إذا افترضنا وجود ذات عاقلة ذكية خلقت هذا العالم الذي نعيش فيه فإنها ستكون قادرة على أن تخلق عالما آخر لا يقل دقة ولا تعقيدا عن عالمنا، عالما مختلفا لا يخضع لنفس القوانين التي تسيرنا،
قد لا تكون ثمة جاذبية فلا يمشي الإنسان هنالك على الأرض ولكن يطير في السماء بل قد لا تكون هنالك ارض أساسا ولا سماء ولا حتى إنسان…عالم جد مختلف…
لا يشاركنا المفاهيم فلا صغير ولا كبير ولا قريب ولا بعيد.
ولا القيم فلا حق ولا باطل ولا عدل ولا ظلم.
ولا المنطق فلا دال ولا مدلول ولا نقض ولا إثبات.
عالم لا يشاركنا أي شيء على الإطلاق… ماذا أقول حتى شيء لا يوجد هنالك حتى يوجد لا يوجد… إنه عالم لا يمكن أن ندركه عالم لا معقول،
فكيف بمن خلق هذا العالم وكل العوالم الأخرى، هل يدركه عقل!
إن عالمنا مثله كمثل الفقاعة، داخلها مضبوط بنظام محكم من القوانين المتناسقة المعقولة ولا خارج له، أو لنقارب الصواب، فقاعة لها داخل وكل ما عدا الداخل فهو لا معقول… أو أقرب من ذلك، لا معقول إلا داخل الفقاعة.
إذا كان هناك خالق فهو لا معقول، فمن يظن انه قادر على إثبات وجود أو عدم وجود الخالق بالعقل المحض فهو واه. غاية العقل التعرف على القوانين التي تسير هذا العالم والتي تجري على كل ما فيه، أما غير ذلك والخالق غير ذلك، فنلتزم بالوحي.
أُخبِرنا بتجلي الخالق في عالمنا وهو الله وأُبلِغنا بالصورة التي اختارها لتجليه في عالمنا وهي صفاته.
وبخلاف ما يمليه العقل، اختار الله أن يحب ويكره وأن يفرح ويغضب وأن يضحك ويغار، إنها صفات التجلي، إنها قواعد اللعبة، بخلاف ما يشتهي العقل، تعرف الله إلينا بصفات إنسانية نتواصل معه بها فحب الله لنا من جنس الحب الذي نستشعره ليتم الحب و الشوق والعشق.
إيـليا الحنصالي
في مراحل طفولتي المبكرة أتذكر أنني كنت أفكر في نفسي لماذا لا تعني لا و نعم تعني نعم، لماذا الماء هو الماء ولم يسميه أحد الهواء! كنت أعتقد في ذلك الوقت أن هذه أسئلة لم يكن لها إجابات و كبرت و أنا أعتقد أنها مجرد تساؤلات غبية لطفلة صغيرة سخيفة و أن ليسى لها جواب، حتى أدركت قول الله عز و جل (و علم آدم الأسماء كلها).
لا تحتقروا أسئلتكم و لا تحتقروا أسئلة أطفالكم، إنها لم تكن يومآ عشوائية و لا هي غوغائية … إنها ستشكل من أنتم عليه.
ريما الخطيب
10-مايو-2016
سبحان الله العلي الذي يدرك الأبصار جلي جلاله وعظم سلطانه كل شي هالك إلا وجهه تنزه ربي عن الوصف