية ورجل فظيع، فظيع هذا الرجل، ولن تُحِبه، أتحداك أن تُحِبه لو قرأت، انتبه إلى هذا واقرأ كتبهم، لا أقول اقرأ كتب أعدائه وإنما اقرأ الكتب التي تُدافِع عنه، هذا الذي حدث معي، لا يُمكِن أن تخرج بانطباع طيب عنه، الحقيقة كما قلت لكم دائماً تُبرِز قرنها، تقول لك أنا واضحة، إذا أردتني أنا موجودة فانظر لي، المُهِم قال له لا أرى عذراً لي عند الله في ترك جهادك يا مُعاوية، لكن أنا مُلتزِم بعهد أخي وإلا أنا أعرفك، هو كان يعرفه فلا تقولوا لي الأمة أجمعت والحسن صالحه وتضحكون علينا، لأن هذا كان باغياً، صالحه كما صالحه أبوه، لماذا عليّ صالحه؟ حتى لا تستمر الحرب، صالحه والحرب قائمة في المعمعان، أليس كذلك؟ صبيحة الهرير صالحه، وإلا سوف تقع مصائب، وعلى لم يُرِد أن يُصالِحه، الأشعث بن قيس الملعون ومَن مثله مِن الذين أصبحوا خوارج فيما بعد قالوا له لا، يدعوك إلى كتاب الله، قال لهم أنا أعلم بمُعاوية منكم، قال لهم أعيروني سواعدكم ساعة، سوف ينتهي الأمر لكن لا فائدة، أعان الله الإمام عليّاً عليه السلام، أهل العراق ذبحوه والله العظيم، أُقسِم بالله ذبحوه وأفسدوا كل قضيته، لم تكن هناك أي طاعة، والله يا إمام عليّ السلام لو لقيت من أهل العراق نصف طاعة أهل الشام لمُعاوية لانتصرت على مليون مُعاوية، لكن سُبحان الله يا أخي، يا الله، في كل شيئ خذلوه، حتى بعد التحكيم والخدعة أراد أن يُجيِّش ويُعبيء الجيوش للحرب مع مُعاوية، ليس لكي يكسب معركة، لكي يكسب الإسلام يا جماعة والإمامة، لكي تعود الخلافة إلى الأمة، قال لهم سوف ألتقي بكم عند المكان الفلاني، ذهب ثاني يوم الإمام عليّ ولم يجد أحداً، لم يأت أي أحد، قال لهم يا ما شاء الله عليكم، يا ما شاء الله عليكم يا أهل العراق، ومُعاوية يُشاوِر بأصبعه فيُحرِّكهم جميعاً، هل تعرف لماذا؟ لأنه يُحرِّك رؤوسهم، كيف يُحرِّكهم؟ بالمال والسيف، يستخدم السيف كثيراً، أُعطيك مالاً وذهباً حتى تشبع، لكن إذا فعلت شيئاً لا أُريده سوف أقتلك وأقتل أهل وعيالك كما قتل عيال عُبيد الله بن عباس، سوف أقتلك وأقتل أهلك وعيالك، شيئ رهيب الرجل هذا، كما قلت لكم جاء على المدينة وأراد أن يأخذ ما تعرفون، فابن عمر هرب على مكة لأنه لا يُريد أن يُبايع يزيد، قال لهم أين ابن عمر؟ قالوا ليس هنا، في مكة وما إلى ذلك، قال والله لإن أدركتنه لأقتلنه، لابد أن يُبايع رُغماً عنه، مَن هو؟ سأقول لك مَن هو، هذا ابن عمر، مَن عمر عند مُعاوية؟ سوف ترون بعد قليل، نحن أحق بهذا الأمر منه ومن أبيه، هذا في صحيح البخاري، قال لهم لا عمر ولا غير عمر، أنا مُعاوية، سوف ترون هذا، هذا هو مُعاوية، كل حياته خداع ودجل، ذات مرة ضرب تعظيم سلام لعليّ وعمر، قال أنهما الأفضل لكن عندي عذر وما إلى ذلك، وبعد ذلك قال مَن أحق مني؟ فليُطلِع لنا قرنه لكي نرى مَن هو، أنا أحق منه ومن أبيه، والله لإن أدركته لأقتلنه، فالمسكين عبد الله بن عبد الله بن عمر هرب إلى مكة، قال له يا أبتِ جاء مُعاوية، قال له ماذا قال؟ قال له والله لإن أدركته لأقتلنه، جعل يبكي عبد الله، فجاء مُعاوية فذهب يُبايعه، قال له سوف نُبايع، بايع ليزيد، قال له قتل، قال له أنا لست عليّاً، عليّ يتركك لكن أنا لا أترك، أنا أقطع الرؤوس، لأنه مُعاوية، هذا هو مُعاوية، لا يخاف الله ولا يهمه أي شيئ، وطبعاً أخرج لنا جيلاً من العلماء والمشائخ لا يخافون الله، باسم أمثال مُعاوية والطواغيت أعطوا الحكّام الظلمة مُسوغية كاملة للذبح والقتل، اذبح واقتل وأمت، أهم شيئ السُلطة والسيف، فأنت صاحب السيف، خرب الله بيت هذه السياسة، خرب الله بيت هذا المنطق، هل هذا منطق ديني؟ لذلك نحن أمة محروبة تسيل دماً من أربعة عشر قرناً، ورأينا بعد ذلك كيف خرج الكل على الكل، أليس كذلك؟ تاريخنا كله خوارج على خوارج على خوارج، والأب يقتل ابنه والابن يقتل أباه، انظروا إلى تاريخ العباسيين، مُعظَمهم قُتِل غدراً من أولادهم ومن زوجاتهم، شيئ مُقرِف، هذه الحياة كلها، هذه هي حياتنا -، وصار أميراً على جميع المُسلِمين.
ما سأقوله الآن مُهِم جداً أن تسعموه بالله عليكم، هذا مُهِم جداً أن تسمعوه من ابن تيمية، المُجلَّد الرابع، صفحة أربعمائة وثمان، قال أجمع الناس عليه – مُعاوية – بعد موت عليّ، قال أجمع، أي برغبتهم، لكن هو سوف يقف في الكوفة ويقول لهم والله يا أهل الكوفة إني لأعلم لتعلمون أني ما قاتلتكم لتُقيموا الصلاة وتصوموا وتُؤدوا الزكاة، فإني أعلم أنكم تفعلون، ولكن قاتلتكم لأتأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون، لا تقل لي اجمعت الأمة، هذا كلام فارغ، أقصر دولة في التاريخ تقريباً دولة مُعاوية، أقول في التاريخ! عباس العقاد ليس شيخاً وليس مُحدِّثاً وليس مُؤرِّخاً كبيراً، مُفكِّر حُر مُستقِل، أنا أنصحكم بأن تقرأوا كتابه، أنا والله العظيم ما فتحته في هذه الأشهر كلها، لكنني قرأته قبل سنين، وأنا مُتأكِّد أنه كتاب ماتع، فيه تحليلات ذكية جداً جداً جداً، واجهنا بحقيقة مُهِمة، قال لنا مُعاوية أقصر الحكّام نظراً عكس ما أُشيع عنه أنه حليم وذكي وما إلى ذلك، قال هذا غير صحيح، رجل نظره تحت رجليه، وانظر إلى سياسته وطريقته وسوف تقدر على أن تفهم لماذا دولته كانت أقصر دولة، مَن الذي حكم؟ هو الذي حكم وابنه يزيد، وانتهى الأمر، حفيده مُعاوية الرجل الصالح الطيب رحمة الله عليه قضى ستة أشهر ومات، انتهى الفرع السُفياني إلى الأبد، ويزيد ترك ابناً، مات هذا الابن ولم يُعقِب، قال ابن كثير وقطع الله نسله، ليس على وجه الأرض أي أحد من نسل يزيد، يا رب ما أعظمك، أُقسِم بجلالك أنك موجود وأنك حكم عدل وملك عظيم، أُقسِم بالله على هذا، لا إله إلا أنت، يا جماعة لا يُصدَّق، يزيد يتسبَّب في قتل أهل بيت رسول الله، بقيَ من نسل الحُسين فقط زين العابدين، أي عليّ الأصغر، واحد فقط، وأراد الملعون عُبيد الله أن يقتله، قال اقتلوه، فرمت زينب الكُبرى عليها السلام بنفسها عليه، وهي بنت عليّ وأُخت الُحُسين، قالت قبل أن تقتلوه اقتلوني، لا والله، قال فرق لها، هذه كلمة من الراوي، كيف رق لها؟ قال سوف تكون مُصيبة إذا قُتِلَت سوف تثور الناس والكوفة كان وضعها غير مُستقِر، فسكتوا عنه وتركوه، واحد فقط، سُبحان الله طفل كان عمره اثنتي عشرة سنة أو أربع عشرة سنة، الآن نسل الحُسين من زين العابدين يملأ الدنيا، ملايين من نسله، ملايين! وعلماء جوداء رحماء نُجداء ألباء أيقاظ صالحون وميمونو النقائب، يعمرون الأرض تحت كل نجم وفوق كل مدرة وحجرة، موجودن في العالم، علماء وأئمة! شيئ رهيب، بالأسانيد المُتصِلة إلى زين العابدين، إلى زين العابدين، إلى زين العابدين، الله أكبر يا أخي! وأين نسل يزيد؟ لا أحد على وجه الأرض من نسله، بعد موت يزيد بأربعين سنة لم يبق أحد على وجه الأرض من نسل يزيد، وبالتالي مِن نسل مَن؟ الطاغية مُعاوية، قطع الله نسله، أنا أقول لكم قال الله إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۩ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ۩ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ۩، أنا الذي أُؤمِن به في قلبي بفضل الله أن المقصود هو أبو سُفيان وذُريته، والكوثر محمد وذُريته، والتاريخ يُفسِّر هذا، ورأينا الكوثر وعرفنا ما هو الكوثر، الفوعل، ذُرية محمد ملأت الأرض، وذٌرية أبي سُفيان قطع الله دابرها، ائتني اليوم برجل من ذُرية أبي سُفيان وخاصة من ذُرية مُعاوية هذا، غير موجود، انتهى والحمد لله رب العالمين، فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۩، ربنا موجود، خل علماءنا يُسوِّدوا البياض، اذهب وسوِّد واكتب وهبِّل على الناس ولن ينفع كل هذا، على كل حال اسمعوا الآن ماذا يقول ابن تيمية، ابن تيمية بالفم الملآن يدمغ مُعاوية ويكشف النقاب عن تدجيله وخداعه، يقول ومما يُبيِّن ذلك أن مُعاوية قد أجمع أجمع الناس عليه بعد موت عليّ، وصار أميراً على جميع المُسلِمين….
(ملحوظة) قطع الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم كلامه الذي ينقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية وسأل أحد الحضور هل انتهت الحلقة؟ ثم قال إذن نكتفي بهذا القدر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(تابعونا في الحلقات القادمة)
أضف تعليق