طرح الدكتور أحمد العرفج بعض الأسئلة التي تتعلَّق بموضوع الحلقة والتي تحمل عنوان الحركات الدموية وعلاقتها بالإسلام.
اعتذر الدكتور عدنان إبراهيم في بداية الحلقة عن إجاباته الصغيرة عن الأسئلة الكبيرة نظراً لضيق الوقت.
أوضح أن الحركات الدموية أو الإرهابية أو العنفية دائماً ما تُوصَف بصفة إسلامية، وأشار إلى وجود صلة بين هذه الحركات وبين التطرف.
أكَّد على أن التطرف عنف رمزي وقال ليس بالضرورة أن يكون دموياً، مُشيراً إلى عدم إمكانية أن تبرز حركة دموية إلا بعد أن تكون تطرَّفت.
أوضح أن مُصطلَح الحركات الدموية ليس شائعاً كمُصطلَح الحركات الإرهابية، فلفظ الإرهاب مُتردِّد كثيراً ولذا نحن صرنا مُضطرِين أن نتعاطى مع هذا اللفظ لأنه ترجمة لواقع ينزف.
أضاف أن شعوبنا وبلادنا باتت مُهدَّدة بسبب هذه الحركات فضلاً عما عرض على صورة الإسلام من تشويه في العالمين.
قال إنه حين يتحدَّث عن الحركات الدموية يُريد الحركات الإسلامية التي بلغت من التطرف ومن الإجرام والإرهاب أنها تستخف بالدماء، فتُعلِن الحرب ربما على الحكومات والنُظم المُسلِمة وفي إبان ذلك لا ترعوي أن تقتل الأبرياء سواء من الجيش أو الشرطة أو العامة أو السواح.
أوضح أننا نعيش في هذه الدوامة التي ظهرت بطريقة صارخة من زُهاء أربعين سنة، وأشار إلى أن هذه الحركات لها جذور بعيدة.
قال أولى الحركات الدموية في التاريخ الإسلامي هي حركة الخارجين على سيدنا عثمان بن عفان، وأشار إلى أن أخطاء عثمان لا تُبرِّر إطلاقاً إباحة دمه بهذه الطريقة البشعة.
أضاف أن عمر بن الخطاب ذهب ضحية لإرهاب دموي من أبي لؤلؤة الفيروزي لعنة الله عليه، لكن الأمر لم يبدأ بما حصل لعمر لأن هذا الإرهاب لم يكن في شكل حركة مُنظَّمة.
تحدَّث فيما بعد عن حركة الخوارج التي لها مساعي ونشاطات دموية، وقال وردت في حقهم أحاديث نبوية كثيرة، مثل قال عليّ إذا حدَّثتكم عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلئن أخر من السماء أحب إلي من أن أقول عليه ما لم يقل وإذا حدَّثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية – ليس رب البرية، أي أن مُستنَدهم الأصيل ليس القرآن وإنما الأحاديث – يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة.
تحدَّث عن استعمال الشباب والتغرير بهم، لأن لديهم حماس شديد فيُصدِّقون ما يُقال لهم وقد يقتل أحدهم أمه أو ابن عمه أو يُفجِّر نفسه.
أكَّد على أن القرآن يُحرِّج جداً في باب الدماء بطريقة غير مسبوقة، واستدل بقول الله مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۩، فهذا باب موصد ومسدود بألف سد، والاستثناء الوحيد في أمرين: القصاص والفساد في الأرض.
أوضح أن البعض يُحِب أن يُسهِب في تفصيل معنى الفساد في الأرض في الآية السابقة، لكن في الآية التي تلتها فسَّر الله معنى الفساد، قال إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۩، فالفساد هو الحرابة كما قال العلماء.
أوضح أن المُراد بالحرابة باختصار قطع الطريق، فهناك مَن يقطعون طريق الآمنين وربما أخذوا المال أو هتكوا العرض أو قتلوا أو أفزعوا دون أخذ شيئ.
قال ليس في كتاب الله آية فيها تغليظ ووعيد أكيد مثل الآية التي تُحرِّم قتل النفس المُؤمِنة المعصومة في سورة النساء، قال الله وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ۩، ثم لم يستثن ولم يترك نُدحة للتوبة.
استدل بحديث في الصحيحين للتشديد على حُرمة الدماء حتى مع الكفّار، وأكَّد على أن الشهادة تعصم الدم وإن قالها الإنسان تعوذاً.
أوضح أن الكافر لا طماعية له في رحمة الله وكذلك الحال مع قاتل النفس المُؤمِنة المُتعمِّد، مُشيراً إلى أن أكثر ما يُفزِعه هو الاستسهال في قضية الدماء لدى بعض المشايخ.
استدل بقول النبي لا يزال المُؤمِن في فسحة من أمره ما لم يُصِب دماً حراماً، وذكر أن عند أبي داود قال إذا أصاب دماً حراماً فقد بلَّح، أي انقطع أمله من رحمة الله، واستدل بحديث آخر وهو لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مُسلِم، ثم تساءل لماذا لا يُقال هذا لأولادنا؟
تحدَّث عن الخوارج وقال وقع اختلاف في تعريفهم، فهي أول حركة دموية مُنظَّمة في التاريخ الإسلامي وأصبح لها أساس فكري على عكس الذين خرجوا على سيدنا عثمان الذين لم يكن لهم أساس فكري، وأشار إلى أن كُتب الفقه تتناولهم في أحكام الخروج على الحاكم وأحكام التعرض للمُسلِمين وحرماتهم فضلاً عن تناول كتب الأدب لهم ولأشعارهم.
ذكر بعض الاتجاهات في تعريف الخوارج، فأصحاب الاتجاه الأول قالوا هذا اسم مُختَص بمَن خرج على الإمام عليّ كرَّم الله وجهه، فهم خطأوا ثم قتلوا – لعائن الله عليهم مُتتابِعة – هذا الإمام الجليل، فضلاً عن أنهم استحلوا كل مَن ناصره وشايعه لأنهم كانوا يُكفِّرون بالكبائر.
أشار إلى أن هذا الاتجاه السابق غير دقيق لوجود أحاديث تُؤكِّد أنهم لا يزالون يخرجون إلى آخر الزمان، وقال هناك تعريف آخر أكثر منه ضيقاً وهو أن الخوارج هم الذين يُكفِّرون بالكبائر ويخرجون على إمام الزمان لكنهم الذين ظهروا بعد الإمام عليّ بدءاً من الأزارقة.
ذكر رأي ثالث وصفه بأنه أدق وأهم، وهو أن الخوارج هم الذين يخرجون على الإمام – أي سُلطة عُليا – في أي وقت كان ويُكفِّرون بالكبائر، وأشار إلى أنه يميل إلى هذا الرأي لكن عنده بعض التنقيدات على بعض الأئمة الأجلاء، فابن عابدين في رد المُحتار قال الخوارج من البُغاة، والخوارج فعلاً مارسوا البغي وهو الظلم والعدوان، لكنهم زادوا على البُغاة وافترقوا منهم بشيئ واضح، فالبُغاة يخرجون على الإمام ولهم شوكة بتأويل لكن الخوارج افترقوا عنهم بالتكفير، فهم يُكفِّرون الأمة بما فيها الإمام بالكبائر والمعاصي.
عرض الدكتور أحمد العرفج مُداخَلة الحلقة للكاتب السعودي محمد الساعد، ومُلخَّصها أنه قال إن الإسلام عانى طوال تاريخه من الحركات الدموية التي أثَّرت عليه، وأشار إلى أن البُغاة اعتدوا على جناب الإسلام من وقت مُبكِّر، وذلك مُنذ اغتيال الخليفة عمر مروراً بالخليفة عثمان وانتهاءً بما يحدث اليوم من حوادث جسام.
أكَّد على أن الخوارج والحشّاشين هم الآباء الشرعيون للقاعدة وداعش وجماعات الإسلام السياسي التي اتخذت من القرآن وسيلة للقفز على الكراسي حتى وإن سالت بحار من الدماء.
اتفق الدكتور عدنان إبراهيم مع ما جاء في المُداخَلة، وترك الحديث عن الخوارج لكي يتحدَّث عن القرامطة الذي جاءوا إلى مكة وذبحوا الحجيج في ساحة الحرم وأخذوا الحجر الأسود وكساء الكعبة، وأشار إلى أنهم يرون أنفسهم مُسلِمون وأنهم نصراء لأهل البيت وآل محمد.
قال بعد وفاة الإمام جعفر الصادق – الإمام السادس – اختلف شيعته، فمنهم مَن قال الإمام بعده هو الإمام السابع إسماعيل بن جعفر، ومنهم مَن قال بل موسى بن جعفر الكاظم، فالذين قالوا موسى نعرفهم بالشيعة الإمامية الاثني عشرية، والذين قالوا إسماعيل هم الإسماعيلية.
أشار إلى أن القرامطة إسماعيلية وينتسبون إلى حمدان قرمط، فضلاً عن أن الدولة الفاطمية العبيدية أيضاً إسماعيلية.
تحدَّث عن البيعة لمحمد بن إسماعيل وعن هروبه إلى الحجاز، وقال إنهم ادّعوا أنه المهدي المُنتظَر.
أشار إلى أن المهدوية شوّهت تاريخنا، فهناك مئات الدعاوى التي تتعلَّق بهذه الخرافات التي دمَّرت حياتنا وعقيدتنا، فلا يُوجَد حديث واحد صريح عن المهدي في البخاري أو مُسلِم، وتساءل كيف تكون هذه عقيدة ويجهلها البخاري ومُسلِم؟ ثم قال هذه لُعبة سياسية.
أضاف أن عُبيد الله المهدي ادّعى أنه المهدي المُنتظَر وقال للناس محمد بن إسماعيل أُشعنا عنه أنه المهدي من أجل جمع الناس والحفاظ عليه من بطش العباسيين، وهنا اختلف معه حمدان قرمط وبعث أبا سعيد الجنابي إلى البحرين وأسَّس دولة.
أشار إلى أن الحلّاج في الأرجح كان قرمطياً، وقال إن أكثر مُستشرِق درس الحلّاج بعمق هو الفرنسي لوي ماسينيون Louis Massignon وأكَّد أنه كان قرمطياً.
تحدَّث عن فرقة الحشاشين أو الحشيشية التي سمت نفسها بالدعوة الجديدة، وقال إنهم كانوا إسماعيلية نزارية، نسبة إلى نزار المصطفى لدين الله الذي بُويع كإمام حق.
أضاف أنهم اعتمدوا أسلوب الاغتيالات وهذا ليس له علاقة بالدين، وقال سبب تسميتهم بهذا الاسم أن زعيمهم كان يأتي الشباب بالحشيش وكان عنده نساء يُلبِسهن أحسن اللباس وحين يفعل الحشيش فعله في الشباب يقول لهم سأنقلكم إلى الجنة، وكان له عليهم طاعة عجيبة.
أكَّد على أن الحركات الدموية والإرهابية لا يُمكِن أن يكون جمهورها من الأذكياء الذين لهم عقلية نقدية، فهؤلاء عقليتهم مُجرَّفة لكي يُضحَك عليهم ويُطيعون طاعة عمياء.
أوضح أن أحد المُستنَدات الخطيرة للجماعات الإرهابية فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية في التتار، وأضاف أن ابن تيمية يُظلَم كثيراً ويُقال عنه أنه إرهابي ودموي، وهذا غير صحيح.
لخَّص قصة فتوى التتار في أن بغداد سقطت ودُمِّرت على يد هولاكو، وبعد ذلك وقع خلاف بين بركة خان وهولاكو فانحاز جنوده إلى مصر والتقوا بالظاهر بيبرس بعد استشهاد قطز، فأسلم بركة خان وجنوده ومن ثم حصل حلف بينهم وبين الظاهر بيبرس.
أضاف أن التتار أسلموا على جهل وتوحش مُخيف، فاحتلوا أجزاء كبيرة من بلاد الشام ودمَّروا المساجد وانتهبوا، ولذا اختلف فيهم الناس لأنهم من أهل الشهادتين ومع ذلك يستبيحون كل مُحرَّم، وابن تيمية أصدر فتوى بمُقاتَلتهم وإن أظهروا الإسلام وقاتلهم بنفسه، وذلك لأنهم يُحكِّمون الياسق أو الياسا.
أوضح أن الياسق شريعة وضعها جنكيز خان ولفَّقها من المجوسية واليهودية والإسلامية، لذا قال ابن تيمية هذا ليس شرع الله صرفاً وهؤلاء يحكمون بالطاغوت لذا ينبغي أن يُقاتَلوا.
ذكر أن أدبيات الجهاد التي لها علاقة بصالح سرية وشكري مُصطفى ومحمد عبد السلام وفرج ومَن مثلهم تعتمد على فتوى ابن تيمية لوجود الياسق ويقولون الحكّام المُسلِمون اليوم عندهم ياسق عصري يأخذونه من الفرنسيين والسويسريين وغيرهم.
أكَّد أن هذا يُشير إلى خطورة استسلاف فتاوى من قرون خوالي مقطوعة من سياقاتها لكي تُنزَّل في زمان آخر، فهذا غباء شديد وإجرام.
تساءل لماذا لم يقولوا لنا إن الدولة المملوكية كانت تحكم بالياسق؟ وقال هذه صدمة، فليس التتار وحدهم مَن فعلوا هذا، فالمماليك أيضاً كان عندهم جهل شديد وحكموا بالياسق الذي فيه أشياء تُناسِب الحكام المُستبِدين.
أكَّد على أن ابن تيمية كان يعرف أن المماليك حكموا بالياسق، وهذه المعلومة تُذكَر على استحياء في بعض الكتب، ثم تساءل لماذا لم يُكفِّر ابن تيمية المماليك ويُعلِن الحرب عليهم؟
قال شيخ الإسلام حين أفتى بجواز قتال التتار لم يكن هذا لمُجرَّد تحكيم الياسق وإنما لما ميَّزهم من المماليك وهو استحلال العصم واستحلال الفروج وتدمير المساجد، أي لأجل دفع شرهم، خاصة أنهم اغتصبوا أشرف النساء في ساحة المسجد الأقصى والمسجد الأموي فضلاً عن قتل الأئمة والكبار والصغار.
أوضح أن المماليك هزموا التتار في عين جالوت وكانوا يُحافِظون على بيضة الإسلام قدر المُستطاع، لذا لم يُعلِن الحرب عليهم كما فعل مع التتار رغم وجود الياسق، لذلك مَن أراد أن يستسلف فتواه ليقل لنا المماليك أيضاً كانوا يُحكِّمون الياسق.
أكَّد على أن البُنى الاجتماعية وشكل الدولة تغيَّر لذا لا يجوز استسلاف فتاوى ماضية لإنزالها على الواقع المعيش.
عرض الدكتور أحمد العرفج فيديو الحلقة وهو فيديو للشيخ عدنان العرعور قال فيه إن تسعة وتسعين وتسعة من عشرة مِمَن ينتسبون لداعش هم مُسلِمون صادقون مُخلِصون جاءوا للدفاع عن الدين، ولذا لا ينبغي أن نتهم كل فرد أو نُبرئ كل فرد، مُشيراً إلى أنه يعلم ما يقوله، فهو يقول هذا عن علم شرعي وخبرة في الواقع.
علَّق الدكتور عدنان إبراهيم على الفيديو قائلاً قد كنت قبل يومي هذا يشتد نكيري على مَن يُفهِموننا بطريقة أو بأُخرى أنهم يُدخِلون الناس الجنة أو النار أما الآن فقد فهمت لماذا، فمن حقهم أن يُدخِلوهم الجنة مُباشَرةً وأن يُدخِلوا أعداءهم النار، لِمَ علينا أن ننتظر إلى يوم القيامة؟ ثم يسألون من أين يأتي الكهنوت؟
أكَّد على أن هذا هو الكهنوت، وقال إنه لا يستطيع أن يشهد لنفسه بأنه مُسلِم صادق مُخلِص، وشيخ الإسلام ابن تيمية وهو مَن هو كان يقول والله أنا دائماً أُجدِّد إسلامي.
استدل بقول الله فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ۩، ثم قال مُتسائلاً مَن أفضل: مُجتمَع مَن تحدَّثهم عنهم الشيخ العرور أم مُجتمَع رسول الله؟
أضاف أن الله قال في مُجتمَع رسول الله وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۩، فإذن في أهل المدينة مُنافِقون والرسول لا يعلمهم، وقال إن ثلث مَن خرجوا مع رسول الله إلى أُحد انخذل بهم رأس النفاق عبد الله بن أُبي بحسب كل كُتب السيرة، فلم يكن جيش رسول الله كله من المُسلِمين المُخلِصين الصادقين بتلك النسبة التي ذكرها الشيخ العرور.
علَّق على قول الشيخ العرور بإنه لا يتهم كل فرد ولا يُبرئ كل فرد مُتسائلاً هل بقيَ فرد واحد؟ فهو شهد لتسعة وتسعين وتسعة من عشرة في المائة، ففي كل مائة يُوجَد واحد من ألف في المائة لم يشهد له، أي جُزء من ألف من الشخص.
أضاف أن الشيخ العرور أعطاهم صك الغُفران وقال لعل الشيخ تصوّف، فنحن الآن أمام كهنوت العصور الوسطى.
أشار إلى أن البعض يقول إنه أحياناً يشتد على بعض المشايخ مثل الشيخ عادل الكلباني، ثم قال تساهلكم مع هكذا مشايخ وهكذا كهنوت – ولا أُبالِغ – هو الذي دمَّر ولا يزال يُدمِّر هذه الأمة، فكفى!
قال في أوروبا التي فيها حريات وديمقراطية مَن يُحرِّض على الكراهية أو يمس أمن المُجتمَع مصيره السجن.
أكَّد على أن الإرهاب لا يقتصر على السُنة فقط أو الشيعة فقط، فهو موجود عند الجميع.
قال من أسباب التفاف بعض الشباب حول داعش الوضع الذي كان وضعاً طائفياً بغيضاً في العراق، وأكَّد على أن اللُعبة الطائفية تضر بالعالم العربي لذا ذكر قبل سنوات على المنبر أن الحكومة العراقية تُمارِس مُمارَسات طائفية فغضب بعض الشيعة.
أشار إلى أنه يجلد نفسه كسُني لأنه صاحب عقل حر ولذا يقول الحقيقة، لذا طالب الأطراف الأُخرى أن تعترف بأخطائها وأن تدمغ المُمارَسات الطائفية التي تُمارَس ضد أهل السُنة، فلو فعلوا هذا لتحسنت الأمور.
قال بعد ذهاب حكومة المالكي في العراق أصبحوا يُسلِّمون بأنها طائفية بما فيها إيران، لكن أيام المالكي لم يقولوا إنها طائفية، وهذا النفس الطائفي دمَّر العراق.
أكَّد على أنه لا يُحِب الطائفية ويدعو إلى دولة حديثة، وهي دولة مُواطَنة تقف فيها السُلطات على مسافة واحدة من جميع المُواطنين، سواء كانوا سُنة أو شيعة أو علمانيين أو ليبراليين أو إسلاميين أو غير ذلك، ويحكم فيها القانون على الجميع.
أوضح أن ظاهرة الإرهاب والعنف الدموي لا تُقارَب إلا بمُقارَبات مُركَّبة، فهناك أسباب اجتماعية وأسباب اقتصادية تتعلَّق بالبطالة واليأس والإحباط عند الشباب فضلاً عن الظلم السياسي والاستبداد ومُصادَرة الحقوق والحريات.
أشار إلى وجود مُقارَبات نفسية ومُقارَبات تربوية وفكرية وثقافية، وأكَّد على أنه يُحمِّل الدُعاة جُزءاً كبيراً من مسئولية ما يحدث الآن، فالخطاب الذي يبثه الكثير من الدُعاة من سنوات خطاب كراهية وحصرية وخطاب تسطيح وتبسيط بشكل غير علمي ولذا ساهم في تجريف العقل المُسلِم.
قال المنابر ينبغي أن تكون كالجامعات والكُليات التي تبني الفكر والعقلية النقدية وتستفز وتُنعِش الوعي، لذا الدُعاة من سُنة وشيعة عليهم عتب شديد.
أكَّد على أنه ليس طائفياً، وقال الشيعة لديهم خُزعبلات ووجوه من الاستهبال، فكما لدينا كما لديهم.
أضاف أن التسطيح والاستخفاف والمجانية في استتباع الناس – هناك مَن يدّعي أنه عالم وواعظ وشيخ ويتكلَّم بمنطق مُتهافِت مُضحِك وصبياني – أمور تعد الناس لأن يكونوا إرهابيين، وأكَّد على ضرورة أن يفهم الناس وأن يفهم أمثال هؤلاء الوعاظ الذين تحدَّث عنهم في خُطب له دون ذكر أي أسماء أنهم مُجرّد وعاظ بسطاء مُتواضِعون جداً، فلا يُقال إنهم رجال دعوة حقيقيون أو علماء أو مُفكِّرون، لأنهم يُساهِمون في تسطيح العقل المُسلِم بحيث يتركون فراغاً رهيباً تتحرَّك فيه جماعات التطرف والإرهاب.
نصح الوعاظ قائلاً اتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في هذه الأمة، ثم ختم مُغرِّداً: النقد النقد والحوار الحوار قبل خراب الديار.
[…] ومن في نسله طبعًا. وأضاف “إبراهيم” أثناء حديثه في برنامج “صحوة” الذي يُذاع على قناة روتانا خليجية ويقدمه الدكتور أحمد […]