إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمدُهُ ونَسْتَعينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُوَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ ولا نظيرَ له ولا مثالَ له، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا ونَبِيَّنَا وَحَبِيبَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَصَفْوَتُهُ مِنْ خلقهِ وأمينهُ على وحيهِ، صَلَّى اللَّهُ – تعالى – عَلَيْهِ وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المُبارَكين الميامين وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
عباد الله:
أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، كما أُحذِّركم وأُحذِّر نفسي من عصيانه – سبحانه – ومُخالَفة أمره لقوله عز من قائل:
مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ۩
ثم أما بعد:
أيها الإخوة المسلمون الأحباب، أيتها الأخوات المسلمات الفاضلات، يقول الله – جل مجده – في كتابه الكريم بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا ۩ وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَانًا كَبِيرًا ۩ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ۩ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ۩ قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا ۩ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ۩ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً ۩
صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط. آمين اللهم آمين.
إخواني وأخواتي:
وعيدُ وتهديدُ إبليس – لعائن الله عليه مُتتابِعة إلى يوم الدين – بحسبِ المنظور القرآني ليس له كبير خطر ولا عظيم تأثير، يتهدَّد ويتوعَّد ويُبرِق ويُرعِد ويُرغي ويُزبِد ولكن الله – تبارك وتعالى – حسم القضية بجُملةٍ واحدة إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۩،فالشيطان ليس له سُلطان على عباد الله إلا مَن شاء باختياره وغلبة الشقاء عليه أن يكون من شيعته وأعوانه وحزبه، كما قال عز من قائل إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۩ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ۩، ومَن كفر وجحد وأنكر وعند وتابع إبليس وسار في طريقه الضيقة صار لإبليس سُلطان عليه، وإلا الأصل أنه لا سٌلطان لإبليس على عباد الله، وهذا من رحمة الله وهذا من عدل الله، حاشاه – تبارك وتعالى – أن يجعل له علينا سُلطاناً ثم يُؤاخِذنا بعد ذلك إن زللنا أو ضللنا أو أخطأنا أو تجانفنا، حاشا لله أن يحدث هذا، قصار سُلطانه الوسوسة، وهذا ليس بسُلطان على التحقيق وإنما هو من قبيل قولهم تحيةُ بينهم ضَرْبٌ وجيعُ، فالضرب لا يكون تحية والوسوسة والتزيين لا تكون سُلطاناً، تقول الآية الكريمةوَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ – هذا الخبيث الذي هو أخبث الخلق لعنة الله تعالى عليه يُقِر ويعترف بأن ما كان له عليهم من سُلطان – إِلَّا – أي ولكن، فهنا إلا بمعنى ولكن – أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ۖ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ ۗ ۩، والآيات في سورة إبراهيم عليه السلام، فإذن ليس له سُلطان، قال الله في سبأ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ۩، وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ۩، إذن ليس له سُلطان على التحقيق، وفي الحديث الصحيح حين شكوا إليه – صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً – ما يجدونه مما يدهمهم من جيوش الوساوس ونوازع التسويلات الشيطانية والنفسانية استفصلهم وتكرهون هذا؟ أي هل لا تُحِبونه؟ فأكَّدوا أنهم يكرهونه جداً بل يُفضِّلون أن يخروا من السماء وأن يُصبِح أحدهم فحمة حمومة على أن يبوح به، فالحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة لأن ليس عنده أكثر من أن يُوسوِس، ولكن أنت عندك عقلٌ وعندك فطرةٌ سليمة وعندك شرعٌ ماضٍ وعندك كلمات الله التامات وكلمات الله العليات، فكيف يُؤثِّر عليك إلا إذا جعلت مقادتك إليه وألقيت بها إليه – والعياذ بالله – وقلت له قدني وسيِّرني في أي مسارٍ أردت، فتُصبِح – والعياذ بالله – من جماعة أو قبيل المُشرِكين الذين ألقوا بمقاداتهم إليه؟ قال الله إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ۩، هذا هو القرآن العظيم الذي يحكي حكمةً إلهيةً وعدلاً، حكمة الابتلاء وحكمة الاختبار وحكمة أن الجنة محفوفة بالمكاره ولكن هذا عدل أيضاً، فهو يحكي عدلاً، عدل أن الله لا يُكلِّف نفساً فوق طوقها وفوق ما تُطيق، تقول الآية الكريمة رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا ۩، قال الله قد فعلت كما صحَّ من حديث ابن عباس مرفوعاً في صحيح مسلم، فالله قال قد فعلت، لأن الله لا يُكلِّف العباد والخلق فوق طاقتهم – حاشاه لا إله إلا هو – ثم يُؤاخِذهم بعد ذلك إن فعل، كلا حاشاه أن يفعل هذا، وفي الحديث القدسي يا عبادي إن حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم مُحرّماً، لكن قد يقول قائل هذا كلامٌ قرآني وليس كلاماً عقلانياً، هذا ليس كلام العقل والفلسفة والمنطق والاستنباط والاستنتاج، إنه نصُ كتاب الله، هو ليس له سُلطان، قال الله إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا ۩، كما نقول بالعامية أعلى ما في خيلك فلتركب، تقول الآية الكريمة قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُوراً ۩ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ۩، أي افعل أكثر ما تقدر عليه، ولن يكون لك سُلطان على المُختارين وعلى الصالحين وعلى الواعين وعلى الأيقاظ الصالحين وعلى مَن رموا الخير لأنفسهم أو مَن رموا أنفسهم الخير، فلن تستطيع، أنت أضعف من ذلك وأنت أقل خطراً من ذلك، قال الله إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۩، فالشيطان ليس بذلك الخطر الذي يُصوَّر، لكن قد يقول قائل هذا كلامٌ جميل وهو كلامٌ قرآني رباني واضح وقد نطقت به الآي الربانيات الجليلات، فما بال المسيح الدجّال؟ المسيح الدجّال له سُلطان وأي سُلطان؟ سُلطانٌ عجب وسُلطانٌ مُخيف، رجلٌ يظهرُ في آخر الزمان معه جنةٌ ونار، وهذا أمر عجيب، مَن يُطيق الصبر على هذه الفتنة؟ قيل معه ماءٌ ونار، نهر من ماء ونهر من نار يمشي قدَّامه كما في كتب اليهود قبل أن تكون في أحاديث المسلمين، هذا في سفر دانيال المكتوب ألف وسبعين قبل الميلاد، فيُقال نهرٌ من نار يمشي قدَّامه، وهذا في الأحاديث النبوية الصحيحة الرجيحة، فنفس الشيئ لدينا، هذا الرجل لديه القدرة على أن يُحيي ويُميت ويدعو بشاب فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رميةَ الغرض – أي يقطعه جزلتين قسمين نصفين مُتباعدين بينهما مسافة كالمسافة ما بين الرامي وبين الرمية، وهذا معنى رميةَ الغرضِ، فربما بين جزلتي هذا الشاب الذي يقتله الدجّال خمسون متراً أو مائة متر – ثم يدعوه فيلتئم، فيُقبِل مُتهلِّلاً، أي أنه قتله ثم أحياه، وهذه فتنة عجيبة جداً، وفي حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم يأتي على القوم فيدعوهم إلى عبادته، أي أنه يدّعي أنه ربٌ والعياذ بالله، يدّعي أنه هو الرب، أي رب العالمين، فهو ليس رباً من جُملة الأرباب وإنما هو – أستغفر الله – الرب، أي هو الله تعالى والعياذ بالله، فهل الله مكَّنه من هذا؟ قيل الله مكَّنه من هذا لحكمة، فأين هذه الحكمة؟ سوف نرى هذه الحكمة، الحكمة هى تكذيب الكتاب وتكفير الناس بدينهم وبنبيهم، وسوف ترون فلا تستعجلوا ولا تُنكِروا، لا تعجلوا بالإنكار ولا تتشبثوا وتقولوا هذه الأحاديث الصحاح الملاح، فعندكم كتاب الله، ما أعظم تهوكنا؟ ونُكفِّر مَن يُنكِر هذه المُتواتِرات، أما مَن يُنكِر الكتاب والحكمة والعدل الإلهيين لا شيئ عليه، علماً بأن الكتاب لا يُرجَع إليه، هو يُتلى ويغنى أو يُتغنَّى به ولكن لا يُتدبَّر، نحن لا نحتكم إلى كتاب ربنا وإنما نحتكم إلى مرويات فلان وعلان من الناس، فهو يُحيي ويُميت ومعه جنة ومعه نار و يأتي إلى القوم يدعوهم إليه وإلى الإقرار بروببيته وبألوهيته – والعياذ بالله – فإن اتبعوه كُفئوا أحسن مُكافأة، يُصبِحون وقد أمرعت أرضهم وأخصبت ونمت الزروع وتغدو عليهم ماشيتهم أسبغ ما كانت ضروعاً، فكلها – ما شاء الله – لبن وحليب ببركة مُتابَعة هذا الإله الدعي الملعون الدجّال، والعكسُ بالعكس والعكسُ صحيح، إن أتى على قوم فلم يتبعوه أصابتهم سنة وجدبٌ وهلاكٌ في أموالهم ومواشيهم وزروعهم، لأنك لم تتبع الرب أنت وهذه فتنة، يأتي إلى الخربة – مكان مهجور خرب – فيأمرها – يأمر الجمادات – فتخرج كنوزها – ذهبها وفضتها – تتبعه كيعاسيب النحل، أي جمع يعسوب وهو الدبور، فاليعاسيب تعني الدبابير – Wasps – والزنابير، ومن ثم هى تتبعه، لأن ذكور النحل أو يعاسيب النحل تتبع الأنثى للتلقيح كما تعلمون، أي الملكة، فذكور اليعاسيب تتبعها بشدة وبقوة وبإرادة لا تنثني ما شاء الله، وأي عالم اليوم في التعدين يقول لك ما هذا؟ هل هذا كلام نبيكم؟ فيُقال له هذا في الحديث الصحيح عن النواس بن سمعان فإياك أن تعترض وإلا تباً لك، لكنه يقول هذا غير موجود، العلم لا يعرف هذا، الأرض ليس فيها ذهب وفضة مُخزَّنة، هذا كلام غير صحيح، هذه الأشياء موجودة في موادها وتُستخرَج بالتعدين، لا نقول اخرج فيخرج الذهب والفضة، هذا كلام فارغ وتصور طفولي، فهل نبيكم قال هذا؟ سوف يشك مُباشَرةً العالم لكن هذا في صحيح مسلم، ذهب وفضة تخرج من الأرض قطعة قطعة – ما شاء الله – وتُخزَّن في المخازن مُباشَرةً، لكن هذا تصور طفولي، هذه تصورات أسطورية تُنسَب إلى رسول الله – إلى ختام الأنبياء والمُرسَلين – وتتطرَّق إلى الصحاح، ثم يُراد لنا أن نُصدِّق أن كل ما في الصحيح صحيح، من أين أتيتم بهذه الأسطورة؟ هذه فرية بلا مرية، أي أن هذه أكذوبة، ومع ذلك يُقال يا رجل رجالُ الشيخين جاوزوا القنطرة ولا كلام فيهم، لكن لماذا لا كلام فيهم؟ أنتم تتكلَّمون فيهم، يا جماعة عقولنا ما عادت تقبل هذه المُتناقِضات والله الذي لا إله إلا هو، والله الذي رفع السماوات بغير عمدٍ ما عدنا نقبل هذه الأكاذيب، هذه أكاذيب يا إخواني وسأتلو عليكم فقط مثلاً أو مثلين.
المثل الأول عن أحد شيوخ البخاري وهو شيخٌ جليل من شيوخ البخاري إسمه عثمان بن أبي شيبة، وهو أخو أبي بكر بن أبي شييبة، فعثمان بن أبي شيبة أحد مشاهير شيوخ البخاري، رحمة الله على الجميع وغفر الله لنا وللجميع، وهذا الرجل عجيب، فكيف للبخاري أن يأخذ عنه الحديث؟ مُستحيل بالموازين الشرعية أن يُؤخَذ عن هذا الرجل أحاديث، لماذا؟ لأنه يعبث بكتاب الله، بل أنا أقول لكم هو يسخر بكتاب الله، فكيف يبقى ثقةً وهو يسخر بكتاب الله؟ الذهبي – تعرفون الحافظ المُؤرِّخ العلَّامة العظيم العليم بالرجال – يقول وهو على ثقته فيه دُعابة، أي يمزح بكتاب الله، ألم تقرأوا سورة التوبة؟ قال الله لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ ۩ وقال أيضاً على لسانهم إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۩، فهل يُمكِن اللعب بكتاب الله؟ تقول الآية الكريمة وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ ۩، لكن هو لا يقول جَبَّارِينَ ۩ وإنما يقول خبَازين، فيقرأها ويتلوها خبَّازين، أي يقول عثمان بن أبي شيبة وإذا بطشتم بطشتم خبَّازين ثم يضحك ويُقهقه في مجالسه العلمية، هل آخذ حديث عن رسول الله عن هذا الرجل؟ تقول الآية الكريمة وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ ۩ فقال وما علَّمتم من الخوارج مُكلِّبين، أي أنه لا يقول الْجَوَارِحِ ۩ وإنما يقول الخوارج، من أجل ذبح الخوارج، أي علِّموا الخوارج، قال الله جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ۩ فقال جعل السفينةَ في رحل أخيه، كيف يُقال السفينة في الرحل يا ابن أبي شيبة؟ كيف هذا يا شيخ البخاري غفر الله لك ولمَن أخذ عنك العلم؟ هل أنا أُصدِّق أن الحديث يصح من طريق أمثالك؟ ما هذا يا أخي؟ والمُصيبة أن هذا في كتبنا مكتوب، ويقولون لك لعله تاب وأناب، غفر الله له، وهو على ثقته – أي على موثوقيته لأن هذه أفصح – فيه دعابة، فكيف هذا؟ هل يحل لهؤلاء لأن البخاري ومسلم خرَّج عنهم أن يُلحِدوا في كلام الله ثم لا يحل لأمثالنا أن نعترض وأن نصرخ وأن نتصايح؟ حسبنا الله ونعم الوكيل، قال الله فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ ۩ فقال فضُرِبَ بينهم بسنور له ناب، والسنور هو القط – Cat – أو الهر، فهو يقول فضُرِبَ بينهم بسنور له ناب ثم يضحك ما شاء الله، وهذا إلحاد في كلام الله، فهل تتحدَّثون عن الزندقة؟ مثل هذه هى الزندقة، السُخرية من كلام رب العالمين وتلاوة كلام الله على هذا النحو نوع من إحلال العقدة، أين تعظيم كلام الله تبارك وتعالى؟ ومع ذلك يُقال لك هذا من شيخ البخاري قطع الله لسانك، وأنا أقول ليس قطع الله لساني وإنما قطع الله حماقتك، يبدو أنك أحمق ومغلوب على عقلك، ويبدو أنك لا تزال تدأب وتُواصِل المُراهَنة على مثل هذه الأفراس الخاسرة، فهذه أفراس خاسرة، لكن قد يقول لي أحدكم ماذا تُريد أن تقول يا عدنان؟ أُريد أن أقول مع احترامي لأئمتنا وعلمائنا ومشائخنا وكتبنا أن ليس كل ما فيها صحيحاً، هذه الكتب فيها الصحيح وفيها دون ذلك، البخاري أكثره صحيح ولكن فيه كمٌ ليس بصحيح وكذا مسلم، فهذا أقبله وهكذا أُحرِز ديني وعقلي وأُحرِز نبيي وسُمعة نبيي وصورة نبيي، ولكن إن راهنتم على الخُطة الحمقاء سوف تفشلون، وأنا أسميها الخُطة الحمقاء، أي أن يُصِر علماؤنا على أن كل ما في الصحيحين هو صحيح والموت دون ذلك، فنحن نقول لهم هذه خُطة حمقاء، سيأتيكم ألف مُتشكِّك وألف ذكي وألف مُلحِد وألف يهودي وألف نصراني ويقول لكم تفضلوا، هل هذا نبيكم؟ أنا الآن سأقول لكم ما هو نبيكم من كتبكم الصحيحة ولن يخرج معنا صورة لرجل كريم، ويُمكِن أن نفعل خُطبة بهذا المعنى ولكن حاشا أن أفعل هذا في حق مولاي وسيدي رسول الله، تُوجَد – والله العظيم – أحاديث في الصحيح فقط تصف الرسول صورة مُشوَّهة جداً جداً، اعرضها على أي إنسان وسوف يقول لك كفرت بهذا النبي، هذا لا أُؤمِن لأن هذا لا يُغريني ولا أحترمه ولا أُحِبه، لكن هذا في الصحاح، مثل ماذا؟ لكي تعرفوا اقرأوا الصحاح، لكن المُشكِلة أن الأمة لا تقرأ، اقرأوا وسوف ترون، فاقرأوا كتب العلم، وعلى كل حال هو يسخر ويقول بسنورٍ له، وكذلك الحال مع الآية التي تقول أَلَمْ تَرَى كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ۩، هل تعرفون كيف كان يقرأها شيخ البخاري؟ يقول ألف لام ميم، ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، وقد قالوا لي أين شيوخك يا عدنان؟ وأنا ليس لي أي شيوخ ولكنني تعلَّمت وفتح الله علىَ وحكَّمت عقلي، وهذا شيخ البخاري الذي من المُؤكَّد أن عنده مئات الشيوخ لكنه – ما شاء الله – تعلَّم أن يقرأ ألف لام ميم، ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل، فشيخ البخاري علَّامة كبير، نحن حمقى وهم أذكياء، نحن مطعونون وهم أسوياء، نحن مرضى وهم أصحاء، أي عقل يقبل هذا؟ قال الذهبي فيه دُعابة، فالرجل يُحِب المزح، وأبو الحسن الدارقطني – رحمة الله تعالى عليه – في كتابه التصحيف أورد من هذا أنموذجات أخرى لتحريف ابن أبي شيبة لكتاب الله،وعودوا إلى كتاب التصحيف لشيخ الإسلام وإمام المُحدِّثين أبي الحسن الدارقطني!
إسماعيل بن أبي أويس أحد مشائخ البخاري، وروى عنه ربما حديثين أو ثلاثة، أي ليس كثيراً، لأنني سمعت البعض يقول روى عنه المئات، وهذا كذب وكلام غير صحيح، هو روى عنه حديثين ربما أو ثلاثة على الأكثر، ولكن هذا الرجل رغم أنه من شيوخ البخاري ومشهور تحماه مسلم، فمسلم جرَّحه وقال لا أروي عن إسماعيل، وحُقَّ لمسلم أن يتحماه، لماذ؟ لأنه اعترف بلسانه – كما تقول العامة بعظمة لسانه – وقال ربما وضعت الحديث لأهل المدينة في الأمر يختلفون فيه، أي أنه يقول أنا أُؤلِّف الحديث وأقول قال فلان عن فلان عن رسول الله وهذا لم يحدث، فهو يعترف بالكذب على رسول الله ثم يروي عنه البخاري، وهيا نرى إمامنا ابن حجر – رحمة الله عليه – في مُقدِّمة فتح الباري كيف أجاب عنه، لأنه أجاب عن هؤلاء بنحو ما أجاب الذهبي أحياناً، قيل تاب وأناب، فعله ثم تركه، لكن أنتم قعَّدتم قواعد وهى صحيحة رجيحة تقول أن مَن ضُبِطَ مُتلبِساً بالكذب على رسول الله ولو مرة لا تُقبَل روايته أبد الدهر، أليس كذلك؟ مَن يُؤمّننا يا حبيبي؟ لكن ابن حجر والذهبي وغيرهما يقولان لعله فعله ثم تاب منه، الله أكبر، كيف تعترف أنه كذب على رسول الله وأنه كان يكذب ويختلق الأحاديث ثم تجعله بعد ذلك مِمَن تاب وأناب؟ وما حاجتي إلى أحاديثه؟ ما حاجتي بأحاديث هذا الكذَّاب؟ لكن المُشكِلة أن هؤلاء المشائخ – واليوم مشائخ الفضائيات – لا يتكلَّمون بأمثلة ويسألون ويتعجَّبون قائلين لماذا يُفتَن الناس بكلام عدنان؟ وهذه ليست فتنة يا أخي، فأنا لا أفتن الناس – حاشا لله – ولست بمفتون إن شاء الله، ولكن أنا أضع الناس على الورم وعلى الداء وعلى العصب الحساس الذي يُؤلِم وأضرب لهم أمثلة مُباشَرةً، هم يتكلَّمون بإسم القواعد والعموميات ويتحدَّثون عن الصحيحين والبخاري ومسلم ومبلغهما في التقوى والحفظ والعبقرية والاستحضار وما إلى ذلك، ويقولون مَن أنت؟ ومَن غيرك؟ وكيف هذا؟ وأجمعت الأمة وأطبق العلماء واتفق الأئمة، وهذا كله كلام، وعند التطبيق لا نرى هذا، أي لا نراه كما هو هكذا، وإنما نرى ما ينقض كثيراً منه أو بعضاً منه، وهذا هو الفرق، فأنا أتحدَث بحقائق ووقائع وأقول لكم عودوا إلى المصادر وكذِّبوني إن استطعتم، ربما أُخطيء في كل مائة أو مائتين أو ثلاثمائة مثال مرة، وهذا أمر طبيعي، والبخاري كان يُخطيء هذا الخطأ، والطبري والطبراني وابن تيمية وكل علمائنا حدث معهم هذا في عشرات المرات، وأنا إذا أخطأت مرة في عزو صحيح – أي قلت هو في الصحيح وهو ليس في الصحيح – بين كل ثلاثمائة وأربعمائة مرة فهذا مُمتاز، هذا يُحسَب لي وليس علىّ، لكنهم يقولون ممنوع أن تُخطيء في حين أن كلهم أخطأوا، وهذا أمر طبيعي، الذاكرة تخون أحياناً، بخلاف الذي يُدلِّس في أكثر كلامه ويكذب في أكثر منقوله، والعلماء مأمونون على ما نقلوا، مبحوثٌ معه فيما قالوا كما هى القاعدة، فالقاعدة تقول العلماء مأمونون على ما نقلوا، مبحوثٌ معه فيما قالوا، وعلى كل حال نعود إلى الدجّال اللعين.
بلغ من فتنته أنه يقول للأعرابي لو أحييت لك أباك وأمك هل تتبعني؟ فيقول نعم، فتأتي شياطين تتمثَّل للأعرابي بصورة أبيه وأمه فيتبعه، وهذه فتنة عظيمة ومن ثم سوف يتبعه طبعاً، واضح أنه رب لأنه يبعث الموتى، الله قال عن نفسه يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ۩، وهذا يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ، ومن أين لهذا الأعرابي الساذج الأمي أن يعرف أن هذه شياطين؟ قد يقول لي أحدكم ليس العتب هنا على العقل ولا على أي شيئ – أستغفر الله العظيم – لكن العتب على مَن ائتفك هذه الأفائك واحتقب إثم هذه الكبائر من الأكاذيب ناسباً إياها إلى رب العالمين وإلى رسوله الأمين، سوف يقول الناس يا رب ما حيلتنا؟ لم ابتليتنا بهذه البلية ولا طوق لنا بها؟ نحن لا نستطيع، هذا رجل معه جنة ونار ويُحيي ويُميت وتستجيب له السماوات والأراضون ويُخرِج كنوز الأرض وهو عظيم الخلقة وجسيم ويركب حماراً – كما عند ابن ماجه وغيره – وهذا الحمار بين أذنيه أربعون ذراعاً، فما هذا؟ حمار فائق Super، بين أذنيه أربعون ذراعاً أربعون ذراعاً، أي ثلاثون متراً، وهذه فقط المسافة بين أُذني الحمار، فكم يبلغ متن أو ظهر هذا الحمار؟ وبالتالي ما حجم هذا الدجّال؟ لما يجلس الدجّال على هذا الحمار الفائق – Super – كم سوف يُصبِح؟ هذا شيئ فظيع جداً، قالوا لك لكن النبي أبرأ ذمته وقال ما من نبي إلا حذَّر أمته الدجّال وأنا أيضاً أفعل، ولكن سأذكر لكم فيه علامة مائزة فارقة، إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور، وأنا أقول أستغفر الله العظيم، فهل لو أتى الدجّال بعينين مثلنا وليس أكثر منا آمنا أنه ربنا؟ هل ربنا لديه عينان في رأسه يا أخي؟ ما هذا يا أخي؟ هذه أحاديث، لكن هل النبي قال هذا؟ حسبنا الله ونعم الوكيل، لكن الله قال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ ۩، فهل الله لديه عينان في رأسه؟ هل الله له وجه محمول في رأس على بدن وفيه عينان؟ هل النبي يقول هذا؟ قالوا لك قطع الله لسانك لأن هذا الحديث في الصحاح، كيف يكون هذا في الصحاح؟ عرفنا هذه الصحاح الآن وعرفنا أنها كالقرآن، من رواية ابن أبي أويس وابن أبي شيبة وأمثال هؤلاء – أحياناً وليس دائماً – ومن ثم صدَّقنا، فالبخاري ومسلم قرآن كريم مقطوع به، لكن حاشا لله، تقول الآية الكريمة مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۩، ائتنوني بكلمة تُصرِّح أو تُشير إلى الدجّال ولو من وراء وراء، أين هذا؟ هيا ائتوا بهذا من كتاب الله، هذه أعظم فتنة خلقها الله تبارك وتعالى، والله حذَّرنا من أولادنا – وأولادنا ليسوا دجاجلة – أن نحبهم مزيد حب فنقعد عن الجهاد أو عن الهجرة في زمان الهجرة إلى رسول الله أو عن مراضي الرب لا إله إلا هو، وحذَّرنا من أزواجنا وهن من أقرب الناس وأمسهم بنا وثاقة وصلة، قال الله مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ۩، لكنه لم يُحذِّرنا من الدجّال وهو أعظم فتنة على الإطلاق، وفي صحيح مسلم ما خلق اللهُمُذ خلق آدم إلى يوم القيامة أمراً – وفي رواية خلقاً – أكبر من الدجّال، فهو أعظم فتنة والعياذ بالله، وعند الإمام أحمد ما خلق الله فتنة من آدم إلى قيام الساعة إلا وهى تصب في فتنة الدجّال، وطبعاً نحن سنخسر أكيد لو خرج الآن، فنحن أول الناس سنخسر – قطعاً سنخسر – فهل تعرفون لماذا؟ لأن الشاب العزب غير المُتزوِّج برَّحت به عزوبته عشر سنين أو عشرون سنة فلو أتيته بأجمل امرأة في البلد وليس في العالم وإنما في البلد وقالت له هيت لك فإنه بنسبة تسعة وتسعين في المائة – والله أعلم – سوف يفعل، هذه فتنة امرأة جميلة، لو رجل غلبان فقير مُضجع برَّح به الفقر والمسغبة والجوع وليس عنده دواء لابنته العليلة أو زوجته المريضة القعيدة ووجد أمامه مائة ألف يورو سوف يأخذها مُباشَرةً، وهذه ليست فتنة دجّال، وكل فتن الدنيا تصب في فتنته، فمَن الذي ينجو منه؟ ابن حجر – رحمة الله عليه – بكل بساطة قال الأرجح أن عدد الذين ينجون من الدجّال سبعة آلاف، وطبعاً اليوم نحن اقتربنا من سبعة ملايير، والله أعلم بما سيحدث في أيام الدجّال، فلو ظهر هذا اللعين غداً فإن عدد البشر وصل إلى سبعة ملايير، وهو لن يظهر طبعاً – إن شاء الله – فاطمئنوا، اطمئنوا ولا تفزعوا لأن هذا كلام فارغ، ولو ظهر بعد مائة سنة أو مائتين سنة فمن المُمكِن أن يكون قد وصل عدد البشر إلى تسعة أو عشرة أو خمسة عشر ملياراً، لكن ابن حجر قال الأرجح أن عدد الذين ينجون من الدجّال سبعة آلاف، يا سلام على رحمة رب العالمين وعلى العدال الإلهي، الآن سيأتي أي واحد من الجيل الذي ضلَّ وسيتقحَّم ورطات جهنم ويقول يا رب نُريد أن نعتذر عن أنفسنا، أنت لم تُعذِر من ذاتك المُقدَّسة، كيف يا عبادي؟ يقول يا رب ما ذنبنا؟ ابتليتنا بأعظم فتنة على الإطلاق هيَّأتها في مسيرة الدنيا، ونحن أجيال مُتأخِّرة على ضعفٍ من اليقين وبهوتٍ من الدين وضؤلة من العلم واشتجار الفتن واحتراب الأهواء في آخر الزمان ورميتنا نحن من بين الخلق أجمعين بهذه الفتنة، فهذا جيل واحد، ما ذنب هذا الجيل؟ لماذا يُبتلى هذا الجيل وحده – مثلاً – بفتنة الدجّال؟ لأن الدجّال لن يعيش ألف سنة لكن الدجّال سيبقى أربعين صباحاً أو أربعين سنة طبعاً، في الصحيح أربعون وفي أحاديث أخرى أيضاً قوية سوف يمكث أربعين سنة سنة أو أربعين صباحاً، الله أعلم لكنها هذه أكاذيب، وهذه التعارضات كثيرة جداً جداً في أحاديث الدجّال، وكلها أحاديث مُتعارِضة يُكذِّب بعضها بعضاً، وسوف نتلو عليكم الآن بعض هذه التعارضات والتناقضات والمُناكَدات بين هذه الأحاديث، فإذن ما ذنبهم أن يُبتلوا هم وحدهم بهذه الفتنة؟ لماذا يا رب كلَّفتنا بما لا نُطيق وأنت تعلم أننا لا نُطيق هذا؟ لماذا أضللت سبعة ملايير ونجا فقط سبعة آلاف؟ هذا ما يقوله أمير المُؤمِنين الحافظ العظيم ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، قال الأرجح أن عدد الذين ينجون من الدجّال سبعة آلاف، فأين الهداية؟ أين العدل؟ أين الرحمة؟ أين الحكمة في هذ؟ كيف والقرآن لم يذكره مرة؟ والله ولا مرة، لكنهم قالوا هذا غير صحيح، أنت تجهل لأن القرآن أشار إليه، كيف أشار؟أنا لا أُصدِّق الكلام هذا، هذا كلام فارغ، قالوا لك قال الإمام الكلبي لكن مَن الكلبي؟ وقال مُقاتِل ومَن مُقاتِل؟ مُقاتِل بن سليمان المُجسِّم، هذا أحد المُجسِّمة المشاهير ومُفسِّر قرآن مشهور، ومع ذلك يستشهدون بمُقاتِل، قولوا لنا أن مُقاتِلاً هذا كان رأساً في التجسيم، كان يعبد ربه على أنه جسم – والعياذ بالله – وبدن له أطراف، وطبعاً يقبل حديث إن ربكم ليس بأعور، فهو يُعجِبه جداً هذا الحديث، الله له وجهٌ في رأسه وله عينان في وجهه، أستغفر الله العظيم، نعوذ بالله من زلات اللسان وزلقات الجنان، لكنهم يقولون قال الكلبي وقال مُقاتِل كما أخرجه البغوي وغيره، قال الله في غافر – سورة غافر تُسمى سورة المُؤمِن – لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ۩ فقيل أكبر من خلق الدجّال، لكن أين دليلك؟ هل لك على هذا التفسير الساقط الفارغ آثار من علم؟ الله يقول النَّاسِ ۩، فهل أصبحت كلمة الناس معناها الدجّال؟ في أي وعي هذا؟ هل محمد – عليه السلام – فسَّر هذه الآية هكذا؟ قالوا لك لماذا يُفسِّر وهو عنده عشرات الأحاديث؟ الأحاديث التي نسبتموها إليه وكذبتموها عليه وبرَّأه الله مما قلتم – حسبنا الله ونعم الوكيل – فشنتم رسولكم!
الإمام أبو الأعلى المودودي – رحمة الله تعالى عليه – أحد كبار علماء وفقهاء ودُعاة المسلمين في القرن المُنصرِم، والمودودي هو علَّامة الهند المعروف، عنده مجموعة الرسائل والمسائل طُبِعَ منها جزءٌ يسير بإسم فتاوى المودودي، قال أنا استقريت أحاديث الدجّال وبان لي أن الرسول إنما قال هذه الأحاديث عن رأيٍ منه واجتهاد، وهو لم يُنكِرها لأن المسكين لم يستطع هذا، وفي كتابه الإسلام في مواجهة التحديات المُعاصِرة جعلها من الحكايا والأساطير، وقال الإسلام لا يتحمَّل وزرها، صحَّت أم لم تصح هذا كلام فارغ، فقالوا له كيف تقول هذا وهذه أحاديث صحيحة مُتواتِرة؟ لكنه كان يخاف، والمسلمون هناك في الهند ليسوا أقل تعصباً وانغلاقاً من مسلمي العرب الذين يقولون أتطعن في البخاري ومسلم يا زنديق؟ وعلى كل حال المودوي زُندِقَ طبعاً وهو أبو الضلالات عند كثير من مُسلمي المُتنطِّعة في الهنود والعرب أيضاً من الذين يُحذِّرون منه، وقالوا طوام المودودي، احذروا من المودودي فهو له طوام وبلايا، أي نفس الاتجاه – الاتجاه ذاته ونفسه – طبعاً، فالمودودي قال أنا استقريت الأحاديث وبدى لي أن الرسول إنما قال هذه الأحاديث عن رأيٍ منه واجتهاد، لكن هل في العقائد والأخبار رأي واجتهاد؟ هذه عقيدة، إما أن الله أوحى إليه أو لم يوح،فالرسول ليس حزاءً وليس كاهناً وليس مُنجِّماً وليس عرَّافاً، وأنا أقول لكم اقرأوا الأحاديث لقد جعلوه – والله – كاهناً!
لدينا حديث النواس بن سمعان في صحيح مسلم، حديث الجساسة الذي يرويه الإمام – إمام الكوفة – عامر بن شراحيل الشعبي عن فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس والي الكوفة وترويه عن رسول الله طويل ومعروف لكم جميعاً، في آخر حديث الجساسة ماذا يقول النبي؟ في ثلثه الأخير يقول عن مخرج الدجّال من بحر الشام، لا من بحر اليمن، لا، ليس الشام، لا، ليس اليمن، بل هو من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، فما هذا؟ هل هذا نبيٌ أم كاهنُ ومُنجِّم وعرَّاف؟ هل الوحي هكذا؟ الوحي يعلم علم يقين، ولكن النبي لم يكن يعرف، وإمام المسلمين المودودي قال هذه الأحاديث كلها النبي لا يعرف مخرجها بالضبط، مرة من أصفهان ومرة من خراسان ومرة من خلة – إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فيا عباد الله اثبتوا، فعاث يميناً وعاث شمالاً، فيا عباد الله اثبتوا – ومرة من جهة كذا ومرة من جهة كذا، فهذا أمر غير معروف، والنبي لا يعرف من أين سيخرج الدجّال، النبي لا يعرف هل الدجال الأعور هذا – لعنة الله عليه – عينه اليُمنى هى المعيبة أم اليُسرى، في البخاري ومسلم عينه اليُمنى، في مسلم عينه اليُسرى، وهذا أمر عجيب، أي أن في مسلم الرأيان، رأيان أم حديثان؟ حديثان يا أخي صحيحان، حديث في مسلم يقول العين المعيبة هى اليُمنى، وحديث في مسلم يقول العين المعيبة اليُسرى، وبعد ذلك ما نوع وكيفية هذا العيب؟ قال هذه العين مسحاء – مسيحة أو ممسوحة – لا جحراء – مجورة مُجوَّرة – ولا ناتئة جحظاء وإنما ممسوحة، مطموسة – مطموسة النور – كالعنبة طافية، وطافية معناها جحظاء وطالعة، لكنه قال طافئة بمعنى مطفوئة ليس فيها نور، فلا نعرف هل هى طافية أو طافئة ولا نعرف هل هى جحراء أم جحظاء ناتئة، لم نعرف هذا، وكله يُنسَب إلى النبي وفي الصحاح، فكلها أحاديث صحيحة، وهذا حتى في صفته، في صحيح مسلم بعد ذلك قيل هو شابٌ قطط -شعره قطط – وشُبِّهَ، وعند ابن ماجه وغيره شيخٌ كبير، فلم نعد نعرف هل هو شيخٌ أم شابٌ، يُوجَد الرأيان – أستغفر الله – أو الحديثان كما يقولون!
بعد ذلك ما قصة تميم الداري والجساسة؟ وما قصة ابن صياد؟ الأحاديث الصحيحة والصحابة الأجلاء يقولون الدجّال هو ابن صائد أو ابن صياد، وهو غلام يهودي الأرجح أنه وُلِدَ بعد أن هاجر النبي إلى المدينة، وهذا أمر عجيب، أي أنه كان طفلاً صغيراً، إذا أتاه النبي في السنة السابعة فربما عمره سبع سنوات على الأكثر، وإذا أتاه في السنة الثامنة فربما عمره ثمان سنوات، وعلى كل حال هو غلام يهودي وُلِدَ في المدينة، والنبي كان يظن أنه هو الدجّال، فكيف يُقال يظن؟ هل مسائل الغيب فيها ظن؟ هل هذا نبي أم كاهن؟ أعيروني عقلكم، ما هذا الكذب على رسول الله؟ قالوا أنه كان يتلصَّص عليه، فالنبي أخذ جماعة من الصحابة ومعه عمر وبدأ يتلصَّص عليه بين النخل – في طائفة النخل – وكان ابن صائد نائماً في قطيفة يغط – له غطيط – فأمه نبَّهته، فقال ما لها قاتلها الله لو تركته لبيَّن، أي كان سوف يظهر بنسبة مائة في المائة، يا سلام، وهل النبي يحتاج إلى هذه الألاعيب والتلصصات؟ هل لا يُوجَد وحي يقول له هذا الدجّال وينتهى كل شيئ؟ لكن النبي لم يكن النبي يعرف هذا، وعمر بن الخطاب وجابر بن عبد الله وعبد الله بن مسعود كانوا يُقسِمون الأقسام المُغلَّظة المُوثَّقة أن ابن صياد هو الدجّال، لكن انتبهوا إلى أن هذا لم يحدث في الواقع ولكن يُنسَب إليهم، لا عمر أقسم – لأن هكذا ظني بالصحابة كما أعرف – ولا جابر ولا ابن مسعود، لكنهم نسبوا إلى ابن مسعود أنه قال لأن أٌقسِم تسعةً وتسعين – أي قسماً أو يميناً – أو تسع وتسعين – أي مرةً – أن ابن صائد هو الدجّال أحب إلي من أن لا أُقسِم، فهو قال أنا أُقسِم على هذا تسع وتسعين مرة أنه الدجّال، علماً بأن بحسب الأحاديث الأخرى وهى في صحيح مسلم أيضاً أن هذا هو مُعتقَد ابن عمر، لماذا؟ لأنه اتفق مع ابن صائد ما يحمله ويحملنا لو صدَّقنا هذه المسنودات المرويات أنه هو الدجّال، لماذا؟ لأنه في صحيح مسلم – ورواه أبو داود وغيره أيضاً – أن ابن عمر ضربه مرةً وفي رواية ثانية لم يضربه وإنما سبُّه وفي رواية ثالثة قال له قولاً أغضبه، فلم نعرف هل ضربه أم سبَّه أم أغضبه، كلها روايات وكلها في الصحيح،
ففي الروايات التي في الصحيح قالوا ضربه وقالوا سبَّه وقالوا قال له قولاً أغضبه، أي واحدة من هذه الثلاث اليسيرة، فغضب ابن صائد فانتفخ – كاوتش أو بالونة – حتى ملأ الشارع – أي السكة – وصار الدجّال العظيم المنفوخ، وهذا يعني أن من الواضح بنسبة مائة في المائة أن هذا هو الدجّال، لكن الرسول قال لابد من أن تُفتَح القسطنطينية، وذلك في حديث معاذ بن جبل، قال النبي عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجّال، وخروج الدجّال طبعاً خروج المهدي وعيسى، فهذه سلسلة الكذب، وقد فُتِحَت القسطنطينية واستُبِيحَت المدينة قبل القسطنطينية ولم نر لا دجال ولا مهدي ولا عيسى، الله أكبر يا أخي، الله أكبر، الله أكبر.
هذه الأحاديث كلها تعكس بيئتها البسيطة الساذجة، فيتحدَّثون عن الحرب بالقسي – بالأقواس – وبالنشاب وعلى الخيول، وهذا انتهى ولم يعد اليوم موجوداً، نحن عندنا فانتوم Phantom وعندنا الشبح وما إلى ذلك، وهذا الكلام انتهى ولم يعد موجوداً، لكنهم قالوا لك من المُمكِّن أن يُدمَّر كل هذا بعون الله تعالى ونعود نتقاتل، فلابد أن نُدمِّر الحضارة ونُدمِّر لكي نُصدِّق هذه الأحاديث، لكن القسطنطينية كيف سنفتحها مرة أخرى؟ ماذا نفعل؟ قالوا لك هذه أحاديث صحيحة قطع الله لسانك، لكن لا والله، قطع الله الحماقة، ما عدنا نُصدِّق هذا، الحمد لله لدينا كتاب الله والمُتواتِر من السُنة العملية، علماً بأن لدينا الكثير من السُنن التي نقبلها على الرأس ونعمة مليون عين – والله العظيم – ولا كلام لنا فيها، فهى سُنن تأمر بمكارم الأخلاق وتُرغِّب وتُرهِّب بطريقة صحيحة معقولة، ولكن هذه الأخبار والأساطير والميثولوجيا – Mythology – النبوية ما عدنا نقبلها، هذه هى الفرس الخاسر، فالرهان عليه رهان على فرس خاسر، أنا أقول لكم وستذكرون قولي هذا أن هذه باب لتكفير شبابنا وأبنائنا، ولكن – إن شاء الله – نحن سنعمل ضد هذا الاتجاه من الآن، فنحن شرعنا وسنُتابِع ولن نقف ولن يقفنا أحد إلا أن يقفنا بالدليل، هيا ناظرونا وائتونا بالدليل، أروني – ما شاء الله – الدليل، لكنهم قالوا عدنان إبراهيم يُحكِّم عقله، وليس عيباً – والله – أن اُحكِّم عقلي، لكن أنا لا أُحكِّم عقلي وإنما أنا أُحاكِم الأحاديث إلى كتاب الله، وبعد ذلك أُحاكِم إلى الأحاديث إلى أنفسها، فإذا كذَّب حديث حديثاً لابد أن يتدخَّل هنا العقل، هذا حديث صحيح يُكذِّب حديثاً صحيحاً بشكل صارخ وصادح وفاقع، فماذا أفعل؟ إما أن أُرجِّح أن أحدهما صادق ولكنني أحتاج إلى معيار أيضاً وتبرير وتسويغ لكي أعرف لماذا هو صادق والثاني كاذب، وإما أن الاثنين كلاهما كاذبان أو مكذوبان، قال تعالى وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا ۩، الله يقول فقط كلامي وقرآني هو الذي لا يتخالف ولا يتناقض ولا يتشاكس، ولذا القرآن يُصدِّق بعضه بعضاً باستمرار، أما السُنة فيُكذِّب بعضها بعضاً باستمرار، لماذا؟ لأن ليست كلها – لا أقول السُنة وإنما ليست كل السُنة – من عند رسول الله، يُوجَد منها قدر لا بأس به مكذوب على رسول الله، فلا تقل لي هو يُحكِّم عقله وهو فيلسوف، لست فيلسوفاً ولا فلفسوفاً، وإنما الأحاديث يُكذِّب بعضها بعضاً وتُكذِّب القرآن، وسأعطيكم مثالاً علماً بأن المُستحيل أن أُرتِّب أفكاري في هذا الموضوع طبعاً، وهذا يحتاج إلى مُحاضَرة مُطوَّلة تمتد إلى ست أو سبع ساعات للحديث عن الدجّال، ولكن لدينا فقط ساعة في الخُطبة، فماذا نفعل؟ الله المُستعان.
قال الله تعالى هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ۩، وهذا جميل، في صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضيَ الله تعالى عنهما – قال عليه الصلاة وأفضل السلام يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۩ ثلاث آيات، لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ۩، فبلغة رسول الله سُدَّ أو اُغلِقَ باب باب التوبة، فهو تحدَّث عن طلوع الشمس من مغربها والدجّال والدابة، وهنا قد يقول لي أحدهم هل هذا أيضاً لا يُعجِبك؟ ما الاعتراض الذي عندك هنا؟ عندي اعتراض كبير، ولكن ليس أنا الذي عندي اعتراض وإنما رسول الله والأحاديث الصحيحة المُتواتِرة التي في الصحيحين، هل تعرفون لماذا؟ لأن هذا الكلام يعني إذا ظهر الدجّال لم يعد الإيمان ينفع صاحبه، فلا يُمكِن لك أن تُؤمِن لأن أُغلِقَ باب التوبة، يبقى المُؤمِن مُؤمِناً والكافر كافراً، وهنا سوف يقول أحدكم لكن يا مولانا الأحاديث المُتواتِرة والأحاديث التي في الصحيحين تقول بالعكس، فهى تقول الدجّال سوف يظهر وبعد ذلك يأتي عيسى ويقتله، وعيسى سوف يجعل كل الناس مُؤمِنين، وكل علمائنا قالوا بهذا، إذن الإيمان سوف ينفع والإيمان هنا مطلوب، لكن هناك الإيمان لن ينفع، فحلوا لي هذه الأحجية، هل الإيمان سوف ينفع صاحبه أم لن ينفع؟ لا أحد يعرف – والله – فانتبهوا، والآن طبعاً لا يعرف أحد فيكم الجواب، ومن هنا سوف تقولون هذا – والله – مظبوط، فالأحاديث الصحيحة تقول الإيمان سوف ينفع حتى تكون الملل كلها ملةً واحدة، يُهلِك الله الملل كلها إلا ملة الإسلام، فالذي سوف يتبع عيسى ويُسلِم أهلاً وسهلاً به، لكن الباقي الذي يُصِرعلى كفره سوف يُباد كله، فكله سوف يُباد بنفس عيسى وأيضاً بسيف عيسى، فرسول المحبة والسلام سوف يحمل سيفاً، والدجّال إذا ظهر لن ينفع الإيمان، لكن هل الدجّال قبل أم بعد عيسى؟ قبل عيسى، ومَن الذي يقتله؟ عيسى عليه السلام، فهل سوف ينفع الإيمان؟ قالوا سوف ينفع لأن كل الناس لابد أن يصيروا مُوحِّدين مسلمين، إذن الإيمان سوف ينفع، وهذا يعني أن النبي لم يقل الأحاديث الثلاثة أو لم يقل اثنين أو لم يقل أي شيئ من هذا طبعاً، فنحن لا نعرف الصحيح في هذا، وهذا يُنسَب إلى النبي وهذا يُنسَب إلى النبي وهذا يُنسَب إلى النبي وكله في الصحاح، ويُقال قطع الله لسانك، أرأيتم كيف يكون التناقض؟
في حديث مُخرَّج في الصحيح قال عليه الصلاة وأفضل السلام كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما مات نبيٌ خلفه نبيٌ، وأنا خاتم النبيين – لا يُوجَد أنبياء الآن – وأنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء كثر، في الأمة هذه لا يُوجَد أنبياء يسوسون، لكن ما معنى يسوسون؟ يحكمون، يُريد الحكام، وهنا قد يقول لي أحدكم كيف هذا؟ هذا الحديث ضد الأحاديث المُتواتِرة عن أن عيسى سينزل وسينزل نبياً، فما معنى نبياً؟ أنه رجل نبي، والنبي لا يُمكِن أن يكون غير نبي وإن كان لن يأتي بشريعة جديدة، وعلى طريقتهم هذا كذب، لماذا؟ لأن في شريعة رسول الله محمد – صلى الله على محمد وآل محمد وأصحابه – لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۩، في شريعة القرآن لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۩، وتُوجَد مئات الآيات التي تُقرِّر هذا المعنى، لكن هنا يُكرَه الناس على الإيمان، إما أن تُؤمِن وأن تُقتَل، يُهلِك الله الملل كلها، ولكن عيسى يأتي ويضع الجزية، فتقريباً باتفاق الشرَّاح أو جمهرة الشرَّاح لدينا – كل شرَّاح البخاري ومسلم – أنه يضع الجزية، وفي رواية أخرى يضع الحرب، فهو لا يقبل الجزية، إما الإسلام وإما السيف كما قال ابن حجر، إما أن تُسلِم وإما تُقتَل، فهل هذا نسخ لشرع محمد أم ليس نسخاً؟هذا نسخ لشرع محمد، فكذبتم علينا للمرة المائة، تقولون عيسى لا يُبعَث بشرعٍ جديد وإنما يُبعَث ويحكم بشرع محمد وهذا كذب، عيسى – عليه السلام – ينسخ شرع محمد هنا، فهيا حلوا لنا هذه الورطة أيضاً، هذه ورطة جديدة، وأيضاً يُقال يُهلِك الله الملل كلها إلا ملة الإسلام، حتى تكون الدعوة واحدة عند الإمام أحمد، وهى لا إله إلا الله، لكن هذا تكذيب لكتاب الله أيضاً من حيثية أخرى، فالقرآن يقول إلى يوم القيامة سيبقى اليهود يهوداً، سوف يبقى اليهود يعني وسوف تبقى ملة إسمها اليهودية، فسوف تقوم القيامة واليهود موجودون، قال تعالى وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۩، بنص آية الأعراف اليهود باقون إلى يوم القيامة أم غير باقين؟ باقون، لكنأحاديث الدجّال والمسيح بن مريم تقول يُهلِك الله الملل كلها إلا ملة الإسلام، فهل نُصدِّق القرآن أم نُصدِّق الأحاديث؟
تفضلوا إذن، ولذلك كل مَن يسمع خُطبتي هذه – والله أعلم – مِمَن يبتغي الحق سوف يقول واحسرتاه على عقولنا ووأسفاه على كتابنا، لقد عطَّلناه وجعلناه كالشريعة المنسوخة، فقد جعلناه وراءنا ظهرياً وتلوناه وما تأمَّلناه، أمَّ به الإمام ولم نجعله في الأمام، لكن لا يكفي أن يَؤم به الإمام، لابد أن يُجعَل الكتاب في القُدَّام والأمام، لكن أين هذا؟ يقولون لك هذا ليس شرطاً، لأن الإمام مكحولاً والإمام أبا نضرة – يُسنِده إلى أبي سعيد – والإمام الأوزاعي والإمام الدارمي والإمام فلان وعلان قالوا السُنة قاضية على الكتاب، والكتاب لا يقضي على السُنة، أستغفر الله العظيم، كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ ۩، هكذا ألَّفوا هذه المنهجية العجيبة المُتناقِضة التي تحفظ علينا تناقضنا والحمد لله رب العالمين، فنبقى مُتناقِضين مُتشاكِسين لا نفقه شيئاً!
بعد ذلك انتبهوا إلى ما في نفس سياق حديث عيسى وحديث الدجّال ويأجوج ومأجوج وهذه القصة الطويلة وهذه الحكاية الأسطورية، قالوا حين ينزل عيسى: فلا يحل لكافرٍ يجد نفَسه إلا مات، ونفَسه يبلغ حيث يبلغُ طرفه، أي مرمى البصر، فحين يتنفَّس يموت كل كافر، وهذا يعني أن الحرب مع الدجّال محسومة أمغير محسومة؟ محسومة، وبماذا محسومة؟ بنفَس، فقط يتنفَّس عيسى، لكنهم قالوا يُطارِده من مكان إلى مكان حتى يُدرِكه بباب لود – بباب لود في فلسطين – فيرميه بحربته، فلو تركه لانماع – لذاب كما يذوب الملح – ولكن الله يقتله بيده ويُريهم دمه على حربته، فما فائدة الحربة؟ ولماذا الانمياع؟ فقط يكفي النفَس!
هل المعركة مع يأجوج ومأجوج محسومة أم غير مسحومة؟ محسومة، فهى تُحسَم بنفَس عيسى، فقط يطلع عيسى على جبل أو على شرف ويتنفَّس، وسوف يُهلِك مئات الألوف بل الملايين في لحظة واحدة، لكن في الحديث الصحيح ذاته الله يُوحي إلى عيسى ويقول له يا عيسى إني سأبعث عباداً لا يدان لأحد بقتالهم، فحرِّز عبادي إلى الطور، أي خُذ عبادي المُؤمِنين المُختارين معك واذهب إلى الطور، ويأتي يأجوج ومأجوج، وأول ما يأتون على بحيرة طبرية تشفط أول زُمرة منهم الماء فلا يبقى وتأتي الزُمرة الثانية تلحس الطين – طين بحيرة طبرية فيه القليل من الماء – وتأتي الثالثة تقول كان هنا مرةً ماء، وهذه قصة حلوة وسيناريو عجيب، فيلم أسطوري غريب، لكن هذه هى قصة يأجوج ومأجوج، فعيسى لا يستطيع أن يُهلِكهم ويُرسِل الله عليهم النغف، دويبات صغيرة تفرسهم في رقابهم، فيُصبِحون فرسى أو قتلى، ثم يُرسِل الله طيوراً – كالطير الأبابيبل – تأخذهم بمناقيرها ترميهم في البحر، ثم يُرسِل الله مطراً – قيل من تحت العرش، وهو ماء كماء الرجال في رواية، وهذا شيئ غريب فمعذرةً على كل حال – فيُطهِّر الأرض ويُنبِتها، حتى أن الرمانة الواحدة تُشبِع السكن، والسكن هم أهل البيت، فتُشبِع أهل البيت، وهذا موجود في الأحاديث الصحيحة، لكن هل تعرفون أين يُوجَد بنصه وفصه مثلما ذكرته أخيراً؟ موجود من رواية كعب الأحبار لأن هذا من إسرائيلياته، وهناك كعب الأحبار – إذاعة الإسرائيليات – يُحدِّث وقد رواه عنه شيخ البخاري نُعيم بن الحماد في كتاب الفتن ورواه عنه أبو جعفر بن جرير – رحمة الله عليه – في تفسيره – وبعد ذلك استحال بقدرة قادر إلى نص نبوي وقيل النبي قاله من حديث أبي هريرة وحديث النواس بن سمعان واستقر في الصحاح، أي الإسرائيليات استقرت في الصحاح، قالوا لك عند ابن ماجه زيادة، هذه الزيادة صحَّحها العلَّامة الألباني رحمة الله تعالى عليه، قالوا فيبقى المسلمون يُوقِدون من قسي ونشاب يأجوج ومأجوج سبع سنين، لكن هل تعرفون أن هذه العبارة التي أوردها ابن ماجه منسوبة إلى رسول الله وصحَّحها العلَّامة الألباني – رحمة الله على الجميع وغفر الله للجميع ولنا معهم جميعاً وجمعاوات – موجودة في سفر حزقيال كما هى؟ في حزقيال يأجوج ومأجوج هؤلاء المُختارون يُوقِدون من نشابهم ومن أقواسهم سبع سنين، لكنهم قالوا لكهذا حديث نبوي، ويأتيني واحد على باب الله – كما يُقال – مسكين ويُنكِر حديثي، فالمُشكِلة حين يأتيك هؤلاء المساكين ويقولون يا رجل أنت كذا وكذا وأنت لست منطقياً ولا تفهم، فنحن لا نفهم ونحن دراويش وأغبياء لا نفهم ولا نقرأ وليس عندنا منهجية علمية لكن أنتم تفهمون فعلِّمونا، يُقال أنت لا تفهم يا رجل لأن هذا حتى لو كان في كتاب اليهود وكتاب النصارى وقاله الرسول فهذا من باب المُصادَقة، هذا يُصدِّق هذا مثل ما في القرآن وفي التوراة والإنجيل، فالقرآن أتى بأشياء كثيرة وموجودة في التوراة والإنجيل من باب المُصادَقة، لكن هذا غير صحيح، العب غيرها لكن ليس علينا، نحن عقولنا لا تقبل هذا الكلام الفارغ، هل تعرف لماذا؟ لأن القرآن مُوحىً به إلى رسول الله لفظاً وصياغة، فلفظه وصياغته مُوحاة للرسول، والرسول عُلِّمَ من معناه ما شاء الله له أن يُعلَّم، فالمُهِم أن الصياغة مُوحى به لفظياً كما هو بنصه وفصه، أما الأحاديث أُوحيت للرسول بالمعنى، والصياغة من عند النبي، فيا حبيبي يا صاحب المنهجية ويا صاحب القراءات المُقارَنة عندما أجد الأحاديث المنسوبة للرسول بنصها وفصها كما في كتاب الأولين وإسرائيلياتهم أعلم أنها مما دُسَّ على النبي، فالعب غيرها لأن هذه اللعبة لن تنفع، الأمور لا تكون هكذا يا أخي، لابد للعقل أن يتحرَّك، لا تكن طيعاً أمام الخُرافات والأساطير والأفكار غير المعقولة وغير المقبولة، وعلى كل حال في نفس الأحاديث وفي نفس السياقات أن الله سوف يُسعِد المُؤمِنين المُختارين وهم قلة، وبحسب ابن حجر هم سبعة آلاف فقط، فالله يُسعِدهم بعهدٍ سعيد جداً مع عيسى، حيث يمكث عيسى أربعين سنة وفي رواية سبع سنين، ولا ندري هل سوف يمكث أربعين أو سبعة، والفارق يبدو بسيطاً، فالفارق ليس كبيراً وليس أضعافاً مُضاعَفة، سوف يمكث – والله أعلم – من سبعة إلى أربعين، ولكنه سوف يمكث – كما قلت لكم – والأرض يُبارَك في ثمرها وفي زرعها – ما شاء الله – ويُبارَك في دواب الناس وما إلى ذلك، ويضع الله الأمنة وترقد طبعاً الذؤبان مع الحملان والبقر مع النمور والأسود والفهود – ما شاء الله – والأطفال يلعبون بالأفاعي والحيات والثعابين، وهنا قد يقول لي هذا شهود يهوه ونراه في برج مراقبة، وهذا موجود فعلاً في كتب أهل الكتاب، يُقال الأطفال يلعبون بالأفاعي والحيات والثعابين ويُلقي الله الأمنة وما إلى ذلك، فهذا كله في كتب أهل الكتاب وينتقل إلينا عن طرق فلان وعلان على أنه أحاديث من رسول الله المُصطفى، لا علينا من هذا، فنعود ونقول أن هذا إسمه العهد الألفي السعيد الملينيوم Millennium، فهل تعرفون الملينيوم Millennium؟ قد يقول لي أحدكم هذا يبيعون فيه الأشياء، فهذا الملينيوم Millennium إسمه العهد الألفي السعيد، وهذا عهد النصارى، فالعهد الألفي السعيد وصل للمسلمين عن طريق رسول الله والله أعلم، سوف نعيش فيه أربعين سنة لكن عند النصارى ألف سنة، عيسى سوف يبقى في الأرض ألف سنة، لكن نحن خالفناهم طبعاً – عندنا استقلال – وقلنا سوف يمكث سبع سنين أو أربعين سنة، ولكنه سوف يكون عهداً آمناً سعيداً، ثم يُرسِل الله ريحاً من قبل الشام وفي راوية ثانية من قبل اليمن – وكلاهما في الصحيح في مسلم، مرة من الشام ومرة من اليمن، والله أعلم من هنا أو من هنا – فتضرب المُؤمِنين تحت آباطهم، وفي رواية تأخذ بأنفاسهم، ولا تدع مُؤمِناً إلا أخذت بنفسه – أي بروحه – فيموت المُؤمِنون ويبقى شرار الناس على وجه الأرض يتهارجون كما تتهارج الحُمر وعليهم تقوم الساعة، فالساعة تقوم على مَن لا يقول الله، لكن هؤلاء لا يعرفون الله، وهنا قد يقول لي أحدهم وما المُشكِلة هنا؟ المُشكِلة أن عندي أحاديث صحيحة أتت في الصحيحين – في البخاري ومسلم – تُفيد بأن النبي قال لا يزال نفرُ من أمتي ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة، أي أن القيامة سوف تقوم على مُؤمِنين صالحين، وفي أحاديث أخرى في الصحاح حتى قيام الساعة – إلى الساعة، حتى تأتيهم الساعة – مُؤمِنون صالحون مُجاهِدون، لكن ذاك يقول سوف يموت كل المُؤمِنين ويبقى فقط الأشرار الكفار، فناقضت الأحاديث الصحاح الملاح، أخرجونا من هذه الورطة.
انتبهوا هذه هى المُشكِلة، لكن ليست هى فحسب، لدينا حديث آخر وهو حديث المُستورِد القرشي في صحيح مسلم – حديث عمرو بن العاص – حيث قال المُستورِد أن النبي – عليه السلام – قال تقوم الساعةُ والرومُ أكثر الناس، فقال له عمرو بن العاص انظر ماذا تُحدِّث يا مُستورِد، قال له أنا لا أُحدِّث إلا بما سمعت من رسول الله، فقال إن كان كذلك فإن فيهم لخصالٍ أربعاً أو قال خمساً، وقال إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة بعد مُصيبة – أي نكبة – وأوشكهم كرة بعد فرة وخيرُ الناس ليتيم ومسكين وضعيف وخامسة حسنة جميلة – أي أن فيهم خصلة خامسة حسنة جميلة – وأمنعهم من ظلم الملوك، فهل هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات شرار الخلق أم خيار الخلق؟ خيار الخلق، هؤلاء طيبون جداً جداً جداً، والنبي قال : تقوم الساعة عليهم، وهم أكثر الناس، ماذا قال الحافظ العلَّامة العماد بن كثير رحمة الله تعالى عليه؟ قال هذا الحديث يُفيد بظاهره أن الروم يُسلِمون، أي تقوم الساعة عليهم وهم مسلمون، لكن يا ابن كثير انتبه ولا تنس وأنت صاحب كتاب النهاية في الفتن والملاحم أنك حدَّثت قبل صحائف أن الساعة لا تقوم إلا على شرار الخلق، فلا يبقى مسلم، يا ابن كثير أنت هنا مثل كل علمائنا تناقضت، علماً بأن هذه التناقضات كثيرة جداً في كتبنا والكل يقع فيها ولا يشعر بأي تناقض في عقلي، وهذا أمر طبيعي، هل تعرفون لماذا؟لأننا كيَّفنا عقولنا على هذا، هذه عقول روائية، أي عقول للرواية وحدَّثنا وأخبرنا، فكيَّفناها مع المُتناقِضات لكي نحفظ للرواية قدسيتها وجلالها، فلا يُمَس جانب الرواية ولكن يُمَس العقل ويُمَس القرآن ويُمَس كل شيئ، فيُمَس حتى جناب النبي ويُقال أن النبي كان غضوباً جداً وكان يسب ويلعن ويشتم ويظلم، وهذه أحاديث صحيحة فماذا نفعل؟ بل ويتكلَّم بكلمات بذيئة ويأمر بالبذاء ويقول لك أعضوه بهن أبيه، أي قل له هذه العبارة الوسخة القذرة، فهل النبي يأمر بهذا؟ هذا في الصحيح، فماذا نفعل؟ هذه صورة النبي لكي نُحافِظ على الرواية، والعقل الروائي شقيٌ جداً بروايته – والله العظيم – ومُتشاكِس ومُتناقِض ولا يستطيع إلا هذا، فماذا يفعل؟ لابد أن يقبل العقل هذه المُتناقِضات لأننا تكيَّفنا معها، قال ابن كثير هذا معناه بظاهر الحديث أن الروم يُسلِمون، لكن هذا يتناقض مع أحاديث أخرى يا ابن كثير، وليس هذا فحسب بل أن ابن كثير قبل صحائف ذكر وأكَّد أن الحرب بين الروم وبين المسلمين تبقى حتى نهاية الأمر ولا تضع الحرب أوزارها، فدائماً هناك مُشكِلة تبعث على الحرب بين المسلمين وبين الروم، وهنا نسيَ وقال سوف يصيرون مسلمين، ثم أنهم لو أسلموا هل سوف يقول النبي عنهم الروم أم سوف يقول المسلمون؟ كان يُفترَض أن يقول تقوم الساعة والمسلمون أكثر لأنهم أسلموا، والنبي لا يتحدَّث هذه اللغة العنصرية العرقية الفاشية، هذا مُستحيل لأن كان ينبغي أن يقول المسلمون، فكيف سمَّاهم الروم Roman؟ لكنك قد تقول لي كيف تناقض الحافظ؟ تناقض لأنه يقبل بكل المرويات وإن تناقضت، تناقضت المرويات فتناقضت عقولنا، ومن ثم لا تسليم للمرويات، فهذا كثيرٌ جداً جداً جداً جداً جداً في مثل هذه الأمور، ماذا نفعل؟!
نعود إلى ابن صياد،النبي والصحابة يظنون أن ابن صياد هو الدجال، وأبو سعيد الخدري يرى هذا وحفصة بنت عمر – رضيَ الله تعالى عنهما – ترى ذلك وقالت لعبد الله لما انتفخ هذا الدجّال – ما شاء الله – كالبلونة وملأ السكة يا عبد الله أو يا أبا عبد الرحمن غفر الله لك أو رحمك الله ما أردت من ابن صياد؟ أما علمت أن النبي قال إنما يخرج من غضبةٍ يغضبها؟ أي لماذا أغضبته؟ هنا العلماء الكبار مثل الطحاوي وأبي بكر البيهقي وابن حجر وأخيراً المودودوي قالوا يُوجَد شيئ مُحيِّر جداً جداً جداً، هل فعلاً ابن صياد هو الدجّال أم أن الدجّال مربوط في جزيرة في حديث الجساسة ورآه تميم الداري؟ علماً بأن حديث الجساسة أخرجه مسلم ولم يُخرِّجه البخاري، ولو بقيت أُحدِّثكم عن تناقضات حديث الجساسة سوف أحتاج ربما إلى عشر دقائق، فهذا الحديث ركام من المُتناقِضات، أولاً مَن الذي حدَّث بالحديث؟ رجل قسيس نصراني من أهل الشام إسمه تميم الداري، جاء في السنة التاسعة وأسلم – أعلن إسلامه – وحدَّث النبي بحديث الجساسة، والنبي فرح وسُرَّ به كثيراً لأنه وافق الذي كان النبي يُحدِّث به أصحابه من خبر الدجّال، أي أيَّده وصادق عليه، وفي أول الحديث أن الشعبي هو الذي طلب من فاطمة بنت قيس أن تُحدِّثه عند مسلم، فعند مسلم أن فاطمة استئنت وقالت له اجلس حتى أُحدِّثك حديثاً، أي حدث تناقض، فهل هو حدَّث أم العكس، لا نعرف وهذا أولاً، ثانياً في صحيح مسلم أن فاطمة بنت قيس ذكرت أن زوجها المغيرة – وهذا من خير شباب قريش – ذهب إلى الجهاد وأُصيب فتأيمت، أي مات عن زوجها، وفي صحيح مسلم أن زوجها طلَّقها، فهل طلَّقها أم مات؟ لا نعرف لكن هذا كله في الصحيح، فمن أول الحديث تُوجَد تناقضات.
قيل حدَّث تميمٌ النبي – عليه الصلاة وأفضل السلام – أنه ركب سفينة فتاهت به في عُرض البحر، وقيل ركب جماعة من قومه – بنو عم له – السفينة وانكسرت بهم، وقيل ركب هو في جماعة من قومه من لخم وجذام وانكسرت بهم وتلاعبت بهم الريح، وقيل ركب قوم من أهل فلسطين وحدث كذا وكذا لكن هذا عند غير مسلم، فهناكأربع أو خمس روايات عن مَن الذي ركب، وهل السفينة تاهت أو كُسِرَت؟ روايتان في مسلم، مرة تاهت ومرة كُسِرَت، وبعد ذلك قيل تاهت وأرفأت، ومعنى أرفأت أنها حطت على على جزيرة في البحر، وقيل رأى هؤلاء – أي إما تميم وإما بنو عمه لأنهم مُختلَف فيهم – هذه الدابة الأهلب الجساسة، فالجساسة دابة أهلب كثير الشعر، ثم قيل امرأة تجر شعرها، وفي رواية رجل له شعرٌ كثير، فلا ندري هل هى امرأة أم دابة أم رجل، الله أعلم بهذا، وهذه الجساسة تتجسَّس كعين للدجّال، فدخلوا على الدجّال وهو رجل جسيم عظيم – والعياذ بالله – مُوثَّق مغلول بالحديد والأصفاد، والعجيب أن الدجّال الملعون سألهم مجموعة أسئلة يضيق الوقت للأسف عن ذكرها ولكن من بينها سألهم عن نبي الأميين أخرج أم لم يخرج، فأخبروه أنه خرج، وهل اتبعه العرب أم لم يتبعوه، فذكروا له ما حدث، فقال لهم أما أنه خيرٌ لهم لو اتبعوه، وهذا أمر عجيب، هل المسيح الدجّال يأمر بالخي؟ هل المسيح الدجّال يدل على رسول الله دلالة الصدق والحق؟ قال أما أنه خيرٌ لهم لو اتبعوه، ثم قال وأنه يُوشِك أن يُؤذَن لي في الخروج، لكن مَن الذي يأذن له؟ قوة أكبر منه هى التي تفعل هذا، أي رب العالمين، فإذن هو يعترف بأنه ليس رباً، وهذه تناقضات فارغة وعجيبة وغريبة، لكن أين هذا المكان؟ النبي قال من بحر الشام، لا، من بحر اليمن، لا، من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، أي غير معروف أين مكانه، والآن طبعاً – ما شاء الله – الأقمار الصناعية Satellites لم تترك ولا جزيرة ولا بُقعة إلا صوَّرتها، فهم يعرفون كل شيئ وتُوجَد مُخابَرات أمريكية وبريطانية وفرنسية وكل شيئ معروف، فأين هذا الدجّال؟ لكنهم قالوا هو يتعامل معهم لأنه من جماعتهم، فالله أعلم، ويُوجَد حديث عن مُثلَّث برمودا Bermuda وعيسى وداود وكتب وأموال وقصة كبيرة لكي نعيش في هذه الأساطير، ومرة قالوا هو ابن صياد، والصحابة يحلفون أعظم الأيمان أنه ابن صياد، والإمام الطحاوي قال ما هذه القصة؟؟ فالطحاوي عنده كتاب عظيم من ستة عشر جزء يبحث فيه في الأحاديث المُختلِفة، أي في مُختلِف الحديث ومُشكِل الحديث، فماذا فعل الطحاوي؟ قال أبو جعفر الطحاوي عمر وابن مسعود وجابر وحفصة وعبد الله بن عمر وأبو سعيد الخدري والصحابة جميعاً وخاصة الأنصار كانوا يعلمون أنه ابن صائد أو ابن صياد لأنهم غاب عنهم حديث فاطمة بنت قيس، أي غاب عنهم قصة الرسول وتميم الداري، وهذا أمر عجيب، لكن في قصة تميم الداري تقول فاطمة أنا كنت جالسة في بيت كذا فسمعتُ منادي الرسول الصلاةَ جامعةً – بنصب الاثنين، ومعنى قوله الصلاة جامعة أي تعالوا يا مسلمين حيث يُوجَد أمر مُهِم – فجاء المسلمون، وقالت كنت في أُخريات النساء لأنها امرأة، لكن هذا الحديث تفرَّدت بروايته عن رسول الله هذه الصحابية الكريمة – فاطمة بنت قيس – فقط، وليس لها في كل كتب الأحاديث سوى حديثيين، هذا الحديث وحديث أن زوجها طلَّقها أو – كما قلنا – مات عنها وتأيمت فلم يجعل لها النبي نفقةً ولا سكنى، وهو الحديث الذي ردَّته عائشة ورده عمر وقال حسبنا كتاب الله، لا نترك كتاب ربنا – وفي رواية وسُنة نبينا – لقول امرأة لا ندري حفظت أم نسيت، فهى ليس لها إلا هذين الحديثين فقط، وهذا الحديث قصة عجيبة جداً وسيناريو مُذهِل حيث تتوافر كل الدواعي على نقله، فكيف لم تنقله إلا امرأة واحدة فقط؟ لماذا لم يروه غيرها من الصحابة؟ ابن حجر قال دونك دونك، رواه جابر وروته عائشة ورواه أبو هريرة، فعُدنا إلى الأسانيد ووجدنا أن كلها لا أصل لها، فالحديث بلا شواهد، وعلى كل حال للاختصار يُمكِن أن تعودوا إلى دراسة للدكتور الفاضل حاتم المطيري، وهو عالم كويتي وأستاذ جامعي فاضل له دراسة مُمتازة في زُهاء خمسين صفحة عن تناقضات حديث الجساسة، وانتهى بهذه الدراسة إلى أن الحديث واهنٍ جديد وضعيف ومُتناقِض، ومشاكله أصعب من أن تُعالَج وخاصة الإسنادية، وهناك أيضاً مشاكل المتن، ولذلك العلَّامة الشيخ محمد صالح بن العثيمين – رحمة الله عليه – في المملكة قال هذا الحديث مُنكَر المتن، أي أنه غمزه وهو في صحيح مسلم وقال متنه فيه نكارة لكن لم يتكلَّم في الإسناد، ومحمد رشيد رضا علَّله بست علل تقريباً على ما أذكر لأنني قرأت هذا قبل سنين، وعلى كل حال يُوجَد علماء أيضاً غير هؤلاء، فهذه تناقضات كثيرةٌ جداً!
نختم فقط بنوع من التركيز والتكثيف حتى نقف بكم وبمَن بلغ ونقول لماذا نرى هذا النبأ العجيب – نبأ الدجّال – يتعارض مع كتاب الله تبارك وتعالى؟ قلنا لكم أولا ًكتاب الله صريحٌ قاطعٌ واضحٌ صادح في أن الشيطان نفسه – إبليس – ليس له سُلطان على الناس، فكيف يُجعَل لمَن هو دون إبليس ولمن يأتمر بأمر إبليس أصلاً ولمَن هو واحد من جند إبليس ويُسمى المسيح الدجّال أو الأعور الدجّال أو ابن الخطيئة وإلى آخره من السُلطان ما ليس لإبليس نفسه؟ هذا تناقض، ثانياً ابتلاء الناس بهذه البلية وبفتنة من هذا الحجم يتعارض مع حكمة الله فضلاً عن تعارضه مع عدل الله تبارك وتعالى، وقد قلنا لكم لماذا، ثالثاً – وهذا مُهِم جداً – قال الله تبارك وتعالى وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ – أي نُرسِل النبيين الآن بعد عيسى – بِالْآيَاتِ – هل تعرفون ما المُراد بالآيات؟ الخوارق والعجائب، مثل آيات موسى وآيات عيسى كإبراء الأكمه وإحياء الموتى وآية العصا وشق البحر وإلى آخره، فهذه هى الآيات المقصودة وليس الآيات التشريعية – إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً – آيةً مُبصِرة واضحة، فالناقة آية من عجيب آيات الله، لكن هل كفروا أم أسلموا؟ كفروا – فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ – هذه القاعدة الإلهية – إِلَّا تَخْوِيفًا ۩، ما معنى وَمَا نُرْسِلُ ۩؟ ما نُرسِل المُنذِرين وما نُرسِل النبيين بالآيات إلا تخويفاً للناس لئلا يُكذِّبوا برسالات المُرسَلين، فانظروا إلى رحمة الله، الله يبعث النبي برسالة ويبعث معه آيات وعجائب وخوارق حتى يخاف الناس ويُؤمِنوا، ولذا أنا أقول لكم والله الذي لا إله إلا هو قضية الدجّال على العكس من هذا القانون الإلهي تماماً، الله ما أرسل محمداً بهذه الآيات أو بمثل هذه الآيات العجيبة وارتأى لا إله إلا هو – وحاشاه وكلا وعز وجل في عليائه – أن يُرسِل بها في آخر الزمان عند ضعف اليقين وبهوت الدين مسيح الضلالة وليس تخويفاً وإنما إضلالاً لكي يحمل الناس على الكفر، أي حتى يكفر كل الناس تقريباً إلا سبعة آلاف كما قال ابن حجر، فهل هذا معقول؟ هذا تكذيب لكتاب الله تماماً، الله يقول أنا أُرسِل الآيات لكي يخاف الناس ويُؤمِنوا ولا أُرسِل بالآيات لكي يكفر الناس وأُرغِمهم على الكفر، حاشا لله، فما هذا؟ أين عقلنا؟ أين كتابنا؟ وليس هذا فحسب بل يقولون لك أن النبي قال والدجّال يأتي ومعه ملكان على صورة نبيين، من المُمكِن أن يكونا موسى وعيسى،ومحمد قصته سهلة هل تعرفون لماذا؟ لأن من المُمكِن أن يُقال عن محمد أنه أخبر بهذا وأنه يُؤيِّد هذا الدجّال ولا مُشكِلة في هذا والأمور واضحة وهذا عجيب، لكن قال تبارك وتعالى مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُّنظَرِينَ ۩، هل حكمة الله ولطف الله وهداية الله لخلقه تقتضي أن يُرسِل الملائكة مع الدجّال اللعين وعلى صور الأنبياء لكي يكفر الناس؟ والآن إنزال الملائكة مع الدجّال على صورة نبيين لكي تتأيَّد دعوته الملعونة في الربوبية تضليل وباطل أم حق؟ هذا باطل، فالملائكة نزلت بالباطل مُتلبِّسة بالباطل، أن يُؤيَّد الدجّال بملائكة باطل، والله يقول مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۩، لكن هم قالوا هى تنزل بالباطل أيضاً لأن الحديث يقول هذا، وما زال هناك ما هو أكثر من هذا، لكن ماذا أقول لكم؟ الموضوع طويل وطويل جداً، تناقضات مع كتاب الله مُبتدأً ومُنتهىً، وللأسف وأدركنا الوقت وتجاوزناه لكن أُذكِّركم أخيراً بما قلته مرة في خُطبة ظهر المهدي وفر المهدي، علماً بأن بعض الإخوة الشيعة غضبوا مني في حين أنني لم أعن مهديهم، هم أحرار في أن يُؤمِنوا به أو أن يكفروا به، فهم أحرار ولا نُلزِمهم بشيئ، وأنا لم أتحدَّث عن مهديهم الذي لا أُؤمِن به طبعاً، وإنما أتحدَّث عن المهادي الكذَّابين، كل يوم في في صعيد مصر وفي المملكة وفي الخليج وفي فلسطين وفي السودان يظهر لنا مهدي جديد ويُقال ظهر المهدي ويتضح أنه لم يظهر، وفي المغرب من حوالي شهر قيل ظهر المهدي، فيُقال ظهر المهدي ثم يتضح أنه ليس كذلك فيُقال في السجن، وهذا معنى كلامي حين قلت “ظهر المهدي، فر المهدي”، فأنا لم أقل عن مهدي الشيعة فر المهدي وبعد ذلك ظهر، وإنما قلت “ظهر المهدي، فر المهدي”، والآن يُوجَد رجل إسمه محمد ناصر اليماني في اليمن قيل عنه أنه المهدي، وهذا شيئ عجيب، وعنده – ما شاء الله – لغة عربية وعنده تعبير وعنده فقه وفهم من أتعس ما يكون، وهذا شيئ مُضحِك جداً، وعلى كل حال أنا قلت في خُطبة المهدي –
بارك الله فيكم أجمعين وهداني وإياكم إلى صراطه المُستقيم – أن أركان الإيمان وأصول الإيمان يحتاجها كل مُؤمِن ومُؤمِنة الآن وهنا، وهى مُبرَّرة والحاجة إليها تُبرِّر الإلزام بها، ولا يجوز أن يخلو منها مُؤمِن ولا أن تغيب عنه، ولذلك هى الأركان،وبفضل الله الأمة بسُنتها وشيعتها وزيديتها وإباضيتها ومُعتزِلتها وإلى آخره مُتطابِقة مُتسالِمة على تقرير هذه الأصول، ولكن للأسف بلاؤهم من أن بعضهم يأبى إلا أن يزيد عليها ويزيد فيها حتى يُخرِج ممَن لا يُطابِق هواه من دائرة الإيمان، فحسبنا كتاب الله، وأركان الإيمان في كتاب الله وكلها مُبرَّرة، أما أن أُؤمِن بأن عيسى سيعود والمهدي سيظهر والدجّال سينزل ويُقتَل أو لا يُقتَل فكل هذا لا علاقة له بأصول الإيمان ولا أحتاجه، هل تعرفون لماذا؟ لأن أنا يُمكِن أن أموت الآن ولا حاجة لي بهذه القضايا كلها أصلاً، فما حاجتي أن أُلزَم إيمانياً بأن أُؤمِن أن في آخر الزمان سوف يحدث كذا وكذا وهذا ليس في زماني؟ والآن مرَّ أكثر من ألف وأربعمائة سنة وما ظهر الدجّال كما قال المودودي، وفُتِحَت القسطنطينية وما ظهر الدجّال، فما حاجتي أن اُؤمِن برجل سوف يظهر في آخر الزمان – ليس في جيلي – ويكون من شأنه كذا وكذا؟ هذا لا يحتاجه الإيمان، أي كحاجة للإيمان وكتبرير للإيمان، لكن رسالة الإيمان أن أُؤمِن بربي وأن أستقيم في سلوكي أو مسالكي وأن أترك الدنيا – كما قلت لكم – بعد أن أُولي وأُدبِر عنها أكثر طيباً وجمالاً ورحمة مما وفدت عليها، فهذا هو الإيمان وهذا تأسيسه للحياة وهذه رسالته، وأما الأخبار والأشياء التي سوفتحصل بعد ألف أو ألفين سنة ما علاقتي بها وهى ليست من صلب الإيمان؟ على كل حال أنا أقول لمَن شاء أن يُؤمِن به لك أن تُصدِّق به ولكن لا تجعله أصلاً من أصول الإيمان، بمعنى أن من خلا منه وعنه ولم يعلم به أو أنكره إياك أن تُكفِّره، كما كفَّروني قبل أسبوع لأنني أنكرت عودة عيسى، وطبعاً لم يُعالِجوا أدلتي ولم يقبلوا المُناظَرة فيها ثم كفَّروا، أي أنهم عالجوها بالتكفير، قال أحدهم كافر طبعاً، وأرسلها إرسال المُسلَمات دون أن يطرف له جفن، لكن كيف يُقال كافر؟ هل هى من أصول الدين ولذا قيل كافر؟ هل عندك آية من كتاب الله تدل على هذا؟ لا يُوجَد لأنها تُكذِّب كتاب الله، فرجوع عيسى مُكذِّب لكتاب الله في مواضع كثيرة واليوم أوقفناكم على الجديد منها، فهل هذه تُكفِّرون بها؟ هذا شيئ غريب وعجيب.
نسأل الله – تبارك وتعالى – أن يُلهِمنا الحق وأن يُرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يُرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
(الخُطبة الثانية)
الحمد لله، الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون، ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذابٌ شديد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
اللهم اهدنا فيمَن هديت، وعافنا فيمَن عافيت، وتولنا فيمَن توليت، اللهم اهدنا لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنك إنك تهدي مَن تشاء إلى صراطٍ مُستقيم، علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزدنا علماً وفقهاً ورشداً برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمُسلِمين والمُسلِمات، المُؤمِنين والمُؤمِنات، الأحياء منهم والأموات بفضلك ورحمتك إنك سميعٌ قريبٌ مُجيب الدعوات، اللهم جنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أصلِح ذات بيننا وألِّف بين قلوبنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۩، وأقِم الصلاة.
(انتهت الخُطبة بحمد الله)
فيينا (27/4/2012)
لماذا لا يكون يأجوج و مأجوج هو وصف لصهير الحجارة . هذا توافق تماما مع كل شيء عنهم : الاسم من مشتقات النار . الردم حجزهم ثم دفنهم و هم يحفرون للخروج : خروجهم من فتح و في خروجهم هلاك و لا يدان لأحد بقتالهم بل بالتحصن في الاماكن المرتفعة : يكثر الخبث و يموت اعداد كبيره .. تجف بحيرات . تستمر نار يأجوج و مأجوج مشتعله سنوات : يكون دليل هلاك يأجوج و مأجوج ظهور النغف ( الدود ) في برك المياه الاثنه : تزدهر الارض و تخصب بعد خمود يأجوج و مأجوج …و يحج الناس و يعتمرو …. في خروجهم يفيق الناس من غفلتهم و تعرض عليهم النار في الدنيا … و في الاخرة يكون مقابل كل واحد من البشر هناك الف من صهير الحجارة … وقودا للنار …….. بإختصار شديد