بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه.
في صحيح البخاري إخواني وأخواتي عن البراء بن عازب – رضيَ الله تعالى عنهما، أي عن البخاري وعن البراء – قال أنتم تعدون الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فتحاً – قال لا كلام في أن فتح مكة كان فتحاً – ولكن الفتح الحُديبية، قال فتح الحُديبية، قال هذا الفتح العظيم، لذلك سورة الفتح نزلت عقيب الحُديبية، الرضوان أيها الإخوة، هذا هو الفتح!
ابن حجر – رحمة الله تعالى عليه – في فتح الباري أقر بأن الحُديبية كان مُبتدأ الفتح، أي مُبتدأ الفتح العظيم، وكيف لا تكون فتحاً وأعظم الفتح أيها الإخوة وفي سنتين ثنتين في الإسلام أكثر بل أضعاف مَن دخل فيه في المُدة المُتمادية السابقة؟ الحُديبية كانت في السنة السادسة، فتح مكة كان في السنة الثامنة، فقط في زُهاء سنتين دخل في الإسلام أضعاف مَن دخل فيه في المُدة المُتمادية السابقة، قلنا عدد الصحابة مُهاجِرين وأنصاراً يوم الحُديبية كان كم؟ ألفين، مَن بايع منهم تحت السمُرة خمسمائة، أليس كذلك؟ يوم فتح مكة ارتفعت عدة الصحابة بفضل الله – جيش الفتح هذا – الذين ذهبوا لكي يفتحوا إلى كم؟ عشرة آلاف، أي دخل في سنتين فقط ثمانية آلاف، أربعة أضعاف مَن دخل في الإسلام في تسع عشرة سنة، ثلاث عشرة في مكة وست في الحُديبية يُساوون كم؟ تسع عشرة، في تسع عشرة سنة كان عندنا فقط ألفان من الصحابة، كان لدينا ألفان، في سنتين تضاعفوا، وهذا يا إخواني يُؤكِّد – صدِّقوني – كما قلت أمس في الخُطبة أن خير ما يُمكِن أن تُنصَر الأفكار والحقائق جو المُسالَمة والمُسامَحة والحُرية، اتركني، لا إرهاب ولا قتل ولا قتال، وسوف ترى، الحقائق ستفرض نفسها بإذن الله تعالى، يوم أدرك الناس أنهم يُمكِن أن يُسلِموا وأن يستعلنوا بدينهم وإيمانهم – إن شاء الله تعالى – دونما خوف من إفزاع أو تهجير أو تذبيح أسلموا بالألوف، أرأيتم؟ إذن هذا هو.
إذن مناخ السلام والمُسالمة سيخدم الحقيقة أو الباطل؟ يخدم الحقيقة أكثر، دع الباطل يتبهرج ولن ينفع، هذا الذي نقوله، هذا درس الحُديبية على كل حال، بعد ذلك ارتفعوا بعد الفتح مُباشَرةً إلى اثني عشر ألفاً، هذا الفارق أتى من أين؟ من الطُلقاء، بعضهم حسن إسلامه وبعضهم لم يحسن إسلامه، أصبحوا اثني عشر ألفاً بضربة واحدة، لا بأس، الحمد لله، قال الله وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ۩، وبالمُناسَبة هذه السورة نزلت قبل الحُديبية، هذه السورة لم تنزل قبل فتح مكة ولا بعد فتح مكة، هذه نزلت قبل الحُديبية، قال الله إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ۩، وهو مروي عن كثيرين وسيأتي في وقته إن شاء الله تبارك وتعالى.
إذن الهجرة أيها الإخوة نقول مُبتدأها معروف لكن مُنتهاها إلى أين؟ إما أن يكون إلى الرضوان وإما إلى فتح مكة، وسيأتيكم بعض الأخبار الصحاح عن رسول الله التي تُرجِّح الرأي الأول، أنها ربما إلى الرضوان، صحيح أن النبي صح عنه أنه قال يوم فتح مكة لا هجرة بعد الفتح ولكن جهادٌ ونيةٌ وإذا استُنفِرتم فانفروا لكن لعله يكون قال ذلك لمُناسَبة اقتضت القول والتذكير به، ويُمكِن أن نقول أيها الإخوة الفتح عملية امتدت من الحُديبية إلى فتح مكة وما تخلَّل ذلك هو داخلٌ ضمن الفتح كخيبر في السنة السابعة، فكانت ضمن الفتح بإذن الله تبارك وتعالى، كل هذا فتح، هل هذا واضح؟ على كل حال لو أخذنا بهذا التقدير سوف تنبني عليه أمور ولو أخذنا بالتقدير الثاني أو بالرأي الثاني سوف تنبني عليه أمور، لكن على كلا التقديرين يا إخواني مَن أسلم بعد فتح مكة لا يدخل في الآية الكريمة، أليس كذلك؟ أي لا يدخل في مُسمى المُهاجِرين ولا الأنصار، فبقيَ أن يدخل في مُسمى ماذا؟ التابعين، فالتابعي قد يكون مَن أسلم والتحق بمُعسكَر التوحيد بعد الحُديبية، يُعتبَر تابعي وهذا هو الأرجح لما سيأتيكم من أخبار صحيحة، النبي بعد الحُديبية قال أنا وأصحابي حيز والناس حيز، انقسمنا وانتهى الأمر، وهذا كان يُغضِب بني أُمية، وسيأتيكم الحديث في الصحيح عن أبي سعيد الخُدري ورواه أحمد بسندٍ صحيح، يُغضِبهم جداً، كيف تقول هذا؟ طبعاً، انتهى الأمر، والنبي قال يوم الحُديبية هذا فاصل ما بيننا وبين الناس، انتهى الأمر، من اليوم بدأت مرحلة جديدة، انتهى الأمر، وسيأتيكم هذا بإسناده أيضاً وهو إسنادٌ صحيح بفضل الله تبارك وتعالى، على كلا التقديرين – لا نُريد أن نكون أصحاب جدل طويل – الذين أسلموا بعد فتح مكة يجب أن يكونوا من التابعين قولاً واحداً بنص الآية الكريمة، الله يقول مُهاجِرون وأنصار وتابعون بإحسان، لماذا لم يُقيِّد الهجرة والنُصرة بالإحسان؟ لم يُقيِّد أبداً وإنما أطلقها، لأن مُجرَّد الهجرة في الفترة المذكورة له دلالة، وبالذات إذا رجَّحنا أن الهجرة تمادت إلى الحُديبية، هذه الفترة كانت فترة العز والقوة والمنعة أو فترة الضعف والذلة؟ الضعف والذلة، لأنهم قلة، كانوا قلة أصلاً، قال الله وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ ۩، لم يكونوا أذلة معنوياً وإنما أذلة بمعنى قلة، العزة للكاثر، القليل ذليل، وإن كان هو الأعلى – إن شاء الله – بإيمانه، قال الله وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ۩، في أُحد نزلت هذه، أي بسبب معركة أُحد، أعلى معنوياً لكن من ناحية العدد هو ذليل بمعنى قليل، هل هذا واضح؟ فكانوا في وضع الذلة والضعف، فالهجرة هنا لها اعتبار أو ليس لها اعتبار خاص؟ لها اعتبار خاص، وكل مَن هاجر في هذه المُدة من مُبتدأ الهجرة في العهد المكي إلى الحُديبية طبعاً بالقطع هنا يُعَد من السابقين من المُهاجِرين، أي من سابق المُهاجِرين، هل هذا واضح؟ هذا هو، وإلا لم يكن من السابقين.
على كل حال إذن الذين أسلموا بعد فتح مكة ليسوا مُهاجِرين وليسوا أنصاراً وإنما هم تابعون، الله – تبارك وتعالى – قيَّد اتباعهم بماذا؟ بالإحسان، فيصير مفهوم الآية يا إخواني أن منهم مَن أحسن ومنهم مَن لم يُحسِن، فمَن لم يُحسِن يدخل في الوعد أو لا يدخل؟ لا يدخل، الله لم يقل أي تابعي أسلم وجاء وصار صحابياً على طريقة المُحدِّثين هو موعود إن شاء الله بالجنة، لم يقل هذا، قال يكون تابعياً مُحسِناً، فالذين قتلوا الصحابة أحسنوا أم أساءوا؟ أحسنوا أو أساءوا الذين استحلوا الربا والذين أمروا بالمُنكَر ونهوا عن المعروف وأمروا الناس باستحلال دماء بعضهم البعض كما في صحيح مُسلِم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص؟ قال فها هو – التابعي يقول لعبد الله بن عمر – ابن عمك مُعاوية يأمرنا أن نفعل ونفعل، نأكل أموالنا بيننا بالباطل، فسكت عبد الله بن عمرو ثم قال له أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله، هذا في صحيح مُسلِم، الذين فعلوا هذا أحسنوا أم أساءوا؟ اتبعوا بإحسان أم لم يتبعوا بإحسان؟ هذا الذي علينا أن نتساءل إزاءه، الله قال مُهاجِري وأنصاري وتابعي بإحسان، كل مَن ليس مُهاجِرياً وأنصارياً علينا ان نزنه وفق هذا الشرط، بهذا الشرط الإلهي الكريم هل اتبع بإحسان أو لم يتبع بإحسان؟ سيأتي هذا – إن شاء الله – حتى لا نستبق، في سورة الحشر لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ۩، هؤلاء مُهاجِرون شهد الله لهم، طبعاً للأسف هذ الطريقة لا تُرضي الشيعة أيضاً الاثنا عشرية، لا يُحِبون هذا، يقولون حتى هؤلاء نحن نستثني أكثرهم ونقول أكثرهم غيَّروا وبدَّلوا، هذا – كما قلنا – جفاء، نسأل الله ألا نكون لا من أهل الغلو ولا من أهل الجفاء، نُحِب أن نكون من أهل الاعتدال والتوسط يا إخواني ونحترم القرآن والنصوص والوقائع كما هي، لا نُحِب أن نُدخِل أهواءنا ومُسبَّقاتنا المذهبية، نُريد أن نتقبَّل النص كما هو إن شاء الله، الله قال أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ۩، الله هنا كأنه يتحدَّث عن قضية عامة، إذا كان لها شذوذ فشذوذ قليل، ليس العكس، لو كان مُعظَم هؤلاء لا يستحقون هذه المدحة لما قال الله ما قال، هكذا العقل يقول، بعد ذلك قال وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۩، مَن؟ يتحدَّث عن مَن؟ عن الأنصار أصحاب الدار، قال وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ۩، الله أكبر، رضيَ الله عنهم جميعاً، عن المُهاجِرين والأنصار، الله يتحدَّث مثل آية التوبة في مُهاجِرين وفي أنصار، ماذا بقيَ الآن من الحديث؟ عن التابعين، هذا هو، لا تقل لي صحابة، مُصطلَحات عامة: صحابة وأصحاب رسول الله، الله لم يقل صحابة، قال مُهاجِرون وأنصار وتابعون، انتهى الأمر، اترك كلام العلماء وكلام الكتب، عليك بالقرآن، سوف نرى، قال وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ ۩، ليسوا مُهاجِرين وليسوا أنصاراً، وهذ إلى يوم الدين، تنطبق على هؤلاء الذين يُسمونهم صحابة وعلينا أيضاً، لكنها تنطبق انطباقاً أولياً ويدخل فيها أوليةً مَن؟ الذين يُسمونهم صحابة مما ليسوا مُهاجِرين ولا أنصاراً، قال وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ۩، تعرفون هذا الجُزء من الآية يُؤكِّد أن مِنَ ۩ في قوله وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ ۩ للبيان أو للتبعيض؟ للبيان، كيف تكون للتبعيض؟ للبيان، أرأيت؟ قال وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ۩، كلهم سابقون بإذن الله، إذن للبيان هي وليست للتبعيض، لم يقل لمَن سبقنا مِن إخواننا بالإيمان وإلا تُصبِح للتبعيض، الله لم يقل هذا، قال وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ۩، إذن كلهم كانوا هكذا، إذن مِن ۩ بيانية وليست تبعيضية، قال وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ ۩، هذه الآية الثالثة من آيات الحشر تُوافِق من آيات التوبة ماذا؟ قوله تعالى وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ۩، مُقتضى الاتباع بالإحسان بما تقول آية الحشر حُبهم والدعاء لهم والاستغفار لهم وبراءة وخلو القلب من الدغل والضغينة عليهم، أليس كذلك؟ والسؤال الآن: اقرأوا الأحاديث الصحاح واقرأوا التاريخ واقرأوا الروايات والأسانيد وانظروا هل بعض مَن يُتسمى أو سُميَ بالصحابة ولأكن معكم واضحاً كمُعاوية بن أبي سفيان – لأن القضية كلها بسبب مُعاوية – انطبق عليه هذا الشرط؟ هل وفى بهذا؟ هل أحب عليّاً وهو من أول السابقين أم أبغضه وقاتله وشتمه ولعنه وأمر بشتمه؟ كانت تُقام الخُطب لشتمه ولعنه وسيأتي هذا بالأدلة – إن شاء الله – في حلقات مُعاوية لكن لا تستبقوا ولا تغضبوا أقول لمَن يسمع هذه المُحاضَرة، نُريد الأدلة نحن وسوف نرى، ولذلك أيها الإخوة ورد عن أم المُؤمِنين عائشة أنها قالت أُمِروا بأن يستغفروا للمُهاجِرين والأنصار فسبوهم وشتموهم، تُعرِّض بمَن؟ تُعرِّض بمُعاوية، وسألها الأسود بن يزيد التابعي الكبير الجليل يا أم المُؤمِنين ألا تعجبين لرجلٍ من الطُلقاء – يعني مَن؟ يعني مُعاوية وستفهمون الآن – يُنازِع أصحاب رسول الله؟ إذن ميَّز الأسود بين مَن ومَن؟ بين الصحابة وبين الطُلقاء، قال هؤلاء طُلقاء، لا تُسمهم صحابة، هؤلاء ليسوا صحابة، هؤلاء أكثر ما يُقال فيهم أنهم تابعون منهم مَن اتبع بإحسان فرضيَ الله عنهم ومنهم مَن لم يتبع بإحسان فأمرهم إلى الله أو إلى ما قال رسول الله خبر عن الله فيهم، بعضهم أخبر الرسول أنهم في النار، بعضهم النبي شهد عليه بالنار، انتهى الأمر، ذهب في ستين داهية هذا، قاتل عمّار وسالبه في النار، ذهب في ستين داهية هذا، لن ينفعه أي شيئ، أليس كذلك؟ هذا هو يا إخواني، هذه المسألة، هل هذا من الذين أحب ونصر ووالى؟ قال الله أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ ۩، في التاريخ أن مُعاوية وهو يُقاتِل عليّاً دفع الجزية لملك الروم وظل يُقاتِل عليّاً، ما شاء الله على تطبيق قول الله أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ ۩، يدفع الجزية لملك الروم لكي يبقى يُقاتِل عليّاً فيكف عنه، لماذا لم تضع يدك في يد عليّ وتترك حظ نفسك وتُقاتِل ملك الروم؟ لا، قالوا تنطبق عليه الآيات، قال الله مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ ۩، يا جماعة اتقوا الله، الله يُحِب الإنصاف!
الله – تبارك وتعالى – يقول في سورة الحديد وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ۩، قالوا هذه الآية من أظهر آياتنا على تعديل الصحابة أو بالأحرى الذين نُسميهم نحن صحابة بطريقتنا التي عرَّفناها لكم، هل هذا واضح؟ قال تعالى وَكُلًّا ۩، هذه الآية استدل بها ابن حزم على أن الصحابة كلهم في الجنة مع قوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ۩ في آخر الأنبياء، قال هذه الآية من الحديد – وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ – مع قوله إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ۩ يتحصَّل بالنظر فيهما أن الصحابة كلهم في الجنة، كلهم من عند آخرهم، وهذا عجيب، عجيب جداً هذا الاستنباط وهذا الفهم!
الله – تبارك وتعالى – يقول مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ ۩، قبل قليل قلنا المسألة فيها مبحث، هل هو فتح الحُديبية أو فتح مكة أو الفتح يمتد بين الفتحين ومن ثم كل هذا يكون فتحاً واحداً؟ إذن يُوجَد قبل الفتح ويُوجَد بعد الفتح، إن قلنا أنه فتح الحُديبية أيها الإخوة صار الكلام عمَن أسلم بعد الحُديبية، إن قلنا فتح مكة دخل فيه الطُلقاء وصار الكلام أيضاً عمَن أسلم بعد فتح مكة وبين الفتحين، لكن على كل حال أنا سأقول هذه الآية ولها أمثال في كتاب الله – تبارك وتعالى – وأحاديث أيضاً فيها مثل هذه العمومات – إنفاق في سبيل الله وقتال – هل هي فعلاً على إطلاقها أم النصوص تقتضي تقييدها؟ لابد أن تُقيَّد، واضح أن الإنفاق في سبيل الله والقتال في سبيل الله لابد أن يُقيَّد، كل هذه النصوص في الفضائل مُقيَّدة أصالةً بالنية، إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، من أعظم الفضائل على الإطلاق الهجرة في سبيل الله، والآيات في القرآن بالعشرات في رفع مثابة المُهاجِرين، لكن النبي قال لنا ومَن كانت هجرته إلى دنيا يُصيبها أو امراة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه، والنبي حين سُئل عن رجل يُقاتِل شجاعةً ورجل يُقاتِل حميةً ورجل يُقاتِل لتكون كلمة الله هي العُليا قال لنا الذي يُقاتِل لتكون كلمة هي العُليا في الجنة، فقط هذا في الجنة، ابن حجر – رحمة الله تعالى عليه – في الإصابة يذكر قصة قزمان، قزمان كان أحد الصحابة وقاتل أعتقد في أُحد قتالاً شديداً حتى قال الصحابة إنه لم يُجزئ عنا اليوم أحدٌ ما أجزأ فلان، يعني قزمان، قالوا عجيب الرجل هذا، قاتل قتالاً عجيباً، فقال النبي هو في النار، قال لهم بلا قزمان بلا غير قزمان، في النار هذا، لماذا؟ قاتل قتال الأبطال هذا الرجل، لكن ليس القتال وحده بمُجزٍ، القتال مع ماذا؟ مع النية، قال أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له، نعم مغفور له بالنية، أما مَن غزا ونيته الجواري والمال وليس الدار الآخرة ليس له شيئ، في النسائي قال له يا رسول الله الرجل يغزو وليس في نيته إلا عقال بعير – يُريد عقالاً، أي يُريد حبلاً يربط به فرسه أو بعيره – فقال ليس له إلا ما نوى، وإن قُتِل! يُقتَل في المعركة وكانت نيته أن يذهب ويغزو لكي يأخذ حبلاً، يلقى الله يوم القيامة وليس له إلا ما نوى، ما نواه أخذه في الدنيا، عند الله ليس له شيئ، انتهى الأمر، هذا الدين، إنما الأعمال بالنيات، لابد أن يُقيَّد كل هذا، أنفق وقاتل لكن نُريد أن نعرف لماذا؟ سوف تقول لي يوم حُنين أبو سُفيان كان في المعركة، أليس كذلك؟ ومُعاوية كان وعُتبة بن أبي سُفيان كان وصفوان كان وجماعة، لكن لما حدثت دبرة على المُسلِمين ماذا فعلوا؟ اقرأوا السير، في كل كتب السير والمغازي انتبذوا على مكان عالٍ وجلسوا يرقبون لمَن تكون الدولة، سوف نرى! وبعضهم قال اليوم بطل السحر، ذهب سحر محمد وبانت الحكاية، أرأيت؟ يوم حُنين، هؤلاء قاتلوا يا حبيبي، قاتلوا! ثلاثون ألفاً طُلقاء وعُتقاء وأعراب وكذا وكذا، من الكل ما شاء الله، لكن الأجر بحسب النوايا، ذهب لماذا هذا؟ ماذا يفعل هذا؟ وسوف نرى في الدرس المُقبِل – إن شاء الله – مَن الذي سرق بعيراً في ذلك اليوم، أعني يوم حُنين، سرقوا جملاً والنبي غضب غضباً شديداً جداً وأنكروا، قالوا لا لم نسرق، سوف نرى مَن الذي سرق هذا البعير وما قصته، وسوف نرى ما أسانيد قصة سرقة البعير هذه، فما هذا الفقه يا إخواني؟ نحن نُحكِّم قواعد الشريعة، لابد من النية، قال له يا رسول الله إني أُقاتِل في سبيل الله – أنا أُحِب الجهاد في سبيل الله – وأُحِب أن يُرى مقامي أو مكاني – وفي نفس الوقت أُحِب أن يروا أنني شجاع مغوار بطل صنديد كميٌ – فسكت النبي عنه، فنزل قوله – تبارك وتعالى – قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ۩.
نعود إلى قزمان، النبي قال هو في النار، الصحابة استغربوا، في النار؟ صدق رسول الله، انتهى الأمر، ينطق عن الغيب عن هذا، فأصابته في آخر النهار جراحة – جُرِح الرجل – فأتوا به وقالوا له هنيئاً لك الجنة، قال جنة! جنة من حرمل، ما قاتلنا إلا عن الأحساب، قال لهم جنة ماذا؟ بلا جنة بلا كلام فارغ، أرأيت؟ هذا الرجل زنديق، هذا كذّاب ليس عنده إيمان، هو قاتل لكن الله أعلم بنيته، وفي الخبر القتيل يكون بين الصفين والله أعلم بنيته، أليس كذلك؟ لذلك عمر قال لهم لإن كان كل مَن قُتِلَ منا شهيداً أن شهداؤكم إذن لكثير، هل تظنون أن الشهادة لعبة؟ قال لهم، هل كل مَن يُقتَل يُقال له شهيد؟ لا قال لهم، الشهادة أمرها عجيب وصعب، أمرها مُستصعَب! تحتاج إلى النية، أن تُقاتِل لا من أجل غرض دُنيوي، لا من أجل أحساب ولا أنساب ولا تراب ولا حمية ولا انتقام أبداً، لوجه الله، لتكون كلمة الله هي العُليا ، لأن فيها سفك دماء، لتكون كلمة الله هي العُليا وكلمة الذين كفروا السُفلى، هذا الجهاد في سبيل الله، هل هذا واضح؟ إذن حتى في الإنفاق وفي القتال هذا كله لابد أن يكون مُقيَّداً بالنية.
كَركَرة أو كِركِرة أو كَركِرة – اسمه كَركَرة أو كِركِرةَ أو كَركِرة بفتح الأولى وكسر الثانية – كان صحابياً، وهذا ثبت في الصحيح أنه كان على ثقل رسول الله، ما المقصود بالثقل؟ على أهل رسول الله، مع أهله ومواليه وما إلى ذلك يحرسهم ويحرس ألموالهم ومتاعهم، هذا اسمه الثقل، ثبت أنه كان على ثقل رسول الله، وبعد ذلك هذا وُجِدَ مقتولاً في المعركة في النهاية فالصحابة شهدوا له بالجنة، النبي قال هو في النار، يا رسول الله مات كَركَرة رضيَ الله عنه، فقال هو في النار، كَركَرة يبدو أنه مولى لرسول الله والنبي ائتمنه على الثقل، ائتمنه على ثقله، أي على أهله وحرمه وما إلى ذلك، فالنبي لما بلغه أنه مات قال لهم هو في النار، عرفوا ان هناك شيئاً، لا يُمكِن أن تقول لي قاتل وما إلى ذلك، قاتل ماذا؟ الله أعلم به، فذهبوا فبحثوا في متاعه فوجدوه قد غل عباءةً من الغنائم، أخذ له ثوباً فذهب إلى النار مُباشَرةً، سوف تقول لي والله هذا أمر مُخيف، أمر مُخيف جداً، لا تقل لي عن صحابي اسمه مُعاوية أو غير مُعاوية قتل صحابة وأخذ أموال المُسلِمين وبهدل الدنيا وشق عصا المُسلِمين وخرج على الإمام وبغى عليه وتسبَّب في مقتل عشرات الألوف رضيَ الله عنه وأرضاه وأنه في الجنة قطعاً كما قال ابن حزم، مسكين أنت، تُعانِد الكتاب والسُنة أنت، تُعانِد قواعد الدين، لابد أن تُطبِّق قواعد الدين، لا تحد، لا تقل بما تشتهي أو بما عُلِّمتم أن تقوله، قل بالحقيقة، هل هذا واضح؟ هذا كَركَرة، ويُوجَد الكثير من أمثاله!
ثم أن الأمر لا يقتصر على هذا، لو قيل في أمثال هؤلاء وفي أمثال مَن وُعِد بهذه الوعود أن هذه الوعود تُقيَّد أيضاً بالخاتمة لاختلف الأمر، لأن القاعدة الأعمال بالخواتيم، هذا لا ينفع لأنك اليوم كنت جيداً وقاتلت وأنفقت وإن شاء الله تدخل في عموم الوعد، لابد أن تستمر على هذا إلى أن تلقى الله، لا تُحبِط عملك بأي طريقة، تماماً كما نُخرِج المُشرِك، لو أشرك أحد الناس يحبط عمله، لو ارتد أحد الناس يحبط عمله، يحبط جهاده ويحبط كذا وكذا، كل شيئ يحبط، لو أحد الناس غيَّر وبدَّل وخُتِم له – والعياذ بالله – بخاتمة سيئة هلك المسكين، إنما الأعمال بالخواتيم، لابد أن نعرف خاتمة هذا الإنسان، لذلك روى الإمام مالك في مُوطأه – لكن هو بلاغ، أي من بلاغات مالك – أن النبي – عليه الصلاة وأفضل السلام – قال في شهداء أُحد هؤلاء أشهد لهم، وفي رواية أشهد عليهم، يقصد لهم، قال أشهد عليهم بمعنى أنهم – إن شاء الله – سبقوا إلى رضوان الله ومغفور لهم ولهم مقامهم ولهم جهادهم ولهم سابقتهم وإلى آخره، قال أشهد عليهم، قال فقلت يا رسول الله ألسنا إخوانهم؟ أسلمنا كما أسلموا وآمنا وجاهدنا كما جاهدوا، فهل لنا أيضاً ما لهم؟ قال يا أبا بكر إني لا أدري ماذا تُحدِثون بعدي أو ما تُحدِثون بعدي، لا أعرف الخاتمة قال له، هؤلاء خُتِم لهم، الحمد لله كانوا مُجاهِدين ومُهاجِرين وأنصاراً وماتوا مُجاهِدين ومن ثم أشهد لهم، لكن أنتم لا تزالون أحياء فلا أعرف، أنا أعرف أنني سأموت – أطلق النبي نبؤءة لأنه يعرفه – قبلك يا أبا بكر – هذا معنى الكلام – ولا أدري ماذا تُحدِثون بعدي، هل ستظلون على الدرب أو ستُغيِّرون وتُبدِّلون؟ فبكى أبو بكر – رضوان الله عليه – وقال يا رسول أوإنا كائنون بعدك؟ فهم، انظر إلى أين ذهب ذهنه، هذه المحبة الصادقة، هذا أبو بكر، لذلك نحن نُحسِن الظن جداً بأبي بكر عكس إخواننا الشيعة هدانا الله وإياهم، نُحسِن الظن جداً به، هذا المُحِب الصادق، أبو بكر مُحِب صادق يا إخواني، لا يُوجَد شك في هذا الرجل، مُستحيل أن نشك فيه، لم يقل لماذا لا تشهد لنا؟ يا ويلنا ويا ثبورنا، لم يقل هذا، المسألة الآن ذهب ذهنه عنها بالكُلية، صار ذهنه في مسألة ثانية، هذا يعني أنك ستموت قبلنا؟ وظل يبكي، انظر إلى المحبة الصادقة، فعلاً – سبحان الله – محبة صادقة، والله هذا لا يصدق من مُمثِّل، أُقسِم بالله على هذا، يصدق من مُحِب صادق هو الصدّيق رضوان الله تعالى عليه، قال الله إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ – القرآن أثبت له الصُحبة الخاصة – لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ ۩، انظر إلى هذا، قال له لَا تَحْزَنْ ۩ ولم يقل له لا تخف، أبو بكر لا يخاف على نفسه، كان حزين حتى لا يُصاب النبي بمكروه، هذا الحب الصادق أيضاً، أرأيتم القرآن؟ قشعر شعر رأس وبدني والله، لم يقل له لا تخف، أبو بكر لا يخاف ولا يهتم بنفسه أصلاً، يموت ألف مرة ويبقى النبي سالماً، يحزن ويخشى أن يُصاب النبي بمكروه، هذا هو، شفقته على الرسول حتى لا يُصاب بمكروه، قال له لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ ۩، لم يقل له معي، لو قال له معي سوف يكون فيها تعريض بأبي بكر بسبب نيته، لكنه قال له لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ ۩، يكفي أبا بكر هذا الشرف العظيم، معية ربانية خاصة شارك فيها نبيه وحبيبه وخليله، قال إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ ۩، انظر إلى هذا، هذا قرآن والحمد لله، نسأل الله حُسن الفهم وحُسن الاعتقاد، قال له لا أدري ما تُحدِثون بعدي، فبكى أبو بكر وقال أوإنا لكائنون بعدك؟
حديث الحوض يا إخواني الذي بالحري سمعتموه عشرات المرات هو في الصحيحين وله ألفاظ كثيرة مُخيفة، وهذا الحديث الذي يكرهه بنو أُمية، في مُستدرَك أبي عبد الله الحاكم أن عُبيد الله بن زياد عليه من الله ما يستحق – اللعين الخبيث المُخبَّث ابن مرجانة قاتل أبي عبد الله الحُسين، هذا الأمير الذي أمر الجيش بقتل أبي عبد الله، لعنة الله على ابن مرجانة، هذا اسمه عُبيد الله بن زياد، أي زياد ابن أبيه أو ابن سُمية – بعث إلى زيد بن أرقم وقال له أيها الشيخ ما أحاديث تُحدِّث بها عن رسول الله أن له حوضاً في الجنة، وما الذي يُزعِجك أنت؟ سوف تعرفون ما الذي يُزعِجه، الإمام الحاكم روى هذا الحديث بإسناد قوي بفضل الله، وطبعاً لم يقل له السر، ترك هذا لذكائنا وبنصف ذكاء ستفهمون السر، الآن سنقول لكم السر بنصف ذكاء وليس بذكاء كامل، قال له أيها الشيخ ما أحاديث تُحدِّث بها عن رسول الله أن له حوضاً في الجنة، قال له ما أُحدِّث إلا بما سمعت منه، هو حدَّثنا بهذا ووُعِدناه، هو حدَّثنا عن حوضه ووُعِدناه، علماً بأن زيد بن أرقم من شيعة الإمام عليّ ومن الذين كانوا يُقدِّمونه على كل الصحابة بما فيهم الشيخين رضيَ الله عن الجميع، هكذا مذهبه مع زُهاء ثلاثين صحابياً آخر، هذا واحد منهم، ومنهم سلمان الفارسي وأبو ذر وعمّار والمقداد وأبو سعيد الخُدري، كل هؤلاء يُقدِّمون عليّاً على كل الصحابة، انتبهوا إلى أنهم صحابة حتى لا تقولوا هذه زندقة أو هذا شيئ فظيع أو هذا رفض، اتركونا من التخويف بالكلمات والألقاب، نُريد العلم، نُريد الحقائق كما هي، هذا مذهبهم وهذه طريقتهم، كل له مذهبه وطريقته، لا تُوجَد مُشكِلة يا أخي في هذا، هذا ليس من صُلب الدين، ليس من العقائد هذا، مَن أفضل ومَن ليس أفضل ليس من العقائد، على كل هذه مسائل اجتهادية، فقال له ووُعِدناه، قال له ما أراك أيها الشيخ إلا وقد خرفت، قال له أنت رجل مُخرِّف، أي مُصاب بالـ Dementia، تهرف بما لا تعرف، هل تعرفون لماذا؟ بعد الفاصل إن شاء الله تعالى.
أضف تعليق