هو «ستايل» فريد وغريب من الدعاة، أو الإعلاميين، أو المفكرين (هو كل هذا وأكثر).. موسوعة علمية وثقافية ناطقة، وأحياناً غاضبة.. يعيبه، بحسب رأيي، تنقله بين المواضيع، فهو يتحدث عن نشأة الكون، على سبيل المثال، وفجأة يجد نفسه يتحدث عن نادي الصليبيخات، وأسباب هبوطه من الدوري الممتاز، ثم يقفز بك إلى «أسرار النفط الصخري»، وما أن تندمج معه، حتى ينحرف بك بشدة إلى «أعراق شعوب الشرق الأقصى» وسر تطورهم التكنولوجي، والدليل ما قاله امرؤ القيس في معلقته.
وأظن أن على من يود الاستماع إليه ومتابعته، أن يحرص على إجراء تمارين اللياقة البدنية قبل بدء التركيز في المحاضرة، خمس عشرة مرة ضغط للمعدة، وثلاثين مرة للصدر، مع التركيز على تمارين الرقبة، تحسباً للانحرافات القاسية عندما ينطلق في الحديث.
هذا أحد عيوبه، وأنا من محبي هذا العيب، أما ما يميزه، فحجم كيس الثقة بالنفس الذي يحمله على كتفيه، وسلاسة حديثه، ونوعية مواضيعه، وطريقة السرد والتشويق، والقدرة على التصوير، التي يتمتع بها.. كل هذا مغلف بثقافة موسوعية مرعبة، ولغة عربية سليمة المنبت والأغصان.. يستفزك بأحاديثه للبحث والتنقيب والتفكير، ويفتح لك آفاقاً فاحشة السعة.
هنا لا أتحدث عن أفكاره، ولا عن رؤاه. أتحدث عن أسلوبه وطريقته وصياغته ولغته.. هو يعشق اللعب في المناطق الحمراء؛ النزاعات والاختلافات بين بعض الصحابة، رضوان الله عليهم، ونظرية التطور التي تغضب المتدينين لا شك، وغير ذلك من الملاعب المزروعة بالألغام.
ولا أظنه، بحديثه عن المواضيع الملغمة، يبحث عن الشهرة.. لا.. بل لأن اللعب في المناطق الحمراء بحد ذاته ممتع، بحسب تجربتي الشخصية.
الوصف الأدق للدكتور عدنان إبراهيم هو «مسحراتي العقول».. يسير في الشوارع بطبلة علمية وفكرية، توقظ العقول، لتهرع مسرعة إلى الحنفية، فتغسل وجوهها، وتشرع في العمل.
أضف تعليق