كدتُ أجن بعد هجرتي إلى الغرب و انخراطي في العمل الإسلامي ، فقد صعقت بذاك الكم الهائل من العقد “البدوية ” على حد تعبير إمامنا الغزالي رحمه الله ، الذي يُرغَمُ شباب الجيل الثاني بل و المسلمون الجدد على اعتناقها باسم “الإسلام ” و “النجاة” ..ذاك الإسلام المعادي لكل ما هو جميل ، للمرأة و الفنون و قيم الحب و التسامح و التعايش ، ذاك الالتزام الميكانيكي المبني على كون “الأصل في الأشياء التحريم” و الذي يقتل كل روحانية و عرفان ، الإضافة الوحيدة التي قد تغري الآخرين بديننا ” كما يشير الفيلسوف طه عبد الرحمن ” و قد تفوقوا علينا في كل ما عدا ذلك .. حتى في ” الأخلاق ” للأسف الشديد ..
إذ صرنا مثلا ننعمُ في ضيافتهم بكل الحقوق ، بينما لا يكفل لهم الإسلام ” الذي افتريناه على الله و رسوله ” حتى حرية الاعتقاد التي نسخناها بمنطق “دخول الحمام مش زي خروجه ” !!!
فصرنا نستنكر على أظلمهم فرض غرامات على بناتهم المتحولات إلى الإسلام لارتدائهن النقاب ، بينما نؤمن نحن في نفس الوقت بوجوب “قطع رؤوسهن ” إن غيرن آراءهن و قررن العودة إلى ما وجدن عليه آباءهن .. هذه المفارقة أشار إليها الدكتور عدنان إبراهيم في إحدى خطبه .
كدتُ أجن من تلك الكائنات التي لا يمنعها من قتل الغربيين و استرقاق نسائهم و أطفالهم إلا “الاستطاعة” ، ثم تجدها تتباكى طوال الوقت لأن بعض أولئك ” الوِحْشِينْ ” لا يمنعون الاختلاط في المسابح العمومية لسواد عيونهم !!
!!فانظروا أين ارتقوا و أين انحدرنا
أمرٌ آخر أثار جنوني ، و هو أن دعاة هذا الإسلام العدواني القاتم ـ كما أراه ـ لا يكتفون بالدعوة إلى رؤيتهم و فهمهم ، بل يصدون عن سبيل أي رؤية أخرى و فهم آخر ، فلم يسلم كل من خالفهم ـ و لو في طول اللحية و القميص ـ من تحذير و تجريح و تضليل و تفسيق و تكفير و بهت و افتراء حتى انصرف أغلب البسطاء عنهم و اتبعوا أتباع “السلف الصالح ” طمعا في النجاة من جهنمهم و من شجاعهم الأقرع !!
تخيلوا معي إذا يوميات شاب متهم في دينه لأنه يؤمن أن الفنون ليست حراما و أن المرأة ليست عورة و أنْ لا إكراه في الدين و أن مولانا رسول الله لم يتزوج طفلةً و أن الشيعة ليسوا مجوسا و أن تهنئة النصارى بأعيادهم من البر و ليس من الكفر و أن “سلامنا ” إن لم نلقه على “الآخر” فعلى من نلقيه ؟ و إن لم نفعل ، فلنتجنب على الأقل اضطرارهم إلى أضيق الطريق و نحن نعيش في سلام بينهم !!
كنتُ من قراء و محبي الإمامين الجليلين يوسف القرضاوي و محمد الغزالي و أمثالهما ، و لم أمل من البحث عمن يحمل بقوة مشعل الوسطية و التجديد و كسر الآبائية بعدهما و ينطلق به كما فعلا و لا يتوقف عندهما .. فمن الله علي بمعرفة الشيخ العلامة عدنان إبراهيم .. ثـُم تـعـدنـنـت
التعدنن !!
تلك الكلمة التي يرددها تلاميذ الدكتور في الفيسبوك و لكنها تستفزهم في نفس الوقت !!
فنحن نستخدمها بمعنى الاستماع إلى الدكتور و متابعة إنتاجه كأن يقول أحدنا ” سأسافر لأسبوع و أريد التعدنن ، فبم تنصحونني ” أو أن يعلق أحدنا محتجا على تأخر تنزيل خطبة الأسبوع ” لم أتعدنن منذ مدة و بدأت أعراض الإدمان تجتاحني ، أمهلكم ثلاثين دقيقة لتنزيل الخطبة و إلا .. ”
التعدنن هو الإدمان على خطب و محاضرات الدكتور عدنان إبراهيم دون أن تسلمه عقلك ، و إلا كنت أبعد ما يكون عن منهجه . بل و أن تستمع له أحيانا و أنت تتصيد زلاته لأن “منظرك سيكون زفتا” حين يطرح الشباب في مجموعته سؤال “فيم تخالفون الدكتور عدنان إبراهيم ” و تجيب أنت ” أوافقه في كل شيء ” !!!!!
أن تكون ” عدنانيا ” هو أن تكون من تلاميذ الدكتور عدنان إبراهيم دون أن تكون ” عدنانيا ” بالمعنى الطرقي أو المذهبي .. و إلا فأن تكون “عدنانيا” بهذا المفهوم ، يعني أنك “لم تتعلم شيئا من د. عدنان إبراهيم ” كما لخص أخي صالح الأحمد .
معنى أن تكون عدنانيا كما كتب الدكتور عدنان إبراهيم نفسه :
أن تكون عدنانيا هو أن تقلد عدنان أو تبرر له كل ما يقول حتى قبل أن تستمع إليه أو تقرأ له ، أن تعطيه شيكا على بياض ، أن تتعاطى مع كلامه و اجتهاده على أنه مذهب يتبع و لا يناقش، بالضبط هذا ما يشكل نقيض ما ترمي إليه جهود عدنان و إسهاماته، الإسهامات التي تجد نفسها في الإنحياز إلى الحق عبر النقد الصارم و المحاكمة الدقيقة ، إنه منهج لا مذهب، و كل من يصر على معاملته و تلقيه و التفاعل معه كمذهب إنما يعمل في الإتجاه المضاد تماما. رام نفعا فضر من غير قصد و من البر ما يكون عقوقا .
التنوير
فطرة سليمة و عبقرة فذة و اطلاع واسع على مختلف الفلسفات و الثقافات و الحضارات ، حين تجتمع إلى علم راسخ و نية خالصة (نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا ) .. لا يمكن إلا أن تُخرج للأمة عَلَماً من أعلام التنوير في القرن الواحد و العشرين .
فمن السهل أن تكون شيخ دين يحفظ ببلادة كل ما وجد عليه آباءه و يردده كأي ببغاء ، من السهل أن تصنف في خانة ” العلماء “و لكنك تردد تبريرات باردة لا تقنع قائلها حتى كلما عرضت عليك شبهة محرجة من تراثنا و تاريخنا، دون أن تملك الشجاعة أو القدرة العلمية لسبر أغوار ذاك التراث المقدس و نقده بدل تأكيد تلك الشبه بتبريراتك البليدة .
و من السهل أيضا أن تكون مفكرا متنورا يردد بكل ببغائية أيضا ما وجد عليه بعض المستشرقين و يضرب كل ما أزعجه في تراثنا بجرة قلم دون أن يتعب نفسه بتحقيق علمي جاد رصين .
و لكن التحدي ، أن تكون راسخا في العلوم الدينية ثم تغوص في أعماق تراثنا تزيل عنه طبقات التعصب و المذهبية و السياسة و الوضع و التحريف .. حتى تصل إلى الدين المحمدي الصافي الذي لا يمكن إلا أن يكون نورا على نور .
صلى الله عليه و على آله و سلم .
كتاب الله و أهل بيتي
عن زيد بن أرقم قال: (ثم قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي…)
(صحيح مسلم).
حديث مسلم هذا فيه آخر وصيتين لرسول الله إلينا و هي ما سماهما عليه الصلاة و السلام ” الثقلان ” و هما كتاب الله و آل بيته عليهم السلام ، للأسف الشديد لا نسمع هذا الحديث في منابرنا ، و إن اضطررت أحد المشايخ إلى الحديث عنه بسؤالك ، سيرمقك بنظرة اتهام بالتشيع ثم سيخوض في كلام يفقد الحديث صحته أو معناه . مع أنه في صحيح مسلم الذي يقدسونه فقط حين يوافق هواهم و عقدهم و لو عارضت بعض مروياته كتاب الله .
حين تطلع على فكر و منهج الدكتور عدنان إبراهيم ، ستجده أقرب الناس إلى آخر وصايا رسول الله .. إلى الثقلين ، و سيقربك منهما كما قربني .. جزاه الله كل خير
مراجعة تاريخية للعلاقة بين السنة و الشيعة ..
كنت من قراء المفكر الشهيد علي شريعتي ، كنت مقتنعا بضرورة تخلصنا من إرث الإسلام الأموي و تخلص إخواننا الشيعة من إرث الإسلام الصفوي حتى نلتقي عند كتاب الله و الإسلام المحمدي النقي .
كنت مقتنعا بأن بني أمية هم أصل لوثة “الطاعوية” التي ابتلينا بها منذ 14 قرنا .
و كتبت قبل سنين :
عَبَدُوا العُجُولْ ..
ذَبَحُوا الحُسَيْنَ وَ حَرَّفُوا إِرْثَ الرَّسُولْ ..
ذِلُّوا أَطِيعُوا
وَ اسأَلُوا اللَّهَ القَبُولْ !!!
لم أحب معاوية و لا أذكر أني ترضيت عليه يوما ، مذ قرأت في طفولتي “رجال حول الرسول ” ، و قصة عمار بن ياسر رضي الله عنه ..
لم أومن يوما بتعريف علمائنا للصحابي ، و كنت أتساءل دائما ” أكل من رأى سيدنا عيسى و آمن به كان من الحواريين .. أيستوي السابقون من الأنصار و المهاجرين مع من أسلم في الدقيقة التسعين .. مالكم كيف تحكمون ؟؟
و إن ثبتت هذه الصحبة أهي رخصة بارتكاب كل الجرائم دون حساب و لا عقاب ؟؟ أم على العكس “من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ” و هذه نزلت في أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن .. فما بالك بالطلقاء أبناء الطلقاء !!
و لكني رغم كل هذا تلقيتُ وابلا من الصدمات حين سمعتُ محاضرة الدكتور ” مراجعة تاريخية للعلاقة بين السنة و الشيعة ” لمرات طبعا ..
فتخيلوا حال من استمع لها و هو يعتقد أن الجنة فصلت على مقاس مذهبه و طائفته !!
تلك المحاضرة التي كانت أول عهدي بمنهج الدكتور في التقريب ، و هي أن ينتقد كل مذهبه و ينقيه مما علق به حتى نلتقي عند الإسلام المحمدي النقي . رافضا التقريب العاطفي القائم على شعارات من قبيل وحدة القبلة و العدو المشترك دون الخوض في الأسئلة الحقيقية التي تفرقنا إلى يومنا هذا . و يجدر التنبيه هنا إلى أن انتقاد الدكتور لما علق بمذهبنا هو إنصاف و إرضاء للحق و لدين سيدنا محمد بالدرجة الأولى .. بغض النظر عن رد فعل و موقف إخواننا من باقي المذاهب منه .
كانت المحاضرة إذاً بداية عهدي بمنهج الدكتور في الموضوع ، قبل أن يخطب خطبته الشهيرة “بداية كارثتنا ” و التي أعاد شاب مصري نشرها بعنوان ” حقيقة الباغي معاوية ابن أبي سفيان ” لتبدأ بعدها الحملات و الافتراء ات عليه ـ و التي كان يقلقني تأخرها مما يعني أن فكر الدكتور لم يؤلم بعد ـ و ليرد الدكتور بسلسلاته عن عدالة الصحابة و معاوية …
ربيع الثورات .. و معاوية !!
كلنا تابعنا ربيع الثورات ، و تابعنا كيف انحاز الكثيييير من المشايخ و الدعاة من تيارات شتى ” سلفيون ، صوفية ، أزاهرة .. “إلى الطواغيت و الظلمة !!
كنا جميعا “كأحرار” ضدهم و ضد فتاواهم المثبطة ، مع أننا كنا نلاحظ أن الكثيير من النصوص تقف في صفهم و صف طواغيتهم !!
و كان الدكتور عدنان إبراهيم شيخ الثورات بامتياز ، و كنا ننتظر كل أسبوع خطبه الثورية عن البوعزيزي (رحمه الله) و تونس و مصر و ليبيا و فكرنا السياسي .. فلم كان مختلفا عنهم و المفروض أنهم ينهلون من معين واحد ” القرآن و السنة ” ؟؟
جاء الجواب في خطبته “بداية كارثتنا ” ..
لأنه عرف معاوية فتخلص من إرثه و لو كان من المدافعين عنه لكان من المدافعين عن المستنين بسنته من طواغيت هذا العصر .. بكل بساطة ..
أرأيتم كيف أن كل الطرق تؤدي إلى معاوية ؟؟ و أن خوض الدكتور في أثره ليس من قبيل الترف أو النبش أو إثارة الفتنة كما يدعي شانؤوه؟؟
و أن لا خروج من الفرقة و الاحتراب .. إلا بمعرفة أصل الفرقة و الاحتراب
و أن لا خروج من الطغيان و الاستبداد و الطاعوية البلهاء .. إلا بمعرفة أصل الطغيان و الاستبداد و الطاعوية البلهاء
و أن لا موالاة لآل بيت رسول الله .. إلا بالتبرئ من قتلتهم و لاعنيهم
و أن لا وصول لسنة سيدنا محمد النقية الصافية .. إلا بتنقيتها من أثر معاوية و ورثته
معاوية يا سادة ذبح الشورى و سن سنة الاستبداد و الملك العضوض الذي نعاني من ويلاته لليوم
و فرق الأمة إلى يومنا هذا
و حاول نسخ الإسلام المحمدي بإسلامه الأموي السلطاني اللعين
و أثر على ما وصلنا و لم يصلنا من سنة رسول الله
فضُعف ثقاتٌ و وثق كذبة و طُمس علمُ أئمة عظام لا نحصي حتى أسماءهم .. و ندعي موالاتهم !!
تخلصوا من ولائكم لمعاوية و ستجدون أنفسكم أقرب للقرآن الكريم ، الذي جاء حربا على الظلم و الظالمين ..
و هاكم مثالا آخر على أن كل الطرق تؤدي إليه .. تغريدة كنت كتبتها عن سوريا:
اسأل صديقك المتحمس إلى أقصى حد لثورة أحرار سوريا
لم أنت مع الثورة ؟؟؟
ألأنها ضد بشار الظالم و الفاسد المستبد ؟؟
أم لأنها ضد بشار العلوي ؟؟؟
إن أجابك أنها ثورة على ” بشار العلوي المجوسي الرافضي” … فهو متعصب أحمق ميؤوس منه ،
و لو كان ولد لأبوين شيعيين لكان الآن من شبيحة الأسد .. لا تضع وقتك معه إذاً !!
أما إن أجابك بأنه مع الثورة على بشار الظالم و الفاسد المستبد ( و لو مزايدةً )
فاسأله عن موقفه من ثورةٍ قامت أو قد تقوم في البحرين أو السعودية أو المغرب…
لتعلم مدى صدقه ..
ثم اسأله عن رأيه في مُسقط الشورى و الحُكم الراشد و مؤسس الاستبداد و الحكم الوراثي العضوض في هذه الأمة ..
و اسأله عن موقفه من الأحاديث الكثيييرة التي تأمر بالسمع و الطاعة اللامشروطة مهما جُلدت الظهور و سُرقت الأموال ؟؟؟
و عن موقفه ـ إن حكم بكذبها تماهيا مع موقفه من الثورات ـ من واضعيها و مؤسسي الفقه السلطاني ؟؟؟
ستجدان أن كل طرق الشر تؤدي إلى عظيم البطن و العجيزة
و يتساءلون عن مشكلتِنا معَ .. “عظيمِ البطنِ و العجيزة ” !!!
و أنا أمشي ..
حين تكون عاشقا للحقيقة واسع الأفق محبا للمعرفة و يمن الله عليك بعلامة موسوعي مثل الدكتور عدنان إبراهيم .. و من عادتك المشي طويلا
فإن أكبر متعة في حياتك ستكون أن تقطع المدينة طولا و عرضا و أنت تستمع لدروس في التفسير و التاريخ و الفلسفة و الفيزياء و الأصول و العقيدة .. و في كل درس يكثف الدكتور عصارة عشرات الكتب و هو يحترم عقلك .. و تحترم عقله
صارت الأماكن عندي مرتبطة بالأفكار و الصدمات .. فهنا استمعتُ إلى تفسير كذا و هنا اطلعت على نظرية كذا و هنا تمتعت بسيرة مولانا جلال الدين الرومي مثلا ..
جربوها .. و ادعو لي ..
عتاب ..
من المرهق أن تكتب عن الدكتور عدنان إبراهيم دون إطالة ، لم أصل بعد إلى نصف العناوين التي نويت الكتابة عنها بداية و لكني وجدت المقال استطال كثيرا ، لذلك سأختم بعتاب !!
عتابي لأولئك العظام الكرام من العلماء و المفكرين الذين يعقلون و الذين كنا و ما زلنا نقرأ و نسمع لهم و نحبهم و نحترمهم قبل أن نعرف الدكتور عدنان إبراهيم و بعد أن عرفناه ..
إننا نعلم أنكم توافقون الدكتور عدنان إبراهيم فيما صدع به في الكثير من تحقيقاته و محاضراته ، و أنكم منكم من يصرح بذلك في المجالس المغلقة ، و أنكم تعلمون ما لهذا الأمر من أهمية في تنوير هذه الأمة و تحريرها من قيود الجمود و الطاعوية و الاستبداد و باقي الأمراض التي ستقعدها مهما قامت ، و أنها لا يمكن أن تتحرر سياسيا دون أن تتحرر فكريا و ثقافيا .. و إلا فسوف تعيد إنتاج الاستبداد و لو بعد ألف ثورة !!
فكيف تتحرر أمة تقدس مؤسِّسَ الطغيان و الاستبداد فيها ؟؟؟
أمة تريد عودة الخلافة .. و تقدس مسقط الخلافة فيها !! (هذه نقلتها من عبد الله الشامي .. أحد كبار المتعدننين )
أمة تصلي و تسلم على آل بيت نبيها في كل صلاة .. و تستنكر السلام عليهم خارجها !!
أمة تدعي حب آل بيت نبيها .. و فيها من على استعداد للقتل دفاعا عن أعدائهم و قتلتهم .. باسم الله !!
أمة ثارت على الظلم .. فأفتى المشايخ بحرمة ثورتهم و هم يُقتَلون .. فعادت لترتمي تحت نعالهم بعد الثورة و سلمتهم مفاتيحها !!
أمةٌ تُسحل بناتها و تعرى ليخرج دعاتها و مشايخها بتصريح كـ “ليه لابسة عباية عاللحم” و ” هي إيه اللي نزلها ” ؟؟؟!!!!
أمة صار الانتماء فيها إلى العقل تهمة ، و إلى القرآن تهمة ، و إلى آل بيت نبيها مليون تهمة !!
للأسف الشديد ..
إن كان الدكتور عدنان إبراهيم مبطلا ، فلا تسكتوا عليه و أنقذوا المغترين بما يدعيه من أمثالي ، و إن كان محقا فأنتم أمام خيارين ،” إن كنتم لا تعلمون ، فهذا يطعن في علمكم .. و إن كنتم تعلمون و لا تصدحون بالحق، فهذا يطعن في “شجاعتكم” كي لا أقول “عدالتكم ” كما قال الدكتور ذات رد .
عتابي هذا للكبار من الذين يعقلون
أما الحمقى و المغفلون .. فلم نتوقع منهم يوما إلا ما فضحوا أنفسهم به .
بقلم غسان الرجراج
مقال حسن … يعبر عن رأي كاتبه …
أرى في كلمة “تعدنن” نوع من الغلو رغم أني أوافق الدكتور فيما آل إليه … منهجه قوي و أوافقه تماما بدون تحفظ كوني أنا أيضا أرجح العقل …
أدعو الله للدكتور أن يواصل عمله و أن نتمكن من الاستفادة من أعماله التي لا تقدر بشئ ملموس بل بفائدة لا يمكن إلا للعقل أن يدركها.