بسم الله الرحمن الرحيم، نأتي الآن ونأخذ ربما درس المنطق أولاً لأنه أسهل، أيضاً سنفعل نفس الشيئ السابق، سنأخذ عشرين دقيقة ثم سنأخذ عشرين دقيقة ومن ثم سننتهي من الدرسين.
اليوم سنبدأ – بإذن الله – درس المنطق بأحكام القضايا، أحكام القضايا يُسمونها النسب بين القضايا، مثل مباحث التناقض، هذا درس اليوم الذي سنبدأ فيه، مثل مباحث العكس المُستوي، أو عكس النقيض، أو غير ذلك مما سيأتيكم – إن شاء الله – في الدروس اللاحقة بإذن الله تعالى.
أبدأ في البداية لأُشير أو ألفت إلى أن بعض القضايا لا يُمكِن الاستدلال عليها إلا من خلال نقيضها، لا تستطيع أن تستدل عليها، بطبيعتها غير قابلة للاستدلال، أحياناً يكون هذا فنياً، أي بحسب وسائلنا وآلياتنا المُتاحة إلى الآن لا يُمكِن أن نستدل على هذه القضية، مثل ماذا؟ نفترض – مثلاً – قضية أنه يُوجَد في الكيان الإنساني مُكوِّن اسمه الروح، وهي غير ذات طبيعة مادية، الروح شيئ مُخالِف للمادة، غير ذات طبيعة مادية! لا يُمكِن الاستدلال على هذه القضية، هل تعرف لماذا؟ لأن كل وسائلنا العلمية الآن والتجريبية تستطيع أن تتعاطى مع القضايا المادية، مثل قضية العقل، لو جاء فيلسوف إبستمولوجي وادّعى أن العقل غير ذي طبيعة مادية – مثلاً أن العقل ذو طبيعة روحانية مثلاً – لن يُمكِن الاستدلال على هذا، كيف ستستدل؟ مُستحيل أن تقدر على هذا، كيف ستُخضِع هذه الطبيعة اللامادية للبحث والتجربة المعملية؟ مُستحيل، فهناك أُناس يستعجلون، ويقولون نعم، ما دام الأمر هكذا فهذه القضية غير علمية، مثل كارل بوبر Karl Popper قال هذه القضية غير علمية، تقول لي الروح والعقل وما هو غير مادي، وهذا كله كلام فارغ وكلام أديان والميثولوجيا Mythology والإبستمولوجيا Epistemology القديمة والميتافيزيقا Metaphysics، وهذا كله كلام فارغ، لكن هذا غير صحيح، بالعكس! لا يزال عندنا وسيلة يُمكِن أن نُثبِت بها صحة هذه القضية، كيف؟ عن طريق العكس، عكس القضية!
من هنا أهمية تناقض القضايا وعكوس القضايا، أرأيتم كيف هذا المدخل؟ هذا المدخل مُهِم لدرس اليوم، بمعنى ماذا؟ سنفترض أن العقل ذو طبيعة مادية، لأن الآن عندنا قضية تقول ماذا؟ العقل ذو طبيعة مادية، ما نقيضها؟ كيف نُكوِّن النقيض؟ نحن أخذنا هذا في الدروس الأولى للمنطق، كيف نُكوِّن النقيض؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور بالنفي، فأكَّد الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم على صحة الجواب بالنفي، وقال إن النفي يكون بــ لا، غير، وليس، هكذا انفوا! نقول – مثلاً – حي، ما نقيض حي؟ غير حي، أليس كذلك؟ حين نقول عالم ماذا يكون نقيضها؟ غير عالم أو ليس عالماً، هذا هو! انفوا، النفي هو النقيض، انتبهوا! بخلاف الأضداد، الأضداد ليست كالنقائض، أسود ما ضده؟ أبيض، وأيضاً ضده أحمر، وضده أزرق، والأحكام تختلف، النقائض لا تجتمع، والنقائض لا ترتفع، ولا تُوجَد إمكانية ثالثة، استحالة اجتماع النقيضين، استحالة ارتفاع النقيضين، استحالة الثالث، أي الثالث المرفوع، لا تُوجَد إمكانية ثالثة، لابد من وجود أحد النقيضين، أما أن يُوجَد النقيضان معاً فهذا مُستحيل، وكذلك مُستحيل أن يرتفعا معاً، ولا تُوجَد حالة ثالثة بمعنى أنهما لا يُوجدان ولا يرتفعان، مُستحيل! لابد من هذا، هل هذا واضح؟ الأضداد تختلف، يُمكِن للضدان أن يرتفعا، لكن لا يُمكِن أن يجتمعا معاً، أليس كذلك؟ هذه الورقة البيضاء – مثلاً نفترض – يُمكِن ألا تكون حمراء، ويُمكِن ألا تكون سوداء، والأحمر والأسود ضدان، أليس كذلك؟ لكن هل يُمكِن حمراء سوداء؟ مُستحيل، الضدان لا يجتمعان، لكن يرتفعان! ها هي بيضاء، يُمكِن أن نأتي بورقة حمراء أو ننظر الآن إلى هذا الشرشف الأحمر، هذا الشرشف أحمر، وهو ليس أبيض ولا أسود، هذا صحيح، ارتفعا! أي ارتفعا الضدان، لكن لا يجتمعان، مُستحيل أن يكون أسود أبيض، ومُستحيل أن يكون أحمر أزرق، يستحيل! ما دام أحمر فالأمر مُنتهٍ، ليس شيئاً ثانياً، لكن النقيضان مُختلَفان، مثل أسود، أبيض، أحمر، وما إلى ذلك، هذه أضداد وليست نقائض، وتذكَّروا الملكة والعدم أيضاً، مثل بصير وأعمى، أرأيتم؟ هذه ليست أضداداً وليست نقائض، حين نقول بصير وأعمى نعني بهما ماذا؟ ملكة وعدمها، الحائط هذا لا هو بصير ولا هو أعمى، أليس كذلك؟ لكن نحن كبشر الواحد فينا لابد وأن يكون بصيراً أو أعمى، لكن الحائط لا هو بصير ولا هو أعمى، لماذا؟ لأن البصر والعمى تقابلهما ليس تقابل نقيضين ولا تقابل ضدين، بل تقابل ملكة وعدمها، أي عدم الملكة، كل هذا درسناه في الدروس الأولى! وكذلك عالم وجاهل، لابد أن يكون أي واحد فينا عالماً أو جاهلاً، لكن هذا الحائط، هذا المفرش، وهذا الكوب لا عالم ولا جاهل، لأنه من الأصل لا يقبل أحد الوصفين، غير مُهيأ وغير مخلوق من أجل أن يقبل هذه الملكات، أي هذه الــ Competences، غير مخلوق من أجل أن يقبل هذه الملكات، فلابد وأن تُميِّزوا بدقة – هذا مُهِم جداً – بين الضدين وبين الملكة وعدمها وبين النقيضين.
سهل جداً أن تعرف النقيض، النقيض هو النفي، حي وغير حي، موجود وغير موجود، أرأيت؟ ضع غير، ضع لا، ضع ليس، ضع أي شيئ للنفي، وهذا سيصير النقيض، هل هذا واضح؟ الآن نأتي ونقول العقل ذو طبيعة مادية، ما نقيضها؟ العقل غير ذي طبيعة مادية، العقل ليس ذا طبيعة مادية، نقيض! ليس وغير، هذه ضدها تماماً، فهذه يُسمونها النقيض، فلو قلنا العقل ذو طبيعة مادية سيُمكِن تزييف هذه المسألة معملياً، أليس كذلك؟ فعلاً سنذهب ونُجري بعض التجارب التي يُثبَت بها استحالة تفسير بعض ملكات العقل وبعض مأتياته على مفروضة أنه مادي، سوف تفشل! فهكذا يتبرهن أن العقل غير ذي طبيعة مادية، علماً بأن هذا أسلوب في العلم، حتى في الفسيولوجيا Physiology يُستخدَم هذا، إذن هذا الموضوع مُهِم جداً، مُهِم جداً أن نُميِّز نقيض القضية.
طبعاً نقائض الأفراد أو الأفراد النقائض مسألة سهلة، كما قلنا إنسان وغير إنسان، حيوان وغير حيوان، وحي وغير حي، لكن نقائض القضية مسألة صعبة، أن ترى القضية وما نقيضها لا يكون دائماً بسهولة العقل ذو طبيعة مادية والعقل غير ذي طبيعة مادية، هناك أشياء أحياناً نتخربط فيها، لو قلنا بعض الحيوان إنسان سيكون هذا صحيحاً أو غير صحيح؟ هذه القضية صحيحة أو غير صحيحة؟ بعض الحيوان إنسان، نحن! ألسنا حيوانات؟ الحيوان الناطق هو الإنسان، فلو وضعنا دائرة وأسميناها الحيوان سنضع فيها دائرة صغيرة اسمها الإنسان، فالإنسان هو بعض الحيوان، أليس كذلك؟ ولو قلنا بعض الحيوان ليس بإنسان سيكون هذا صحيحاً أو غير صحيح؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور صحيح، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم طبعاً، الغزال والفهد والنمر، هذه الحيوانات هي أبعاض الحيوان وليست إنساناً، فظهر هنا أنهما قضيتان مُتناقِضتان، لكن ما المُشكِلة إذن فيهما؟ تُوجَد مُشكِلة هنا، ما هي؟ أنهما صادقتان معاً، والنقيضان لا يجتمعان! أليس كذلك؟ سوف تقول لي أنت خربطتنا، أنت تقول النقيضان لا يجتمعان وقد اجتمعا! أليس كذلك؟ أنت تخربطت هنا حين جعلت هاتين القضيتين قضيتين مُتناقِضتين، لكن لم يتوفَّر فيهما شروط التناقض، سوف تقول لي هل هناك شروط لابد وأن ندرسها؟ طبعاً، هناك أحد عشر شرطاً، ثمانية إيجابية وثلاثة سلبية، لابد وأن تعرفها لكي تقدر على ان تعرف نقيض القضية، هذا مُهِم جداً! ما دمنا نُريد أن نستدل فلابد وأن نعرف هذا، ليس نقيض الفرد، كوب ولا كوب، إنسان ولا إنسان، وحي وغير حي، هذه سهلة! لكن المُشكِلة في أن نرى ما القضية، هل هذا واضح؟
كل حيوان إنسان، هل هذا صحيح؟ كل حيوان إنسان كاذبة، ليس شيئ من الحيوان إنسان، صادقة أو كاذبة هذه؟ أيضاً كاذبة، عجيب! كل حيوان إنسان، ليس شيئ من الحيوان إنسان، قضيتان كاذبتان! إذن كذبتا معاً، أي ارتفعتا معاً، والنقيضان لا يرتفعان، كيف ارتفعتا؟ لأن هاتين ليستا نقيضتين، أنت حين ظننت أنهما من النقائض غلطت، هل فهمت كيف هذا؟ ولذلك ضروري أن تعرف كيف تستخلص القضية النقيض، لا تأت لكي تنفي وأنت تقول هذا نقيضها، سوف تقع في خربطات وسوف ترى أن النقيضين بهذه الطريقة يجتمعان معاً، والنقيضان لا يجتمعان! وسوف ترى بالطريقة هذه أن النقيضين يرتفعان معاً، والنقيضان لا يرتفعان! إذن هذه مُشكِلة، من أين هي ناشئة وناجمة؟ ناجمة عن أنك لم تلتزم طرائق وشروط معرفة نقيض القضية، عندها شروط مُعيَّنة دقيقة، لابد وأن نعرفها!
إذن من أجل أن يتحقَّق التناقض بين قضيتين لابد أن تتوفَّر ثمانية شروط، طبعاً هي شروط اتحاد، أن تتحد كلتا القضيتين في واحد، اثنين، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية، تتحد! ومن هنا أسموها – أسموا هذه الشروط الثمانية – بالوحدات الثماني، ما المقصود بالوحدة؟ الاتحاد، أن يتحد في كذا، ويُمكِن أن تقول وحدة، وحدة الموضوع، وحدة الحمل، وحدة المحمول، وحدة الجهة، وحدة المكان، وحدة الزمان، وحدة الشرط، ووحدة الإضافة، يُسمونها الوحدات الثمان أو الثماني، لأنها وحدة، أي مُؤنَّث، الوحدات الثمان لابد وأن تتحقَّق، والنفي سهل.
أول شيئ وحدة الموضوع، ما الموضوع؟ نقول الكوب مليء، أين الموضوع؟ الكوب، أين المحمول؟ مليء، المريخ بعيد، أين الموضوع؟ المريخ، أين المحمول؟ بعيد، أي كما قلنا من قبل، الموصوف والصفة، أرأيتم؟ المُسنَد والمُسنَد إليه، والمُبتدأ والخبر، أي شيئ مثل هذا، هذا هو! لكن في المنطق ماذا يقولون؟ الموضوع والمحمول، الدرس يُبَث على الهواء مُباشَرةً، ما الموضوع؟ الدرس، ما المحمول؟ يُبَث على الهواء مُباشَرةً، هل هذا واضح؟ وهكذا!
ليس في الكون المنظور حياة، أين الموضوع؟ الكون المنظور، أين المحمول؟ ليس فيه حياة، لا تُوجَد حياة، هذا مُهِم لكي تُميِّز، لا تأخذها هكذا ببساطة مثل الشمس طالعة، حاول أن تفهم، الشيئ الذي تصفه وتُسنِد إليه شيئاً هو الموضوع، الشيئ الذي يكون صفةً أو المُسنَد إلى المحمول يُسمونه المحمول، هذه مُصطلَحات منطقية، أي في المنطق Logic، فنحن عندنا وحدة الموضوع، ما معنى وحدة الموضوع؟ لو اختلف الموضوع لا يصيران نقائض، لا يصيران نقائض! وتجد أنهما قد يصدقان معاً وقد يكذبان معاً، لأن الموضوع اختلف، وطبعاً هذا مفهوم جداً جداً.
لو قلنا – مثلاً – العلم نافع ستكون هذه قضية صحيحة، أليس كذلك؟ لو قلنا الجهل ليس بنافع هل سيُوجَد تناقض؟ لن يُوجَد تناقض، لأن الموضوع لم يتحد، أنت مرة تحدَّثت عن العلم ومرة تحدَّثت عن الجهل، لو قلت العلم نافع والعلم ليس بنافع سوف تُوقِعنا في خربطة، سوف تُوقِعنا في تناقض، أليس كذلك؟ رُغم أن حتى هذه أيضاً يُمكِن ألا يُوجَد فيها تناقض، لماذا؟ بشرط الكُلية والجُزئية، وسوف نرى هذا أيضاً بعد قليل، لابد أن تتوافر كل الثمانية الشروط، هل هذا واضح؟
وحدة المحمول، ما المحمول كما قلنا؟ الصفة، المُسنَد إليه! العلم نافع، العلم ليس بسام، هذا صحيح وهذا صحيح، العلم لا يُسمِّم الإنسان، حين تتعلَّم لا تموت بالسُم، أليس كذلك؟ ولا يتخثَّر دمك حين تتعلَّم، أليس كذلك؟ مثل السحر أو مفعول السحر، تقرأ أشياء فتموت، تقرأ طلاسم فتُنهي حياتك، فالعلم – مثلاً – ليس كذلك، فهذه صحيحة وهذه صحيحة، ما الذي اختلف فيهما؟ اختلف المحمول، رُغم أن الموضوع واحد، العلم والعلم! هناك اختلف الموضوع، العلم والجهل! هنا اختلف المحمول مع اتحاد الموضوع، العلم نافع، العلم ليس بسام، لا تُوجَد مُشكِلة! لا يُوجَد تناقض، المحمول اختلف، أليس كذلك؟
فلان ذكي، فلان شجاع، لا تُوجَد مُشكِلة يا أخي! مرة وصفته بالذكاء ومرة وصفته بالشجاعة، هذا الكتاب مُفيد، هذا الكتاب صعب، لا يُوجَد تناقض، مُفيد لكنه صعب، أليس كذلك؟ مرة صفة الصعوبة ومرة صفة الإفادة، وهكذا! اتحد الموضوع واختلف المحمول.
الزمان، وحدة الزمان! لو قال أحدهم الشمس مُشرِقة وبعد ذلك قال آخر الشمس ليس مُشرِقةً هل يُمكِن أن يكون هذا صحيحاً وأن يكون هذا صحيحاً؟ طبعاً، الشمس مُشرِقة بعد الساعة السابعة، الشمس ليست مُشرِقة بعد السادسة ليلاً، الزمان! هذا يتحدَّث عن زمن وهذا يتحدَّث عن زمن، لابد لكي يتحقَّق التناقض أن يتحد الزمان، لو قال أحدهم الساعة السابعة والنصف صباحاً الشمس مُشرِقة سنقول له هذا صحيح، لو قال آخر الساعة السابعة والنصف صباحاً الشمس ليست مُشرِقة هل سوف نقول له هذا غلط؟ لا تزال هناك شروط ثانية، أين تقصد؟ هل تقصد في النمسا أو في أديس أبابا؟ لا يزال عندنا المكان، أرأيت؟ هذا هو طبعاً، قد يقول لك أحدهم أنا لا أقصد الزمان فقط، أقصد حتى المكان، لابد من كل هذه الوحدات الثماني.
إذن هذا موضوع المكان، ها نحن أتينا به نفسه، قال أحدهم الساعة السابعة والنصف صباحاً الشمس مُشرِقة، وقال آخر الساعة السابعة والنصف صباحاً الشمس ليست مُشرِقة، ولا يُوجَد تناقض رُغم وجود وحدة الزمان أيضاً ووحدة الموضوع ووحدة المحمول؟ اختلف المكان، قال الأول أقصد في النمسا، وقال الآخر أقصد في داكوتا أو في أديس أبابا أو في بوينس آيرس، إلى آخره! هل هذا واحد؟ إذن لابد من اتحاد المكان.
اتحاد القوة والفعل، محمد ميت، محمد ليس بميت، محمد ميت بالقوة أو بالفعل؟ بالقوة، الله قال له إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ۩، وحين قال له هذا ونزَّله عليه كان حياً، أليس كذلك؟ فحين نقول فلان ميت نعني أنه ميت ميت، نحن حين نقول القذّافي – بعون الله تعالى – مخلوع مخلوع مثلاً نعني هذا بالقوة أو بالفعل؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور بالفعل، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم لا، ليس بالفعل، وإنما بالقوة، هو الآن – أي Actually، في الـ Act هو الآن – مخلوع أو ما زال كما هو طاغية؟ ما زال، لكننا نُؤكِّد أنه – بعون الله – سوف يُخلَع لدلائل سياسية مُعيَّنة مُعيَّنة وما إلى ذلك، وربما يكون عند أحدهم حتى كشف رباني، لا نعرف! فنحن نقصد بالفعل، لكن هذا الفعل يُناقَش سياسياً، وهناك أشياء أوضح من هذا، مثل ميت، حين نقول فلان ميت نعني أنه لابد وأن يموت، طبعاً لا يُوجَد أحد من بشر يخلد، لابد وأن يموت! لكن هو حي، نتكلَّم عنه الآن، ومن ثم نحن نقصد أنه ميت بالقوة أو بالفعل؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور بالقوة، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم نعم بالقوة، هل تعرف ما القوة؟ إلى ماذا يُترجِمونها بالعبارة المفهومة؟ بالإمكان، أي Potential، بمعنى أنه مُرصَد للموت، لابد وأن يموت، هذا طبيعي! لا يبقى شيئ حياً، فهذا يعني أنه لابد من الاتحاد في القوة أو في الفعل، لابد من وجود هذا الاتحاد! فإذا اتحدا كلتا القضيتين في الفعل وتناقضتا يكون هذا تناقضاً، أما إذا كانت واحدة بالقوة وواحدة بالفعل ورأيت وجود تناقض فهذا لا يكون تناقضاً، لماذا؟ لأنهما لم يتحدا، اختلفا! هذه بالقوة وهذه بالفعل، سعيد ميت، سعيد ليس بميت، قد يقول لي أحدكم هذا صحيح وهذا صحيح، لا يُوجَد تناقض! لماذا؟ سعيد ميت بالقوة، سعيد ليس بميت بالفعل، ها هو حي يُرزَق يا أخي، هو شاب – ما شاء الله – ووضعه مُمتاز، فهذه القوة وهذا الفعل.
ماذا نعني حين نقول فلان – مثلاً – عالم وهو عمره لا يزال ثلاث سنوات؟ قال أحدهم هذا عالم، ماذا يقصد إذن؟ بالقوة، لأنه رأى فيه دلائل النبوغ، ولد ذكي جداً جداً، يسأل أسئلة ذكية، أجرينا له بعض الاختبارات فنجح فيها بشكل مُذهِل، ثبت أنه طفل عبقري، ومن ثم سوف نقول هذا عالم، مُفكِّر كبير، نقصد بالفعل الآن أو بالقوة وبالإمكان؟ بالإمكان، أي سوف يصير – إن شاء الله – هكذا، يُسمونها في البلاغة باعتبار ما سيؤول إليه، أرأيتم كيف؟ وهكذا!
نأتي الآن إلى الكُل والجُزء، هذا الكتاب مُفيد، هذا الكتاب ليس مُفيداً، أرأيتم؟ يُمكِن أن يكون قصدنا باعتبار الكُل والجُزء، أي بعضه مُفيد وبعضه مُضِر، غير مُفيد فعلاً، فيه أفكار مُدمِّرة وفيه أفكار جيدة، أرأيتم؟ هذا هو، أرض مصر مُخصِبة، أي خصبة، أرض مصر ليست بمُخصِبة، ماذا نقصد؟ بعضها مُخصِب وبعضها مُجدِب، ليست كلها خصبة، هذا صحيح! مصر فيها صحراء، فحين قلنا مُخصِبة كان قصدنا الجُزء المُخصِب منها، بعضها! وحين قلنا غير مُخصِبة كان قصدنا الجُزء الصحراوي المُجدِب منها، هذا صحيح، فلابد من أن يتحدا، أما إن تحدَّثنا عن قطعة بعينها على أنها مُخصِبة مُجدِبة فسوف يُوجَد تناقض هنا، أما إذا كان قصدنا هذا البعض وهذا البعض – علاقة الكُل والجُزء – فلن تُوجَد مُشكِلة.
بعد ذلك الشرط، الشرط – مثلاً – كالآتي، نقول ابنك ناجح بتفوق، ابنك ليس ناجحاً، ما قصدنا؟ ناجح بتفوق إن درس واجتهد، لأننا نعرفه ونعرف أن عنده إمكانية – ما شاء الله – للنجاح بتفوق، ذكي ومُجرَّب الولد، فإن درس وما إلى ذلك فسوف ينجح بتفوق، لن ينجح إن لم يدرس، فهذه مشروطة، قضية مشروطة! طبعاً القضايا المشروطة يُمكِن أن تأتي بألف ألف مثال عليها، أنت فاهم الدرس، أنت لست بفاهم الدرس، غير فاهم الدرس، انف! ما المقصود؟ إن ركَّزت، إن لم تُركِّز، إن ركَّزت سوف تفهم، إن لم تُركِّز لن تفهم، يُوجَد شرط هنا خفي، غير مذكور! هل هذا واضح؟ لابد من وحدة الشرط.
وحدة الإضافة، الأربعة نصف، هذا صحيح! لكن هذه إضافة إلى ماذا؟ الأربعة نصف ماذا؟ نصف الثمانية، الأربعة ليست نصفاً، بالإضافة إلى ماذا؟ إلى التسعة، إلى العشرة، وإلى العشرين، هي خُمس العشرين، أليس كذلك؟ مثلاً! وربع الستة عشر، لكن متى تكون نصفاً؟ بالإضافة إلى ضعفها، ثمانية! ليست نصفاً إضافة إلى ما هو أقل أو ما هو أكثر من ضعفها، فهذا شرط الإضافة، ما قصدك؟ شرط الإضافة!
آخر شيئ، طبعاً نحن قلنا الوحدات الثماني، أليس كذلك؟ تُوجَد وحدة تاسعة، أنا أُوافِق على إضافتها بل لابد من إضافتها، وهي وحدة الحمل، ليس المحمول وإنما الحمل، انتبهوا! المحمول هو المُسنَد أو الصفة، المريخ موجود، المريخ بعيد، وما إلى ذلك، هذا بعيد، هذا موجود، هذا المحمول! لكن هناك وحدة الحمل نفسه، هذا يُرجِّعنا – وبهذا يكون الدرس انتهى – إلى موضوع قسمي الحمل الشهيرين، اللذين تكلَّمنا فيهما أكثر من مرة وقلنا من الضروري أن نفهمها، أعني الحمل الأولي والحمل الشائع أو الشايع.
ونرجع ببساطة ونقول يُقصَد بالحمل الأولي الحمل الماهوي، الذي يُعرِّف ماهية الشيئ، فالآن – مثلاً – لو أردنا أن نُعرِّف مُصطلَح الجُزئي – وهو من مُصطلَحات المنطق، مُقابِل الكُلي، عندنا الجُزئي وعندنا الكُلي، هل هذا واضح؟ – ماذا سوف نقول؟ الجُزئي هو الذي يمتنع صدقه على كثيرين، لا يُمكِن غير هذا! الجُزئي لا يصدق إلا على واحد، مصداقه واحد، سعيد بن محمد العطيوي، هذا جُزئي أو كُلي؟ جُزئي، واحد! شخص واحد عنده هذا الاسم، انتهى!
هذا الكتاب، جُزئي أو كُلي؟ جُزئي، هذا الكتاب جُزئي، كتابي جُزئي، كتابك جُزئي، كتابها جُزئي، كتابه جُزئي، وإلى آخره! كل هذا جُزئي، ماذا عن الكتاب؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور كُلي، فأكَّد الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم على أنه كُلي، وقال ينطبق على أي كتاب في الكون، هل هذا واضح؟ فالجُزئي هو الذي يمتنع صدقه على كثيرين، والكُلي ما لا يمتنع صدقه على كثيرين، هذا هو باختصار، من غير أيضاً القيود الأُخرى.
هذا هو الجُزئي، فالآن قلنا الجُزئي هو ما لا يمتنع صدقه على كثيرين، وطبعاً الحمل ما هو؟ حمل شيئ على الموضوع، ما الموضوع؟ كلمة الجُزئي، الجُزئي موضوع، ماذا حملنا عليه؟ المحمول، ما المحمول؟ ما لا يمتنع صدقه على كثيرين، مُسنَد إليه ومُسنَد، هل هذا واضح؟ موصوف وصفة، وموضوع ومحمول، هذا صحيح! العملية كلها اسمها الحمل، هذا الحمل عرَّفنا به لفظ أو مُصطلَح الجُزئي، أليس كذلك؟ عرفنا ما ماهية الجُزئي، الإنسان حيوان ناطق، هذا عرَّف ماهية الإنسان، الحيوانية الناطقية! هذه ماهية الإنسان، أي الجوهر – الــ Essence – الخاص بالإنسان، هذه الماهية، جميل! فهذا حمل ماهوي.
الحمل الشائع – اسم على مُسمى – هو رصد المُعرَّف هذا في أفراده، أرأيتم؟ فحين نقول كتابي نفهم أنه جُزئي، هذا الكتاب جُزئي، كتابك جُزئي، وكتاب سيبويه في النحو جُزئي، هل هذا واضح؟ هذا اسمه الحمل الشايع، جميل! انتبهوا الآن، حين نأتي ونقول الجُزئي ليس جُزئياً والجُزئي جُزئي هل يُوجَد تناقض؟ الجُزئي جُزئي، الجُزئي ليس جُزئياً، هل تسبَّبنا في وجود تناقض الآن؟ هل يُوجَد تناقض أو لا يُوجَد تناقض؟ لا يُوجَد تناقض، لأننا لم نتحدَّث عن حمل واحد، (ملحوظة) سمح الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم لأحد الحضور بالحديث قائلاً تفضَّل يا أيا محمد، فذكر إجابة عامة، فقال له لا، أُريد مُصطلَحات منطقية، نحن لا نقول هذا، ما المعنى؟ وكيف؟ الجُزئي جُزئي، الجُزئي ليس جُزئياً، (ملحوظة) ذكر الأستاذ أبو محمد الحمل الشائع، فقال له الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم أحسنت، الجُزئي جُزئي بالحمل الشائع، كتاب سيبويه في علم النحو جُزئي، هذا جُزئي فعلاً! هذا الكتاب جُزئي، جُزئي هذا! والجُزئي ليس جُزئياً، لماذا؟ لأن الجُزئي كمُصطلَح – As term – كُلي، وتنطبق على ملايين ملايين الجُزئيات، أليس كذلك؟ ملايين الجُزئيات! خُذ المسجد – مثلاً – وستجد أنه كُلي، مسجدنا جُزئي، مسجد الشورى في الحي الثاني في كذا جُزئي، مسجد الهداية في كذا جُزئي، مسجد مكة المُكرَّمة في كذا جُزئي، ينطبق على ملايين! وكذلك الحال مع الكاميرا Camera ومع أي شيئ تُريد، لكن كلمة الجُزئي كتعريف لا تكون جُزئياً، تكون كُلياً، أي من الألفاظ الكُلية، لأنها قابلة للانطباق على ما لا نهاية له من الجُزئيات كمصاديق.
هذا الشيئ سهل جداً، وضَّحناه عدة مرات وطبَّقناه على عدة مُصطلَحات، كمُصطلَح المُجمَل، أليس كذلك؟ المُجمَل! مَن يقول لي ما المُجمَل؟ المُجمَل يُوجَد في علم أصول الفقه وضربنا له مثالاً في المنطق، ما هو المُجمَل؟ غير ظاهر المعنى، باختصار وببساطة المُجمَل هو لفظ غير ظاهر المعنى، يُوجَد إجمال والإجمال بأسباب، عنده أسباب كثيرة مذكورة في كُتب أصول الفقه، هل هذا واضح؟ قال تعالى وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۩، اللفظ هذا مُبيَّن أو مُجمَل؟ مُجمَل، لأن ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۩ مُختلَف فيها، اختلف فيها الصحابة واختلف فيها الأئمة الأربعة، أُناس قالوا في تفسير ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۩ إنها جمع قرء والقرء هو الطهر، أُناس قالوا لا، القرء هو الحيضة، وأُناس قالوا لا، الفترة بين الحيضة والطهر اسمها القرء، مثل أبي عمرو بن العلاء زبّان، هذا رأيه! فهذا الرأي مُجمَل أو غير مُجمَل؟ مُجمَل، انتبهوا! الآن نقول المُجمَل مُجمَل والمُجمَل مُبيَّن أو المُجمَل ليس مُجمَلاً لأننا نأخذ النقائض، المُجمَل مُجمَل والمُجمَل ليس مُجمَلاً، تناقضنا أو لم نتناقض؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور لم نتناقض، فأكَّد الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم على أننا لم نتناقض، وقال كيف؟ مَن يشرح لي كيف هذه؟ نفس الشيئ! مثل الجُزئي جُزئي والجُزئي ليس جُزئياً، (ملحوظة) قال أحد الحضور المُجمَل مُجمَل كتعريف، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم لا، بالعكس! المُجمَل مُجمَل كمصداق، القرء غير معروف، والمُجمَل مُبيَّن كتعريف، إذن المُجمَل مُبيَّن – أي المُجمَل ليس مُجمَلاً – بالحمل الأولي، لأنني أعرف ما المُجمَل وأُعرِّف لك إياه، المُجمَل هو غير ظاهر المعنى، ما يحتاج إلى بيان، إذن المُجمَل هنا بالحمل الأولي، التعريف الماهوي! هل فهمتم أم لا؟ فهمتم، هذا يعني أنه ليس مُجمَلاً، أرأيتم؟ فالمُجمَل ليس مُجمَلاً، سوف تقولون لي نعم، المُجمَل ليس مُجمَلاً بالحمل الأولي، والمُجمَل مُجمَل كمصداق، أي بالحمل الشائع، أرأيتم؟ هكذا تختلف حتى من مثال إلى مثال، لكن لابد أن تفهموا فقط ما الحمل الأولي وما الحمل الشائع، لذلك هذا مُهِم!
أنا مُتعاطِف مع إضافة وحدة الحمل كوحدة تاسعة، فلابد أن يتكلَّم المناطقة الآن عن الوحدات الثمان أو التسع؟ التسع أحسن، مُهِم جداً هذا، يحدث ويُوجَد تناقض، الجُزئي جُزئي والجُزئي ليس جُزئياً، المُجمَل مُجمَل والمُجمَل ليس مُجمَلاً، قد يُقال هناك تناقض، لكن لا يُوجَد تناقض، لماذا؟ لاختلاف الحمل، الحمل الشائع والحمل الأولي.
الفعل، مَن يأتي لي بمثال أخير على الفعل، أنا حريص أن تفهموا الحمل أولاً، وقلت لكم كثيراً انتبهوا لأن هناك أشياء مُهِمة جداً في المنطق تُبنى عليه، ائتوني بمثال على كلمة الفعل، أي الــ Verb، من أشهر تعاريف الفعل هو الذي لا يُخبَر عنه، الفعل لا يُخبَر عنه، بعكس الاسم، الاسم يُخبَر عنه، أليس كذلك؟ المريخ بعيد من الشمس كذا وكذا، المريخ موجود، المريخ لا حياة فيه، المريخ جوه كذا وكذا مثلاً، وإلى آخره! يُخبَر عن الاسم، محمد رسول الله، محمد خاتم النبيين، القرآن كتاب مُعجِز، يُخبَر عن الاسم! أليس كذلك؟ محمد يُقاتِل عدوه في سبيل الله، يُقاتِل عدوه في سبيل الله! محمد يرأف كثيراً ويُشفِق على أمته، فالفعل لا يُخبَر عنه، طبيعي ألا يُخبَر عنه، أي لا يُسنَد إليه، الفعل يُسنَد ويُخبَر به، أليس كذلك؟ هل هذا مضبوط أو غير مضبوط؟ مضبوط، نحن قلنا محمد يُقاتِل، محمد يُعلِّم، محمد يُزكي الناس، وما إلى ذلك، يُخبَر بالفعل! مَن المُخبَر عنه؟ الاسم، محمد – مثلاً – أو أي شيئ آخر، مثل القرآن كما ذكرنا.
سيقول لي أحدكم هنا تُوجَد مُشكِلة عندي، أنت تقول لي الفعل لا يُخبَر عنه، وحين عرَّفته بهذا التعريف – أنه لا يُخبَر عنه – أخبرت عنه، فهنا يُوجَد تناقض، لو قال أحدهم الفعل يُخبَر عنه، الفعل لا يُخبَر عنه، هل سيُوجَد تناقض أو لن يُوجَد تناقض؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور لن يُوجَد تناقض، فأكَّد الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم على أنه لن يُوجَّد تناقض، وقال لماذا يا أبا محمد؟ الفعل يُخبَر عنه بماذا؟ (ملحوظة) أجاب أبو محمد قائلاً بالحمل الأولي، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم الفعل يُخبَر عنه بالحمل الأولي، كيف أخبرنا عنه؟ بأنه لا يُخبَر عنه، فالفعل يُخبَر عنه بأنه لا يُخبَر عنه، بل يُخبَر به كحمل أولي، أليس كذلك؟ هذا هو، ثم ماذا؟ كحمل شائع، فلابد وأن تُميِّز بين الحمل الأولي وبين الحمل الشائع، ومن ثم ستُصبِح المسألة سهلة جداً جداً، المُهِم ان تفهم ما هو الحمل الأولي وما هو الحمل الشائع، الحمل الأولي التعريف الماهوي، بيان ماهية الشيئ، هذا حمل أولي! تعريف الشائع – الحمل الشائع – هو تحقّق هذا المُعرَّف في مصاديقه، كما قلنا هذا الكتاب جُزئي، مصداق للجُزئي، لكن الجُزئي من حيث هو كماهية سنُعرِّفه هنا، حمل أولي هذا، هل فهمت كيف هذا؟ تحمل شيئاً على شيئ.
آخر شيئ في درس المنطق الاختلاف، إذن هذه هي الجهات التسع التي ينبغي أن يتحد فيها القضيتان، يصح أن نقول يتحد القضيتان ويصح أن نقول تتحد القضيتان، لماذا إذن؟ مُؤنَّث غير حقيقي، قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا ۩، لم يقل كانت لكم آية، يصح أن نقول كانت لكم آية ويصح أن نقول كَانَ لَكُمْ آيَةٌ ۩، وكذلك يتحد القيضتان وتتحد القضيتان، لأن هذا مُؤنَّث غير حقيقي، هل هذا واضح؟
آخر شيئ الآن هو الاختلاف، لابد أن تختلف القضيتان في أمور ثلاثة، وهي الكم، الكيف، والجهة، وهذا ما لا يحتاج إلى شرح، شرحناه في دروس كثيرة، ماذا نُريد من الكم؟ كُلية وجُزئية، الكيف: سالبة ومُوجِبة، والجهة: ذكرنا أنواع كثيرة من الجهات، والموضوع مُعقَّد! مثلاً نقول القضية المُوجِبة الكُلية، ما نقيضها؟ السالبة الجُزئية، السالبة الجُزئية ما نقيضها؟ المُوجِبة الكُلية، المُوجِبة الجُزئية نقيضها ماذا؟ السالبة الكُلية، هو هذا، لابد أن يكون هكذا! والأمثلة كثيرة وسهلة هنا وميسورة جداً جداً، إذا لم يكن الأمر هكذا لن يُوجَد تناقض، لابد وأن تختلف القضيتان في ثلاثة أمور، وهي الكم، الكيف، والجهة، ولابد وأن تتحد القضيتان في تسعة أمور، وهي كانت تقريباً درس اليوم، والله – تبارك وتعالى – أعلم.
أضف تعليق