لست متخصصاً في علوم الدين والفقه والاجتماع ولا أملك قدرات وعلم عالم المعرفة د. أحمد العرفج وضيفه الدائم في برنامج “الصحوة” د. عدنان إبراهيم ولكن بقدر ما وجدت هناك إعجاباً بفكرة المادة العلمية المطروحة وفي نفس الوقت جدلاً واسعاً حول قضايا فقهية تعددت الآراء وكثر “الاختلاف” حولها من أزمنة سابقة وحتى في زمننا هذا، إلا أنني بطبيعة الحال لن أدخل جدلاً من باب الفزعة أو اللقافة، كما يحلو للبعض وبالذات “التويتريين” على أنني لا أنكر استفادتي من المعلومات الثرية والمفيدة التي جاءت في كل حلقة من حلقات هذا البرنامج.
ـ الصحوة صفة لم يأتِ اختيارها من القائمين على هذا البرنامج من فراغ إنما بنيت محاكاة لواقع يعبر تماماً عن واقع مجتمع عربي إسلامي يعيش اليوم حالة “صدمة” لمتغيرات كثيرة طرأت في حياته و”تفاجأ” بها دون إنذار وتحذير مسبق فلم يكن مستعداً لها “شكلاً ومضموناً” فأصبح مع دهشة الموقف وحالة الصدمة التي يمر بها يومياً منغمساً في أجواء “صحوة” بدأت تحرك تارة نبضات قلبه وتارة عقله محتاراً بين أمن وأمان يتمناه، وشهوات وملذات لا يستطيع الاستغناء عنها، يريد أن يكون له حضور ذهني وعملي مشاركاً في أجوائها متفاعلاً مع كل نتاجها السياسي والديني والاجتماعي والثقافي والإعلامي وتارة لا يلقي لها بالاً ولا اهتماماً واصفاً لها بأنها حركة “عبثية” عبثت بالأمتين العربية والإسلامية وشعوبهما، وهناك من فضل أن يبقى منفصلاً مكتفياً بدور المتفرج لا هو صاح ولا هو نائم ولا هو نص مستيقظ، لا يدري أين يتجه ومع من، ومن يصدق ومن يكذب، الصدمة تفسيرها لها نفس تفسيره للصحوة لا يفرق بينهما تعني له الخوف والذعر الشديد وعدم الأمان لمستقبل مرعب جداً تتحكم في أدواته الصهيونية العالمية وأعوانها من حكام وسياسيين كانوا لهم المعين في تحقيق أطماعهم وتنفيذ مخططاتهم التي أوصلت جزءاً كبيراً من العالم العربي إلى ما وصل إليه من حروب أهلية قتلت أبناءه، ودمار قضى على مكتسباته، وتفكك أصاب المجتمع الواحد فرداً وأسرة، مما أدى إلى “انقلاب” على كل المبادئ والقيم المتعارف عليها.
ـ الصحوة التي نعيشها اليوم بكل ما أفرزته من تيارات متباينة مختلفة ومن حقائق سارة ومؤلمة تذكرنا بصحوة مرت علينا في فترة سابقة أسعدت البعض وأغضبت آخرين ولكن كثير من الناس انغمس فيها واندمج مع أجوائها وبالذات الدينية والمادية وإن كانت صحوة المرحلة الحالية “خطيرة” جداً لكن خطرها منبعه الأساسي يعود لتلك “الصحوة” وما خلفته من تبعات ومؤثرات شكلت مجتمعاً جديداً مختلفاً تأصلت فيه مجموعة من أيديولوجيات ثقافية وتيارات دينية وسياسية خلفت كما نقرأ ونسمع ونشاهد “صدمة” أقوى من سابقاتها نبحث عن تفسيرات فنعود إلى إرث قديم وتاريخ له علاقة بمراجع علمية وسياسية وخلافات واختلافات لعل ما نحن فيه يمثل “صحوة” جديدة وإن كانت المؤشرات أراها من وجهة نظري تدل على أننا ندور في نفس الحلقة المفرغة نتوه في صراعات المستفيد منها أعداء الإسلام والمسلمين تحقيقاً لقوله تعالى في محكم كتابه (وجعلنا بأسهم بينهم) وهذا ما حصل وواقع في وطننا العربي وحتى في المجتمع الواحد، فمتى “نصحو” حقيقة ونفوق من سبات عميق وندرك حجم مؤامرات تحاك وتدبر للأمة الإسلامية على وجه الخصوص، الله أعلم، وكل (“صحوة” والدكتوران عدنان إبراهيم وأحمد الفريج وأنتم بخير).
عامل المعرفة وليس عالم المعرفة أحمد العرفج
لا يهم التسمية صحوة او غفوة أو يقضة من نوم عميق أو حياة بعد موت …….. الناس تحب العناوين الرنانة و” صحوة ” لها بعد نفسي يمتد في أعماق النوام و يحرك في أفئدتهم مشاعر مرتبطة بالاحلام الكبيرة ” و بالصحوات التي مرت دون صحوة و كانت مزيد دمار و مزيد غرق في أحلام تغشاها أحلام ….و كوابيس ……………
لم أحب أبدا هده التسميات و لا تروقني العناوين لأنها تحتقر و تقزم الذكاء ….. نصر دائما على جلب الماضي معنا و لو على سبيل محاولة دغدغة المشاعر و هذا جزء من التنويم في نضري …
لا أحب أن أختزل شيخي و معلمي في كلمة ” ما هي الصحوة ” مقارنة مع الرسالة الكبيرة التي يحملها بين يديه
في اعتقادي الاستيقاض من النوم شغلة شخصية من استحلى لذة الفراش فهو يعلم أنه مسؤول عن ما سيرى في كوابيسه و من اختار النهوض والعمل فهو أيضا يعلم ماذا سيجني ……………….