﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٤٦﴾ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ ﴿٤٧﴾ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ ﴿٤٨﴾ لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴿٤٩﴾ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴿٥٠﴾ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ ﴿٥١﴾ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿٥٢﴾ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٥٣﴾ أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ ﴿٥٤﴾
صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين
اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط أمين اللهم آمين
الحمد لله ربّ العالمين حمدا كثيرا يوافي نعمه ويكافئ مزيده , وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا نظير له ولا مثال له وأشهد إن سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد ا عبد الله ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين و صحابته الميامين المباركين وإتباع بإحسان إلى يوم الدين .
اللهم ارحمنا بر حمتك الواسعة التي وسعت كل شئ واغفر لنا واعتق رقابنا في هذه الأيام والليالي المباركات ورقاب أمهاتنا وإبائنا وأخواتنا وصديقنا ومشايخنا والمسلمين والمسلمات أجمعين من نار جهنم بفضلك و منك وكرمك انك عفو منان كريم
أحبة في الله وأخواتي الكريمات مع الحلقة الحادي والعشرين من برنامج رحمة للعالمين وبها انوي أن اختم الحديث عن رحمات الله سبحانه وتعالى لنستأنف الحديث عن رحمة مولانا رسول الله تعالى عليه صلى الله عليه وعلى اله الطيبين وأصحابه الميامين ومن والاه لذلك نتطرق في هذه الحلقة إلى مسالة مصير الذين لم تبلغهم دعوة الحق يوم القيامة
إلى أين يصار بهم وما يفعل بهم؟
إخواني وأخواتي ان مسألة أولئك الذين لم تبلغهم دعوة الحق ومصيرهم يوم القيامة مبحوثة في علم العقائد ويمكن ان يتحصل المرء على مذهبين رئيسين فيها
1/ مذهب الذين قالوا بمعذورية هؤلاء غير أنهم ممتحنون في العرصات
2/ مذهب يرى اصحابه ان هؤلاء ليسوا معذورين وان مصيرهم جهنم
الايات المفتاحية في هذه المسالة كقوله “وما كنا معذبينا حتى نبعث رسولا ” سورة الاسراء ” رسلا مبشرين ومنذرين” لكي لا يكون للناس حجة على الله بعد الرسل .وللناس حجة على الله قبل الرسل وهو ان لم يأتهم نذير . “ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبل لقالوا ربنا لو لا أرسلت إلينا رسولا فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونخزى ” {طه} “ذلك ان لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون { الانعام} أي لم يأتهم بشير ولا نذير .
الذين قالوا بمعذورية من لم تبلغهم الدعوة من اهل الفترة (الذين يعيشون بين رسولين /لم يبعث اليهم الاول ولم يدركوا الثاني) أخذوا بظواهر هذه الآيات لكن جماهير اهل السنة والجماعة وفق ما حكاه شيخ السنة والجماعة ابو الحسن الأشعري رضوان الله تعالى عليه ان اولئك يمتحنون في عرصات يوم القيامة والامتحان علامة معذوريتهم فلا يلقى بهم مباشرة في نار جهنم بل يأمره ربهم بالدخول إلى النار فمن يستحب كانت عليه بردا وسلام وكان الفوز حليفèه ومن بقي يجادل دون استجابة لأمر الله كان نصيبه الفشل وماله جهنم.بعض العلماء قبل هذه الأحاديث وقواها مثل الحافظ أبو بكر البيهقي الذي اخذ بهذه الأحاديث ونصرها وقواها خاصة في كتاب الاعتقاد والحافظ بن قيم الجوزية و الحافظ ابي حجر العسقلاني في فتح الباري حين بحث مسالة الولدان وذكر فيها الأقاويل التسعة وكان هذا القول السابع (الامتحان في العرصات .وبعض العلماء رد هذه الأحاديث مثل ابي عبدا لله الحليمي وهو شيخ ابي بكر البيهقي وقال ان هذه الأحاديث خلاف أصول المسلمين الثابتة بالقواطع لان الآخرة ليست دار تكليف ثم إنه لا محنة مع الضرورة أي لا اختبار للذين أدركوا ضرورة أن الله حق والجنة حق والنار حق فكيف يتم امتحانهم بعد أن أصبح الغيب عيانا ومشهودا ومكشوفا ؟ (اسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا) أي ما اسمعهم وما أبصرهم يوم القيامة .فالتصديق أضحى ضرورة ولا محنة مع الضرورة . العلامة الحافظ الكبير حافظ المغرب والفقيه الواسع أبو عمر بن عبد البرّ صاحب الاستذكار والتمهيد في شرح الموطأ رد مثل هذه الأحاديث ونعتها بكونها أحاديث الشيوخ وليست أحاديث الأئمة الفقهاء ثم عالجها معقبا عليها من جهة المعنى والمتن وقال “ان القول بان هؤلاء الذين يمتحنون منهم من يسمع ويطيع فيدخل الجنة والذي يجادل ويمتنع يهلك ويدخل جهنم قول غير مقبول لأنه لا تخليد في نار جهنم الا بالكفر بالله لكن هؤلاء لم يكفروا بل كانوا يجادلون ولم ينصاعوا إلى الأمر الإلهي أنهم عصوا ربهم ولم يكفروا به كاي معصية ياتيها كثير من المسلمين في الدنيا نسأل الله الستر والهداية وأن يتوب علينا توبة عامة جتى يرضى عنا ونلقاه راضيا مرضيا اللهم أمين . إبليس لما عصى الله حكم بكفره قال تعالى “إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه” “……وكان من الكافرين ” سجل الله عليه بالكفر لانه عصى اباء واستكبارا وكان من العالين ولم يعص معصية مجردة اما الذي لم تبلغه الدعوة لم يستكبر بل اشفق على نفسه من نار جهنم فبات يجادل حتى لا يدخلها وابن عبد البر يقول حتى في مثل هذه الحالة هو ليس كافرا فلم يخلد في نار جهنم ؟ ويقول ” فإن قيل قد كفر في الدنيا قلنا قد كفر صاحبها الذي دخلها وحكمتم له بأن يدخل الجنة فكلاهما كان كافرا في الدنيا وأتيا يوم القيامة كافرين فلم دخل الجنة احدهما الذي اتى بطاعة لا تخرجه من الكفر في حين يدخل الأخر جهنم وقد أتى بمعصية لا تجعله يخلد في نار جهنم ؟
الواقع انه في يومنا هذا يوجد الكثيرين من الناس الذين لم تبلغهم دعوة الإسلام وهناك من وصلتهم محرفة على غير وجهها قيل فيهم أنّ مالهم نار جهنم والنووي ذهب هذا المذهب بناء على أحاديث صحيحة تقضي بان هناك جماعة من أهل الفترة مخلدين في نار جهنم .وأجاب النووي عن قول الله سبحانه وتعالى “وما كنا معذبين حتى نبعث رسول ” قال إنما العذاب المقصود هو عذاب الدنيا وليس بعذاب الآخرة لذلك قال”ولو كنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا ” فهذا عذاب الدنيا وليس بعذاب الآخرة ولا ينافي ثبوت عذاب الآخرة وقال النووي ان محل العذر في هؤلاء المذكورين ان كانوا معذورين ا نما يدور على المسائل غير الواضحة وليست في المسائل الواضحة كتوحيد الله لا اله إلا هو.وقال الإمام النووي أيضا “هؤلاء اعل الفترة قد جاءتهم او بلغتهم بقية نذارة من المنذرين السابقين لدهم بقايا من الإبراهيمية فلا شك أن فيهم الموحد وهم المعروفون بحنفاء الجاهلية ” إلى أخر ما استدل به .والإمام الشوكاني معلقا على تفسير الآية ” وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” قال “هذا قول الجمهور واستظهر غيره معتبرا العذاب يشمل الدنيا والآخرة
الفريق الثاني لم يسلم بان العذاب المذكور في الآية يختص بالآخرة بل الآية تعم العذاب في الدنيا والآخرة
وهناك جملة من الآيات تؤكد انه لا يدخل النار كافر إلا بعد أن يقر والحجة قامت عليه كقوله تبارك وتعالى ” وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها الم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى …” فالكافرون قد اعترفوا بكفرهم وهذه الآية تشمل كل الكافرين باعتبار وجود اسم الموصول” الذين ” والأسماء الموصولة(الذي اللذان أللوات الذين…”من ألفاظ العموم لأنها تعم ما تشتمل عليه صلاتها . وفي سورة الملك يقول تعالى “كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا …” الواضح من هذه الآيات انه لن يدخل النار كافر إلا بعد إقراره بان الحجة لزمته وقامت عليه .احتج الذين قالوا بلا بمعذورية هؤلاء .قالوا بوجود إزاء هذه الآيات آيات تؤكد دخول أي كافر إلى جهنم سواء بلغته الرسالة أم لم تبلغه مثل قوله تعالى”ما كان للنبي والذين امنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ” ومثل قوله تعالى في سورة النساء ” و للذين يموتون وهم كفار أولئك اعتدنا لهم عذابا أليما “وقوله تبارك وتعالى ” إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين” (البقرة) وفي سورة ال عمران “ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الأرض ذهبا ولو افتدى به” كل هذه الآيات ونظائرها ظاعرة في انها في الكفار عموما سواء انذروا او لم ينذروا .ما الحلّ ؟ قالوا هذه الآيات ان أخذتم بظاهرها وقلتم لن يدخل النار إلا من قامت عليه الحجة لدينا أحاديث تؤكد أن كل كافر يدخل النار قامت الحجة أو لم تقم رد عليهم الفريق الأخر إن هذه الأحاديث صحيحة لكنها تبقى إخبار أحاد لا تقوى على معارضة القطعي كقوله “وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” فرد عليهم الفريق الاخر ومن بينهم النووي الا تعارض بين العام والخاص فالآيات القرانية مستمسككم عامة أما الأحاديث التي تقضي بمالهم إلى جهنم جاءت هنا للخصوص فلا تعارض بين العام والخاص فاجتاب الفريق الأخر قال نعم لا تعارض بين العام والخاص في حالة واحدة إذا لم ينقض الخاص علة العام والعلة هنا”لألا يكون للناس على الله حجة”حتى لا يظلم الله مثقال ذرة .فالعلة العامة هي عدل الله .
كيف نجمع بين القولين؟ بال قول بمعذورية أهل الفترة وهم معذورون لكن يمتحنون في عرصات يوم القيامة ففيهم من ينجو ومنهم من يهلك
ورأيي الشخصي في هذه المسألة : من هو الكافر وهل يجوز ان نطلق على من لم تبلغه الدعوة أصلا كافرا من الناس من يقر بكفرهم لان القسمة في الإسلام ثنائية مؤمن وكافر ولا وجود لقسمة ثلاثية. هذه القسمة ليست صوابا لأنه يوجد من الناس من خلو من كل طرح إيماني لا يملك مقومات الإيمان ولا حتى ما يكفر به غير معتن بالمسألة تماما كالشعوب الصفراء لا تبحث في مسالة الإيمان مطلقا يعيشون ويموتون دون ان يسال نفسه عن أصل وجوده فهو خلو من المعرفة .وتعريف الكفر في علم الكلام وعلم العقيدة مسالة معقدة جدا .والذي ذكره الفيلسوف القاضي بن رشد في “الفارق”عن ابي حسن الأشعري ان الكفر خصلة واحدة أما أبو بكر الباقلاني اعتبر الكفر ثلاث خصال .لو استقرانا كتاب الله تعالى لوجدنا عشرات الآيات تؤكد أن الكفر يكون بالبينات والتكذيب والجحود والاستكبار والإعراض والتولي عن الإيمان . تحمل الآيات التي تتحدث عن الكفر بإطلاق على الكفر المقيد بأسبابه بمعنى أن القران الكريم يعرض لنا مقاربة دقيقة جدا في تعريف الكفر فهي لا تعرفه سلبيا بمعنى أن يكون الكافر هو غير المسلم بل الكفر يتحدد ايجابيا وهو الذي كفر بالبينات والآيات والأدلة والرسل اي بعد ان قامت الحجة ولاحت المحجة وظهرت الأدلة كفر وتولى وجحد واستكبر هذا هو الكفر وهو جحد النعمة ” الم تر الى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دار البوار ”
والكفر بفتح الكاف هو الستر مطلقا لذلك يسمى المزارع كافرا “كمثل غيث أعجب الكفار نباته والكفار هنا هم الزراع ويسمون كذلك لأنهم يسترون البذور تحت الأرض كذلك الليل يسمى كافرا لأنه يستر كل شئ
قال الشاعر ” حتى ألقت ذكاء يمينها في كافره : والذكاء هي الشمس/ أي حتى اختفت الشمس.
فالكَفر هو الستر .لذلك يكون الكافر الشرعي قد ستر الأدلة كأنه لم يسمع ولم ير ولم يعقل
قال تبارك وتعالى “إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ” هذه الآية يصح أن تكون ضمن الآيات التي تقيم العذر لمن لم تبلغهم الدعوة ولم تقم عليهم بذلك الحجة فإذا كان الإنسان لم يسمع ولم يبصر الآيات ولم يعقلها فانه حتما لن يسأل لان الآيات لم تصله او وصلته محرفة أو الذي بلغه كان قاصرا عن إقامة الحجة ضعيفا وحاشى لله ان يعذب عبدا لم تقم عليه الحجة .
الكفر لا يحدد سلبيا بل يحدد ايجابيا فلا يسمى كافرا الا من قامت عليه الحجة بالبلاغ المبين .فما حكم الذين قد لا يعدون كفارا لكنهم ليسوا مسلمين عاشوا في الدنيا فافسدوا فيها سرقوا الأموال وهتكوا الأعراض …هل من المعقول ان يدخل هؤلاء الجنة وتضيع حقوق الناس ؟ لذا كان من المنطق أن يصير امتحان لهم ليقضي الله في شأنهم
انتهى
بالنسبة إلى موضوع : استوي العرش :يقول تعالى في سورة الإسراء “قل لو كان معه الهة كما يقولون إذن لابتغوا إلى ذي عرش سبيلا سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا “”هذه الآية شاهدة للذي استروحنا إليه أن الاستواء إنما هو استواء للتدبير .والعرش كأنه سقف الموجودات ولله المثل الأعلى .فلو شبهنا الوجود بكرة وقلنا ان سقف الموجودات هو العرش هذا العرش كانه شبكة الكترونية لا يحدث أي شئ في الأسفل إلا عن طريقها والذي يتحكم في هذه الشبكة العرش هو الذي يدير الكون كله .هذا التشبيه قربته إلينا تقريبا أية الإسراء ” قل لو كانت معهم الهة كما يقولون إذن لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ” وهذا الابتغاء المذكور اما ان يكون ابتغاء سبيل للمغالبة مثل الملوك الذين يتنازعون الملك كذلك الالهة لو كانت متعددة لتصارعت وتنافست على الألوهية والملك
وقد يكون الابتغاء مقصود به اتخاذ سبيلا إلى صاحب الطاعة والولاء لانه هو المتحكم فيها وفي كل المخلوقات وهي لا حول لها ولا قوة
بالنسبة إلى موضوع الجن : مذهب الإمام أبي عبدا لله الشافعي يعارض الآية بظاهرها “انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه ” وفي الآية إشارة إلى قيام إمكان رؤية الانس للجن ولست نصا قاطعا لنفي إمكان رؤية الانس للجن لان الآية لم تقل انه يراكم هو وقبيله وانتم لا ترونهم لكنه قال من حيث لا ترونهم فالمسالة المطروحة هنا هي قضية الإبعاد فالجن يعيش في بعد رباعي لا يمكن لأعظم كاميرا تصوير ان تلتقط صورة له فنحن الإنس نعيش في إبعاد ثلاثية الكلمات المكتوبة على الورقة تعيش في ابعاد ثنائية والنقطة الاقليدسية لها بعد واحدي .فالملائكة والجن إذا كانت تعيش في البعد الرابع فهي قادرة على رؤيتنا ونحن لا نستطيع رؤيتهم . وجماهير أهل السنة والجماعة مذهبهم أن الإنس يرى الجني وفي أحاديث صحيحة في هذا الشأن ووقائع للعلماء والصلحاء وحتى الفسقة وابن تيمية تحدث في مجموع الفتاوى عن رجل كان في قلعة الشوبر كان يطير أمام الناس في الهواء ويصير على رأس الجبل تحمله الشياطين على مراى من الناس وأخر كان يذهب إلى الصالحية إلى قرى دمشق يطير في الهواء ويدخل على الناس من نوافذ بيوتهم وابن تيمية يعرف هذا الرجل وتحدث عنه وهذا موجود في كل مكان وكل زمان وللسحرة الكبارة معاملات مع الشياطين لكن ينبغي ألا نشغل أنفسنا بهذه القضايا فهي لا تقدم ولا تؤخر.ومذهب السنة والجماعة انه محال علينا أن نراهم في خلقتهم الحقيقية وفي عالمهم من زوايا يرونا من خلالها هذا مستحيل لكن إذا تشكلوا بأشكال بشكل انسي أو حيواني جاز أن نراهم .لذلك قال الشافعي من ادعى رؤية الجن اسقط شهادته ” قال العلماء يقصد من ادعى رؤية الجن على الشكل الذي خلقه الله عليه والذين رأوا الجن رأوهم متشكلين
سؤال : هل يثقل رضا الله الميزان ويرجح الكفة ؟
رضا الله له علاقة بنوايا العبد وظروفه فالله حين يرضى عن عبده لما يعلمه منه ولما قام به من دواعي الرضا عنه وكل هذا رهبن النية أولا وهناك مصطلح الحسن الفعلي والحسن الفاعلي والله سبحانه وتعالى لا يعنيه كثيرا الحسن الفعلي بل ينظر الى الحسن الفاعلي فأنت قد تعمل عملا حسنا في نظر الناس لكن قد تكون نيتك ان تحصل على أصوات الناخبين ا وان تتشتهر بين عامة الناس ا وان يقال هذا رجل صالح لأنه بنى مسجدا فهذا عين الرياء فعملك الحسن أردت به عرض الدنيا ولم تبتغ به وجه الله فهو حسن فعلي وليس حسنا فاعليا فهو سبحانه ينظر إلى نيتك حين تأتي فعلا حسنا.فالذي يثقل الموازين ما يعلمه الله من نوايا عبده ومن ظروفه ونية العبد ابلغ من عمله
سؤال : ما معنى قوله تعالى :فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز ؟
الجواب : هذه الآية حجة للمؤمن وليس حجة عليه لان زحزح مكرر زحّ هو الأخذ بعجلة وسرعة وزحزح يعنى نقل بسرعة والمراد لاومه ولازمه هو الإبعاد .فزحزح عن النار أي ابعد عنها كل البعد .
والسلام عليكم ورحمة الله وتبارك
أضف تعليق