بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ جودت سعيد في ذمة الله
“يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”
ببالغ الحزن والأسف تلقيت اليوم نبأ وفاة مولانا الشيخ المفكر والرجل الصالح الحكيم #جودت_سعيد عن عمر مبارك ناهز التسعين عاما، قضاه بسلام وهدوء في الدعوة إلى روح الإسلام، والإلحاح على استنقاذ ما سلبته منه يد التعصب والانغلاق، وإعادة الاعتبار إليه دينَ سلامٍ ومحبةٍ، ورسالةَ عملٍ وإنتاج، بعد أن شوهته مقاربات روحها العدوانية البغيضة والاتكالية البليدة الماتحة من روح عَمِيتْ عن منطق السنن.
رجل من عرفه عرف أنه عرف رجلا ليس ممن يتيسر كثيرا أن تراهم وتعرفهم، ذلك أنهم لا يعبرون في حياتنا هذه كثيرا. ومن عرف جودت سعيد فلن ينكر كيف كان اللقاء بكتاباته في حق الكثيرين حدثا حقيقيا، لا أقول ترك بصمة، بل شكل منعطفا في حياة فكرهم ومسيرة نضجهم، سواء [مذهب ابن آدم الأول] أم [حتى يغيروا ما بأنفسهم] أم [اقرأ وربك الأكرم] أم غيرها.
وقد ضرب مولانا الراحل الكبير بحياته على طولها مثلا مجسدا لأفكاره السلامية الوادعة، فلم يك رجل خصومات، ولا داعية عراك واشتباك، بل عاش ما دعا إليه وأفرغ عنه في قوله وفعله، أشبه بحكيم من القدماء سقط سهوا بيننا في عصر لم يلائمه على نحو مرضي، فأدرك أن قدره أن يلقي بذاره ويمضي، موقنا أن كل ما تحتاجه هو الزمن، لتستحيل بعد حين، قد يطول قليلا إلا أنه آينٌ لا محالة، حديقةً فينانة غناء، وأيامئذ تجد روحه عزاءها في ملكوتها، قل عسى أن يكون قريبا.
اللهم اغفر لعبدك جودت سعيد ذنبه كله، دِقَّه وجِلَّه، وبارك له فيما زلف من خير وبر. اللهم بغناك عنه وبفقره إليك فارحمه وآنسه، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلين خيرا من أهله، اللهم وأعل مقامه في عليين، مع عبادك الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. اللهم ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، وأخلف على أهله وعلينا وعلى أمة محمد في مصابهم به خيرا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أضف تعليق