الحمد لله رب العالمين، يا رب لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مُبارَكاً فيه كما تُحِب وترضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين وصحابته الميامين وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً، سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۩، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علَّمتنا، وزِدنا علماً.
أما بعد، إخواني وأخواتي:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، في الدرس السابق تكلَّمنا عن تقسيم القضية الحملية باعتبار موضوعها، فمَن يُذكِّرنا بهذا التقسيم بشكل عاجل؟ القضية الحملية باعتبار موضوعها تنقسم إلى ماذا؟ (ملحوظة) سمح الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم لأحد الحضور بالإجابة قائلاً تفضَّل، فأجاب بإجابة خاطئة، فقال فضيلته لا، لم نقل هكذا، قلنا تنقسم إلى شخصية وطبيعية ومُهمَلة ومحصورة، والمحصورة تنقسم إلى كُلية وجُزئية، والجُزئية تنقسم إلى سالبة ومُوجِبة، هذه هي تقسميات القضية الحملية.
وربما أكون ألمعت إلى أن القضية الشرطية تنقسم انقساماً مُشابِهاً لكن لا باعتبار الموضوع، لا يُمكِن أن تنقسم الشرطية باعتبار الموضوع، لماذا؟ لا موضوع لها، هذه ليست مثل القضية الخبرية الحملية عندها موضوع وحمل، لا! هي قضية شرطية على ما شرحناها، تتكوَّن دائماً من تركيب قضيتين، والعلاقة بين هاتين القضيتين – ملحوظة) قال أحد الحضور إما أن تكون علاقة تصادق أو تكون علاقة تعاند، فقال له الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم أحسنت – إما أن تكون علاقة تصاحب وتصادق وتآلف، أو علاقة تنافٍ وتعاند، فإن كانت الأولى فهي القضية المُتصِلة، وإن كانت الثانية فهي القضية المُنفصِلة، أليس كذلك؟ هذا هو!
اليوم سنأخذ تقسيم القضية الشرطية طبعاً بقسميها، سواء كانت مُتصِلة تقوم على علاقة التصادق والتآلف والتآزر أو مُنفصِلة تقوم على علاقة التعاند والتنافي والتكالب، ويُمكِن أن نُقسِّمها، وقلنا لا يظهر وجهٌ لتقسيمها باعتبار الموضوع، لأنه لا موضوع لها، فيجب أن نُقسِّمها باعتبار آخر، وهو اعتبار الأوقات والأحوال – أي الأزمان والأحوال – التي يقع فيها التصادق والتعاند، التصادق في حق المُتصِلة والتعاند في حق المُنفصِلة، فهكذا ينبغي أن تُقسَّم، بهذا الاعتبار، لا باعتبار الموضوع.
ولذلك القضية الشرطية تنقسم يا إخواني إلى قضية شخصية وإلى قضية مُهمَلة وإلى قضية محصورة، والمحصورة – كما في الحملية – ستنقسم بدورها إلى قسميها، كُلية وجُزئية، وكُل منهما ستنقسم إلى مُوجِبة وسالبة، هذه ستنقسم إلى مُوجِبة وسالبة، وهذه ستنقسم إلى مُوجِبة وسالبة، هذه باختصار أقسام القضية الشرطية، فالقضية الشخصية سنبدأ بها.
سنبدأ بالقضية الشخصية، وهي ما حُكِمَ فيها بالاتصال أو الانفصال، لابد من هذا! لأن قد تكون هذه القضية الشخصية مُتصِلة، وقد تكون مُنفصِلة، إذن هي القضية التي حُكِم فيها بالاتصال أو الانفصال أو نفيهما، لماذا نفيهما؟ لأن قد تكون مُوجِبة أيضاً وقد تكون سالبة، قد تكون الشخصية مُتصِلة مُوجِبة، وقد تكون مُنفصِلة مُوجِبة، وقد تكون مُتصِلة سالبة، وقد تكون مُنفصِلة سالبة، لكن في زمن مُعيَّن أو حال مُعيَّن، إما زمن وإما حال، أي وضع مُعيَّن أو شرط – Condition – مُعيَّن، لذلك تُسمى شخصية، Personal proposition، أي قضية شخصية!
لذلك نأتي ونقول – مثلاً – إن جاء عليٌّ فأكرمه أو فأعطه أو لقِّنه حُجته أو اشرح له الدرس، أي شيئ! إن جاء عليٌّ فأكرمه، هنا التركيز على ماذا؟ هل التركيز على حال مُعيَّنة أو على وقت؟ على وقت، وقت مجيئه! وهذا وقت مُحدَّد، هو لا يأتي في عموم الأوقات، ولا يأتي بالمُطلَق، لابد أن يأتي في وقت مُحدَّد، إذا جاء – قد يأتي في تمام الساعة السابعة والنصف – افعل هذا به أو افعل هذا له، فهذا وقت مُعيَّن، وقت مُحدَّد، وقت مجيئه! ليس أي وقت، ليس عموم الأوقات ولا مُطلَق الأوقات.
مثلاً إن هطل المطر لزمت بيتي، يُمكِن أن نزيد عليها، إن هطل المطر الساعة أو اليوم لزمت بيتي، لماذا؟ أخرجناها من الحال – حال الهطول – إلى وقت مُحدَّد أيضاً لهذا الحال، الساعة أو اليوم! لأن لا يهطل المطر دائماً في كل وقت أيضاً، فيقول أحدهم إن هطل المطر اليوم لزمت بيتي، والكلام عن نشاطه في بحر اليوم، الكلام عن نشاطه في بحر هذا اليوم! إن هطل المطر لزمت بيتي، طبعاً واضح هنا أن هذه القضية مُتصِلة أو مُنفصِلة؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور مُتصِلة، فأكَّد الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم على أنه مُتصِلة، وقال فيها تصادق هذه، أليس كذلك؟ مُتصِلة! إذا جاء عليّ فأكرمه، إن هطل المطر لزمت بيتي، أليس كذلك؟ طبعاً وهي في كلتا الحالتين مُتصِلة مُوجِبة، هذه مُتصِلة مُوجِبة وهي شخصية، كيف عرفنا أنها شخصية؟ تتحدَّث عن حال مُعيَّن أو زمن مُحدَّد، فهذه تكون شخصية!
تقول قضية شرطية مُتصِلة، وطبعاً ليس شرطاً أن تقول شرطية مُتصِلة، إذا قلت مُتصِلة فهذا يكفي، معروف أنها من أقسام الشرطية، لأن ليس عندنا في الحملية مُتصِلة ومُنفصِلة، لا تُوجَدان! الحملية ليس فيها مُتصِل ومُنفصِل، فإذا قلنا مُتصِلة أو مُنفصِلة نعلم أن الكلام جارٍ عن القضية الشرطية، هذه القضية الشرطية!
دعونا نرى الآن الآتي، إن كان الطالب حاضراً كان مُركِّزاً – مثلاً – مع الأستاذ، هذه العبارة مُتداوَلة، أي أنه مُركِّز، هل هذا صحيح؟ ليس صحيحاً، معناها ليس – سنقول ليس، لأننا نُريد أن ننفسها – إن كان الطالب حاضراً كان مُركِّزاً مع الأستاذ، لكننا سنقول ماذا؟ ليس إن كان الطالب حاضراً كان بالضرورة – لكي نتعلَّم كيف ننفي القضية هذه، أرأيت؟ – مُركِّزاً مع الأستاذ، حضر الطالب، ركَّز الطالب! هل هذا وضح؟ ليس منطقياً الكلام هذا، ليس شرطاً! الكثير من الطلّاب يحضرون ويسرحون، هذا يعني أن ليس بالضرورة أن يكون مُركِّزاً الطالب لأنه حاضر، فهنا نفينا! فهذه قضية سالبة، وهي مُتصِلة طبعاً، لأن العلاقة علاقة تصاحب وتصادق، لكن هذه العلاقة لا يُمكِن أن تكون مُوجِبة، غير صحيح! طبعاً قد يكون حاضراً ولا يكون مُركِّزاً، فلابد أن ننفيها إذن، لكن بقيد الضرورة، لأن يُمكِن أن يكون حاضراً أيضاً ويكون مُركِّزاً، لكن هذا ليس بالضرورة، فيُمكِن أن يكون حاضراً ويكون مُركِّزاً، ليس بالضرورة! لأن هذا يحصل وهذا يحصل.
نأتي الآن إلى المُنفصِلة، دعونا نقول ما دام ذكرنا السماء وهطول المطر – مثلاً – إما أن يكون الجو مُصحياً – نحن لا نقول إنه صاحٍ ونُصحي وما إلى ذلك، اسمه مُصحٍ، باللُغة الفُصحى مُصحٍ، الجو مُصحٍ، وعكسها ماذا؟ غائم – وإما أن يكون غائماً، مُستحيل أن يكون الجو في نفس الوقت مُصحياً وغائماً، مُستحيل! لا يُمكِن هذا، لا يُمكِن أبداً، الجو إما أن يكون مُصحياً وإما أن يكون غائماً، إذن هذه قضية مُنفصِلة، فيها تعاند، يتعاند فيها الصحو مع الغيم أو الإصحاء مع التغييم، إذن هذه قضية مُنفصِلة مُوجِبة.
إما أن يكون العدد فردياً أو زوجياً، أي وإما أن يكون زوجياً، وهذه قضية منطقية وهي صحيحة، أيضاً – نفس الشيئ – هذه قضية العلاقة فيها علاقة تعاند، العدد هكذا! أي عدد خُذه، ثلاثة – مثلاً – لا يُمكِن أن يكون فردياً وزوجياً، انتهى! هو فردي إذا لم يكن زوجياً، وكذلك الحال مع رقم اثنين، فهذا زوجي ومن ثم لا يكون فردياً، انتهى! العلاقة تعاند، مُوجِبة!
دعونا نرى الآتي لكي نضع النقاط، إما أن يكون الشيئ معدناً أو تُراباً، هل هذا الكلام صحيح؟ هل أي شيئ لابد أن يكون إما معدناً وإما تُراباً؟ هناك خشب، هناك لحم، هناك دم، وهناك خمسون ألف شيئ في الكون، إذن ليس إما أن يكون الشيئ معدناً أو تُراباً، هل هذا واضح؟ ليس إما أن يكون الشيئ معدناً أو تُراباً! هذا غير صحيح.
طبعاً يبدو أنني أصابني ذهول وبدأت أتكلَّم عن القضية الشرطية بشكل عام، نسيت أنني يجب أن أتكلَّم عن الشخصية، فرجعنا نتكلَّم عن الشرطية بشكل عام، هذا الكلام كله غير دقيق، هذه قضايا شرطية صحيحة لكن ليس شرطاً أن تكون هذه شخصية، دعونا نرجع الآن، لم يُنبِّهني أحد رُغم أنني تكلَّمت عن القضية الشرطية بشكل عام، لكن المفروض أن أتكلَّم عن الشرطية الشخصية، إذن إما أن يكون الجو اليوم أو إما أن يكون الجو الآن – الآن في الساعة هذه – مُصحياً أو غائماً، قضية شخصية! هذه القضية الآن شخصية، لماذا إذن؟ لماذا؟ (ملحوظة) ذكر أحد الحضور وجود وقت مُحدَّد، فوافق الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم على هذا، وقال لأن هناك وقتاً مُحدَّداً، أنا أُريد أن أجعلها شخصية، ومن ثم لابد أن أضع الساعة – مثلاً – أو الآن، لكن قضية إما أن يكون العدد كذا أو كذا ليست قضية شخصية، لأن هذه دائماً تُوجَد في كل الأحوال من غير أن نذكر وقتاً مُحدَّداً، فهذا المثال لا ينفع الآن، اشطب عليه، غلط الحديث عنه الآن، هو صحيح لكن هذه ليست شخصية، هذه ليست قضية شخصية، في أي وقت! لا يُمكِن هذا، ليس لها علاقة بوقت هذه، نحن نتحدَّث عن وقت شخصي، عن وقت مُحدَّد، لكن في غيره هذا ليس شرطاً، وكذلك الحال مع ليس إما أن يكون الشيئ معدناً أو تُراباً، نفس الشيئ، هذا غير صحيح، هذه لا تأتي هنا، أليس كذلك؟ دعونا نقول عن الطالب الجالس الآن – مثلاً – إما أن يكون الطالب (وهو في المسجد) كذا أو كذا، مثلاً نتحدَّث عن أي واحد فينا، هو الآن معنا في المسجد، نقول إما أن يكون الطالب (وهو في المسجد) كذا أو كذا، هذا يعني أن عندنا ماذا؟ وهو المسجد صارت ماذا؟ حالاً، هذه حال مُحدَّدة، إذن شخصية هذه، وهو في المسجد، وهو في البيت، وهو في الطريق، وهو في المترو U-Bahn، هذا يعني أنها أصبحت شخصية، أصبحت قضية شخصية! وبعد ذلك إما وإما تعني أنها مُنفصِلة، لأن هذا تعاند، والكلام في التعاند صحيح، إما أن يكون الطالب (وهو في المسجد) قاعداً أو نائماً، هل هذه صحيحة؟ غير صحيحة، يُمكِن أن يكون واقفاً، أليس كذلك؟ هو واقف ويستمع، هذا يعني ليس إما أن يكون الطالب (وهو في المسجد) قاعداً أو نائماً، لأن يُمكِن أن يكون واقفاً، هو واقف هناك ويستمع، أليس كذلك؟ هذا مُمكِن! هذا يعني أن هذه القضية ستُصبِح قضية مُنفصِلة سالبة، ليس إما أن يكون، وأخذنا المُنفصِلة المُوجِبة، المُهِم – هذا أهم شيئ – أن نستوعب أن الشخصية تتحدَّد أو تتعيَّن بالزمان الشخصي أو بالحال المُحدَّد، فقط هذا هو! ومن ثم ستكون هذه قضية شخصية، تمام!
نأتي إلى المُهمَلة، مثل المُهمَلة تقريباً في الحملية، القضية المُهمَلة نفس الشيئ، لابد أن يكون فيها حُكم التصادق – أي التصاحب – أو التعاند – أي التكاذب والتنافي – أو نفيهما، والاعتبار سيكون – كما قلنا – بماذا؟ بالزمان وبالحال، لكن ليس في زمان مُحدَّد ولا في حال مُحدَّد، وإنما على العموم، في عموم الأحوال والأزمان، هل هذا واضح؟ دون النظر إلى تحديده أو تخصيصه، مثلاً إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، هذه قضية طبعاً، هذه قضية منطقية! هذه قضية حملية أو شرطية؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور شرطية، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم شرطية طبعاً، نقول إذا، هذا واضح! لأن عندنا قضية بلغ الماء قلتين، لم يحمل الماء الخبث، قضيتان! إذن هذه قضية شرطية، هذا صحيح! العلاقة بينهما ما هي؟ إذا الماء بلغ قلتين لم يحمل الخبث، هذه علاقة تصاحب أو تنافٍ؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور تصاحب، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم تصاحب طبعاً، هو لا يحمل الخبث بشرط أن يبلغ قلتين، إذن هي قضية شرطية مُتصِلة مُوجِبة ولكن مُهمَلة، لماذا هي مُهمَلة؟ لأنها لا تتحدَّث عن وقت مُحدَّد أبداً، هكذا بشكل عام، على العموم، على إطلاق الحُكم! وفعلاً هذه يُسمونها المُهمَلة، إذن هي مُتصِلة مُوجِبة وهي مُهمَلة، مُتصِلة مُوجِبة وهي قضية مُهمَلة!ودعونا نأتي أيضاً بمُتصِلة سالبة، إذن السابق كان أولاً، إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، هذه مُهمَلة مُوجِبة، ثانياً – دعونا نرى الآتي – إذا كان المرء حازماً كان ناجحاً، يُوجَد تصاحب، المرء حازم والمرء ناجح، لكن هل يُمكِن أن نجعل هذه مُوجِبة؟ هل هذا صحيح؟ الكثير من الناس الحازمين يفشلون في حياتهم، وسبب فشل الواحد منهم أنه ليس مرناً Flexible، بالعكس! أكثر النجاح يأتي مع المرونة، وطبعاً نحن نُريد بالحزم ماذا هنا؟ ما يُضاد المرونة، أي ما يكون مُتصلِّباً، يُمكِن أن نقول ما يكون مُتصلِّباً أحسن، لأن في اللُغة العربية الحزم يكون هكذا، أي التصلب، الحزم هو التصلب، الرأي لا يصير اثنين وانتهى الأمر، وهكذا! هذا اسمه الحزم، الحزم في بعض المرات – سُبحان الله – لا يكون كذلك، والنبي علَّمنا هذا، مُدارة الناس نصف العقل، إذا عَزَّ أخوك فَهِنْ، وكذلك:
وَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أَخًا لاَ تَلُمُّهُ عَلَى شَعَثٍ أَيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ.
العرب تعرف هذا تماماً! فالتصلب يكون دائماً سبب الفشل وقطع العلائق وما إلى ذلك، كُن مرناً! ولا زال الإغضاء من شيم الكرام، لابد أن تُغضي، كأنك أنك لم تفهم وكأنك لم تسمع، لكي تقدر على العيش في العالم هذا، لو أردت أن يكون كل شيئ مُنصبِطاً بالمسطرة فلن تعيش، إذن هذا يعني ليس إذا كان المرء حازماً كان ناجحاً، هذا الصحيح! بالضرورة طبعاً، المقصود بالضرورة! يُمكِن أن يكون حازماً وينجح، أليس كذلك؟ لكن هذا ضعيف، احتمال ضعيف جداً جداً! على كل حال في أي وقت هذا؟ لا يُوجَد وقت مُحدَّد هنا، هذه قضية عامة هكذا، كأنها تُقرِّر شيئاً عاماً مُطلَقاً، مثل ماذا؟ إذا بلغ الماء قلتين، لكن هذه سالبة، تلك مُوجَبة وهذه سالبة، تُقرِّر حُكماً عاماً، هذا حُكم أخلاقي اجتماعي، لكن تلك حُكم شرعي فقهي، وهو ليس تكليفياً طبعاً، ما الحُكم هذا إذن؟ وضعي، هذا حُكم وضعي في أصول الفقه، لماذا إذن؟ لأن صلاحية الماء للتطهر به أو الحُكم عليه بالنجاسة أو بالطهارة من الأحكام الوضعية، ليس من الأحكام التكليفية، الأحكام التكليفية مثل حلال، حرام، واجب، مكروه، مُباح، ومندوب، هذه الأحكام التكليفية! إذن هذا حُكم وضعي، فتلك تُقرِّر حُكماً شرعياً وضعياً، وهذه تُقرِّر حُكماً قِيمَياً، أو قِيَمياً إذا نسبت إلى المجموع.
نأتي الآن إلى المُهمَلة المُنفصِلة المُوجِبة، القضية – أي قضية فعلاً حملية أو شرطية – إما أن تكون مُوجِبة وإما أن تكون سالبة، كلها فعلاً! طبعاً النسبة هنا ماذا؟ نسبة تعاند، لأن القضية لا تكون مُوجِبة سالبة، إما مُوجِبة أو سالبة، إذا كانت مُوجِبة فلا تكون سالبة، إذن هذا تعاند، وطبعاً هي قضية مُنفصِلة، وهذا واضح! لأنها تقوم على التعاند، ونحن قلنا هذا، طبعاً النسبة فيها ماذا؟ مُوجِبة، إما هذا أو هذا، هذا صحيح! القضية إما أن تكون مُوجِبة وإما أن تكون سالبة، ولماذا مُهمَلة؟ طبعاً هذه تُقرِّر عاماً وهو حُكم منطقي، حُكم منطقي هذا، حُكم عام هذا! لا ينظر إلى حال دون دون حال ولا إلى زمن دون زمن، أي قضية في أي حال في أي زمن إما أن تكون كذا أو تكون كذا، هو هذا! فالقضية إما أن تكون مُوجِبة وإما أن تكون تكون سالبة، إذن هذه قضية مُتصِلة، وهي مُهمَلة مُوجِبة، هل هذا واضح؟ هذا أولاً، ثانياً القضية إما أن تكون مُهمَلة وإما أن تكون طبيعية، هل هذا الكلام صحيح؟ أي هل القضية إما أن تكون مُهمِلة وإما أن تكون طبيعية؟ هل هذا صحيح؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور غير صحيح، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم طبعاً غير صحيح، أين ذهبت الشخصية؟ أين ذهبت المحصورة؟ هذا غلط، إذن معناها ليس إما أن تكون القضية مُهمَلة وإما أن تكون طبيعيىة، إذن هذه قضية مُهمَلة وهي مُنفصِلة طبعاً سالبة، الحُكم الذي قرَّرناه فيه حُكم ماذا؟ منطقي، في عموم الأحوال! ليس في حال دون حال، حُكم هذا، حُكم!
حتى لا تنسوا – فتح الله علينا وعليكم – حين تسمعون بالمُهمَلة اعلموا أن المُهمَلة تُقرِّر أحكاماً عامة، مثل القوانين، ومثل السُنن، هل فهمتم كيف؟ إما اجتماعية أو تاريخية أو سياسية أو دينية شرعية، سواء شرعية تكليفية أو شرعية وضعية، هو هكذا! هل فهمتم كيف؟ فهذه يُسمونها ماذا؟ المُهمَلة، لأنها فعلاً لا تنظر إلى حال دون حال ولا إلى شخص دون شخص ولا إلى وقت دون وقت، فيُسمونها ماذا؟ مُهمَلة، مُهمَلة عن القيود! هنا مُهمَلة عن قيد ماذا؟ الحال والزمان، تمام!
نأتي الآن إلى المحصورة، والمحصورة سهلة، فهي اسم على مُسمى أيضاً، مثل المحصورة في الوضعية، هناك يُوجَد حصر للموضوع، وهنا يُوجَد حصر للزمان أو الحال، كيف يُوجَد حصر للزمان أو الحال؟ حصر الكم، كمية الأحوال أو الأزمان التي تنطبق عليها أحكام هذه القضية، هل هذا واضح؟ أي كم؟ هل هذا واضح؟ فنحن عندنا المحصورة، وطبعاً تنقسم إلى قسميها، كُلية وجُزئية، نبدأ أولاً بالكُلية، القضية الكُلية!
طبعاً نُريد – نفس الشيئ – أن نُثبِت الحُكم أو ننفي الحُكم، هل هذا واضح؟ الحُكم في المُتصِلة سيكون حُكماً بماذا؟ بالاتصال، الحُكم في المُنفصِلة سيكون حُكماً بماذا؟ بالانفصال، هذا هو، هل هذا واضح؟ في أوقت؟ لابد أن يشمل جميع الأوقات، لأن اسمها كُلية، اسمها كُلية! لابد أن يشمل جميع الأوقات، سواء كان هذا الحُكم حُكماً بالإثبات أو حُكماً بالنفي، لكي نفهم هذا الشيئ لابد أن نستخدم كلمات – سوف نراها في السور، أي الــ Marks – حين تسمعها أو تقرأها تدلك على عموم الحال أو عموم الوقت والزمن، مثل مهما، مثل كلما، ومثل دائماً، بالعامية يقولون أبداً، يقول أحدهم أبداً إذا حصل كذا وكذا، وطبعاً هذا تعبير عامي، لكنك ستفهم منه منطقياً أيضاً أنه يُريد الكُلية، هل هذا واضح؟ مثلاً كلما كانت الأمم مُتشبِّثةً بأذيال الأخلاق كانت سعيدة، كانت مُستقِرة، كانت كذا وكذا، كما قال شوقي:
وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا.
فهذا حُكم فعلاً صحيح، كلما وُجِدَت أخلاق عالية وُجِدَ الاستقرار، الجرائم تكون والمشاكل تكون أقل طبعاً بلا شك، كلما! هذا يعني أنها تعم ماذا؟ الأوقات، في كل الأوقات! في أي وقت تكون الأمة كذلك فعلاً تكون مُستقِرة وسعيدة ومُوفَّقة، إلى آخره! فنحن نستخدم كلما، كلما كان الفرد مُتخلِّقاً بأخلاق النبوة كان مُوفَّقاً، هذا صحيح! لا تقل لي هو مُتخلِّق بأخلاق النبوة وهو غير مُفلِّح وغير مُوفَّق، لابد أن يكون مُوفَّقاً بإذن الله تعالى، هذا صحيح! هذه كُلية، لماذا؟ لأننا نقول كلما، وطبعاً واضح أنها مُتصِلة، العلاقة هنا تقوم على ماذا؟ على التصادق، فرد مُتخلِّق بأخلاق النبوة، فردٌ مُوفَّق! كلما كذا وكذا كان كذا وكذا، صحيح! في اللُغة العربية الفُصحى يستخدمون ماذا أيضاً؟ مهما، ما الفرق بين كلما ومهما؟ مهما كان الفرد مُتخلِّقاً بأخلاق النبوة كان مُوفَّقاً، وهو تعبير فصيح جداً! (ملحوظة) ذكر أحد الحضور أن مهما له علاقة بالأحوال، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم أحسنت، مهما لها علاقة بالأحوال، عموم الأحوال! كلما لها علاقة بعموم الأزمان، ونحن نُريد الاثنين، أليس كذلك؟ نُريد الاثنين، فيُمكِن أن نأتي بنفس المثال لكن مرة نستخدم كلما ومرة نستخدم مهما، مهما أي في أي حال، هذا صحيح! هذه تعم الأحوال وهذه تعم الأزمان، وهذا الكلام في الشرطية! هل هذا واضح؟
كلما كان الإنسان كريماً كان – كان ماذا؟ ليس شرطاً أن يكون محبوباً، لأن هذا سيكون صحيحاً، فلو قلنا كان محبوباً سيكون هذا صحيحاً ونحن نُريد أن ننفيها، فدعونا نقول مُوفَّقاً – مُوفَّقاً، هل صحيح كلما كان الإنسان كريماً كان دائماً مُوفَّقاً؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور لا، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم النبي حجر على مُعاذ بن جبل، لأنه كان يُعطي كل ماله للناس، فأنفق الكثير وحدثت له مشاكل، وذات مرة ترك صلاة الجُمعة لأن بعض الناس كانوا ينتظرونه وقالوا له أعطنا من أجل ديوننا وما إلى ذلك، فكان يأخذ الكثير ويُعطي، لأنه كريم! يده مخزوقة كما يُقال، أي مثقوبة، كان يُعطي الناس الكثير، فالنبي قال له أنت يا مُعاذ عالم جليل ورجل فاضل لكننا سنحجر عليك، ممنوع أن تتصرَّف إلا فيما يخص الأكل والشرب فقط، الباقي كله سنأخذ منك وسنبيع أراضيك، طبعاً حجر عليه! وأخذ النبي أمواله وأعطاها للغرماء، قسَّمها عليهم، قال هذا ما عندنا، لأن الكرم الزائد هذا أو العطاء المُستمِر هذا يُمكِن أن يُفسِد الحياة، فهذا ليس شرطاً، ليس شرطاً أن تكون العلاقة علية ودائمة، فيُمكِن أن نقول ليس كلما كان الإنسان كريماً كان مُوفَّقاً، إذن غير واضح المثال أخلاقياً، أي من جهة أخلاقية، ليس كلما كان الإنسان صارماً كان مُوفَّقاً، هذا أدق! وهو مثل هذه، أليس كذلك؟ لكن ماذا عن هذه؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور إنها كُلية، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم أولاً هذه كُلية، لأننا نقول كلما، هذا مضبوط! نقول كلما، وبعد ذلك هي سالبة، إذن هذه كُلية سالبة، لكن هي مُتصِلة أو مُنفصِلة؟ (ملحوظة) قال أحد الحضور مُتصِلة، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم مُتصِلة طبعاً، الإنسان صارم، الإنسان مُوفَّق، أليس كذلك؟ هذا غير صحيح، سلبناها! هل يُمكِن أن يكون صارماً ومُوفَّقاً؟ يُمكِن، لا تُوجَد مُشكِلة، لكن سلبناها لأن الواقع لا يقول هذا، تمام!
إذن ليس كلما كان الإنسان صارماً كان مُوفَّقاً، ليس كلما! حين ترى كلما اعلم أنها كُلية، أي قضية كُلية، وحين ترى قبلها ليس اعلم أن هذا يعني أنها كُلية سالبة، حين ترى مهما اعلم أنها قضية كُلية، وهي طبعاً مُوجِبة، حين ترى ليس مهما اعلم أنها قضية كُلية سالبة، هل هذا واضح؟ إذن حتى الآن نحن أخذنا فكرة عن السور.
دعونا نأخذ الآن مثالاً على المُنفصِلة، العدد إما أن يكون فردياً وإما أن يكون زوجياً، لو قلنا كلما كان الشيئ معدناً كان إما ذهباً أو فضة سيكون هذا دقيقاً، صحيح! وهذه قضية مُنفصِلة، الشيئ المعدن إما أن يكون ذهباً وإما أن يكون فضةً، هذه يُمكِن أن تظل على الإيجاب أم لابد أن ننفيها؟ (ملحوظة)قال أحد الحضور لابد أن ننفيها، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم لابد أن ننفيها، ليس كلما كان الشيئ معدناً كان ذهباً أو فضةً، ليس شرطاً إما هذه، سنقول مُباشَرةً ليس كلما كان الشيئ معدناً كان ذهباً أو فضةً، هذا غير صحيح، لأن يُمكِن أن يكون حديداً أو رصاصاً أو قصديراً أو أي شيئ آخر، وبالتالي نحن ننفيها، إذن هذه كُلية مُنفصِلة سالبة، وقلنا لماذا هي مُنفصِلة سالبة.
سنأتي أيضاً بمثال آخر، كلما كان المُعلِّم – Teacher – مُؤهَّلاً علمياً فإما نجح في تفهيم مادته وإما كان قدوةً، سنقول هذا لكي نأخذ كلمة قدوة أيضاً، لكن هل هذا صحيح؟ غير صحيح، يُمكِن أن يكون المُعلِّم مُؤهَّلاً ولا ينجح في التفهيم ولا يكون قدوةً أيضاً، أي لا يكون الاثنين، لأنه مُؤهَّل في المادة فقط، ويُمكِن أن يكون مُؤهَّلاً علمياً وعنده طلّاب بلداء فلا يفهمون قصده، يفشل فعلاً في التفهيم، لكنهم بسببهم هم وليس بسببه هو، أليس كذلك؟ بعد ذلك يُمكِن أن يكون الرجل شيئاً آخر أيضاً، يُمكِن أن يكون شيئاً ثالثاً ورابعاً أيضاً، ليس شرطاً أن يكون إما كذا وإما كذا، فلا نحصره هنا، أليس كذلك؟ ويُمكِن أن ينجح في التفهيم ولا يكون قدوةً، ويُمكِن أن يكون قدوةً في السلوك ولا يكون ناجحاً في التفهيم، إذن هذا كلام غير منطقي، إذن ليس كلما كان المُعلِّم مُؤهَّلاً علمياً فإما نجح في تفهيم مادته وإما كان قدوةً، هذا ليس شرطاً بالمرة، بالمرة! والواقع هو الذي يقول هذا، ويُمكِن أن نأتي بأمثلة مثل هذه كثيرة على كل حال.
انتهينا من هذا، الآن نأتي إلى الجُزئية، نحن أخذنا الكُلية، نأتي إلى القضية الجُزئية، كيف تحدث الجُزئية؟ وكيف ستكون الجُزئية؟ طبعاً مُتصِلة مُنفصِلة، مثل الكُلية تماماً لكن ستختلف فقط في السور، لماذا؟ لأن سور الكُلية أكَّد أنها تعم الأحوال وتعم الأزمان، هل هذا واضح؟ لكن هنا الأمر سيختلف، سنأتي بسور قد يكون – قد يكون! أليس كذلك؟ – في بعض كذا، أي شيئ يدل على بعض الأحوال أو بعض الأزمان، فستصير قضية جُزئية، هل هذا واضح؟ وإما أن تكون مُوجِبة وإما أن تكون سالبة، تمام!
دعونا نقول قد يكون إذا كان المرء عالماً كان سعيداً، قد يكون! هذا صحيح، لأن هذا لا ينطبق على جميع الأشخاص، هناك علماء غير سعداء، هناك علماء ينتحرون، كثير من الناس يكونون علماء وينتحرون، وهناك علماء سعداء، ويصفون السعادة للناس أيضاً، فهذه القضية صادقة لكن ليس في عموم العلماء، ليس في عموم الأشخاص، وإنما في بعض دون بعض، فهي صادقة بالقيد هذا، قد يكون! هذا صحيح، قد يكون! كم النسبة؟ هذا يخضع لأبحاث علمية.
نفس الشيئ الآن، قد يكون إذا كان الإنسان صارماً أن يكون مُوفَّقاً، هذا مُمكِن أو غير مُمكِن؟ مُمكِن، قلنا إن هذا مُمكِن، قد يكون! وهذه لابد أن تُقارِنها دائماً بالقضية المُهمَلة كما سميناها، أليس كذلك؟ القضية المُهمَلة! ونحن رأينا المُهمَلة في الحملية، سيد القوم خادمهم، لكن هذا ليس بالضرورة، هذه مُهمَلة، هل يُمكِن أن نأخذ منها قد يكون فعلاً سيد القوم خادمهم؟ هذا هو الواقع، لأن أحياناً يكون خادمهم وأحياناً لا يكون خادمهم، لأن قضية سيد القوم خادمهم يُسمونها قضية مُهمَلة، نحن شرحنا هذا في درس سابق فانتبه، هذه قضية مُهمَلة! قال النبي العلماء ورثة الأنبياء، هذه قضية مُهمَلة، منطقياً قضية مُهمَلة، لا تقلب لي كيف النبي قال العلماء ورثة الأنبياء وها هم – والعياذ بالله – خدّام السُلطان؟ سأقول لك افهم كلام النبي، هذه قضية مُهمَلة، العلماء ورثة الأنبياء قضية مُهمَلة، أرأيت؟ الإنسان في خُسر، هذه قضية ماذا؟ مُهمَلة، قضية مُهمَلة طبعاً، وسوف تجد لها استثناءات كثيرة، هكذا وهكذا! فهذه أيضاً مُهمَلة لكن شرطية، هذه مُهمَلة شرطية، لأنها مُكوَّنة من اثنين، الإنسان صارم والإنسان مُوفَّق، قد! أليس كذلك؟ قد، فهذه قضية مُهمَلة، هذه شرطية وهي طبعاً مُتصِلة وهي جُزئية، لماذا؟ لأن عندنا قد يكون، ليس كلما، وليس مهما، قد يكون! فهذه لا تعم الأشخاص، ستجد بعض الناس فعلاً صارمين وهم – سُبحان الله – مُوفَّقون في الحياة، هذا موجود! ولو سألت أحدهم سر توفيقه سوف يقول لك الصرامة، أنا صارم ودقيق، هذا معروف عني! وهو مُوفَّق في الحياة، لكن آخر سبب فشله وتعاسته أنه صارم، هذا موجود! لأن هذه قضايا مُهمَلة، لذلك حين تأتي بالجُزئي منها تجد أن الجُزئي يكون صادقاً ولا يُمكِن أن تنقضه، بمعنى لا يُمكِن نقض قد يكون إذا كان الإنسان صارماً أن يكون مُوفَّقاً، لا يُمكِن لأحد أن ينقض هذا، سيأتي لك أحدهم بمئات الأشخاص الصارمين والناجحين، هذه جُزئية، هذا صحيح! المُهمَلة تقبل الاستثناء، عادي! نقول لك هذه مُهمَلة، ما المُشكِلة؟ لأنها قضية مُهمَلة.
الآن نرجع إلى الطالب الجالس هنا، قد يكون إذا كان الطالب في الدرس إما أن يكون قاعداً أو مُستلقياً، يُمكِن أن يكون قاعداً ويُمكِن أن يكون مُستلقياً مثلاً، قد يكون! هل هذا يحدث؟ نعم، قد يكون، جُزئياً! انتبه، هذه لا تُقرِّر عام، ليست مُهمِلة طبعاً، لماذا لا؟ وليس شرطاً أن تحصر لي الأقسام كلها وتقول لي هو واقف، قد يكون! ولو قلت لك قد يكون إذا كان الطالب في الدرس أن يكون قاعداً سيكون هذا صحيحاً، أقول لك إما أن يكون قاعداً وإما أن يكون مُستلقياً وأنت تقول لي وإما أن يكون واقفاً أيضاً، هذا يُمكِن أن يحصل، قد يكون! هذه جُزئية، انتبه، هذه ليست مُهمَلة وليست كُلية، فهذا يقبل، قد يكون طبعاً، قد يكون! هل هذا واضح؟ نحن الآن نُريد أن ننفيها، كيف يثمكِن أن ننفي قضية مثل هذه؟ هذه جُزئية – طبعاً هذه مُنفصِلة – ونُريد أن ننفيها؟ دعونا الآن نقول قبل يكون لا، أي سنقول قد لا يكون، لأن قد يكون سننفيها بقد لا يكون، قد لا يكون إذا كان الطالب في الصلاة – هو طالب والآن قام ليُصلي – إما أن يكون خاشعاً وإما أن يكون نائماً، لكن هذا ليس شرطاً، هناك حالة ثالثة، أن يكون واقفاً وغير خاشع، لكنه ليس نائماً، هذا هو طبعاً، قد لا يكون! لأن هذا صحيح، سوف ترى طالباً واقفاً هنا بعد أن أنهي الدرس وهو غير نائم وغير خاشع، هو واقف ومُتقيِّظ لكنه سارح، هذا يُمكِن طبعاً، فهذا قد يكون، وقد يكون خاشعاً، وقد يكون نائماً، هذا هو!
إذن فهمنا كيف ننفي هذه الأشياء، أعتقد من خلال الأمثلة يُمكِن أن تستوعبوا السور، موضوع السور! السور في الكُلية المُوجِبة سيكون ماذا؟ في الكُلية مُوجِبة أخذنا أسوار مثل ماذا؟ كلما، ومهما، هل هذا واضح؟ في الكُلية السالبة تنفي، ليس كلما، وليس مهما، في الجُزئية المُوجِبة أخذنا ماذا؟ قد يكون، ربما، من المُمكِن، في بعض الظروف، في بعض الأيام، في بعض الأحوال، وإلى آخره! في الجُزئية السالبة يُوجَد قد لا يكون، ليس ربما، ليس في بعض الأوقات، وليس كذا وكذا، أي سور! الأسوار هذه كثيرة جداً، والله – تبارك وتعالى – أعلم.
(ملحوظة) رغب أحد الحضور في الاستفسار عن شيئ فقال له الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم تفضَّل، فاستفسر عن قد يكون، فقال له فضيلته قد يكون للاثنين، أي تشمل الاثنين، الأزمان طبعاً والأحوال! بحسب سياق الجُملة، الآن حين تحدَّثنا وقلنا خاشعاً – مثلاً – وما إلى ذلك كنا نتحدَّث عن ماذا؟ عن حال، أليس كذلك؟ كنا نتحدَّث عن حال لها علاقة بالسياق الخاص بالجُملة، وكذلك الحال مع جُملة قد يكون مُستلقياً وما إلى ذلك، فهذه أيضاً أحوال، أليس كذلك؟ لكن يُمكِن أن نأتي بمثال عن زمان، مثل ماذا؟ يُمكِن أن نأتي بمثال عن زمان مُعيَّن، مثل قد يكون موعد مجيء فلان – مثلاً – الغد أو بعد الغد، قد يكون! ما المقصود هنا؟ أننا حدَّدناها بالموعد، بالزمن! (ملحوظة) استفسر السائل عن السالبة منها، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم قد لا يكون، مع قد لا يكون تصير سالبة مُباشَرةً، ضع لها لا، ومن ثم ستصير قد لا يكون، وكذلك الحال مع ليس ربما، ليس كذا في بعض الأيام، وإلى آخره!
أضف تعليق