إن ما يجعل خطاب الدكتور الشيّخ عدنان إبراهيم يلقى رواجا في أوساط الشباب العربي المسلم اليوم ليس مجرد مصادفة عابرة. بل ولا يعود السبب في ذلك بأي حال من الأحوال لهيئة الشيخ الدكتور “العصرية” ببدلته وربطة العُنق. إن خطاب عدنان إبراهيم ببساطة يلامس العقل فيدفعه للتساؤل والشك والحيرة. الأمر الذي يغيب للأسف عن أغلب الخطابات الدينية في الساحة الإسلامية اليوم. و من موقعي كشاب عربي مسلم وجدت في خطاب الدكتور ما لم أجده في أي خطاب ديني معاصر آخر. هو مزج بين النص والاجتهاد ترجح فيه كفة النص طبعا لا بسلطته على العقل بل بما هُوَ مُحركٌ للعقل البشري نفسه، فلا يرتقي العقل لمرتبة الإستخلاف الحقيقية إلا بذاك النص المقدّس. بذلك لا يُلغي خطاب الشيخ عدنان إبراهيم الإنســـان بما هوَ عقل ولا يُهمل النص أيضا أي النقل. ثُم إن خطاب الشيخ مراوحة بين ما هُوَ مقدّس كالقرآن الكريم والأحاديث الصحيحة من جهة و بين الفنون و الآداب و العلوم كالرياضيات والكيمياء من جهة ثانية . فلا تَستغرب أن يُحدثك الشيخ الدكتور عن أقوال شكسبير مثلا في مسرحياته، أو عن بيتهوفن أو أن يفصّل لك كما هو واقع الحال في مجموعة من الحلقات على اليوتوب تناهز ثلاثين حلقة مُسجلة ، و يشرحَ نظرية التطوّر لدى داروين. و نجد للدكتور أيضا حلقات مسجلة عن مباحث الفلسفة وعن علوم اللغة والنحو وكلاما عن الموسيقى و شتى العلوم الأخرى إضافة بالتأكيد لتلاوات للقرآن الكريم ومحاضرات عديدة التي من أبرزها محاضراته التي يمكن للقارئ متابعتها على اليوتيوب وهي سلسلة مسجلة (فيديو) تحت عنوان “مطرقة البرهان وزجاج الإلحاد”. إن خطاب عدنان إبراهيم الديني خطاب لا يَغفل عن مشاغل المسلم اليومية، خطاب يُعنى “بالآن وهُنا” و ليس مُغرقا في أوهام أشباه الشيوخ الذين صموا آذاننا بعبارات من قبيل “النصر قادم” “سننتصر”. عدنان إبراهيم -الشيخ والدكتور الغزّاوي- مُسلم يعيش عصره وزمانه. ليس بمغترب عن واقعه ولم يزده تدينه وتظلعه في العلوم وسعة معرفته إلا وعيا براهنية بعض القضايا التي تؤرق الفرد المسلم في هذا القرن. فوجه إهتمامه أساسا للتطرق إليها . وقد حدثني صديق لي أنه شاهد محاضرة للشيخ أكثر من مرة لاستعصاء فهم معانيها من المشاهدة الأولى ، و يرجع ذلك لكثرة المصطلحات العلمية والمدارس الفلسفية التي يذكرها الدكتور عدنان إبراهيم. وهذا يدل حتما على كون الشيخ عدنان إبراهيم عالما موسوعيا بامتياز. الأمر الذي أكّده الداعية طارق سويدان بذكره أن عدنان إبراهيم عالم فذّ ليس كغيره من علماء عصره.
[pullquote]عدنان إبراهيم -الشيخ والدكتور الغزّاوي- مُسلم يعيش عصره وزمانه. ليس بمغترب عن واقعه ولم يزده تدينه وتظلعه في العلوم وسعة معرفته إلا وعيا براهنية بعض القضايا التي تؤرق الفرد المسلم في هذا القرن.[/pullquote]و أؤكد مرّة أخرى من موقعي كشاب عربي مسلم على أهمية اعتبار الخطاب الديني لعدنان إبراهيم خطابا مختلفا يستحق أن نقف عنده. وأرى أن من الهام جدا على الشباب المسلم عموما والعربي خصوصا أن يتعرّف على هذا العالم الموسوعي. فعَدنان إبراهيم يُخاطب المسلمين بلغة تنبذ العُنف والكراهية، و تدعو للحب وقبول الآخر كيفما كانت ميوله الفكرية أو الجنسية و تنبذُ التطرف بأنواعه وتلوناته العديدة.إذ يدعو عدنان ابراهيم إلى إعمال العقل والتفكير و بسط هذا الفعل كركيزة للتديّن الصحيح، وكأن به يرمي بذلك إلى تصوير كل من لا يُفكر و يشك و يتفلسف على أنه متدين سطحي بل و مُقلدٌ. لقد علّمني الدكتور عدنان إبراهيم منهجيات عديدة للتفكير و كنتُ ولازلت أسارع لتدوين ملاحظات عند الإستماع لمحاضراته، فكلما ذكر كتابا إلا وسارعت بالبحث عنه وعن مؤلفه على الإنترنات وكلما ذكر مفكرا عظيما أو مدرسة فلسفية أو حادثة تاريخية إلا وسجلت ذلك طامعا في توسيع مجال معرفتي بما يأتي الشيخ على ذكره. ختاما أدعو الجميع على اختلاف مشاربهم الفكرية وتوجهاتهم إلى التعرف على هذا الرجل الفذ، الذي درس الطِب بيوغسلافيا سابقا مسافرا من غزة العزيزة، ثم درس العلوم الشرعية وكانت آخر الجامعات التي درس فيها بفيينا في النمسا. لكل من سئم الخطاب الديني المتحجر والجامد الداعي للكراهية والموت أقول: لكم في خطاب عدنان إبراهيم حياة.
بسبب الدكتور عدنان ابراهيم اصبحت لا احقد لا على ديانة ولا طائفة، اتخدته قدوة لما في خطابه من صدق و براهين قوية لا غبار عليها، جزاك الله خيرا يا شيخنا.
اتفق معك اخي وانا ايضا بسب الدكتور لمن أعود احقد على طائفة او دين وبسبة
شكرا يا ابن الخضراء كل ما ذكرته هو بالضبط ما شدنا للدكتور عدنان.
قلت فأوجزت و وصفت فأ بلغت و نصحت فأصبت.
دكتور عدنان انت موسوعة علمية بحق