سيرة ذاتية غير موضوعية
سيرة د.عبد الوهاب المسيرى .. التي عنونها بـ سيرة ذاتية غير موضوعية.. وهي سيرة ذاتية لأنه لم ينفي نفسه تماما .. و هي سيرة مفكر أكثر من سيرة شخص .. ابتعد فيها عن الأحداث الفسيفسائية الجزئية .
أحب عرض الواحد من خلال أفكاره و منهجة و رسالته .
و داس بنزين
كنت خجول جدا حتي مرحلة البوسنا .. رغم أنني كنت أقرأ .. ولكن أحد الأخوة وهو رجل له فضل علي بعد الله عز و جل .. سألني حين مناقشة عن رأي .. كنت خائف (من التحدث) .. رغم أنني كنت أملك أدلتي .. ثم تحدثت .. و كان هذا العالم محمد حماد يدعوني دائما للتحدث و يقول لي أنك سوف تدوس بنزين .
أزمة ثقة في الذات ؟
كنت بأحكي لأحمد طاهر و الأخوة ..إن والدتي كانت تشكو من مرض و عرضتها علي كثير من الأطباء هنا و لم يجدوا لها حلا .. ثم وصفوا لي برفوسور مصري ذهبت إليه في مصر فأعطاها حقنة واحدة و قال لها أن الإلم سوف لا يعاودك 4 سنوات .
الحضارات تتلاقي ؟
أنا مع الرأي .. أن الحضارات أقرب لأن تكون كائنات عضوية .. تتلاقح و تتخصب و تتعاطي مع بعضها البعض .. و تتعارف (لتعارفوا .. الآية القرآنية) .
وهذا رأي أبن خلدون أن الحضارة لها ميلاد و مرحلة شباب و كهوله ثم الإنقضاء .
حل مشكلة العنصرية و التميز و الكراهية
العلاج الأنجع .. المعرفة .. لو حدثت المعرفة لأنتفي كل هذا .. و لكن هناك إشكالية . كيف يتعرف الإنسان علي الآخر و هو يجهل نفسه .
تفسير الحضارة ؟
يفسر أفول الحضارة بنفس الطريقة التي تولد بها .
و في إعتقادى أن نقطة البداية و الإنبثاق بتحقيق التوازن الذى هو : ضبط الجزء الحيواني فينا .
ضبط الجزء الحيواني : رهن بالجزء الغير مادي فينا .. و هو دليل علي أننا لسنا جزءا من الطبيعة .. ما يميزنا كبشر الجزء الغير مادي فينا .
أهداف جمعية لقاء الحضارات
كان هدفنا الرئيس هو الدعوة أن نعرف مالدي الآخرين و أن نعرفهم بما لدينا .
كان هدفنا أن تكون الجمعية مظلة ننطلق من خلالها لعمل مؤسسي كبير .. مركز إسلامي بلا شك .. إشعاعي .. ثقافي .. تربوي .. الآن بعد أحداث سبتمبر أصبحت العملية صعبة .. لو أحد تبرع بعشر آلاف دولار تخضع للمسائلة .
مسجد الشورى لوحستيا أفضل من مراكز الإشعاع الحضاري عبر التاريخ.
العائق الحقيقى هو الدعم المادي الذي يمثل حجر العثرة .. أهل الخير كثار و لكن بعد 11 سبتمبر سددت كل الأبواب .. لابد من الإمكانيات لكي تعمل محاضرة علي مستوي حقيقي تحتاج إلي دعم مادي غير متاح لدينا الآن .
عشوائية التربية : الخطة والمنهج والمدرس ؟
المنهج موجود .. لدينا منهج محدد استعنا بالأخوة في لبنان و فرنسا و خبير التربية اللبناني عبد الرحمن حجازي .. و لدينا 5 مستويات .
هذه أفكار الشباب و أنا لم أسهم في شئ .. هم فكروا و خططوا و نفذوا.
لدينا نظام محدد القرآن و اللغة العربية و التربية الإسلامية مثل المدرسة تماما .
كل شئ عندنا مرتب لا يدرس كل واحد ما يشاء .. و النتيجة لمستها كما لمسها سائر الأباء و الأمهات بحمد الله .
تخيل لو لدينا مركز كبير بفصوله و إمكانيات تخريج مدرسين .. الناس(المدرسين) يعطونا المتاح من أوقاتهم .. و ليس فضول أوقاتهم .
من الناحية الكمية لدينا 280 طفل و هذا عدد هائل غير طبيعي .
الكم يؤثر علي الكيف ؟
و الله لا أعرف كم مدرس .. و لكن علي مجموعتين .. الآن أغلق باب قبول .. لو فتحنا كان ممكن العدد يكون 500 .
دروس للمراهقين ؟
عندي استعداد أعمل أشياء كثيرة مادامت تقدم شئ .. أو تفيد بشئ .. و لكن .. عندي شئ سلبي وهو معنديش مبادرة شخصية .. لأن القراءة وخداني عن كل شئ بشكل غير طبيعي .. (ثم عرض أمثلة و طلب عدم نشرها) .
العامل الأساسي القراءة .. لا يهمني الألقاب العلمية و لا المال .. مرضي الحقيقى الموسوعية .
أنا كسول في الشئ هذا (المبادرة الشخصية) لأن بدي وقتي .. و لكن إذا الآخرون حركوني و حبوا .. أستجيب لأني أشعر بالأثم أن لم أستجب للدعوة طبعا .
أنا عملت حوالي 7 محاضرات علمية أو اكثر عن التربية وكانت نتيجة جهد كبير .. و لكن فكرة عمل محاضرات للمراهقين أنفسهم أجود و أفيد .. و قد يكون نتيجتها أفضل .
الخطابة و التدريس ؟
من زمان من 96 .. و أنا نفسي أترك الخطابة و التدريس & أتفرغ للقراءة و البحث و التأليف .. و أنسحب فترة طويلة .. و لكني أتأثم لأن مفيش من يسد الثغرة أو الفجوة بشكل مرض .. للأسف في ناس يمكن أن يتكلموا و لكن مش علي المستوي المطلوب.
خطبة الجمعة !؟
خطبة الجمعة ليست لإسقاط فريضة .. بل هي فرصة لأداء رسالة حقيقية و نشر منهج طيب .
-
مناقشة أوضاع الأمة .
-
أفكار تطبق و تغيير .
-
فقه التعاطي مع الآخر .
-
فقه الواقع .. .. التعامل مع البنوك & .. ..
ولكن ؟
.. .. الغير حريص يبحث عن المكان المناسب .
دروس خارج المسجد ؟
المبادرة لا يمكن أن تأتي مني .. طبعا الأفضل أن أحاضر خارج المسجد للتنوع لأن خارج المسجد يأتيك المسلم و غير المسلم و الإسلامي و العلماني و المسيحي و الكل يستفيد .
فين تلاميذك ؟
تلميذ بالمعني التقليدي مش موجود .. أنا أخطب مرة أسبوعيا و كثير من الخطب تتناول موضوعات متباينة .. و مرة درس في الأسبوع بشكل منهجي و هذا لا يمكن أن يصنع تلميذ نجيب .. لو كنت أستاذ في الجامعة سوف يضطر تلاميذك أن يحضروا إليك حوالي 5 مرات في الأسبوع كل مرة 45 دقيقة .. و هذه هي التلمذة الحقيقية التي تحقق التراكم المعرفي .
منهج لا معلومات !
أنا غير حريص أن أعطي الناس معلومات .. تلقين .. لأن هذا أضر بنا كثيرا .. أضر بالجانب الجميل في الفكر ..الجانب النقدي : التفكير .. التحليل .. التفكيك .. التركيب .
أنا همي إعطاء منهج .. منهج معين في التفكير .. منهج معين في النظر .. هذا إذا التقطه مني إي شخص .. أنا بأعتبره كافي .. و يكفي أن يتتلمذ علي بالمعني هذا فقط .. ثم يكمل نفسه و يطور المنهج .. و يقرأ ما يريد في أي حقل في ظل ضوابط هذا المنهج العامة .. و هذا سيكون مفيد .. جدا .
أرسطو & بيكون
بيكون لا يقارن بـ أرسطو .. في العبقرية و الإحاطة و تضخم القدرات العقلية و المعرفة و الاستنتاج .. و لكن لمن تدين الحضارة ؟ .. بالطبع لفرنسيس بيكون .. مهم جدا صحة المنهج (القابل للتطبيق العملي) .
الوسطية
المنهج مهم جدا .. صحة المنهج .. الوسطية .. تجعلك و أنت أبن السبعين مثلك في العشرين .. قد تغير الأفكار أو بعض المعلومات و المعطيات .. تغير قدرتك علي التحليل و الالتقاط و الرصد .. لكن المنهج يبقي ثابت .
قدمنا شئ أكثر من ناحج في هذا الباب .. بفضل الله تبارك و تعالي .. بعض الناس مش شايفينه و لكني شيفه ورصده بعمق كبير بحمد الله .
رصد رسوخ المنهج
الناس تأئروا بهذا المنهج بالآلاف .. جمهور المسجد فقط 1200 .. إقبال الناس علي الدروس و المحاضرات .. قبول الناس لأفكار كثيرة .. (قد يرها آخرين منحلة و تغريبية و مستلبة و بعضهم يعتبرها ذنديقة) .. و مصادقتهم عليها و دفاعهم عنها دليل علي رسوخ المنهج عند الناس
لماذا يضرب زيد .. عمروا ؟
نحن نعلم أبنائنا ضرب زيد عمروا .. دائما ضرب .. كل عندنا ضرب .. لماذ لا نعلمهم : حاور زيد عمروا .. في مسجدنا مثلا تحد من يدافع عن الخوارج .. ثم عن الشيعة .. أو من يدافع عن ماركس .. و الناس تسمع و تبتسم .. لا أحد ضربه ولا واحد أخرجه .
رصد أحد الأخوة التونسة الأفاضل .. هذه الظاهرة و قال لي : أنا كنت سعيد .. وين هذا تلاقيه (تجده) ؟
الأشاعرة
موضوع شرحه يطول و لكن هو منهج كل الشافعية و المالكية .. و بعض الحنابلة .. و هو يدرس في الأزهر من مئات السنين من خلال كتاب شارح الجوهرة للإمام القاني المالكي (البلقيني) .. كذلك الزيتونة (تونس) & الشام كلهم .. كل علمائهم أشاعرة .
الأشعرية عقيدة أولياء الأمة الصالحين .
الأحناف
هم ماتريدية و الخلاف في بعض المسائل الفرعية .
ثم يستشهد بقول من كتاب فيأتي به و يفتحه علي القول المراد بسرعة مذهلة .
الشيعة
ليس لي علاقة بالشيعة كمؤسسة .. يدعوني في مناسبات كثيرة و لكني كسول .
الصوفية
لست صاحب طريقة و يعجبني الجانب المضئ منها الجانب الروحي .. المعنوي الأكثر أصالة .. لأنه ينقي الإنسان .. التزكية الباطنية .. { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } .
الطرق الصوفية
لا يوجد طريقة أنصح بها و ليس لدي ملاحظات علي الطرق .. و العلم الشرعي هو الأمير علينا و عليهم .
الفضائيات
مفيش أمكنية لحوار هادي .. تجد مفكرين كبار مثل الديكة هذا يصيح و هذا يصرخ .. وتحليل ذلك أننا أمة تخلت عن مسئوليتها و لم تشعر أن لها تبعيات عملية .
تخلت أم أريد لها أن تتخلي !
بغض النظر .. أنها تفعل ذلك بظرف النظر .. ما يقبل من الفرد لا يقبل من الأمة .. الفرد يمكن أن يقبل منه تعليلات كثير .. أما الأمة لا .
غير مقبول منها .. حتى عند الله .. الأمة أمامها فقط الإرادة مع الوعي .. تحقيق الوعي السليم مع الإرادة .
الفرد هو الوحدة البنائية للأمة ؟
سأوضح لك هي نظرية معقدة و عميقة شوية .. عندك أفراد علماء .. أذكياء .. شهادات .. هذا يمثل الوعي .. وهذا موجود .. و لكن الأمة بشكل عام في حالة غياب وعي .
فيه طاقات فردية ممتازة .. مؤهلة علي أحسن ما يكون .. و لكني أقول بين قوسين أنه ينقصه الوعي .. الوعي يخلق حس المسئولية .
و هم لديهم هذا الوعي ؟
في جوانب كثيرة جدا ممسوحون و أصحاب بعد واحد .. ولكن في القضايا الهامة و هي قليلة جدا و لكنها سر نجاحهم .. و تفوقهم علينا و علي رأسها : طبيعة الحكم .. آليات الحكم .. مؤسسات الدولة .
؟!
و لهذا يمكنك من كم مهمل و تعبان تعمل شئ ممتاز بإدارة و رقابة و قيادة ناجحة .
و العكس صحيح : كم مؤهل و ممتاز .. من غير دماغ .. من غير مركز .
عندنا أفراد أذكياء و لكن المجموع أبله .. و دليل ذلك أن يحكمهم أمي .. جاهل .. و لا راح و لا جيه 30 سنة و أكثر .
لو تعرضوا لما تعرضنا له عبر قرون .. لمسخوا .. و لكننا رغم ذلك لم نفقد هويتنا .. عبر قرون حاولوا أن يمحوا الإسلام بكل دهاء .. و لكنهم لم يفلحوا .. لأن إنسان هذه المنطقة ينتمي إلي حضارات ضاربة في عمق الزمان أكثر من 7 آلاف سنة و نور من السماء متمثل في رسائل السماء .. أننا أمة عريقة و لكنها في الثلاجة .. و عندما يفك التجمد حنبقي شئ عظيم جدا يأخذ يد البشرية المتعثرة لكل خير .
إذن يحتاجوا الوعي .. و الوعي سيخلق فيهم حس المسئولية .
ومفهوم الحرية
أنا لا أحب هذا التعبير يحتاج الحرية .. مفيش حاجة إسمها يجتاج .. يجب أن يخلق و يستنقذ حريتة المأسورة .
هو لا يعرف الحرية
هو لا يريدها .. و يهرب منها .
الهروب من الحرية
كتب عالم نفس و اجتماع ألماني كبير كتابا بعنوان الهروب من الحرية ذكر فيه تفاعل الإنسان مع جلاديه .. في البداية : غضب و رفض أن يهان و يذل .. ثم مرحلة خضوع .. المرحلة الثالثة إعجاب و قبول .. تنتهي إلي نوع من التأليه .
الأمة تهرب من الحرية و الدليل أنها لا تساند كل من يهتف بحياتها و بحريتها حين يفهمها أن الموضوع يخرج من النضال الكلامي و يحتاج إلى تضحيات .
ثورة الوعي الحقيقي قبل ثورة السلاح و الحضارة
انا لا أتحدث بلغة ثورية تترجم إلي أعمال عنفية .. لا .. أنا بتكلم بلغة توعوية .. ثورة الوعي الحقيقي .. و هذه هي المواقف الصحيحة .
الإحساس بالظلم
يقول ماركس أن الفقر لا يخلق الثورة و لكن وعي الفقر .. أن تعي أنها فقيرة .
كونت .. يقول قبل ماركس : الأمة التي لا تستشعر أهمية حريتها لا تستحقها .
سيناء العصر
هذه سنة من سنن الله وهذا ما حدث مع بني إسرائيل .. سيدنا موسي أراد أن يحررهم بمنهج جديد .. و لكن نفسيتهم .. نفسية العبد .. جعلتهم ينتكسوا في أول تجربة و أول امتحان .. و هذا تعبير توراتي .. لذلك كان لابد أن ينقضي هذا الجيل 40 سنة حتي ينشأ جيل جديد في مناخ الحرية .. الآن الأمة تحتاج سيناء العصر .. سيناء الفكر و الوجدان .
المثقف العربي
أنا أريد أن أطرح لك مقتسبا من المثقف العالمي العربي إدورد سعيد .. قال أنا مستاء من نفاق و حربائية و ضعف و لا إلتزام .. المثقف العربي الذي لا يوجد مثله في اي مكان في العالم كلة .
عار فكري
المثقف خان رسالته و يخون و يمارس الخيانة .. و مستعد يغير أفكاره .. أنا أسميهم الباعة المتجولين للأفكار .. مثل التاجر يبيع لمن يدفع .. السلعة السائدة و اللي مش كاسدة .. ليس لديه التزام أخلاقي .. عنده التزام ربحي .. إلا ما رحم الله .
خلاف
أنا أخالفك عندما تقول لي أن لدينا مصلحين كثير أنا نفسي أشوف كثير .. قليل جدا .
سلطان العلماء
قارن ما نحن فيه بموقف (المثقف) العز بن عبد السلام .. عندما غار التتار علي العالم العربي .. حرقوا البلاد .. حرق حقيقي .. قتلوا 2 مليون في ليلة .. غزوة أكبر عشرات المرات من هذه (احتلال العراق) .. جراد منتشر .. عندما حث أمراء الأمة : بيبرس .. قطز .. .. الناس علي التبرع لتجهيز الجيش .. وقف شيخ .. العز بن عبد السلام .. وقال أن أطلب الأمة أن لا تتبرع بفلس واحد .. الأول يباع ما لديكم (الأمراء) من مجوهرات .. و حتى باع الأمراء أنفسهم في السوق .. قصة كبير و الكل خضع له .
قال العز بن عبد السلام : لا يمكن أن تخدع الأمة .. المستضعفين .. مرتين .. مرة عندما سرقت و الأخرى الآن .. بعدها لقبته الأمة بـ سلطان العلماء .. أصبح إمام الأمة .. الأمة تخلد بقدر العطاء .
إفراغ الفكر الإسلامي
المؤسسات الرسمية لتخريج علماء الدين … جري عليها تعديل و تغيير لتخريج مثل هذا النمط من المتكلمين باسم الدين .. نمط يفتقد لأي وعي حقيقي .. فقصاري ما هنالك .. بعض المعلومات للتعامل مع الأشياء البسيطة .. من خلال المسجد بشكل دوري .. مثل .. كيفية التعاطي مع البائع .. أحكام الصلاة و الصيام .. الحاجة إليها لا يمكن أن تكون علي مستوي نهضة أمة .
الفكر الإسلامي في عمومه و خلال عقود كثيرة من القرن ال 20 .. فكر مسجدي .. فحتى الخريج علي المستوي العلمي و المؤهل .. مجال عمله الحقيقي المسجد .. و المسجد ليس صف دراسي .. لذلك يبدأ من حيث ينتهي و ينتهي من حيث بدأ .. بشكل دائري .. و هذا يؤدي إلي استبقاء الوضع & إعادة إنتاج ثقافة سلطانية .
توظيف الخطابة
الخطابة في العالم الإسلامي .. في تاريخها و إلي الآن تمارس علينا نشاط تذكيري وعظي .. لا علاقة له ببناء فكر .. ولا تصحيح منهج .. ولا ببلورة رؤية .. ممكن يقوم بها أي واحد .. آية & حديث & قصة .
الخطابة يجب أن يكون لها وظيفة تختلف تماما و بخاصة في اللحظة التي تغولت فيها الدولة .
تغول الدولة
تغولت الدولة و هيمنت علي كل شئ وسائل الإعلام و مصادر التعليم و مصادر الثقافة .. كل شئ .. و هي تمارس العنف و القهر بشكل مباشر & بشكل سماه .. عالم الاجتماع الفرنسي بيل بردو .. العنف الرمزي .. حتى المؤسسة الدينية مؤسسة عنفية تتبع الدولة .
الفكر و السلطة
الفكر الإسلامي الرسمي .. يعضد السلطة من حيث يدري أو لا يدري .. لأنه يقوم علي الإخضاع لا علي الإقناع .
الرؤية
في لحظات معينة ينبغي أن يكون فيه عدد كافي و وافي من الأمة لديه القدرة أن يدمغ الباطل .. من هنا تتضح الرؤية للناس .. يجب أن تكون الأمور محددة و واضحة للناس .. .. لا يقدر أن يحددها صحفي قدير أو أستاذ جامعي أكاديمي .. و لكن يحددها إنسان في مرتبة إمام له شخصية و جاذبية روحية .. النبي يقول صلي الله عليه و سلم : { إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها } .
التاريخ حافل بالعظماء
التاريخ يكتبه شناق الأبطال & الفكر السلطاني يجرم حركات الأبطال و في أفضل الأحوال يكتب عنها : أن اجتهادهم كان خاطئ .
الخلاصة
أن ساحة العطاء العلمي الإسلامي الرئيس هي المسجد (و المسجد له خصوصية معينة) .. و هذا تضافر مع العامل الثاني .. الخطابة (تذكير و عظي) .. للأسف هذا فرغ العالم و أخلاه من أداء مهمته الحقيقة .. 50 سنة في العلم و 50 سنة في الدعوة .. وهو رجل محدود النظرة .. فاقد القدرة علي النقد و الرصد .
الصحوة
عندي وجهة نظر جريئة جدا .. شاع قبل عقدين من الزمان تقريبا .. أن الصحوة .. أنشأها رجل .. .. الله يرحمه .. و أن فيه دعم أمريكي و أنهم أعطونا تسهيلات .. و هذا الكلام بدأنا نفهمه الآن نسبيا .
؟؟؟
طبعا جزئيا .. الآن بدأنا نفهم هذا الكلام جزئيا .. نسبيا .. و لماذا دعي إليها ؟ .. من أجل المد الشيوعي .
الشئ الخطير
أريد للناس أن تفهم أن حريتكم .. عزتكم .. مستقبلكم و مستقبل أولدكم .. منوط بهذه الصحوة .
الكارثة الكبرى
المصيبة هي : هو مدي عمق الرؤية التي قدمتها الصحوة للأمة .
المبدأ صحيح & الشياطين في التفاصيل
اعتمدت الأمة اعتماد كامل أن الإسلام هو المرجعية و الإسلام سيصبح كل شئ .. وهذا من حيث المبدأ صحيح .. و نحن نقر هذا من حيث المبدأ .. ولكن لو دخلنا في التفاصيل و كل الشياطين في التفاصيل .. ما في .
أزمتنا الفكرية عبر التاريخ
التعميم : هو التجريد .. يعنى ليس له علاقة بالتخصيص أو التعين أو التفصيل .
التعميم ساحة يصدق فيها الشئ و نقيضة .. كل شئ ممكن يكون صادق و مقبول .. و لكن تبدأ المشاكل عندما تدخل في التخصيص أو التفصيل .
المرجعية
من هنا مثلا : مرجعية كل الفرق الإسلامية المتحاربة عبر التاريخ مرجعية واحدة الكتاب و السنة .. القرآن علي الأقل .. الخوارج مرجعتهم الكتاب .. علي (أبن أبي طالب رضي الله عنه) مرجعيته الكتاب .. معاوية (أبن أبي سفيان رضي الله عنه) مرجعيته الكتاب .. الفرق الثلاث الكبيرة المتناحرة تقول .. قال الله .. قال الرسول .. {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} .
النص المطلق عند الله وحده
هناك فرق بين النص و تأويله .. أنا دائما أقول النص المطلق عند الله .
النص أم الحق
النص .. النص المطلق عندما تتعاطى معه يصير نسبي .. و الإنسان كلما أغرق في النسبية أصبح اعتباريا .. يعني يمكن أن يقال : هذا الشئ حق باعتبار & باطل باعتبار آخر .. بس هذه الاعتبارية تضيع .. قل لي حق أم باطل .. مش ممكن نساوي بين الضحية و الجلاد .. عند الله معلوم من المحق و من المخطأ .. لأنه مطلق .
مثال
{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} .. علي (رضي الله عنه) قال : كلمة حق يراد بها باطل .. دخل دماغ (رأس) علي (رضي الله عنه) و خرج منه : نص علي (رضي الله عنه) .. دخل دماغ الخوارج خرج منه : نص خارجي .. .. مع أنه في الأصل نص واحد .. .. بمعني فهمي الخاص للنص .
نوع من الغرور
و الرسول أشار إلي الشئ هذا .. عندما قال له (علي رضي الله عنه) :
و إذا أنت حاصرت أهل حصن .. فستنزلوك على حكم الله .. فَلاَ تُنْزِلَهُمْ علي حكم الله .. فإنك لا تدري أتصيب حكم الله أو لا تصيب .. أنزلهم علي حكمك .. شوف هذا النص العجيب جدا .. في صحيح مسلم .. يعني لا يجوز أن تقول لهم : هذا حكم الله عز و جل .. هذا حكم الشرع .. النبي(صلي الله عليه و سلم) قال له أن هذا : نوع من الغرور .. معناها يعني .. من قال لك أنه باجتهادك ستصيب حكم الله .
النص القرآني
النبي (صلي الله عليه و سلم) يعلم أن : حكم الله لحد ما .. رواغ .. و خاصة في .. الأحكام الاجتهادية .. لأنه مطلق .. يستطيع أن يجاوز الزمان و المكان و التاريخ و الصيرورة .
إشكاليتة أنه لا يمكن أن يتعاطى معه علي أنه مطلق .. لابد أن يتحول إلي نسبي .. و هذا راهن بمزج من حوله .. بقاعدته المعرفية بظروفه السياسية و الاقتصادية و البيئية .. كل شئ له علاقة .
إسلام عربي و إسلام غير عربي
هذا ليس معناه أن هناك إسلام بالمطلق .. باكستاني أو شرق آسيوي .. أنا كنت زمان أستنكر ذلك .. و لكنى الآن أقره .. لأن نظرتهم تختلف و سياقاتهم الحضارية تختلف .. لذلك فهمهم للإسلام يختلف .. فتجد مثلا أن المرأة الشرق آسيوية .. مكرمة بكثير من المرأة العربية .. لأن مجتمعاتهم شبه أموية (أم) في حين أن مجتمعاتنا أبوية (أب) .. و الكل يجد سناد ذلك في الإسلام .
التأويل
الأمام علي (رضي الله عنه) .. في نقاشه مع الخوارج .. قال لأبن عباس(رضي الله عنه) لا تجادلهم بكتاب الله و لكن جادلهم بالسنة .. لأن تأويلكتاب الله يمكن أن يكون خاطئ .. لأنه قد لا يلتفت لمواضع الاشتباه .
القرآن و السنة
القرآن حمال ذو وجوه .. تجريدي .. و ناقشهم بالسنة .. لأنها الفهم العملي لرسول الله (صلي الله علية و سلم) .. للقرآن .. و تطبيق رسول الله للقرآن .. بما يشكل استجابته لمرحلته و اشتراطات المرحلة السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و العسكرية .. فهو بشر و في مجتمع بشري و بين بشر .. و هذا فهم ثوري للسنة .
منظور لفهم السنة
أن عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ .. التفسير التقليدي لسنة الرسول و الخلفاء الراشدين .. للآن في كل المدارس الإسلامية : أفعلهم .. مفردات أفعالهم .
أري أن السنة : تعكس استجابته ضمن فهمه و عمق فهمه للنص الإلهي لتحدى المرحلة و اشتراطات المرحلة و الظروف .. و هذا لابد أن يختلف .
مثال
في توزيع الأعطيات علي الناس : سياسة أبي بكر (رضي الله عنه)تختلف عن سياسة عمر (رضي الله عنه) و سياسة علي (رضي الله عنه)تختلف عن سياسة عمر (رضي الله عنه) .
تصح كل سنة في الإطار العام لمقاصد الشرع و هو تحقيق العدالة .. الكل كان يتحرى العدالة .
الرسول .. الإمام
الرسول قد يتصرف باعتبار الإمامة .. و لنا أن نخالفه .. هذا الباب للأسف الشديد .. لم يستفاد منه كثيرا .. و لم يتخرج علي هذا الأصل سوي بضع مسائل .. لأن الفقيه لم يكن له وعي منهجي حقيقي .
أزمة النصوصية
أعطيك مثال أنت .. سألت عن تربية المراهقين .
لدي عدة أطروحات ماجستير و دكتورة في التربية من جامعات إسلامية .. كلها متشابهة جدا .. كلها بعيدة عن تحقيق أهداف التربية الرشيدة .. يرون أن النص هو البداية و هو النهاية .
عندما تقرأ كتاب أو بحث لعالم غربي .. تشعر بامتنان حقيقي لهذا الشخص الذي ينتمي إلي منظومة حضارية أخري .. و يعطيك مفاتح لحل أشياء تعاني منها في التربية .. وكأنها مفاتيح سحرية .. طبعا متخصص .. 30 سنة تخصص .. أيه العلمية هذه .. و طبعا عنده ورش عمل مع 30 ألف أب و أم .
النص مؤشر
خاتمية النص تعني : أنني قد بلغت سن الرشد كإنسان .. كبشرية .. عندي القدرة أن أستدل طريقي علي ضوء النصوص العامة .. و مقاصدها وبعد ذلك مصادر المعرفة : الواقع .. بمعني التجربة .. كما قال بعض الفلاسفة : أن حجر في مكانه أصدق في الحديث عن نفسه من 1000 كتاب عنه .
علمنوا الحياة
أكثر ناس علمنوا حياتنا و هم نماذج صالحة للعلمنية : رجال الدينالإسلامي .. العلماء .. عندما يقولوا أن الدين هو الحياة و الدين هو السياسة و الدين هو الاقتصاد و .. و .. .. في حين أننا نجد من خلال الخطب و الدروس و الكتب .. أن عالم الدين لا يمس هذه المواضيع .. و لا يستطيع أن يمسها .. لأنه لم يقرأ في حياتة كتاب في طبيعة النظم السياسة مثلا أو النظريات السياسية أو كتاب في علم النفس و لا يجيد حتي لغة أجنبية .
رجل دين ؟
بكل أسف .
علماني حقيقى .. أنت (عالم الدين الإسلامي) علمنت الحياة .. أنت من خلال خطبك و دروسك و كتبك .. فهمتني أن الدين لا علاقة له بحياتي .. في حين كان المفروض .. أن أرى من خلالك .. من خلال دراساتك .. مش من خلال فتاواك .. لا تحول الدين لفتاوى .. آخر شئ في الدين الفتاوى .. أكثر شئ يعطيه لنا الدين .. التصور الكوني .. الرؤية الكونية .
الواقع معقد
في عالم يموج بالفلسفات و الأيدلوجيات و الأفكار .. يجب أن يكون له رؤية كونية مركبة .
و هذا رأي علماء الاجتماع كلهم أن : مشكلة المنظرون في بساطة النظرية فكلما كانت النظرية أحادية تفشل .. في حين أن الواقع أكثر تعقيدا و تركيبا من أي نظرية .. فكلما كانت النظرية معقدة و مركبة كانت أقرب لرصد الواقع بدقة .
أعمي ألوان
عالم الدين له منظور واحد فقط .. قال : الطبري & روي أبن سينا & أفتي أبن باز .. و من ينظر من منظور واحد أعمي .. الأعمى يري لونا واحدا الأسود .. و حتى لو رأي لونا آخر (واحد) سيكون أعمي هذا اللون .
التميز
أنا ضد أن العالم يترهبن .. أنا ضد أن العالم حتى يرتدي جبة و عمة .
وجدت أن رسول الله .. لم يتميز .. لبس بدل مجتمعه.. كانوا يطلقوا لحاهم و أطلق لحيته .. كانوا يعتموا صار يعتم (العمائم تيجان العرب كما قال الجاحظ) .. لبس نفس زي أبو طالب و أبو جهل .
التميز بالعقيدة .. لم يفرض الرسول علي الصحابة زى خاص غير زى الجاهلين .. و لا بالمهنة .. كان تاجر و يطلب العالم .. و ما كان فيه شئ أسمه انقطاع للعلم .
روح الدين
كان الرسول (من خلال أحاديث كثيرة) .. يتفقد أصحابه .. و يسأل عن أحوالهم .. لعل أحدهم مريض أو عليه دين .. كان رسول الله صاحب هم يومي و في نفس الوقت صاحب هم صيروري .
سيدنا عثمان (رضي الله عنه) يأتي قبل خطبة الجمعة بسويعات و يجلس عند أسفل درجة من المنبر .. و نماذج أحاديثة : كيف حال أبنتك ؟ .. هل زوجتها ؟ .. كم أمهرتها ؟ .. مشاكل الناس العينية (كما ذكرها أبن إسحاق) .. و هذه روح الدين الحقيقية .
سيدنا عمر (رضي الله عنه) .. الذي قال لو بغلةأنا أسأل عنها .. و في نفس الوقت يهتم بأمر أمة في رحم الغيب أمة لم تولد بعد .. أريد أمرا يسع أول هذه الأمة و آخرها .
أكثر شئ يبغض في رجال الدين التصنع و عدم العفوية .. الفقه الإسلامي يقول .. يسن للخطيب أن يأتي في الجمعة و العيدين متأخر .. للحيثيات .. يتطلع فيه الناس و كأنه رئيس .. استعراض .. و حتى حديثة تشدق و تشنج و مقدمات دعائية .. تمثيل و التمثيل ضد طبيعة الحياة .
أين مؤلفاتك
أطمأنك .. هذا هو الشئ .. الذي دائما يشكل إعتراض من الناس الكباراللي إلتقيهم .. و بخاصة د. المسيري>> بارك الله فيه .. و كل العلماء إللي إلتقيتهم و ناقشوني .. كان إعترضهم الأول .. وين مؤلفاتك !؟ .. و بغضب .. و كانوا زعلانين جدا .. ليش لحد الآن .
أذن .. ليش لحد الآن
أنت تعرف و أنا حكيت لك السبب .. القراءة .. القراءة الموسوعية و متابعة كل جديد .. التي تشعرك دائما أنك مبتدأ .. قد يراك الناس شئ .. ولكنك تشوف حالك .. صفر .. أنت علي الشط .. ليسه .. و حتظلك علي الشط .. و أنا عارف حالي حموت هيك .
شعور بالإثم
حاليا في هذه الفترة الأخيرة .. و لعل هذا مطمأن شوية .. فعلا بدأ يغلب علي شعور الإثم .
شئ مهم جدا
قالوا لي : أن عندك شئ .. علي الأقل مش موجود عند الآخرين .. أنت مش شايفه مهم .. و لكننا شيفينه مهم جدا .
وهذا يجعلني اشعر أنني قد أقترف أثم و خطيئة .
أثر المنهج
أنا لمست ذلك في أحاديثي و محاضراتي من خلال جولاتي في أوروبا مع بعض المتشددين & المتشنجين .. و اقتنعوا بي .. بتأثير غير طبيعي .. لأن الحجة العلمية القوية تقنع .
لا .. للدبلوماسية
أنا جرئ في قول الحق .. أحب النقاش و الحوار .. و لكن مش ممكن أكون دبلوماسي في أفكاري و قناعتي .. و برضه مش مستعد أيضا أن أموت من أجلها .. و لا يموت غيري من أجلها .. لأن الأفكار تتطور .
الحياة مقدسة
المسلم أكثر إنسان يقدس الحياة
تعرف كيف أسلم جارودي المفكر الفرنسي الكبير .. حينما رفض جندي جزائري أمر إطلاق النار علية .. و الانصياع للأوامر الفرنسية .
قد تأتي سيدة بسيطة إلي الطبيب فيقول لها أنها حامل فتحزن من كثرة الأولاد و .. و .. ولكن عندما يقترح عليها الطبيب الإجهاض ترفض أن تقتل جنينها .
الحجة العلمية ليست كافية .. يجب أن يساندها الإخلاص و الإيمان بالفكرة
أحسنت .. مش النبي (عليه الصلاة و السلام) قال : أن لصاحب الحق مقالا .. الأفكار الكبيرة لا تلدها إلا أصحاب القلوب الكبيرة (مثل إنجليزي) .
مثل : الإخلاص .. و عدم الإخلاص .. كالحي و الميت
طبعا الفكرة .. بدون إيمان .. تخرج بلا روح .. و هذا الفرق بين الأنبياء و غيرهم .
أكتب و إعتذر
سوف أكتب .. علي بركة الله .. و الإنسان مش كامل .. لو انتظرت حتى أرضي عن نفسي مش أكتب أبدا .. حتى و إن صار عمري 70 سنة .
منهجك في التأليف
مستحيل أكتب في أشياء تقليدية .. يعني أنقل .. التأليف في الأشياء النقلية .. عملية أسهل من شرب الماء .. و خصوصا الإنسان قرأ و عارف المناهج و المصادر .. أنا ألفت كتاب في علم مصطلح الحديث و أنا عمري 20 سنة في ليلة واحدة & سميته : طوالع شموس المدد من الأبدية إلي الأبد و السير الحثيث في علم الحديث .. و كنت متأثر بالسجعية القديمة .. مفيش فيه أي إضافة .. ألف يعني جمع .
مفيد الآن .. أن يقوم بعض الفقهاء بتبسط و تلخيص المذاهب الفقهية بشكل عصري .. لكن لا نستغرق فيها أنفسنا و أوقاتنا و طاقتنا العلمية .
أنا بدى فقيه يمد رواق الفقه الإسلامي لآفاق جديدة .. فقيه يغير من المنهجية الأصولية .. مش بس في الصياغة و الأسلوب و اللباس .. لكن في الروح و الآليات أيضا .
إعادة إنتاج
حتى القرن الرابع كان فيه تأسيس لعلوم و إبداع .. و بعده .. تعطل العطاء .. و بدأ ما يسمي بعصر الموسوعات (العصر المملوكي) .. و هو تجميع التراث الإسلامي .. طبعا هناك من يبرر .. الحفاظ علي التراث .. و لولاه لضاع التراث .. صح .. كويس و نحن مع ذلك .. و لكن هذا ليس إنتاج .. إعادة إنتاج .. أن بدي إضافة .
ثورة علمية غير عادية في جميع الميادين
يقول مفسر تاريخ العرب فليب حتي : أمة عظيمة عملت حضارة في قرنين من الزمان كتبوا و ترجموا في العلوم و الفنون المختلفة أكثر مما كتبت كل الأمم بكل الألسن .. قبل أمة محمد صلي الله عليه و سلم .
الاجترار
ثورة علمية حتى القرن الرابع و بعدين توقفنا .. و بدأنا نجتر .. نجتر ما كتبه و فعله الآقدمون .. نحن اليوم أكثر اجترارا .. بصراحة .
عندما تعطلت أخوات كان
الاعتبار كله الآن لـ كان .. و مش لـ صار & أصبح & أضحي & أمسي .
الصفوة و العامة
نقطة مهمة جدا .. للأسف .. التغيير يسير بوتيرة بطيئة جدا .. و نتائجه غير مطمئنة .. لأن لدينا نظرية مهيمنة علي الفكر العربي و الإسلامي منذ عصور الانحطاط و هي سبب في الانحطاط .
ولذلك تجد أن القيادات الفكرية عندهم نوع من النرجسية .. و تعتبر نفسها صفوة .. و أن العوام .. دائما ننزل لمستواهم .. نكلمهم بما يحسنونه .
و في الأخير .. هذه الصورة النمطية و التنميطية .. للعوام و الخواص .. تورطوا فيها .. العلماء .. فتأدي بهم الحال إلي أن يصبح مستواهم .. هم حقيقتا .. واطئ جدا جدا.. و صاروا في مستنقع فكري ..
أنا أري أن المستمع يطور القائل أو الخطيب والمحاضر .. بمقدار ما يفعل الآخر .. من خلال الاسترجاع و النقد و الأسئلة .
الكاتب هنا في الغرب .. يتطور من خلال القارئ أيضا .. لأن كل قارئ ناقد .. القارئ يؤدي رسالة نقدية من خلال الاستهلاك .. شاريا .. يعني أن هذا الكتاب ناجح .. أو عدم الإقبال علية .. و معناه أن القارئ أدي أيضا رسالته النقدية أن الكتاب فاشل .
إحنا عندنا النقد ضعيف جدا جدا .. و لا نعبأ به .. و نحن في نفس الوقت لا نعي هذه الحقيقة .. لأننا مأسورين لفكرة التنميط هذه الإصطفائية .. نحن أعلي (المثقف) .. و هم أدني (المتلقي) .. إذن الكل يتعاون و مش بس المثقف لحاله .. لتطوير الجو العام .
الساعة تقترب من 04:30 .. قبل الفجر .. 9 ساعات .. خلاصتها 720 دقيقة مروا .. كلمح البصر بلا مبالغة .. ودعنا الشيخ عدنان إبراهيم .. علي وعد و أمل باللقاء .
أضف تعليق