إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمدُهُ ونَسْتَعينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، ولا نظيرَ له ولا مثالَ له، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا ونَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَصَفْوَتُهُ مِنْ خلقهِ وأمينهُ على وحيهِ، صَلَّى اللَّهُ – تعالى – عَلَيْهِ وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته المباركين الميامين، وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
أما بعد،
أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، كما أُحذِّركم وأُحذِّر نفسي من عصيانه ومُخالَفة أمره لقوله جل من قائل:
مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ۩
ثم أما بعد:
أيها الإخوة المسلمون الأحباب، أيتها الأخوات المسلمات الفاضلات، يقول الله – سبحانه وتعالى – في كتابه العزيز بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ۩ وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ۩ وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ۩ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ۩ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ۩ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ۩
صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط. آمين اللهم آمين.
أرجو أيها الإخوة والأخوات أن تستحضروا الآيات الأُوَل من سورة الأنبياء التي تلوتها عليكم للتو في ضوء النقاش ربما الذي يعتريه أو سيعتريه شيئٌ من الغموض والتعقد، فسوف تبدو لنا قيمة أمثال هاته الآيات والمنظورات التي تخلقها هذه الآيات والآفاق التي ترسمها هذه الآيات لهداية الإنسان وضبط موازين تفكيره وتعليمه كيف يستثمر النظر في الميادين والمجالات المُتعدِدة العقلية الفلسفية المحضة والعلمية التجريبية فضلاً عن الإيمانية الروحانية إن جاز التعبير.
في التاسع من الشهر المُنصرِم لهذا العام – أي في التاسع من سبتمبر ألفين وعشرة – نشر العالم الفيزيائي الكوني الشهير جداً على مُستوى العالم ستيفن هوكينج Stephen Hawking كتابه الذي أثار عواصف من ردود الأفعال المُتباينة والمُستقطبة في حدين مُتقابِلين حول العالم وبالذات هنا في العالم الغربي، وطبعاً لم يخل عالمنا الإسلامي والعربي من هذه العواصف أيضاً، علماء كثيرون في البي بي سي العربية BBC Arabic وفي الجزيرة وفي قنوات مُختلِفة علَّقوا عليه، والإنترنت Internet الآن ملآن بهذه التعليقات ولكن للأسف أغلبها مُكرَّر ومُبتسَر، لماذا؟ ما الجديد؟ ما الذي أثاره هذا الرجل بكتابه الأخير الذي نشره قبل زُهاء عشرين يوماً تحت عنوان أو إسم The Grand Design، أي التصميم الكبير أو التصميم الضخم أو التصميم الرائع بمعنى أو بآخر، أنكر الرجل وجود الله تبارك وتعالى، كان يعترف به قبل ذلك خاصة في كتابه الشائع والشهير جداً والذي باع منه أكثر من عشرة ملايين نُسخة، وباستثناء الكتاب الذي حدَّثتكم عنه قبل أسابيع – كتاب ريك وارين Rick Warren حياة مقودة بأهداف Purpose driven life الذي باع أكثر من ثلاثين مليون نُسخة، وهذا من قرون – وفيما عدا الكتب المُقدَّسة أصبح كتاب ستيفن هوكينج Stephen Hawking في المرتبة الثانية بعد أن كان في المرتبة الأولى على مُستوى القرن، الكتاب الوحيد الذي بيع منه أكثر من عشرة ملايين نُسخة والآن هو الكتاب الثاني على كل حال، تقريباً اعترف فيه بوجود الله – تبارك وتعالى – بل ختمه بذلك، ختمه بقوله إذا صح لنا أو إذا نجحنا في اكتشاف النظرية المُوحِّدة – The Unified theory – أو المُوحَّدة العُظمى -The Grand Unified Theory أو (GUT) – فإننا نكون بذلك قد عرفنا عقل الله The mind of God، وطبعاً هذا سرَّ المُتدينين، بتعبير بعضهم سرَّ أبناء إبراهيم من اليهود والمسيحيين والمسلمين، سرّهم جداً أن يكون عالم بهذا الحجم وبهذا المُستوى يختم كتابه بهذا، أي أننا على موعد وعلى أمل – إن شاء الله – أن نتعرَّف على عقل الله أو مُخطَّط -Blueprint – الله أو خُطة الله في الخلق وكيف هى خلق الله تبارك وتعالى، وعلى كل حال أثار الكتاب زوبعة عظيمة، لكن في الكتاب الأخير التصميم العظيم أو الكبير قال الكون خلق نفسه بنفسه وأوجد نفسه بنفسه، وطبعاً لم يقل هذا كفيلسوف لأنه ليس فيلسوفاً وليس كرجل دين إنما كعالم يتحدَّث بالمنطق العلمي، فيقول العلم يقول هذا والنظريات تقول هذا، وهذا الذي هزّ العالم هزة قوية جداً جداً جداً، وعلى كل حال الكتاب لا يعدو أن يكون مع عظم هذه الهزة التي أحدثها فصلاً جديداً من فصول الصراع بين العلم والدين هنا في الغرب، إنه فصلٌ جديد، فصل سيُسجِّله التاريخ، فصلٌ جديد من فصول الصراع المُحتدِم والمُصطخِب والمحموم بين العلم والدين في أوروبا والعالم الجديد الآن، فما التعليق على هذا الموقف؟ طبعاً أنا علَّقت عليه في خُطب سابقة بكلمات يسيرة ولكن بعض أحبابنا – بارك الله فيه – أهدى لي الكتاب الذي نُشِر من عشرين يوماً، وطبعاً النُسخة الإنجليزية لم تُترجَم إلى الألمانية حتى الآن ولا إلى أي لغة، وربما يُترجَم في هذه الأثناء، وقرأت الكتاب من أوله إلى آخره وسأقول لكم بماذا خرجت وما هو موقفي ونقدي العلمي لهذا الكتاب، وطبعاً اقرأوا التعليقات التي أتت مُنذ اليوم في الصحف السيارة للعلماء المُحترَمين حول العالم، قطعاً سيقولون مثلما قلت لأن هذه حقيقة ملموسة وبسيطة لا تحتاج إلى فكر، الكتاب لم يُضف أي شيئ جديد وهذا أحبطني شخصياً، أنا أُصبت بالاحباط لأن ليس في كتاب The Grand Design أي شيئ جديد لم يقله ستيفن هوكينج Stephen Hawking من قبل، الكتاب محض تكرار لكل ما ذكره في كتبه السابقة ومنها تاريخ موجز الزمن A Brief History of Time ومنها الكون في قشرة جوز ومنها كتابه الوقوف على أكتاف العمالقة – الأربعة المشهورون من حملة العلم في أوروبا – ومنها كتبه الكثيرة طبعاً في تخصصه العتيد عن الثقوب السوداء والأكوان الطفلة وما إلى ذلكم، فليس في الكتاب أي شيئ جديد وأتحدى بهذا، ويُمكِن أن أفعل هذا بسهولة وأن أرد كل فقرة منه وكل شيئ إلى موضعه من كتب سابقة قد قرأتها، وقد يفعل هذا أي إنسان قرأ هذه الكتب، فهذا أولاً.
ثانياً، حتى دعوى أنه توصّل الآن إلى أن الله تقريباً ليس له علاقة بالكون وأن الكون أوجد نفسه بنفسه وأحدث نفسه بنفسه دعوى ليست جديدة، ذكرها قبل سنين في مُحاضَرة له وهى عندي ومُسجَّلة بالفيديو وقد تابعتها بدقة، وكان يقول هذا بوضوح، علماً بأنها لا تزيد حتى على سبع دقائق، وعلى كل حال هو يقول هذا بوضوح تماماً، وقد ألقاها في أمريكا وهى موجودة ومُتاحة على اليوتيوب YouTube، فهو دائماً ما يقول الكون خلق نفسه بنفسه بحسب ما توصّلت إليه وليس هناك من حاجة إلى خالق يُعطيه جرس الانطلاق أو شُعلة الانطلاق، فالكون انطلق بنفسه، إذن ستسألون لماذا أثار الكتاب ضجة؟ هذا هو السؤال، لماذا أثار ضجة إذن هذا الكتاب وهو لم يأت بجديد وحتى القول الذي أثار به عواطف الناس وهزّ مشاعر المُتدينين حول العالم ليس جديداً؟ سنُجيب حسبما نُقدِّر.
ثالثاً، الرجل كان مُراوِغاً ولم يكن صريحاً جداً، وبلا شك هو عالم كبير لكنه إلى الآن لم يتحصَّل على جائزة نوبل Nobel، فانتبهوا، أي أن علمه لم يُؤهِّله أن يتحصَّل على جائزة نوبل Nobel التي يتحصَّل عليها كل سنة فيزيائيون حول العالم وأحياناً يتشارك أكثر من فيزيائي فيها إلى الآن، مع أن بعض أصدقائه ومُحِبيه يُؤكِّدون أن لديه بعض الأفكار التي تستحق جائزة نوبل Nobel – من وزن جائزة نوبل Nobel – وبلا شك هو عالم عملاق، فهو لديه أفكار كثيرة مثل فكرته التي أتت في النظرية التي اشتغل عليها أكثر من ثلاثين سنة عن أن أنتروبيا الثقب الأسود The Black Hole Entropy تتناسب مع مساحة أفق الحدث The Areas of the Event Horizon، وطبعاً لن أشرح هذا وأنا مُتأكِّد أن بعض المُصطلَحات ستُشكِّل صعوبة لبعض الناس، فمَن كان عنده فكرة مبدئية يُمكِن أن يُدير هذه المعلومات في إطار، ولكن على كل حال قالوا هذه الفكرة من وزن نوبل Nobel ولكنها عصية على التجريب ولا يُمكِن اختبارها، علماً بأن جائزة نوبل Nobel في العلوم بالذات لا تعطى لمَن يأتي بمحض نظرية غير قابلة للتجريب، لابد أن تُجرَّب وأن تُؤيّدها التجاريب العلمية بعد ذلك، فإن لم يفعل لن يأخذ نوبل Nobel حتى وإن كان أعظم فيزيائي نظري حول العالم، وعلى كل حال لابد أن نعرف هذا لأن بعض الناس يُبالِغون ويقولون هو في حجم أينشتاين Einstein، في البداية حين علا نجم هذا الرجل العبقري قيل أنه بوزن جاليليو Galileo ونيوتن Newton وأينشتاين Einstein جميعاً، وهذا محض تخريف، الآن مُعظم العلماء من أحبابه والذين سبقوه حتى في التدريس في كامبريدج Cambridge مثل بولكينغهورن Polkinghorne صاحب كتاب ما وراء العلم Beyond Science، فبولكينغهورن Polkinghorne – مثلاً – يقول هذا سخف شديد جداً أن يُقارَن حتى بألبرت أينشتاين Albert Einstein، قال الذين يأخذون نوبل Nobel حول العالم كل سنة موجودون وأحياناً أكثر من واحد ولكن جيمس كلارك ماكسويل James Clerk Maxwell وإسحاق نيوتن Isaac Newton وماكس بلانك Max Planck وألبرت أينشتاين Albert Einstein – ذكر هؤلاء الأربعة – لا يُولَدون في القرن إلا مرة أو مرتين، فهو قطعاً ليس واحداً منهم، لأنه إلى الآن لم ينجح حتى فيما اشتغل عليه لأكثر من أربعين سنة – لم ينجح إلى الآن – ولم يُحقِّق ما اشتغل عليه وسأشرح لكم هذا، فإذن المسالة الثانية تتعلَّق بأنه قال هذا قبل اليوم، قال هذا على الأقل في سنة ألفين وثمانية بشكلٍ واضح ومُسجَّل بالفيديو Video، فهو قال ليس هناك من حاجة لله ويُمكِن للنظريات العلمية أن تُفسِّر لنا كيف أوجد الكون نفسه!
ثالثاً – كما قلت وبدأت – الرجل مُراوِغ، وهذا أمر عجيب، مع أن طبعاً إعاقته الجسمية الكُلية الشاملة – مُصاب بمرض الأعصاب الحركي Motor neuron disease – جعلت الناس يتعاطفون معه بلا شك وربما هذا يُوحي بالنزاهة التامة والمُطلَقة، لكن النزاهة التامة والمُطلَقة مسألة أخلاقية مُختلِفة عن النشاط العلمي، لماذا؟ لأن في كتابه الشهير جداً الزمان تاريخ موجز أو موجز تاريخ الزمان قال في الفصل الثامن منه دُعيت سنة ألف وتسعمائة وواحد وثمانين إلى مُؤتمَر نظَّمه The Jesuits – الكاثوليك – بالفاتيكان Vatican والبابا نفسه كان حاضراً، والكنيسة الكاثوليكية أخطأت في حق العلم والعلماء بالذات من أيام جاليليو Galileo، وجاءت الآن بعد أكثر من ثلاثمائة سنة- لتعتذر، جاءت تدعو علماء الكونيات الكوزمولوجيين لكي تستشيرهم في القضايا الكونية وهذا الشيئ الطيب، وبعد أن قدَّمنا أوراقنا وأعمالنا تشرَّف المُشارِكون باللقاء مع بابا الفاتيكان Vatican – للأسف هنا المُترجِم العربي مصطفى إبراهيم فهمي في مصر حذف فقرتين في هذا الفصل، أنا قرأت النُسخة الإنجليزية الأصلية والنُسخة العربية ولا أدري لماذا هذه الخيانة، هل هو حذف مُتعمَّد أم هو خطأ سقط من المطبعة، ولكن هذا محذوف الآن، فما سأقوله محذوف للأسف الشديد لكنه في النُسخة الإنجليزية وهى موجودة مجاناً على الإنترنت، ويُمكِن أن تقرأوا هذا في الفصل الثامن – ثم قال البابا لنا أو للمُشارِكين جيد، أنه من الحق – Its Right – أن نبحث في البيج بانج Big Bang – في الانفجار العظيم الذي كوَّن الكون – لكن من حيثية تطوّر الكون بعد البيج بانج Big Bang، أما أن نبحث في لحظة البيج بانج Big Bang – لحظة الانفجار العظيم – فهذا لا يجوز لأننا بهذا نبحث في شيئ من عمل الله هذا عمل – Work – لله، وصعب أن يستوعب الذهن هذا، ثم يقول ستيفن هوكينج Stephen Hawking مُعلِّقاً مما سرني يعني أن البابا لم يفهم كلمتي – أي أن البابا لم يفهم الورقة التي ألقيتها لأنه ليس عنده معلومات علمية دقيقة، طبعاً ما علاقة البابا بهذا العلم – لأنني ذكرت في كلمتي أن الكون وإن كان مُتناهياً – Infinite – إلا أنه ليس مُحدَّداً but it doesn’t have any boundaries، ليس عنده حدود Boundaries.
مثل كوكبنا الأرضي، فالأرض مُتناهية – Infinite – بلا شك، أي أنها لا تمتد إلى المالانهاية، هى مُتناهية ولكن ليست مُحدَّدة، ليس عندها حدود ولذلك لا نرى الناس يتساقطون عند بعض الثقوب – لا يتساقطون – بل يُمكِن أن تُدير دورة كاملة – تدور دورة كاملة حول الأرض – دون أن تسقط، فهذا معنى كلام ستيفن هوكينج Hawking، ثم يقول بعد ذلك أيضاً مُعلِّقاً بسُخرية من البابا نفسه إذن ما قلته الكون ليس له بداية!
إذن هذه العقيدة – والله – هى عقيدة تتمسح بالعلم الآن وهو يُريد أن يقول علمياً ثبت، وهذا لم يثبت إلى الآن وسأُوضِّح لكم هذا كيف، هذه العقيدة هى التي ذكرها في كتابه القديم المُؤلَّف في أواخر الثمانينيات – تحديداً في الثمانية والثمانين – وهو كتاب تاريخ موجز للزمن A Brief History of Time، فهذه نفس العقيدة ولم يطرأ أي جديد، الرجل مُنذ البداية يعتقد أن الكون ليس له بداية في الزمان، لكن هل استطاع أن يُبرّهِن هذا؟ لم يستطع لا هو ولا غيره، وسأُثبِت لكم هذا، وعلى كل حال هذه النُقطة لابد أن نتنبّه إليها، فهو عنده مُراوَغة، الرجل لديه مُراوَغة وليس واضحاً تماماً، يُريد أن يُسمِع للملاحدة ما يُحِبون وأن يُسمِع للمتدينين ما يُحِبون، وهذا شيئ عجيب، هل يُمكِن أن يصدر هذا من عالم يحترم نفسه؟ صدر ويصدر وصرَّح به، ولذلك سأُجيب عن السؤال الذي بدأت به مُقدِّمة الخُطبة وهو لماذا إذن هذا الكتاب أثار هذه الضجة؟ ما الجديد فيه؟ ولماذا نشره إذا لم يُضِف أي جديد – على الإطلاق لم يُضِف أي جديد وهذا ما أحبطني كقاريء للأسف الشديد – على الإطلاق؟ أولاً نشره ربما لهدف تجاري، فهو يُريد أموالاً، وطبعاً الرجل باع عشرة ملايين نُسخة من كتابه الأول، وشيئ عظيم جداً أن يبيع حتى نصف مليون نُسخة وهذا يأتي له بالمال، وطبعاً حين نزل كتابه إلى السوق الأوروبية والأمريكية في البداية بعد التاسع من سبتمبر بيع بزُهاء ثلاثين يورو أو دولار، والآن طبعاً في موقع أمازون نزل تقريباً إلى خمسة عشر، فلك أن تتخيَّل هذا، ومن المُؤكَّد أنه بيع منه مئات آلاف النُسخ، وأنا أُهديَ إلىّ نُسخة ولم أدفعها وإلا كنت حقاً سأغضب لأنه أحبطني – الكتاب أحبطني – حقيقةً، لم يُضِف إلىّ أي جديد على الإطلاق عن ما أضافته كتبه السابقة، ثانياً من المُمكِن أنه جاء كموقف عقدي، يُريد أن يقول كلمة واضحة في قضية الإيمان، كأنه يقول أنا لست مُؤمِناً فلا تفرحوا بي لأنني لست في مُعسكَر المُؤمِنين، أنا مع المُنكِرين لوجود الله، فأنا لا أُؤمِن – Disbeliever – ومُنكِر مُنذ البداية ولابد أن أُوضِّح هذا، فهذا مُمكِن أيضاً، ثالثاً – الهدف الثالث – يُمكِن أن يكون الكتاب تعبيراً عن إحباط عالم كبير من حجم ستيفن هوكينج Stephen Hawking – بلا شك عالم كبير وخطير – بعد أن اشتغل زُهاء أربعين سنة وكان أمله أن يفهم الكون كله لكنه لم ينجح، قال حين تسجَّلت أو سجَّلت نفسي في برنامج الدكتوراه في الكونيات كان الأمل الذي يحضرني ويُحرِّكني أننا إذا نجحنا في فهم الكون فسنعرف كيف نتحكَّم فيه، أي أننا – أستغفر الله العظيم – سنُصبِح آلهة لأن الفهم لدينا وبقيَ التحكّم، فإذا حصل هذا سوف نتحكَّم في الكون، وهذا غرور كبير وهذه فكرة مغلوطة – أي فكرة التحكّم في الكون – وكلام فارغ، أنت غير قادر على أن تتحكَّم حتى في البيئة وفي إيكولوجيا الأرض، فكيف ستتحكَّم في الكون؟ هذا مُستحيل، وعلى كل حال قال هذا لأن هذا غرور، وهو الغرور القاتل وسوف نُقارِنه بتواضع العباقرة الحقيقيين الكبار من حجم نيوتن Newton – إسحاق نيوتن Isaac Newton – الذي أسَّس علوماً بأسرِها ولم يكتشف نظرية وفشل حتى في دمج نظريتين، و ستيفن هوكينج Stephen Hawking عبر أربعين سنة وهو يعمل على النظرية المُوحّدة العُظمى، وطبعاً هذا الشيئ طبيعي ولا ينقص هذا من عبقريته لأن ألبرت أينشتاين Albert Einstein أول مَن اشتغل في هذا الميدان وأنفق الخمس والثلاثين السنة الأخيرة في حياته على هذه النظرية ولم ينجح ولم يخرج بشيئ، خمس وثلاثون سنة وألبرت أينشتاين Albert Einstein يعمل ليل نهار لكي يصل إلى مُعادَلة – Formel أو Gleichung – واحدة يُفسِّر بها الكون الطبيعي كله ويدمج فيها القوى الأربعة التي تتحكَّم في عالمنا – الكهرومغناطيسية والجاذبية والنووية الضعيفة والنووية القوية – معاً، لكن طبعاً لم ينجح أينشتاين Einstein فكتب أحد الفيزيائيين ساخراً أو شامتاً لو أن السيد أينشتاين Einstein اشتغل بصيد السمك لربما كان أنفع له، لأنه لم يأت بشيئ،وعلى كل حال يبدو أن ما فشل فيه ألبرت أينشتاين Albert Einstein فشل فيه مرة أُخرى مئات العلماء من بعده وفي مُقدَّمهم ستيفن هوكينج Stephen Hawking، لماذا؟ لأن ستيفن هوكينج Stephen Hawking يُبشِّرنا ويُطمئننا بأن هناك نظرية يُمكِن – وهو هنا لا يقول يُمكِن بل يقول هى الوحيدة – أن تفعل هذا، وهذا شيئ غريب، علماً بأن هذه ليست لأول مرة في كتابه The Grand Design، فقد فعل هذا في كل كتبه السابقة التي ذكرتها، فلماذا إذن؟ نحن نعرف هذه الأشياء – نقرأها ونُتابِعها – ولم يقل الذين أتوا بهذه النظريات ما تقول أنت،إدوارد ويتن Edward Witten هو أبو التوحيد بين النماذج الخمسة لنظريات الأوتار الفائقة Superstring Theories، ومع ذلك ويتن Witten لا يقول هذا لأنه مُتواضِع جداً، إدوارد ويتن Edward Witten يقول هذه لا تزال مزاعم، قد تنجح وقد تخفِق، فهى ليست على السوية إلى الآن، لكن ستيفن هوكينج Hawking كأنه عزّ عليه وهو الآن في التاسعة والستين وقد انتهى كل شيئ أن يكون سلبه القدر أربعين سنة ولم ينجح فيما رصد نفسه ونذر نفسه له وأن يصل إلى هذه الصيغة المُوحِّدة The Unified theory، ولأنه لم ينجح قال نظرية إم M – M-theory – تفعل هذا وفعلت هذا، وهو الآن مُتعصِّب لـ M-theory، ويقول M-theory تستطيع أن تُوحِّد لأنها النظرية المُوحِّدة، فهل هذا صحيح؟ على كل حال سوف نعود إلى هذه النُقطة، فإذن الاحتمال الثالث طبعاً يُفيد بأنه تحت تأثير الاحباط والاكتئاب العلمي قال على الأقل لا نخرج من المولد بلا حمص، فنحن خرجنا بال M-theory، لكن هل الـ M-theory له؟ ليست له، أول مَن نادى بها هو زعيمها الذي لا يزال حياً الفيزيائي الأمريكي الشهير إدوارد ويتن Edward Witten، فهذه النظرية ليست لـ ستيفن هوكينج Hawking، والأوتار – نظرية الأوتار الخمسة – ليست له أيضاً، في الجاذبية الفائقة ساهم مُساهَمات بسيطة ولكن ليست له، فالآن الرجل يُريد أن يُلقي بالكلمة الأخيرة فربما يُنقِذ نفسه من بعض الاحباط الذي يشعر به والذي خيَّم عليه، لكن أنا أُرجِّح أن الهدف هو الهدف الأول، أي الهدف التجاري، لماذا؟ ليس لأن الرجل أحبطنا أبداً، فنحن لا ننتظر أن يُدعَم الإيمان منه ولا من غيره بهذه الطريقة العلمية، فهذا ليس شرطاً أبداً أبداً وسأقول لكم لماذا مع رفضي أيضاً أسلوب بعض علمائنا المسلمين الذين قالوا الرجل مُختَل نفسياً، فهذا غير صحيح وهذا لا يجوز، هذا ليس أسلوباً علمياً في النقاش، كيف يُقال مُختَل؟ الآن بعد أن قال لا يُوجَد إله أصبح مُختَلاً، وبالأمس كان عالماً عظيماً وليس له مثيل وخليفة أينشتاين Einstein، وإذا عاد غداً وصار الله موجوداً هل سوف يعود إلى الصحة؟ ليس هذا النقاش العلمي،الرجل عالم ويقول ما انتهى إليه تحقيقه، فينبغي أن يُحترَم هذا التحقيق وأن يُناقَش بعلمية وبرصانة منهجية، ونعود إذن إلى ما كنا فيه، فأنا أُرجِّح أن الهدف كان تجارياً، لماذا؟ لأسباب لدينا، فالسبب الأول أنه – كما قلت لكم – ذكر هذا المُعتقَد أكثر من مرة في السنوات السابقة، فهذا ليس شيئاً جديداً، والآن يُصاغ هذا المُعتقَد في شكل كتاب ويُعلَن عنه، فقد أعلنت عنه التايمز – The Times – البريطانية في الثاني من سبتمبر تحت عنوان ستيفن هوكينج Stephen Hawking صوت العقل في قضايا الدين – Stephen Hawking the voice of reason on religion – وهذا شيئ عجيب، هل ستيفن هوكينج Hawking هو صوت العقل في قضايا الدين؟ من أي زاوية إذن؟ ولماذا؟ ستيفن هوكينج Stephen Hawking ضد العقل، هو مع العقل العلمي فقط، وسأشرح لكم هذا بطريقة فلسفية، هو في أول صفحة من الكتاب الأخير قال هذه التساؤلات الكُبرى كانت من مُختَصات الفلسفة ولكن الفلسفة ماتت – The philosophy is dead – وهذا غير صحيح، لكن طبعاً البعض قد يقول تموت إلى الجيم، فالذين يُنكِرون الفلسفة ويجفونها وينظرون إليها بسوء ظن يقولون هذا أفضل، لكن الفلسفة لم تمت، ولصيغة الحقيقة لكلامه مبادئ العقل ماتت، لأن ليس المقصود بالفلسفة المذاهب الفلسفية كالواقعية أو المثالية، أي طريقة الفيلسوف في التفكير وخاصة الفيلسوف العقلاني أو الفيلسوف الواقعي الذي يحترم مبادئ العقل والتي يُشكَّل الخروج عليها خروجاً على على إمكانية قيام فكر أو علم أصلاً – حتى العلم التجريبي رغماً عنه – وكن هذه القضية تحتاج إلى كلام طويل جداً، وعلى كل حال هو يقول الفلسفة ماتت، فإذن لسنا بحاجة إلى مبادئ عقلية صورية، والآن سنعتمد فقط ما يُعطيه لنا العلم بإمكاناته وبحسب النظرية التي يعتمدها هو أو المنظور الذي سماه الواقعية أو مذهب الواقعية المُستنِد إلى Model-Dependent Realism، فهكذا هو سماها، وأيضاً سأُجاوِب فيما بعد عن شرح هذا لأن هذا سيأخذ الوقت، وعلى كل حال نعود ونقول أن هذا هو السبب الأول إذن، السبب الثاني ما ذكرته لكم، وهو أنه كان يُراوِغ مُنذ البداية لكن نحن نعرف موقفه، السبب الثالث أنه ذكر في كتابه الثقوب السوداء والأكوان الطفلة ما يلي فانتبهوا جيداً، قال ونحن في تنظير الكتاب – كتاب A Brief History Of Time الأكثر نجاحاً بين كتبه طبعاً – لدفعه إلى المطبعة ليُنشَر أوشكت على حذف العبارة التي اختتم بها الكتاب والتي تقول هكذا نكون عرفنا عقل الله، فهو كان لا يُريدها الآن، هو عالم ما علاقته بالقضايا هذه كلها؟ أي أننا لا نُعطي شيكاً على بياض للمُتدينين ومن ثم قال أردت أن أحذفها، ثم قال – انتبهوا ماذا قال في كتابه – ولو حذفتها لانخفضت مبيعات الكتاب بشكل واضح ولذلك لم أحذفها، فإذن الرجل تاجر، ليس عنده نزاهة علمية تامة، وهو يُفهِمنا أنني تاجر، كأنه يقول أنا أُريد أن أكسب نقوداً، لم أكسب نوبل Nobel لكنني أكسب الملايين فلا بأس، ومن ثم علينا أن نكون حاذقين وواضحين خاصة فيما يتعلَّق بالسخافات والرقاعات الآن التي ملأت الإنترنت Internet والمُنتديات الثقافية عن أحزان أبناء إبراهيم، فمَن الذي حزن منا وعلى ماذا؟ ما هذا الكلام الفارغ؟ هذه رقاعات فكرية، كأن الله – تبارك وتعالى – لم يُدلِّل على نفسه ولم يُقِم الآيات وينصبها في الأكوان والآفاق والأنفس على نفسه وكأن العقل البشري الفلسفي والمُتدين الوحياني عبر عشرات ألوف السنين لم يعرف الله ولم يهتد إليه، فكل هذا توقّف وتجمّد وتكلّس حتى بعث الله ستيفن هوكينج Stephen Hawking وفي يوم من الأيام كتب لنا سطرين عن أن احتمال أن يكون الله هو الذي عمل البيج بانج Big Bang فقام الدليل على وجود الله، هذه رقاعات فكرية وسخافات، لأن البشر مُذ كانوا وهم يعرفون الله – تبارك وتعالى – ويبحثون عنه ويدينون به، والله – تبارك وتعالى – أجل وأقدس وأرحم بنا وأكرم علينا مِن أن يُحوِجنا إلى أن ننتظر عشرات ألوف السنين حتى يأتي عالم يتحدَّث بالبيج بانج Big Bang لكي يُقيم لنا من ذلكم بُرهاناً على نفسه، هذا مُستحيل لأن الله يُقيم لنا ملايين البراهين، وأبو العتاهية كان أذكى من هؤلاء الرقعين المُتساخِفين حين قال:
وفِي كلِّ شيءٍ لَهُ آية ٌ تَدُلّ على أنّهُ الواحِدُ.
في كل شيئ يُوجَد هذا وليس في البيج بانج Big Bang وحده، وعلى كل حال يبدو أن الرجل – كما قلت وهذا ما ترجَّح لي – تاجر، كل هذه الحيثيات تُؤكِّد أنه تاجر، فهو لم يأت بجديد – لم ينجح في الإتيان بجديد – فلماذا كل هذا؟ طبعاً هذا أسلوب إعلامي واستثماري ذكي جداً جداً جداً، أن تنشر التايمز – The Times – وبعد ذلك مئات إن لم يكن ملايين الصحف حول العالم قبل أن يُنشَر الكتاب نفس المُقتطَفات يُعَد أمراً غريباً، فهم قالوا ضربة صاعقة تُوجّه إلى قضية وجود الله، وهذا كله كلام صحفي فارغ، كلام صحفاء ولذلك هو كلام غير علمي وغير فلسفي ولا له علاقة لا بالعلم ولا بالفلسفة ولا بالدين!
قبل أن أبدأ في النقاش وأضعكم في الصورة تماماً وأقول ما الحاصل أُحِب أن أقول لكم عن ستيفن هوكينج Stephen Hawking أنه عالم فيزيائي كبير ورياضي من درجة مُمتازة ومُتفوِّقة، ولا أستطيع أن أُقوِّمه أنا لكن قوَّمه العلماء مِن أمثاله ومِمَن هم أعلى قدراً منه مِن الذين حازوا على نوبل Nobel وغير نوبل Nobel بلا شك، فهذا أولاً، ثانياً هذا الرجل – أنا قرأت الكثير للرجل ولا أزال أقرأ له كغيره – بسيط جداً إلى حد السذاجة في قضايا تاريخ الأفكار، حين يُؤرِّخ للأفكار العلمية والفلسفية لا ينجح، ليس عنده هذه القدرة، هو ليس مُؤرِّخاً علمياً، نعم هو عالم لكن ليس مُؤرِّخاً علمياً، ولذا هو في القضايا الفلسفية مُفلِس تماماً وفي القضايا الدينية ساذج، علماً بأن هذا يتفق لآلاف من أمثاله وهذا أمر عادي، لن أذكر أسماء بعض علماء العرب الكبار جداً جداً جداً الذين ثقافتهم محدودة دينياً وفلسفياً وعقلياً وبسيطة جداً جداً جداً، فليس معنى أنك عالم نابغ في الرياضيات وفي الفيزياء وفي الكيمياء أنك تفهم في كل شيئ، ولذلك أنا سرَّتني شهادة – لأنها شهادة حقيقة – من زميل له أكبر منه سنه وأقدم منه في كامبريدج Cambridge – علماً بأنني ذكرته قبل قليل – وهو عالم من طراز فريد وله إنجازات معروفة في المُجتمَع العلمي في حقل الجُسيمات الذرية – عنده ابتداع وابتكار ونظريات ابتكارية جديدة وموديلات Models جديدة – وهو العالم الشهير جون بولكينغهورن John Polkinghorne صاحب كتاب ما وراء العلم Beyond Science ، فهو في هذا الكتاب بالحرف الواحد بعد أن مدح ستيفن هوكينج Hawking ومدح نبوغه وإلى آخره قال ولكن حين يختار ستيفن هوكينج Stephen Hawking أن يتكلَّم في المسائل الفلسفية والدينية يبدو سطحياً جداً، وهذا ما لسمته أنا أصلاً، فالرجل سطحي جداً وبسيط ويكرِّر بعض الأشياء في كل الكتب بسذاجة، والآن سأُثبِت لكم أنه سطحي أكثر مما تتخيَّلون، لماذا؟ لا ننتظر نحن في نهاية المطاف اعترافاً بقضايا وجود الله والدين من ستيفن هوكينج Stephen Hawking، انتبهوا إلى أن هذه القضايا فلسفية ودينية وعقلية، وقد خدمها الجبابرة من الفلاسفة والعقول التي فاقت حتى عقول العلماء بعشرات المرات إن لم يكن بمئات المرات، فهم لديهم العقول الضخمة جداً جداً والمُتناسِقة والدقيقة المُحكَمة، و ستيفن هوكينج Hawking ليس مُحكَماً في كل كلامه الأخير هذا على الإطلاق، كيف؟ هذه هى الصورة الحقيقة!
أولاً هو قال بحسب النسبية العامة لألبرت أينشتاين Albert Einstein التي لم تسمح لنا بالفصل بين الزمان والمكان – طبعاً تحدَّثت عن نسيج زمان مكان، أي (الزمان-مكان) أو الزمكان، وهذا ما يُعرَف بالمُتصَل الزمان مكاني The Space-time Continuum – وبالتالي نعود إلى نُقطة في الوراء نرى عندها أن من المُمكِن أن يكون الكون أنشأ نفسه بنفسه بفعل قوانين الجاذبية – لن أُعلِّق على هذه النقاط علمية حيث علَّق علماء مُتخصِّصون بالذات على هذه النقاط الدقيقة لأن هذا يأخذ الوقت كله، وعلى كل حال – وهكذا الكون أوجد نفسه بنفسه، ليس بحاجة إلى إله لكي يُعطيه شرارة الانطلاق، ولذلك سأله لاري كينج Larry King الإذاعي المشهور جداً جداً جداً في سي إن إن CNN – هذا مُسجَّل طبعاً ومُتاح لكم على اليوتيوب YouTube – قائلاً سأصوغ السؤال بطريقة ثانية: هل تُؤمِن بإله؟ نُريد أن نفهم منك أنت مُؤمِن أم كافر مُلحِد، فقال قد يكون الإله موجوداً – هو لا يقطع، وهذه لاأدرية Agnosticism، فهو أصبح لاأدرياً Agnostic بمعنى أنه يقول من المُمكِن أن يكون نعم ومن المُمكِن أن يكون لا، فهذا إسمه لاأدري Agnostic – ولكن النظريات العلمية تُفسِّر الكون بغير حاجة إلى إله يُطلِقه، فهذا مُمكِن ولدينا إمكان نفعل هذا!
لكن طبعاً هذا لكي يكون صحيحاً أولاً لابد أن تكون نظرية M-theory صحيحة، وإلى الآن لم يثبت أنها صحيحة، هى تلفيقة من مجموعة نظريات، و ستيفن هوكينج Stephen Hawking طبعاً مثل كل العلماء الكبار يُؤكِّدون دائماً أن أول شرط لنجاح أي نظرية أن يُعبَّر عنها بمُعادَلة واحدة سهلة، وهذا ما اشتغل عليه أينشتاين Einstein لسنوات وما اشتغل بول ديراك Paul Dirac عليه عشرات السنين ونجح فيه أينشتاين Einstein ونجح فيه بول ديراك Paul Dirac وهو أمل كل فيزيائي عظيم، أي أن يصل إلى نظرية يُعبَّر عنها بمُعادَلة واحدة سهلة جميلة وأنيقة Elegant، وهناك مُعادَلة يعرفها الناس في الشوارع وفي الـ Subways والـ Undergrounds وهى E=mc² لألبرت أينشتاين Albert Einstein، وهذا شيئ مُذهِل جداً، هذا هو الجمال والأناقة – Elegance – كما يسمونها، لابد أن تكون النظرية أنيقة جداً جداً جداً وهذا يُؤكِّد أنها صحيحة – هذه من المُؤكِّدات ومن المُرشِّحات – ولذلك أينشتاين Einstein نفسه – و ستيفن هوكينج Hawking هنا اقتبسه في The Grand Design – يقول على النظرية أن تكون بقدر الإمكان بسيطة ولكن ليس أبسط، وهذا مبدأ أوكام Occam أو نصل أوكام Occam’s Razor وهو معروف طبعاً، لكن هل نظرية M-theory بسيطة؟ هذا السؤال منهجي نطرحه كأُناس يتكلَّمون في المناهج وفي فلسفة العلوم، هى ليست بسيطة بالمرة، لأنها بتعبير ستيفن هوكينج Hawking في عشرات المواضع من كتابه الأخير هى شبكة Net، شبكة من نظريات تصل إلى ست نظريات أو خمس نظريات هى نظريات الأوتار الفائقة، فالأوتار الفائقة أتت في خمس نظريات وكل نظرية تُعطيك حلولاً وإمكانيات جديدة، والمُحصِّلة أكوان كثيرة جداً جداً جداً، هفناك إمكانية للحديث عن أكوان كثيرة ومُختلِفة، وكل كون محكوم بعالم من القوانين الخاصة به، وهذا غير مطلوب في الرياضيات، هذا يُعتبَر انتحاراً للنظرية وقتلاً للنظرية، فكل نظرية فيزيائية لا ينبغي أن يكون فيها هذا، وسأعطيكم نبذة سريعة في مسألة النظريات، كل نظرية – النظرية الفيزيائية – تتكوَّن من مرحلتين، المرحلة الأولى تجميع للمعلومات والبيانات التي يتم صياغتها رياضياً في شكل رياضي، المرحلة الثانية حل المُعادَلات، أي أن نقوم بحل هذه المُعادَلات، والآن في المرحلة الثانية إما ننجح وإما نُخفِق، لماذا؟ حين تُحَل المُعادَلات الرياضية – مُعادَلة البيانات – ما يحصل معنا هو إما أن نُوفَّق في الوصول إلى حلٍ واحد وهذا شيئ مُبشِّر ومُطمئن جداً وإما أن الحلول تتعدَّد وهذا انتحار للنظرية ومن ثم تنتهي وتُصبِح كلاماً فارغاً، لكن كيف هذا؟ مثلاً اثنان ضرب كم تُساوي عشرة؟ ليس عندك أي إمكانية إلا لحل واحد فقط، وهو خمسة فقط، فهذا حل واحد وحيد، لكن حين نقول صفر ضرب كم يُساوي صفر سنجد أن لدينا إمكانية لا نهائية للحل، فصفر ضرب واحد يُساوي صفر، صفر ضرب اثنين يُساوي صفر، صفر ضرب عشرة يُساوي صفر، صفر ضرب ستة مليون يُساوي صفر، وصفر ضرب أي شيئ يُساوي صفر، ولذلك هذه الصفريات حين تدخل في البناء الرياضي تُصبِح مُصيبة للفيزيائي، لكن ستيفن هوكينج Stephen Hawking كأنه يستغفل القرّاء الذين ليس عندهم Background أو خلفية علمية حقيقية ويقول لهم أنا بحسب M-theory وجدت مُعتمِداً على خُطة ريتشارد فاينمان Richard Feynman التي تُعرَف بحاصل التواريخ The Sum Over Histories – ربما أشرح لكم هذا بعد قليل – ووجدت بحسب الـ M-theory أن الكون يُمكِن أن يكون شكلاً من أشكال كثيرة جداً جداً – هذا أعلى رقم قرأته أنا في حياته في النظريات العلمية – يُساوي عشرة مرفوعة على الأُس خمسمائة، ولكم أن تتخيَّلوا هذا، فهو يقول عشرة أُس مائة جوجل Google، وهذا ليس جوجل Google وإنما عشرة أُس خمسمائة وهذا استغفال، ثم يقول ستيفن هوكينج Hawking إذا أردت أن تأخذ فكرة عن المدى العظيم الذي يعنيه هذا الرقم – أي عن مدى الهول – فعليك أن تتخيَّل كائناً Being – قال عليك أن تتخيَّل كائناً ولم يقل عليك أن تتخيَّل إنساناً، لا يُوجَد إنسان يستطيع أن يفعل هذا ولا حتى الكمبيوتر Computer الآن عندنا – جلس مُنذ لحظة الانفجار العظيم البيج بانج Big Bang – أي قبل كم؟ قبل ثلاثة عشر فاصل سبعة بليون سنة، أي مليار عشرة أُس تسعة – ولديه إمكانية أن يُحلِّل – يعمل تحليلاً – للقوانين التي تحكم كل كون من هذه الأكوان البالغ عددها عشرة أُس خمسمائة كون في ملي ثانية، أي في عُشر الثانية، فهو كل عُشر ثانية سيُحلِّل قوانين تحكم كوناً من هذه الأكوان، فإذن متى سيفرغ؟ ثم قال من لحظة الانفجار إلى وقتنا الراهن في ألفين وعشرة أيها الإخوة – بعد ثلاثة عشر فاصل سبعة بليون سنة – لن يُفلِح في أن يدرس أكثر من عشرة أُس عشرين كوناً، أي عشرة أُس عشرين من عشرة أُس خمسمائة، وهذا يدل أنه كلام فارغ، فهذه النظرية مُتهافِتة جداً، لكنه يذكر هذا وكأنه يفتخر به، وهو طبعاً يعلم أن أي عالم يقرأ هذا يعلم أن هذا انتحار حقيقي للنظرية، فهذا غير مقبول بالمرة، ولذا أنا أقول لكم – وستذكرون ما قلت – ابدأوا من اليوم ادخلوا على المواقع المُحترَمة واقرأوا لعلماء الفيزياء حول العالم العباقرة، وسوف ترون نقوداً شديدة جداً جداً جداً لـ ستيفن هوكينج Hawking ولكتاب ستيفن هوكينج Hawking إلى الآن للأسف، وأنا أقول لكم هذا حسبما أتوقع وفقاً لهذه المُبرِّرات التي أتلوها!
على كل حال نعود إلى ما كنا فيه، إذن هذه أول مقتل في كلام ستيفن هوكينج Hawking، فهو لم يصل إلى نظرية مُوحِّدة، هو يتحدَّث عن شبكة – Net – من النظريات، نظريات الأوتار الخمسة زائد نظرية الجاذبية الفائقة، والجاذبية الفائقة تحدَّثت عن الكون بأحد عشر بُعداً، ونظريات الأوتار لم تسمح إلا بعشرة أبعاد، بحسب الدورة الثانية في سنة خمس وتسعين على يد إدوارد ويتن Edward Witten في أمريكا قبلت نماذج الأوتار الفائقة أن تتعامل مع البُعد الحادي عشر، فإذن انصاعت إلى نظرية الجاذبية الفائقة والوضع أصبح أفضل من الأول ولكن إلى الآن لم نصل إلى نظرية واحدة!
يقول ستيفن هوكينج Hawking في الشرط الأول نعم الأمر أشبه بعمل الخرائط وراسمي الخرائط، فلا تُوجَد خريطة مُطلَقاً يُمكِن أن تعكس لك ما تُخرطنه بشكل تام Perfect، هذا مُستحيل لأنها تخرطن شيئاً وتترك أشياءاً، أليس كذلك؟ وطبعاً عندها المقياس – Messgerät – الذي لابد أن يُؤخَذ بعين الاعتبار، أي أنه يتحدَّث عن الصفة التقريبية للنظرية العلمية – بلغة المناهج يتحدَّث عن الصفة التقريبية للنظرية العلمية – ويقول هذا، فإذن الشرط الأول هو شرط الجمال والأناقة Elegance، شرط الجمال غير مُتوفِّر لأنه يتحدَّث عن شبكة نظريات – ست نظريات في نظرية -ويقول لهم مُطمئناً نفسه ومُطمئناً القاريء لا بأس فكل نظرية تُفسِّر أشياء مُعيَّنة في نطاق مُعيَّن، لكن ليس هذا المبحوث عنه، علماً بأن هذا لم يكن حلم أينشتاين Einstein ولا حلم هوكينج Hawking ولا حلم كل مَن اشتغل على نظرية التوحيد، أينشتاين Einstein وهو في حمية البحث عن النظرية المُوحِّدة كتب يقول – اسمعوا الآن إلى العالم الفيلسوف، فهو عالم كبير مُتواضِع وهو يفهم ماذا يُريد – هل كان بإمكان الله أن يخلق الكون على طريقةٍ أُخرى أو على شكل آخر؟ لكن ما معنى الكلام هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام أننا إن أفلحنا في الوصول إلى النظرية المُوحَّدة العُظمى فسوف تكون نظرية واحدة فقط ولها صيغة واحدة، ليس هناك إمكانية أن تصل إلى نظريتين، واحدة فقط وليس أكثر، فالطريق وحيد واحد، وكأن أينشتاين Einstein يقول ليس في الإمكان أبدع مما كان، فهذا معنى كلامه طبعاً، هذه الترجمة الثيولوجية والفلسفية لكلام أينشتاين Einstein – ليس في الإمكان أبدع مما كان – الآن، وهى كلمة أبي حامد الغزالي، فأبو حامد قال هذا الكون هو كما هو، كما خلقه الله أبدع ما يُمكِن، وليس في الإمكان أبدع مما كان، لكن كفَّره بعض الجهلة من الحروفيين وقالوا أبو حامد كفر، أبو حامد يُحدِّد قدرة الله، لكن هؤلاء جهلة ولا يفهمون ماذا يقولون، أبو حامد أوسع عقلاً بكثير، وأينشتاين Einstein كان حرياً أن يفهم كلام أبي حامد بضربه واحدة، الألماني جوتفريد فيلهلم لايبنتز Gottfried Wilhelm Leibniz فهم كلام أبي حامد وقال ليس في الإمكان أبدع مما كان، وطبعاً ليس في الإمكان أبدع مما كان – هذا كلام أينشتاين Einstein ولايبنتز Leibniz وغير هؤلاء – تُساوي في سطر واحد ما نقول، وهذا الجواب على السؤال السخيف الذي يقول هل يستطيع الله أن يخلق صخرةً لعظمها وثقلها وكبرها لا يستطيع أن يحملها؟ وطبعاً السؤال مُتناقِض وسخيف لأن الله كامل لا يقبل إلا الكمال، فالله هو الكمال نفسه لكن أنت تُريد من حيثية إثبات الكمال أن تُثبِت له نقص وهذا كلام فارغ، وكذلك حين خلق هذا الكون حصل هذا، والكلام ليس عن خلقي وخلقك أو خلق حجر أو نجم وإنما عن الكون، والكون كله يبدو أنه صدر عن الله ليحكي كمال الله فانتبهوا إذن، وهذا كلام أبي حامد في عمقه – عمق عرفاني كبير وفلسفي عميق – الآن، وهو الذي قاله أينشتاين Einstein، لكن طبعاً واضح جداً أن هوكينج Hawking لم يُفلِح لا هو ولا الآخرون ولا الذين يتحدَّثون عن الـ M-theory في معرفة هذا، والعجيب أن الذي وضع لهذه النظرية – أي الـ M-theory – هذا الإسم هو إدوارد وتين Edward Witten، وهو يقول أنا شخصياً لا أعرف ماذا تعني الـ M، وهوكينج Hawking يقول هذا، قد تعني Master Theory أو Mother Theory أو Mystery – الألغاز والغموض والتشويق – Theory أو Madness – الجنون – -Theory أو Matrix – المصفوفات في الرياضيات – Theory، فلا أحد يعرف ما هى الـ M-theory، وهذا شيئ عجيب يا أخي، أمرها عجيب جداً، حتى الذي وضعها وصك الإسم لها – أي إدوارد وتين Edward Witten – قال أنا شخصياً لا أعرف، وهوكينج Hawking قال وأنا لا أعرف ا، ففي كتابه الأخير قال لا أعرف ما معنى الـ M-theory، فيبدو أن هذه النظرية على كل حال تحكم على نفسها بالفشل، ولكن هذه مُحاوَلات جبَّارة وجيدة، ونحن فرحون بها وإن شاء الله يصلون إلى شيئ، ولكن إلى الآن هذا ضد الشروط التي وضعها العلماء – علماء المناهج – بما فيهم هوكينج Hawking، وهو مُعترِف بها في كتابه الأخير، مثل شرط الأناقة والبساطة، فأين البساطة هنا؟ لا يُوجَد أي بساطة، يُوجَد فقط تعقيد في شبكة أو خلطة أو تلفيقة، ولذا يُمكِن أن تسمونها تلفيقة بالنظريات، وهذا أولاً.
ثانياً ألا يعلم ستيفن هوكينج Stephen Hawking – انتبهوا الآن إلى النقد العلمي والفلسفي الآن – والذين طبَّلوا لهوكينج Hawking الآن وفرحوا جداً به أن ألبرت أينشتاين Albert Einstein كان يرفض فكرة نشوء الكون في نُقطة زمانية – أن الكون مُبتدأ بالزمن – أصلاً؟ فهو يرفضها ويقول هذه فكرة سخيفة، ف أينشتاين Einstein لا يقبلها بالمرة ويرفضها كما رفضها أيضاً ستيفن واينبرج Steven Weinberg الذي لا يزال حياً تقريباً وهو مُلحِد، كما رفضها السير آرثر إدنجتون Sir Arthur Eddington وهو مُتدين ومن الذين شرحوا النسبية، فهو رفضها كما رفضها كثيرون، كذلك الحال مع فريد هويل Fred Hoyle صاحب نظرية Steady State theory، أي نظرية الحالة المُستقِرة أو الثابتة في الكونيات وهى تُقابِل نظرية البيج بانج Big Bang، فهى ضدها تماماً، فهو رفض أيضاً مسألة أن الكون نشأ في لحظة زمانية وأن له بداية في الزمان التي قال هوكينج Hawking أنه اكتشفها الآن وذلك قبل عشر سنين ولا عشرين سنة في المُؤتمَر الذي كان في الفاتيكان Vatican، إذن كثيرون من العلماء رفضوها، وطبعاً في السياق الإسلامي الفارابي رفض ذلك وابن سينا رفض ذلك وابن رشد رفض ذلك، وعموماً كل أعلام المدرسة المشائية يرفضون ذلك – أي المسألة المعروفة بقِدم الكون وأن ليس له بداية في الزمان – طبعاً.
لماذا أقول هذا؟ أُحِب أن أقول هذا لأقول لكم ببساطة أن من الفلاسفة والعلماء الذين رفضوا أن يكون للكون بداية في الزمان مَن هم مُؤمِنون ومُوحِّدون كبار، ومنهم في المُقابِل ملاحدة وكفّار صغار، فإذن مسألة أنك اكتشفت أنه يُمكِن الحديث عن كون ليس له بداية في الزمان – خُلِق وانبثق وتفجَّر ولكن من غير بداية في الزمان – مسألة غير جديدة بالمرة، وأنا شخصياً أعرفها مُذ كنت ولداً صغيراً، فكنت أعرف هذا وقرأت مُناقَشات فلسفية حول هذا الموضوع في مئات الصفحات، وكل مُثقَّف يعرف هذا جيداً، فلماذا أنت ظننت أن هذا يدل على أن الله لا وجود له ولا عمل له وكأنه أصبح ملغياً؟ هذا كلام فارغ، هذه قفزة فلسفية سخيفة جداً، وهذا أولاً.
ثانياً هذا النقد الآن أجود بكثير وأعمق فانتبهوا إذن حتى تعرفوا أوزان العلماء، نحن لدينا مُلحَق Principia – باللاتينية تُقال بانسيبيا أي برانكيبيا بمعنى المبادئ – وهو كتاب نيوتن Newton العظيم جداً الذي ألَّفه مُعظَمه في سنوات شبابه كما يقول فيه، فهذا الشاب الفظيع ألف كتاب المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية، لكن ما معنى الفلسفة الطبيعية؟ الفلسفة الطبيعية يُراد بها العلوم الطبيعية، فهم كانوا يُسمونها الفلسفة الطبيعية لأنه كانت لا تزال تحت جناح الفلسفة، فالفيزياء والميكانيكا والهيئة وما إلى ذلك يُسمونه الفلسفة الطبيعية، وهو كان يتحدَّث عن الصياغة الرياضية لهذه العلوم الطبيعية والكونية، وهذا كتاب عظيم ومطبوع الآن ويُطبَع دائماً في طبعات مُتخصِّصة وقد عمل السير إسحاق نيوتن Sir Isaac Newton له مُلحَقاً وقال في مُلحَقه إن الروعة والإدهاش الذي عليه النجوم والمُذنبات والكواكب وعموم السماوية لتُؤكِّد أنها صادرة عن خالق مُتقدِّر وحكيم يملك التصرّف كله، إنه ليس روحاً للكون، إنه مالك الكون.
الله أكبر، والآن سأشرح لكم هذه بالأمثلة الفلسفية والدينية، ما معنى أن الله ليس روحاً للكون؟ هذا ما لا يفهمه هوكينج Hawking، ولذا هذا خطؤه القاتل وغروره القاتل، فهوكينج Hawking قال سجَّلت بالدكتوراه – كما قلت لكم – وأنا على أمل أو يحدوني أمل أننا إذا نجحنا في أن نفهم الكون ووصلنا إلى النظرية المُوحَّدة العُظمى فسوف يُمكِننا التصرّف فيه، وهذا كلام فارغ، ومن هنا نيوتن Newton يقول الله ليس روحاً للكون، وبالتالي ما يقوله هوكينج Hawking باطل، وطبعاً أنا أعرف أن هذا غير واضح لذا سأشرح كيف هذا، لو كان الله روحاً للكون هذا سيكون مُعادَلةَ لنظريات وحدة الوجود Pantheism، وفعلاً حين إذن يُمكِن لمَن فهم الكون كله بمُعادَلة واحدة وبضربة واحدة بالنظرية المُوحَّدة العُظمى أن يكون تماماً ساوى الله في فهمه وحكمته وبالتالي في قدرته وتصرّفه وبالتالي يجوز له أن يقول سأتصرَّف في الكون وأنا مُستطيع ذلك، لكن نيوتن Newton كان فعلاً عبقرية غير عادية – هذا الرجل رجل غير طبيعي حقيقةً، وكان مُؤمِناً إلى حد الورع بالله عز وجل – ومن هنا كان يقول الله ليس روحاً للكون، الله مالكٌ للكون، لكن ماذا يُمكِن أن يعني هذا القول؟يعني ببساطة أن الله أكبر من كونه وأن الله أعظم من كونه، ببساطة لو أنك فهمت الكون كله وبُمعادَلة واحدة فهذا لا يعني أنك فهمت عقل الله، فانتبهوا إلى هذه النُقطة جيداً، لأن ماذا فعلت أنت؟ كأن يأتي أحدهم – مثلاً – ويقول لك أنا – والله – فهمت صفحة من كتاب هوكينج Hawking ومن ثم أنا أُساويه في العلم والعبقرية، هذا كلام فارغ، أنت فهمت صفحة والرجل كتب خمسة آلاف صفحة، فهل لأنك أحببت صفحة واحدة وفهمتها أنت تُساويه؟ ولذلك هذا سأُعلِّق عليه بتعليقين فانتبهوا وركِّزوا معي، هذا يدعونا مرة أُخرى إلى أن نُؤكِّد الحاجة إلى الإيمان التي تتجاوز البرهان العلمي، يُوجَد شيئ إسمه الإيمان، بما أن الله أكبر من كونه كما فهم بعبقرية فذة السير إسحاق نيوتن Sir Isaac Newton فهذا يعني أن من غير المُمكِن أن يُعادِله أحد، وهذه حقيقة ومن ثم القرآن يُؤكِّد دائماً أن الله مالك المُلك ومالك كل شيئ له وكل شيئ يرجع إليه، فهو يقول لك أنا أكبر من كوني طبعاً وأكبر من خلقي وأكبر من كل ما يخطر على بالك، هذا خلقي ومن ثم لا يُعادِلني بأي حال من الأحوال ، فإذا فهمته كله لن تفهمني تماماً، هذا مُستحيل ولكن ستفهم بعض أساليبي وبعض طرقي وفهماً أيضاً غير تام، مُستحيل أن تفهمه تماماً وإنما ستفهمه من جهات مُعيَّنة فقط في نطاق ما أنت مُهيَّأ له، وهذا لا يجعلك رباً ولا بعقل إله فضلاً عن أن يجعلك مُمكَّناً بقدرة إله، هذا مُستحيل طبعاً، وهذا ما فهمه نيوتن Newton ولم يفهمه هوكينج Hawking وهذا خطؤه المغرور القاتل الذي قتله وأدى به إلى الإلحاد الآن، ونسأل الله له الهداية، ولذلك انتبهوا إلى أننا نحتاج إلى الإيمان، لأن الإيمان سيُشكِّل قفزةً بعد ذلك، وهذه القفزة سوف تسد هذا الفراغ الذي لا يُمكِن على الأقل للعقل العلمي أن يسده، يستحيل أن يحدث هذا، فحتى لو فهمت الكون كله ووصلت إلى هذه النظرية لن تصل إلى الفهم الكامل العارف بالله تبارك وتعالى، وبالتالي أنت تحتاج إلى الإيمان وتحتاج إلى الرسل، ولذلك يبقى الرسل هم القاعدة وليس العلماء وليس الفلاسفة وليس المُفكِّرين، وإنما الرسل بالعلم الوحياني والعلم الإلهي، هذا هو إذن، وهذا كان أولاً.
ثانياً يا هوكينج Hawking ألا يُوجَد دليل على وجود الله إلا حكاية أن يكون البيج بانج Big Bang حصل في زمان؟ وهذا يُبرِز لكم تماماً كم هو سخيف برهان هوكينج Hawking إن جاز أن يُسمى برهان على عدم وجود الله، أصلاً من المُستحيل أن يكون حصل في زمان، علماً بأن عندي مُحاضَرة عن الزمان قبل خمس عشرة سنة وذكرت فيها هذا الكلام، وهذا ليس كلامي وليس من عبقريتي لأنني لست عبقرياً ولكنه كلام كل العباقرة من قبلنا مثل سانت أوجستين Saint Augustin مثلاً، وهو فيلسوف طبعاً في العصور الوسطى – في القرن الخامس الميلادي – وله قول في هذا مثل قول أفلاطون Plato يا سيدي، فأفلاطون Plato في مُحاوَراته قال الله خلق الزمان بخلق الكون ولم يخلق الكون في زمان، وطبعاً أفلاطون Plato يختلف عن أرسطو Aristotle من زاوية اعترافه بالخالق، فأفلاطون Plato يعترف بالخالق Creator، ولذلك المسيحية في البداية تبنت آراء أفلاطون Plato وليس أرسطو Aristotle وعندها الحق حقيقةً في هذا، وعلى كل حال أفلاطون Plato قال الله خلق الزمان بخلق الكون ولم يخلق الكون في زمان، لأن الزمان عبارة عن معداد أو عدّاد للحركة أو مقياس للحركة، ولا تُوجَد حركة ولا يُوجَد حساب ولا يُوجَد زمان ولا يُوجَد أي شيئ، فالزمان خُلِقَ بخلق الكون، ولا يعني أن الكون خُلِق في زمان، فالعبقرية الكُبرى التي رأى هوكينج Hawking أنه وصل إليها قالها أفلاطون Plato وعلماء المسلمين كانوا يعرفونها وكل مَن درس الفكر وتاريخ الأفكار يعرف هذا، لكن على كل حال لو سقط هذا ولو عُدّ هذا برهاناً – أي أن الكون خُلِقَ في لحظة زمانية عُدّ برهاناً على وجود الله وسقط هذا البرهان – هل يسقط وجود الله؟ طبعاً بداهةً لا يسقط، لماذا؟ لقاعدة فلسفية بسيطة، لكن هو لا يعرف الفلسفة طبعاً، وهى حاكمة على كل عقل، وعلى كل حال من مبادئ الفلسفة بطلان الدليل لا يقتضي بالضرورة بطلان المدلول، فافهموا هذا جيداً، المبدأ يقول بطلان الدليل لا يقتضي بالضرورة بطلان المدلول، فلماذا إذن؟ عقلياً ينبغي هذا، أولاً قد تكون الأدلة مُتعدِّدة، ضمن الدليل هناك عشرة أدلة أُخرى، هل هناك أدلة أكثر من الأدلة على وجود الله تبارك وتعالى؟
وفِي كلِّ شيءٍ لَهُ آية ٌ تَدُلّ على أنّهُ الواحِدُ.
حتى المُحقِّق الجنائي يعرف هذا، فالدليل هو البصمات على السكين، وبعد ذلك قد يثبت أن البصمات ليست للمُشتبَه به لكن لا مُشكِلة فب هذا لأنه لا يزال واقعاً تحت الشُبهة، لماذا؟ سنفحص بقية الأدلة، فإذا ساغ ألا يكون هذا دليلاً فربما هناك ألوف الأدلة الأخرى يا حبيبي، لكن هنا ستيفن هوكينج Hawking – ما شاء الله عليه – اعتمد فقط على هذه النُقطة، وقال ما دام لم يصح هذا فإذن لا يُوجَد إله وانتهى كل شيئ، فما هذه الطريقة في التفكير؟ هذه طريقة غريبة جداً جداً ولا يُصادِق عليها أي إنسان عاقل يحترم مبادئ العقل، وعلى كل حال هذا أولاً.
ثانياً فيما يتعلَّق بتخصّص ستيفن هوكينج Hawking نفسه قال أن الكون وُجِد، إذن الآن حصل الانفجار الكبير والآن بدأ الزمن بعد الانفجار، ونحن نُوافِق على هذا ونقول به أصلاً لكن قل لنا كيف تم هذا؟ هو ساهم إسهامات مُمتازة مع روجر بنروز Roger Penrose والعلماء وافقوا عليها لكن كيف تم هذا؟ هل تم بعشوائية وبفوضوية أم باتزان واتزان دقيق؟ وما هى نسبة الاتزان هذا؟ ستسمعون الآن الشيئ العجب المُحيِّر المُدهِش جداً، فكل علماء الكونيات يقولون – كلهم بما فيهم ستيفن هوكينج Hawking وزميله طبعاً الأسن منه الإنجليزي روجر بنروز Roger Penrose الإنجليزي – أن هذا تم باتزان مُحيِّر جداً جداً جداً ومُدهِش، ويقولون سنعود بالخيال وبالحسابات الرياضية طبعاً إلى زمن بلانك Planck time، لكن ما معنى زمن بلانك Planck time؟ قالوا لك زمن بلانك Planck time هو الذي يُساوي عشرة أُس ناقص أربعة وثلاثين من الثانية، أي بعد ما حدث الانفجار بكم؟ ليس بثانية وإنما بجزء أقل من هذا بكثير، لأنه يُساوي عشرة أُس ناقص أربعة وثلاثين من الثانية، أي جزء على عشرة أُس أربعة وثلاثين من الثانية، ففي أول جزء منها يقول هؤلاء العلماء بما فيهم ستيفن هوكينج Hawking حديث شيئ مُحيِّر، والمُعادَلات تقول هذا وتُؤكِّد هذا التوازن المُخيف، لا إله إلا الله، تقول الآية الكريمة أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا – هم الذين عرفوا هذا ولسنا نحن مَن عرف – أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ ۩، فهذا قد يكون البيج بانج Big Bang والله أعلم، وعلى كل حال يقولون حدثتوازن مُحيِّر بين قوى الجاذبية وبين قوى التمدد، وبعض العلماء بالغوا قليلاً مثل بولكينغهورن Polkinghorne الذي ذكرته قبل قليل حيث قال هذا التوازن يدور بنسبة دائرة حول الصفر، فكيف حول الصفر؟ كم يعني هذا؟ هذا الشيئ شبيه بالعدم، لكنه قال يحدث بنسبة واحد على عشرة أُس مائة وعشرين حول الصفر بالسلب والإيجاب، فلو زدنا بالسلب – Minus – بمقدار هذه النسبة سوف يُصبِح الكون مُعرّضاً للانهيار Collapse، سوف ينهار لأن الجاذبية سوف تشفطه وينهار، ولو زدنا بالإيجاب – Plus – بالمُوجَب بمقدار هذه النسبة – واحد على عشرة أُس مائة وعشرين وهذا شيئ مُخيف – سوف يتمدَّد الكون بحيث يتشتّت ولن يكون هناك كون، لا إله إلا الله، أكثرهم تواضعاً ومنهم ستيفن هوكينج Stephen Hawking وبنروز Penrose قالوا النسبة واحد على عشرة ومرفوعة للأُس ستين، وهذا نفس الشيئ أيضاً وهو شيئ مُحيِّر، ومن ثم سنقول له مَن الذي فعل هذا؟ ما هذا التوازن؟ما هذه القوانين؟ أي قوانين هذه التي تتحدَّث أنت عنها؟ ما هذا؟ ما الذي يحدث؟
انظروا الآن إلى العالم الفيزيائي والرياضياتي العالمي والفيلسوف – فعلاً أصبح كالفيلسوف – بول ديفيز Paul Davis، فبول ديفيز Paul Davis له كتب كثيرة في هذا الصدد، وعنده كتاب كأنه أحب أن يُعارِض به كتاب هوكينج Hawking A brief History of Time”” إسمه The Mind of God”” أي عقل الإله أو عقل الله، وقد قرأته وهو كتاب بديع جداً جداً جداً، طرح فيه هذه الأشياء وذكر فيه نسبة عشرة أُس ستين طبعاً وليس مائة وعشرين مثل بولكينغهورن Polkinghorne، وفي آخر عبارة في كتاب عقل الإله لبول ديفيز Paul Davis – آخر فقرة بعد مئات الصفحات في سطر صغير اختتم حديثه بجُملة وضعها وحدها – قال لا شك – لا ريب – أنه قُصِدَ لنا أن نكون هنا، فهناك مَن خلقنا وخلقنا واعين مُدرِكين بهذه القدرات المُعقَّدة جداً جداً جداً لكي ندرس ونفهم ونرصد الكون ونُؤمِن بالله، فهو الذي أراد منا هذا، ولك أن تتخيَّل هذا، فبول ديفيز Paul Davis عالم من كبار علماء الفيزياء في العالم ويقول هذا الكلام.
العالم جورج سموت George Smoot – أخذ جائزة نوبل Nobel في الفيزياء ألفين وستة – في ألف وتسعمائة واثنين وتسعين – لا أدري في أي شهر بالتحديد – في الجمعية الأمريكية للفيزيائيين جلس مع مجموعة من الفيزيائيين من العالم وهم يُتابِعون الصور التي أرسلها كوب COBE – كوب COBE هو المسبار الفضائي الذي أرسلته ناسا NASA لرصد الخلفية الكونية المايكروية للبيج بانج Big bang، وهو موجود ومعروف في علم الفلك، علماً بأن بعض هذه الأشعة تعود إلى ثلاثة عشر بليون في الخارج، وطبعاً هذا ليس بالزمن بلانك Planck time ولا قريب منه ولكن ثلاثة عشرة بليون سنة – فقام الرجل وهو يُشاهِد وكأنه جُذِب وكأنه صوفي – انتبهوا هذا أخذ نوبل Nobel في الفيزياء لكن هوكينج Hawking لم يأخذها – وقال: كأنني أنظر إلى وجه الله!
هذا العلم إذن، ولذلك لا يفرح الملاحدة العرب وغير العرب ولا يتحدَّثوا عن أحزان بني إبراهيم وأحزان ذُرية إبراهيم وما إلى ذلك، سوف نأتي لكم بألف عالم من الذين حصوا على نوبل Nobel وهم يُؤمِنون بالله إلى حد الورع والتُقى، فما المُشكِلة إذن؟ ما هى القضية؟ قضية عقل يُفكِّر، فنحن لابد أن يكون لنا عقل يُفكِّر، ومن هنا يقول أحد الحكماء: لكل مَن شاء أن يُغمِض عينيه عن رؤية الشمس في رائعة النهار لكن هذا قطعاً لن يعني أن الشمس غير موجودة ولا يعني أيضاً أن حاسة البصر غير موجودة.
البصر موجود والشمس موجودة، إذا أحببت أن تُغمِض عينيك فلتُغمِض عينيك وكُن في ظلام، أنت حر في هذا، أنت وما تُريد.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
(الخطبة الثانية)
الحمد لله، الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون، ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذابٌ شديد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله تعالى عليه وعلى آله الطيبين وصحابته الميامين وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها الإخوة:
قبل أن نُنهي أُريد فقط أن أذكر جُملة واحدة: لوددت أن العلماء والمُتخصِّصين وأهل الفكر الحاذقين والجادين في عالمنا العربي والإسلامي يغتنمون مثل هذه المُناسَبات ليقفوا الجمهور من المُتخصِّصين والتخصّصات مُختلِفة في ميادين شتى وحتى من العامة على شرح مُبسَّط ولكن مُسهَب في سلسلة مجالس أو في سلسلة مُحاضَرات أو في سلسلة برامج تلفزيونية تُعرِّف الناس بالخلفيات العلمية والفلسفية لهذه الأفكار بشكل مُبسَّط ومُسهَب لكي يختار بعد ذلك المُثقَّف غير المُتخصِّص سواء في حقل الفلسفة أو في حقل الفيزياء أو الكونيات أو الرياضيات أو غير ذلك موقفه العقدي والديني عن بيّنة وعن بصيرة بلا استخفاف وبلا رقاعة وبلا تعصّب أيضاً وبلا جمود، وإنما يختار عن وعي، فيكون واعياً بما يحدث لكي يُشكِّل جزءاً من الشهادة على اللحظة، ونسأل الله أن تكون هذه الخُطبة شهادة على هذه اللحظة ربما التي ستكون حرجة في تاريخ العلوم وتاريخ العلاقة بين العلم والدين.
اللهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزِدنا علماً، أصلِحنا وأصلِح بنا واهدنا واهد بنا، اللهم إنا نسألك الهُدى والتُقى والعفاف والغنى، أغننا من فضلك، اللهم أغننا بالافتقار إليك ولا تُفقِرنا بالاستغناء عنك، رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ۩، عمِّر أوقاتنا بذكرك وحياتنا بخدمتك برحمتك يا أرحم الراحمين، قدِّس ضمائرنا ونزِّه سرائرنا ولا تجعل للشيطان علينا سبيلاً.
اللهم إنا نسألك أن تغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا وما أسررنا وما أعلننا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا ولوالدينا والمُسلِمين والمُسلِمات، المُؤمِنين والمُؤمِنات، الأحياء منهم والأموات، بفضلك ورحمتك إنك سميعٌ قريبٌ مُجيب الدعوات.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۩، وأقِم الصلاة.
أضف تعليق