مشكلتنا في الثورات العربية اننا نطيح الحاكم ونبقي من صنعوا ديكتاتوريه لها لا تنجح اغلب الثورات، لأننا نغير الظالم والا نغير الظلم “من اقوال الشهيد علي شريعتي ”
لذلك ونحن في رمضان سأسرد لحضارتكم بعض الأسباب التي اشعلت هذ الثورات في دول (تونس، مصرو ليبيا) خاصة ولماذا كانت بذات في الدول العربية.
من أحد أبرز أسباب هذه الثورات هو فشل الخدمات العمومية، ولعل من أبرز هذه الخدمات العمومية ولعل من أبرز هذه القطاعات قطاع الصحة الذي لأسف ليلقى اهتماما من عامة الناس الا إذا كانوا مرضى انعرف هل المشكل فينا ام في دولنا وحكومتنا ورغم عدم ذكري لدول أخرى الا أن الوضعية في باقي دول الخليج والشرق الأوسط اسوى كثيرا ولم أذكرها أثرا لاختصار وتركيزا على دول ربيع العربي آوكما تريدون تسميته.
السمنة العادية او البدانة:
مصر: 68% يعانون البدانة
ليبيا: 72.3% يعانون البدانة
تونس أكثر من نصف الساكنة يعانون البدانة
السمنة المفرطة:
مصر35%: من السكان يعانون السمنة و7 عالميا (وضمن العشرة الأوائل أيضا توجد الأردن والسعودية والكويت)
تونس: امرأتان من بين 3 تعانين من السمنة و45% من الأطفال من 8الى 10 سنوات يعانون من السمنة
مرض السكري:
تونس: 1.7مليون مصاب ويسبب الوفاة ب 8.1% كما أن 15% من الشعب مريض بالسكري وسيتضاعف في 2030
مصر 7.5: مليو ن مصاب ومصر ضمن أكثر 10دول إصابة بداء السكري في العالم.
التدخين:
تونس 1.7 :مليون مدخن, وربع أطفال تونس يدخنون خاصة في المدارس
مصر 19.6%: من السكان مدخنون ويلاحظ أيضا ارتفاع نسبة المدخنين النساء في الدول العربية
المرض النفسي:
مصر:5 ملايين مريض نفسي
تونس: 8.2% من السكان مرضى نفسيون كما ينبغي الإشارة أن هؤلاء فقط من يذهبون للمصحة النفسية
وبعد استعراض كل هده الأرقام يتبين أن هناك علاقة بين هذه الا مراض ومشكلتنا المعروفة وهس قلة الإنتاج الاقتصادي في هذه الدول او مل يصطلح عليه بالسنوات الضائعة اقتصاديا، فالمواطن العربي يقرا 7دقائق ويمشي 10دقائق يوميا ويعمل 25دقيقة يوميا فليس غريبا ا>ن ان تكون أنماط الثورة عندنا بدائية فا>ا كانت اروبا شهدت الثورة صناعية فنحن ثورتنا مجرد تعويض لكسل استمر لسنوات وبهذا لا ينبغي ان لا نلزم حكومتنا عن عدم وفائها لالتزاماتها فنحن لا نفي بواجباتنا أيضا وتعمدت اختيار لغة الأرقام لكونها ابلغ بكثير من خطابات عصماء لا تكفي لأيقاظ الوعي والهمم.
القضاء على نموذج الكمال
ان انتشار هذ الامراض نابع من عدة أسباب نفسية، اجتماعية وثقافية، وذلك نتيجة البطالة المستشارية في صفوف الشباب العربي نظرا لضعف القطاع الخاص الذي يجعل حكومتنا في موقف حرج والذي تزيدها سلطة المجتمع قتامة وبؤسا.
ويمكن لأي شاب مهما ساءت حالته النفسية والمادية أن يتغلب عليها، فمثلا الشغل بمرتب عال متوفر لقلة، الشقة الفارهة والمكانة العالية وهذا بالضبط الحلم الامريكي الذي جلب لأمريكا ديون ضخمة.
معالم الحل:
باختصار شديد أشارت بعض الدراسات أن استهلاك الجسم لسكريات والدهون أكبر بست مرات خلال الجهد العقلي عن المجهود البدني لكن بشروط منها عدم التبخيس من العمل البدني الشاق. وأشارت إحدى التجارب المثيرة للجدل ان ممارسة 20 دقيقة من المجهود البدني الشاق جدا مع اتباعها ب 40 دقيقة قراءة تعني وقاية من السكري وسمنة والامراض القلبية وذلك شريطة المداومة. فلقراءة فوائد منها: الحد من التوتر، تقوية الوصلات العصبية للدماغ، تحسين الذاكرة، تطوير الحوار والتواصل، راحة البال والترفيه. اما المجهود البدني (كالجري مثلا): تجديد خلايا الدماغ، رفع مستوى التحدي والشعور بالإنجاز والاهم التطلع للأفضل. اما ما يمكنني اضافته هو التزود الروحي: من خلال القراءة لأولياء الله الصالحين أمثال: بديع الزمان النورسي، أبو حامد الغزالي وكتب الادب الروسي. اما ما يتعلق بالغرب فانصح بقراءة سيرة وعصامية ستيف جوبز مؤسس أبل الذي عاش لسنوات طوال على دولار واحد نعم دولار في اليوم. واما التنمية البشرية فانا شخصيا استفدت من المرحوم إبراهيم الفقي والمفكر مصطفى محمود والدكتور الطاقة الإيجابية احمد عمارة. فيما يخص كتب العلمية اختر كتابا على قدر امكانيتك المادية واشتره وكن على يقين على أنك ستعوض قيمته المادية كما انه سيمنحك امتيازا على الاخرين لان الكتب المجانية تكون قد تقادمت ولن تفييدك كثيرا لان العلم يتقدم باستمرار.
أخيرا اترككم مع مقولة لدكتور مصطفى محمود والتي ابهرتني وسحرتني “البحر مثل النفس، على السطح الهدوء وفي الباطن الحيتان والتماسيح واسماك القرش والاحقاد والنيات المبيتة والمؤامرات قبل ما ينزل الانسان لقاع البحر ويصور العالم الخفي في الأعماق تحت سطح الماء الهادي ما كان أحد يتصور انه توجد في العمق هذه الصور المتخفية وأيضا لو قدر للإنسان انه يغوص داخل نفسه قطعا سيرى ما هو أعجب سيرى الملكوت سيرى السموات الداخلية التي لم يكتشفها احد سيرى شمس البصيرة وانوار الروح ومسرح الخواطر وبدوم الهواجس وكهف النيات المستورة سيرى غيلان الحسد ومسوخ الحقد وشياطين الانتقام قطعا باطن النفس شيء مذهل النفس التي خرجت منها مؤلفات شكسبير وموسيقى بيتهوفن وشعر المتنبي وعلم نيوتن النفس التي اتسعت للرحمة المحمدية لابد بانها ملكوت مذهل يقول الله في حديث قدسي ‘لم تسعني سماوتي ولا ارضي ووسعني قلب عبدي المؤمن. تلك هي النفس وما كسبت وما وسعت ‘ان العكس هو الذي يصبح مستغرب ان يكون العالم خواء وان تكون عمارة الكون خربة. مستحيل.و الله يضرب لنا المثال من العالم المحسوس على غرائب العالم المستور المشهود مثال على المغيب الدنيا ضرب مثال على الاخرة في الدنيا توجد فاكهة وانهار وعيون وقصور وفي الاخرة أيضا وفي الدنيا توجد نار وعذاب وفي الاخرة نار وعذاب في القران طالوت يقول لجنوده اثناء الزحف ان الله مبتلييكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم ربط الانتصار في المعركة بالانتصار على النفس رغم العطش لا تشرب منه فكانت النتيجة’ فشربوا منه الا قليلا منهم ‘وهؤلاء هم القليل في كل عصر شعارهم نقاوم ما نحب ونتحمل ما نكره وقال رحمه الله الكلمتان هاتان هما كل الدنيا .الدنيا هي النهر الذي يجري تحت ارجلنا واحد يأخذ على قد كفافه و الاخر يحمل ويحمل ‘فشربوا منه الا قليل منهم’ هؤلاء القليل هم لأجلهم خلقت الدنيا لكي يفرزهم الله ولكي يفرد لهم جنات كرمه في الاخرة لأنه هؤلاء هم اهل الله . اما الباقي فهم حطب الشهوات في الدنيا وحطب النار في الاخرة ربنا يجعلنا مما نقاوم ما نحب ونتحمل ما نكره” ورمضان كريم.
الكاتب : بوفارسي – مدون مغربي
أضف تعليق