في الحلقة الخامسة من برنامج صحوة للدكتور عدنان ابراهيم أدارها حول ” الفن و دوره في تهذيب الذوق العام” ، منطلقا من تأصيل مفهوم الفن في سياقه الغربي و الاسلامي ،مشيرا الى أن الفنون كانت لصيقة بالدين ،ففي السياق اليوناني ميز أرسطو بين المعارف الفنية و العلمية بعد ان كان التعاطى مع الفن مندرج تحت لواء الفلسفة،و العرب تأثروا بهذا أدرجوها تحت تعريف الصناعة و ذهبوا الى ان الفن هو الطبيعة بلمسة انسانية.
في السياق الحديث تفرعت الفنون الى تشكيلية و صوتية و حركية و بصرية .
منبها على ان الحياة لا تدار بالفتاوى بل بقدرتها الذاتية، بدليل ان الفنون كانت و لا تزال رغم بعض المواقف الدينية المتشددة، و ألمع الى ان التشدد ناتج عن عدم الفهم و التعاطي مع السياقات عند تعليقه على تحطيم داعش للثماثيل مشيرا الى عدم حرمتها في ذاتها بل لعلة انها كانت تعبد و تقدس من دون الله، اما و قد انتفت العلة فالحكم ايضا ارتفع، و حتى في سياق التنزل فالثماثيل صارت ارثا حضاريا ، و حتى ان كانت تعبد فاﻷصل احترام من يعبدها ، فلا يجوز تحطيمها على كل حال.
مؤكدا على أهمية الفنون في التهذيب اﻷخلاقي و الذوقي،لأنها تعتبر من اﻷدلة على وجود الله، بل و طريقا اليه كما تنبه لذلك مولانا جلال الدين الرومي، و كما قال طوماس مان:”الجمال وحده الهي و مرئي معا”… ضاربا أمثلة من روائع الفكر الانساني التي تؤكد هذا المسعى
و قد دعا الدكتور العلماء الى اعادة النظر في صياغة موقف معتدل من الفنون،و تشجيع أبناء على مزاولته سواء قصة و رواية و شعر و سينما و مسرح و رسم و غيره.
معتبرا ان الموقف المسبق ضد الفنون يحرم من ادراك معانيها،
و ختم الحلقة بقولة شكسبير :”احذر، من هذا الرجل انه لا يتذوق الجمال”
قضية حراسة الدين تبدو ملتبسة فيفهم منها الاكراه بينما هي عند الجمهور من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فنرجو مزيد من التوضيح والتفصيل حولها فمثلا. من التناقضات تبرير عدم تحطيم التماثيل بالشيء ونقيضه فهي لا تحطم لانها لا تعبد وهي ايضا لا تحطم لانها تعبد !!!أما قوله انها يعبدها قوم آخرون فهذا من تحصيل الحاصل لانه لا يوجد مسلم يعبدها ويظل مسلما