بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه.
إخواني ما الذي أغضب عُبيد الله بن زياد – عامل بني أُمية ابن الدعي زياد ابن سُمية – في أحاديث الحوض؟ ليس مُجرَّد وجود الحوض، بالعكس الحوض يُفرِح كل مُسلِم ومُؤمِن ومُؤمِنة، لأن هناك حوضاً نرده ونشرب منه – إن شاء الله – ولا نعطش بعده حتى ندخل الجنة، لكن الذي أغضبه أن أحاديث الحوض يجر بعضها إلى بعض وفيها الثابت الصحيح بلا مثنوية – وُمخرَّج طبعاً في الصحاح والمسانيد – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أخبر أنه سيكون قائم على حوضه وحوله جماعة من أصحابه فيقوم رجل – أي ملك – بينه وبينهم فيقول لهم هلم، كما قلنا في دروس التفسير هلم يُمكِن أن يُخاطَب بها الجماعة كما يُخاطَب بها المُفرَد والمُثنى والمُذكَّر والمُؤنَث، قال الله وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا ۩، فالملك يقول لهم هلم، أي هلموا، فيقول النبي إلى أين؟ فيقول إلى النار والله، هذا في صحيح البخاري، هذا لفظ للبخاري، إلى النار والله، وهؤلاء جماعة من أصحاب الرسول، إلى النار والله، فيقول – صلى الله عليه وسلم – ما شأنهم؟ لماذا؟ فيقول – أي الملك – إنهم لم يزالوا يرجعون بعدك القهقرى، غيَّروا وبدَّلوا هؤلاء، في لفظ آخر عند مُسلِم – أي في الصحيح أيضاً – فأقول سحقاً سحقاً، أي ليذهبوا إلى أبعد مكان وأسحقه ما دام غيَّروا وبدَّلوا، طبعاً في الحديث أقول أصحابي أصحابي، في رواية أيضاً أصحابي أصحابي أصحابي، فيُقال إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك، إنهم لم يزالوا يرجعون القهقرى، أصحابي أصحابي!
قال ثم تكون زُمرة فيخرج بيني وبينهم فيقول هلم، إلى أين؟ فيقول إلى النار والله، إلى أن قال في آخر الحديث وهو حديث مُرعِب – اسمعوا ماذا قال في صحيح البخاري، في الرقاق من صحيح البخاري، هذا في الرقاق، أي كتاب الرقاق بمعنى الرقائق – فلا أرى ينجو أحد منهم إلا مثل همل النعم، قلة قليلة تنجو، مُعظَم هؤلاء إلى النار، إلى النار، إلى النار، بسبب ماذا يا إخواني؟ التبديل والتغيير والرجوع وعدم الوفاء لله ورسوله بما عاهدوا الله عليه ورسوله، الدين ليس لعبة، الدين ليس فيه أن تأخذ يافطة اسمها صحابي ومن ثم ينتهي الموضوع فتفعل ما تُريد ولك الجنة، لا يُوجَد الكلام هذا، لا يُوجَد أحد هكذا عنده مثل هذا الوعد فيدخل الجنة بهذه الطريقة!
في صحيح البخاري عن أم العلاء – في البخاري هذا عن أم العلاء، امراة من الأنصار – تقول اقتُسِمَ المُهاجَرون قرعةً فطار له عثمان بن مظعون، ما المُراد باقتُسِم المُهاجِرون؟ أي أن الأنصار اقتسموا المُهاجِرين، هذا في أول قدوم لمُهاجِرين إلى المدينة المُنوَّرة، أي تقاسمناهم، لكن هذا مبني للمجهول، تقاسمناهم بالقرعة لمعرفة هذا مع مَن وهذا مع مَن وهذا مع مَن، تقول اقتُسِمَ المُهاجَرون قرعةً فطار له – أي طار في سهمنا – عثمان بن مظعون، فصار هذا في أسرة أم العلاء الأنصارية الطيبة هذه، قالت فكان عندنا حتى وجِعَ الوجع الذي تُوفيَ فيه، مرض عثمان بن مظعون، لم يمت شهيداً ولكن مات في وجع، وتوفاه الله تبارك وتعالى، قالت فقلت في محضر رسول الله هنيئاً لك الجنة أو كلمة هذا معناها، فقال – عليه الصلاة وأفضل السلام – وما يُدريكِ؟ قال لها وما يُدريكِ أن سبق له الخير؟ شهدت له بالخير عند الله، قال لها وما يُدريكِ؟ قالت له يا رسول الله فمَن يكون له؟ إذا لم يكن عثمان بن مظعون المُهاجِر الذي فقد عينه في سبيل الله والرجل الذي لم يتدنس من الدنيا بشيئ فمَن؟ الذي شهد فيه النبي حين دفنه بأنه لم يُصِب من الدنيا ولم تُصِب منه والذي وضح حجرة قبره بيده الشريفة وقال أتعلَّم بها قبر أخي ومَن مات إليه من أهله، عثمان بن مظعون هذا، إذا لم يكن هذا من أهل الخير ومن أهل الحُسنى فمَن يكون؟ فقال أما عثمان فقد آتاه اليقين من ربه – أي مات، هو مات، الذي نعرفه أنه مات – ووالله لا أدري وأنا رسول الله ما يُفعَل به، هذا الأمر كله موكول إلى مشيئة الله، لا يُوجَد شيئ يُمكِن أن يُؤخَذ بالمُطلَق ومن غير قيد وشرط، من أين أتيتم بهذا الفهم للدين؟ قالت فقلت يا رسول الله لا أُزكي أحداً بعده، بعد الذي قلته لي لن أُزكي أحداً، في رواية أيضاً في الصحيح وعند النسائي قالت فرأيت في المنام ورأيت له عيناً تجري، لماذا؟ لأنها قالت فأحزنني ذلك، لأن النبي قال لها لا تشهدي ولا نعرف، نعرف أنه مات، لكن ماذا له عند الله؟ الله أعلم، لا نعرف قال لها، أنا لا أعرف ماذا لي وأنا الرسول، والحديث في البخاري، لولا أنه في البخاري لقلت يغلب على ظني أنه كذب، لأن هذا الحديث مُخيف، قالت فأحزنني ذلك فأُريته في المنام ورأيت له عيناً تجري فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم – فرحت قليلاً – فقال ذلك عمله، الحمد لله خير، إشارة خير هذه لأن عنده عين تجري، ذلك عمله.
هذا الدين يا إخواني، هذا الدين فلا تزكوا أنفسكم، لا تأت وتُعطني شهادة على بياض أو شيكاً على بياض في حق كل مَن رأى الرسول بغض النظر عن نيته، نيته يا أخي يعلمها الله، هل تستطيع أن تقول أن كل مَن رأى الرسول نعم في الجنة وكذا وكذا وإن كانت نيته كذا وكذا؟ سوف تقول لا، إذا كانت نيته كذا وكذا انتهى الأمر، وهذا الذي نقوله نحن، نقول أمر النوايا إلى الله ونحن نقطع أن منهم مَن لم تكن نيته لا الله ولا الدار الآخرة ولا الرسول وأن منهم مَن أفسد ومنهم مَن احتقب العظائم ومنهم مَن غيَّر وبدَّل ومنهم مَن فسق عن أمر الله وتعدى حدود الله وظلم وبغى، كيف يا أخي؟ كيف نعمى عن هذا الشيئ؟ لكن بفضل الله – أُكرِّر للمرة الثانية – هم الأقلون، كانوا قلة بفضل الله عز وجل، مُعظَم الصحابة الذين هم الصحابة ما شاء الله عليهم، اقرأ سيرة المُهاجِرين والأنصار، ما شاء الله عليهم مِن أحسن ما يكون، بضعة آلاف شأنهم عجيب، الذي غيَّر وبدَّل فيهم قلة قليلة، بعضهم النبي شهد عليه بالنار وأخبر عنه، فماذا نفعل له هذا؟ حتى وإن كان من أهل بيعة الرضوان مثل رأس الخوارج، النبي حكى عنه، عبد الله بن أُبي بن سلول ألم يكن من أهل بيعة الرضوان؟ كان معهم، كان من الخمسمائة، هل ستنفعه؟ هل سيدخل في قول الرسول لن يدخل النار أحد مِمَن بايع تحت الشجرة؟ لن يدخل مُستثنى من كلمة أحد هنا، لن يدخل، الله شهد عليه بالكفر وبأنه – والعياذ بالله – من الخاسرين الهالكين، انتهى الأمر، لن ينفعه هذا رُغم أنه بايع تحت الشجرة، أليس كذلك؟ عبد الله بن أُبي بن سلول رأس المُنافِقين، هكذا يكون الفهم في هذه المسائل إن شاء الله تبارك وتعالى!
الله – تبارك وتعالى – يقول في آخر الأنفال إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ۩، قال لك هذه الآية حُجة لنا، حُجة في ماذا يا أخي؟ قال هذه حُجة لنا، الله أثبت ولايتهم لبعضهم البعض، هؤلاء أولياء ونحن نُواليهم كما أثبت الله ولايتهم لبعضهم البعض، فالصحابة كلهم كذا وكذا، يا أخي ما هذا الفهم؟ وما هذه الطريقة في التفسير وفهم كلام الله؟ هذه الآيات الجليلة من سورة الأنفال، متى نزلت سورة الأنفال؟ في أول العهد المدني بعد معركة بدر، قال الله يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنفَالِ ۖ ۩، أنفال ماذا؟ بدر، وقد تنازع الصحابة حولها حتى تلاطموا وتراموا بالأحذية وما إلى ذلك فأصلح الله بينهم، في آخرها الله يقول هذا، ما دخل الطُلقاء والعُتقاء والوفود والأعراب في أهل هذه الآية الذين لم يكونوا إلا من المُهاجِرين والأنصار؟ وليس هذا فحسب، بلحاظٍ آخر وبزاوية أُخرى تُصبِح هذه الآية الجليلة حُجةً لنا عليهم، كيف؟ الآية تتحدَّث حتى عن الذين سبقوا إلى الإسلام والإيمان، الله قال آمَنُوا۩، شهد لهم بالإيمان حين لم يُسلِّم للأعراب دعواهم الإيمان، قال الله قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ۩، شهد لهؤلاء، قال وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا ۩، إذن ثبت لهم ماذا؟ الإيمان، لكنهم قصَّروا في ماذا؟ في نُصرة الرسول وأصحابه بالهجرة، لم يُهاجِروا حتى تتحقق منعة أكثر وحتى يُكثِّروا سواد المُسلِمين، لم يفعلوا هذا وبقوا في أماكنهم في مكة وغيرها، لم يُهاجِروا، ماذا قال الله تبارك وتعالى؟ وليسوا طُلقاء هؤلاء، هؤلاء من الأولين ما شاء الله، من الذين سبقوا إلى الإيمان وَلَمْ يُهَاجِرُوا ۩، قال مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۩، لا ولاية، والولاية تعني ماذا؟ المحبة والنُصرة، هذا معنى الوِلاية والوَلاية، أي المحبة والنُصرة، ليس هذا فقط، قال الله وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ – إذا اعتدى عليهم قومٌ من الكفّار – فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ ۗ ۩، قال لكن إن كان الذين اعتدوا على إخوانكم هؤلاء المُؤمِنين الذين لم يُهاجِروا وليس لهم كامل الولاية والنُصرة كفّاراً – أي الذين اعتدوا – مُعاهَدين بينكم وبينهم عهدٌ لا تنصروا إخوانكم المُؤمِنين واتركوهم، عجيب! إلى هذه الدرجة؟ وهؤلاء مُؤمِنون من السابقين، أسلموا في البدايات، قال لك حتى لو أسلموا في البدايات، فماذا يكون القول وما عساه يكون التقويم القرآني للذين أسلموا بعد الفتح؟ طبعاً ليسوا من المُهاجِرين قولاً واحداً وليسوا من الأنصار – وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ ۩ – قولاً واحداً وقضوا حياتهم في حرب الله ورسوله، قضوا حياتهم في حرب الله ورسوله وبعد ذلك أسلموا، الله أعلم بنواياهم، منهم مَن حسنت نيته ومنهم مَن لم تحسن نيته ولا عمله، كيف سيكون الحال معهم؟ هل هؤلاء تُدخِلهم – بالله عليك – بهذه الطريقة التهويشية في عموم الصحابة وأنهم عدول وتقول رضيَ الله عنهم وكلهم مُمتازون من غير قيد ولا شرط وتُريد أن تُقنِع المُسلِمون بهذا؟ والله لم يُدخِل مُؤمِنين سبقوا إلى الأيمان في المراحل الأولى ولكن قصَّروا فقط في الهجرة، قال لو اعتدى عليهم كافر مُعاهَد طبعاً أو مُعاهِد اتركوهم، أي كافر بينكم وبينه عقد، قل اتركوهم، عجيب! فعلاً لأن ليس لهم تمام الولاية، بالعكس قال مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ ۩، نفاها من أصلها وهذا عجيب، نفاها من أصلها يا إخواني فعلينا أن ننظر في هذا جيداً، فكيف القول وماذا عساه يكون القول في الذين أسلموا بعد أن انتهت الهجرة الشرعية أصلاً؟ إذا قلنا انتهت بفتح مكة فما القول في الطُلقاء الذين أسلموا بعد أن انتهت الهجرة، لا هجرة بعد الفتح، ليس الذين آمنوا في البداية وقصَّروا في الهجرة وهذا حُكهم قرآنياً، فلا ترفعوهم بالله عليكم، اتقوا الله ولا تُقدِّموا بين يدي الله وبين كلامه، اتقوا الله – تبارك وتعالى – في الأحكام وفي الفهوم، لا ترفعوا هؤلاء إلى رُتبة غيرهم ولا تُسووا بين السابق واللاحق وبين المُحسِن والمُسيء وبين العالم والجاهل وبين الكبير والصغير، لا تسووا! لا يجوز يا أخي بنظرية مُعيَّنة تُؤلِّفونها وتعتقدون حقيتها أن تُسووا بين كل هؤلاء، ثم تقولون هذا دين، الصحابة كلهم كذا وكذا، ليس هذا المنهج القرآني، ليس هذا منهج القرآن العظيم.
يتعلَّق أو يعتلق بهذه الآية ما ورد في النساء، قال الله إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ۩، وبإجماع المُفسِّرين تتحدَّث الآية عن مَن؟ عن مُؤمِنين، آمنوا ولكن خذلوا الرسول ومُعسكَره فلم يُهاجِروا، أما المعذورون منهم فقد ذكر القرآن عذرهم وأقامه، قال إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ ۩، وسنذكر الآية الآن بعد قليل، لكن أما الذين لم يكونوا معذورين كان بوسعهم أن يُهاجِروا وقصَّروا، ربما ضناً بالأرض وبالنخل والزرع، ربما حرصاً على البقاء مع الزوجة والأولاد الذين لم يدخلوا الإسلام وقد حذَّرنا القرآن منهم، قال عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۩، تركت الهجرة من أجلهم أو من أجل أموالهم أو أرضك أو من أجل زوجك وأبنائك، هل هذا واضح؟ الله قال قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۩، وما معنى الآية؟ فاضطُرِرنا في يوم من الأيام أن نُقاتِل مع الكفّار جيش المُسلِمين، أخذونا في القتال وقاتلنا المُسلِمين ونحن مُؤمِنون، هذا معنى الآية، ولذلك هؤلاء ماتوا في المعركة، ماتوا ظالمين لأنفسهم، قال الله ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۩، مع أنهم مُؤمِنين، قال الله قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ۩.
إخواني هذه الآية الكريمة من سورة النساء ألا تتناقض مع مذهب وطريقة المُرجئة؟ بلى وربي، ستقول لي ما هي المُرجئة؟ ما معنى الإرجاء؟ هذا مُصطلَح يُطلَق على معاني كثيرة، لكن أشهر معانيه لا يضر مع الإيمان معصية، وهو حيلة أُموية دون كلام، كل مَن درس تاريخ الفرق يعرف هذا، مَن أول مَن قال بالجبر؟ بنو أُمية، مَن أول مَن قال بالإرجاء؟ بنو أُمية، فقهاؤهم وعلماؤهم ورواتهم قالوا بالإرجاء، ما الإرجاء؟ لا يضر مع الإيمان معصية، أهم شيئ أنك مُؤمِن، كُن مُؤمِناً بقلبك وقل كلمة الشهادة وإن شاء الله انتهى الأمر، سواء قتلت أو زنيت أو ذبحت – ذبحت الصحابة – أو خالفت الإمام وفعلت ما تُريد – مثلما فعل مَن؟ بنو اُمية وأتباعهم – أنت في الجنة إن شاء الله، هذه الآيات ضد هؤلاء تماماً، أليس كذلك؟ لذلك تشطب على مذهبهم، الله قال لا، مُؤمِن يدّعي أنه مُستضعَف لأنه لم يُهاجِر وقاتل المُسلِمين مع الكفار رُغم أنه مُؤمِن، الله قال فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ۩ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ۩ فَأُولَٰئِكَ عَسَى اللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ۩، أقام الله عذرهم، هؤلاء مُستضعَفون، شيوخ كبار ونساء وأطفال صغار وصبية، أهلاً وسهلاً! لكن الرجال الأشداء ليس لهم أي عذر، إذن هذه حُجة لنا وليست حُجة علينا، هذه تتعلَّق بالآية التي قبلها.
ثم أن هناك آية الحجرات، قال الله قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ۩، هنا سيقول لي أحدكم هذا صحيح، والله هذه الآية قاسمة، قاسمة للظهر هذه، لماذا؟ لأن هؤلاء الأعراب الذين قالوا للنبي آمنا كانوا ماذا؟ صحابة، على طريقة المُحدِّثين لابد أن يكونوا ماذا؟ صحابة، رأوا النبي وجاء حتى وتكلَّموا أمامه وقاله له نحن آمنا يا رسول الله، قال الله قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ – أي قل لهم، إذن يُوجَد لقاء وتُوجَد رؤية – لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ۩، وبالله عليكم الآن يُوجَد سؤال قبل أن نُكمِل الآية، ببساطة وسهولة الصُحبة الشرعية التي هي مناط التشريف والتفضيل والمدح والمثابة تتعلَّق بدعوى الإسلام ودعوى الإيمان أو بحقيقة الإيمان؟ لابد أن يكون الصحابي مُؤمِناً حقاً، هل هذا واضح؟ إذن إذا كان هذا هو معنى الصُحبة وهذا مناط الصُحبة التي هي مناط ما ذكرنا فهؤلاء سوف يكونون بحسب القرآن الكريم صحابة أم لن يكونوا صحابة؟ لن يكونوا صحابة، ليسوا صحابة الله قال، صحابة ماذا؟ قال الله قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ۩، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ۩ أرأيت؟ كأنه يقول إذا أردت الإيمان الحقيقي الذي هو فعلاً مُحدِّد للصُحبة الحقيقية التي هي مناط الشرف والتفضيل والأفضلية والمدح والمثابة فهذا هو، قال الله إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ۩ وأنتم لستم منهم، إذن هذه الآية يُستخلَص منها نفي الصُحبة الشرعية عن هؤلاء الأعراب الذين رأوا النبي أم لا يُستخلَص؟ بطريق واضحة – أنا أرى أن الطريق قصيرة جداً جداً وواضحة – يقول لهم لستم منهم، لستم هناك، لستم هنالك، المسائل ليست بالدعاوى، هذا القرآن!
طبعاً سيقول لي أحدكم يا للعجب، فعلاً أنه عجبٌ عاجب، يا للعجب! الآيات بالذات التي يُستشهَد بها لكي تُمرَّر لنا وعلينا فكرة الصحابة عدول وكلهم كذا وكذا وفي الجنة كلها تشهد ضد هذا المذهب، بمُجرَّد فهم يسير وقراءة للآيات في سياقها وفهم مُعتدَل سوف ترى أن الأمر لا يُساعِد على ذلك أبداً، أمر هاته الآيات الجليلة!
من أشهر الآيات التي يستندون إليها ويتكئون عليها مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ – صلى الله عليه وسلم – وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ۩، فيقولون لك هذه الآية في الصحابة، الله يقول مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ ۩، فيدخل فيها مُعاوية وهؤلاء الجماعة كلهم، لا يُوجَد كلام يا أخي، هذا قرآن، لكن هذا غير صحيح، لحظة! هذه من سورة ماذا؟ من سورة الفتح، سورة الفتح نزلت بعد فتح مكة أم قبل فتح مكة؟ قبل فتح مكة، ونزلت يا إخواني بعد الحُديبية، نزلت بعد الحُديبية، وإلى هذه اللحظة – إلى هذه اللحظة التاريخية – ما هو الجهاد المأمور به؟ جهاد مَن؟ جهاد الذين أصبحوا في الغد طُلقاء، الجهاد المأمور به هو جهاد مَن؟ جهاد أبي سُفيان ومُعاوية ومَن معهما، هؤلاء كانوا كافرين، كانوا في الكفر، والقرآن يقول هذه صفة محمد والذين معه، أليس كذلك؟ هم كذا وكذا، وبعد ذلك قال أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ۩، هذا هو، الكفّار الذين أُمِرنا بالشدة عليهم وجهادهم حق الجهاد هم هؤلاء، فبالله كيف أدخلتموهم في الآية؟ هل فهمتم كيف – ما شاء الله – الاستنباطات العجيبة؟ شيئ يُضحِك الثكلى هذا ويُبكي الموتى، غير معقول! كيف تقول لي هذه الآية حُجة على أن مُعاوية وجماعته كذا وكذا ورضيَ الله عنهم؟ يا رجل اتق الله، الآية قبل فتح مكة، والكفّار المأمور بجهادهم والاشتداد عليهم هم مُعاوية وأبوه وأمثاله، الآية تتناولهم كانت، كيف أدخلتهم في الآية؟ أي طريقة في التفسير هذه؟ أي طريقة عجيبة غريبة في التفسير هذه يا إخواني؟ لا يجوز، الآية تصف لحظة تاريخية، مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ ۩، الآن هذا بعد الحُديبية!
ثم أن بالله عليكم هل مُعاوية ومُسرِف بن عُقبة وبُسر بن أرطأة وأبو الأعور السُلمي وأبو الغادية الجُهني والوليد بن عُقبة بن أبي مُعيط وأمثال هؤلاء الذين سنُفصِّل لكم القول فيهم في مُحاضَرات – إن شاء الله جائية أو قادمة – أشداء على الكفّار رحماء بالمُسلِمين أم كانوا أشداء على المُسلِمين فأذلوهم وأهانوهم واستباحوهم؟ ماذا فعل بُسر بن أبي أرطأة؟ اقرأوا في التاريخ، اقرأوا كيف ذبح ابني عُبيد الله بن عباس، ولدان صغيران دون العاشرة – أحدهما عمره خمس أو ست سنوات والآخر سبع سنوات – ذبحهما بالسكين أمام أمهما، فذهب عقلها ووُسوست، جُنَّت المرأة، ما هذا الإجرام؟ بُسر بن أرطأة الصحابي الذي قال فيه الدارقطني له صُحبة وليس له استقامة، مُنحرِف قال، إنسان مُنحرِف هذا، هذا الصحابي مُنحرِف، بُسر هذا أول مَن سبى المُسلِمات، سبى النساء المُسلِمات لأنهن كن في مُعسكَر عليّ في البلاد التي كان ولاؤها للإمام عليّ كاليمن مثلاً، كان عليها عُبيد الله بن عباس، سبى بُسر النساء المُسلِمات المُؤمِنات، وبِعن في الأسواق كالإماء، بعن كإماء على حجم سوقهن، كان يُطلَب من الأمة أن تكشف عن ساقها، ولك أن تتخيَّل هذا، مُسلِمة مُؤمِنة في سوق النخاسة وتكشف عن ساقها الشريفة المصونة، فتُباع على عِظم ساقها، بحسب ما تكون ساقها غليظة أو نحيفة تُباع، العرب تُحِب الساق الغليظة لأنها تحمل السمن واللحم، هكذا فُعِل بالمُسلِمات، أول نساء سُبين!
وهنا قد يقول لي أحدكم يا للعار، هل هذا تاريخنا؟ هذا جُزء من تاريخ الذين يُتسمون بالصحابة، وهذا في زمن مَن؟ مُعاوية، هذا في خلافة مُعاوية، تم بيع المُسلِمات، اقرأوا التاريخ، أنا أرجو من إخواني أن يفعلوا هذا، وأي إنسان يتفاجأ بكلامي ويقول هذا الإنسان غريب ولعله يكون شيطاناً ويضحك علينا أقول له بالله رث على نفسك واصبر علىّ ولا تبهت، اقرأ قبل أن تتكلَّم، فقط أن أدعوك إلى أن تقرأ، بالله عليك اقرأ، وبعد ذلك هناك موقف عظيم نحن نُحذَّر منهم ونحن نُحذِّر منه، ولسنا أولى بأن نُحذَّر ولا غيرنا بأبعد مِن أن يُحذَّر، نقول له لك موقف عظيم بين يدي الله غداً يوم القيامة والله العظيم، لا تتكلَّم بغير علم وبغير درس وبحث وتنقيب وتنقير، ابحث ونقِّر وبعد ذلك تكلَّم، وأنا مُتأكِّد منكم مَن سيُصبِح أشد مني في إطلاق بعض الأحكام، وإن شاء الله أدعو الله ألا أحيد عن الحق قدر جُهدي إن شاء الله، ليس عندي مصلحة في أن أحيد إن شاء الله تعالى.
فمُسرِف بن عُقبة له صُحبة، كان اسمه مُسلِم بن عُقبة، لدينا غزوات أهل الشام لبلاد المُسلِمين الآخرين، هذا غزا المدينة المُنوَّرة مرتين، تقريباً في ست وثلاثين للهجرة غزاها وفي ثلاث وستين واستباحها، وقعة الحرة! هذا صحابي واستباحها، قتل وذبح وزنا في البنات وما إلى ذلك، فقال المُهاجِرون والأنصار لا كلام، وقعة الحرة نُقطة سوداء في جبين التاريخ الإسلامي، مَن فعل هذا؟ صحابي، الذي فعل هذا صحابي في خلاف بني أُمية أيضاً في المرتين، غير معقول! والصحابة أسموه ونعتوه مُسرِف بن عُقبة، قالوا ليس مُسلِماً – اسمه مُسلِم – وإنما مُسرِف بن عُقبة والعياذ بالله منه، وحين أتت منيته – فعلاً فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ۩ – جعل يدعو الله وهو مُرتاح جداً وأنه ما تقرَّب إلى الله بشيئ أحب إليه مما فعله بأهل المدينة، لك أن تتخيَّل هذا الإنسان الأعمى، ما هذا الصحابي؟ هذا صحابي على طريقتهم، ما هذا الصحابي الأعمى الأصم الضال التائه؟ الحمد لله قال، الحمد لله رب العالمين، يسَّر الله لي أنني ذبحت أهل المدينة وبهدلتهم ودمرتهم، الحمد لله، في سبيل ماذا هذا؟ في سبيل يزيد بن مُعاوية بن أبي سُفيان، غير معقول! فهل هذا من الذين قال فيهم قبل فتح مكة أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ ۩؟ هل هذا من الرحماء؟ هل هذا رحيم؟ يا أخي اتقوا الله، نعوذ بالله أن نكذب على الله أو أن نكذب على رسول الله، هذا نوع من الكذب، حين تجعل هذا ضمن الصحابة وتُريد أن تُعمِّم في العدالة والمثابة أنت تكذب على الله ورسوله، فنعوذ بالله من هذا، نعوذ بالله من هذا!
على كل حال نأتي الآن إلى بعض الأحاديث إخواني وأخواتي، في الحقيقة عرضنا عن بعض الآيات إلى الآن وإلا سيُصبِح الموضوع مُتطاوِلاً جداً، نأتي إلى الأحاديث، وعدتكم بحديث أبي سعيد الخُدري الصحيح الذي أخرجه الإمام أحمد في سنده، هذا السند الذي أخرجه به أحمد سند الجماعة، أي سند أخرج به البخاري ومُسلِم وأصحاب السُنن الأربعة وأخرج به أحمد، جُملة أحاديث أخرجوا به، رجاله رجال الجماعة إلا الإمام أحمد، وأحمد هو مَن هو؟ هو أستاذ البخاري، له المُنتهى في الجلالة، إليه المُنتهى في الجلالة والإمامة والحفظ، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، عن أبي سعيد الخُدري قال لما نزلت هذه السورة إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ۩ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ۩ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ۩، السورة الكريمة قرأها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى ختمها – أي إلى قوله إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ۩ – وقال الناس حيز وأنا وأصحابي حيز، من اليوم حدثت مُفاصَلة، لا يُمكِن لأحد بعد ذلك أن يقول نلتحق بكم أو سوف نكون معك ومع أصحابك، لا يُمكِن هذا، انتهى الأمر، كأنه يقول هذا حد الصُحبة، الصُحبة الشرعية التي أعتبرها ويعتبرها الله اليوم انتهت، قال الناس حيز وأنا وأصحابي حيز، وقال لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونيةٌ، وهنا سيقول لي أحدكم هذا واضح، هذا يعني أن سورة النصر نزلت بعد فتح مكة، لكن هذا غير صحيح، هذه نزلت قبل الفتح، سورة النصر نزلت قبل الفتح، قال بهذا عبد الله بن عباس، وقال به الإمام ابن الضُريس – عنده كتاب في المصاحف وترتيب السور مُهِم جداً ومُعتمَد لكل مَن قرأ في التفسير وعلوم القرآن، اسمه الإمام ابن الضُريس، تُوفيَ في آخر المائة الثالثة، أعتقد في مائتين وأربع وتسعين للهجرة، هذا الإمام ابن الضُريس – والإمام الداني رحمة الله عليهما، اتفق الاثنان على أن هذه السورة نزلت قبل الفتح، هذه السورة نزلت قبل الفتح، وقلنا سورة الفتح نزلت بعد الحُديبية مُباشَرةً، وبذلك تكون سورة النصر في الأرجح نزلت قبل الحُديبية، لأن الفتح نزلت بعد الحُديبية مُباشَرةً، وسورة النصر في قول هؤلاء وغيرهم – جماعة من العلماء قالوا هذا – نزلت قبل سورة الفتح، والفتح بعد الحُديبية، فيترجَّح أن سورة النصر نزلت قبل الحُديبية.
نُكمِل – إن شاء الله – بعد فاصل قصير.
أضف تعليق