الصحيفة (أية صحيفة) هي وسيلة إعلامية لنشر الأفكار المتباينة والمختلفة، وكل صحيفة تبحث عن (المعافاة) من خلال ما ينشر بها من آراء وتحليلات تكون من نتاج كتاب وصلوا إلى مرحلة من البحث والاستقصاء تجيز لهم عرض أفكارهم والدفاع عنها بحجج علمية وليس من المستساغ محاصرة الأفكار بحجة حماية أفكار أخرى، فالحياة قائمة على التدافع، والتدافع ليس معناه الصراع والبطش والاستعداء، بل طرح الأفكار ومناقشتها والعمل على تحقيقها.
وما أحدثه الدكتور محمد العريفي من استعداء واضح وصريح ضد جريدة الرياض لا يليق بمن يدعو إلى الوئام وجمع شمل المفرق بأن ينهج هذا السلوك، فحين كتب الأستاذ محمد بن علي المحمود مقالته المعنونة بـ«إسلام بلا إسلاموية.. الإسلام والتاريخ» كانت مقالة رزينة ولها من العمق ما يدعو الدكتور العريفي إلى مناقشتها علميا لا أن يقفز على مضمونها، ويمسك بتلابيب الكاتب وجريدة الرياض معا كون الأستاذ المحمود أثنى وحمد للمفكر الإسلامي الدكتور عدنان إبراهيم نهجه الفكري في قراءة التاريخ بعيدا عن توظيفه لمنطلقات إيديولوجية خاصة؛ وتكون قراءة منهجية صرفة مبتعدة عن الأهواء والأغراض بعكس المؤدلج الذي ينهج نهجا (براغماتيا)، بحيث تتعدد صور ذلك الانحياز المؤدلج كأن يكون سلوكا مضمرا في صورة الصمت المتعمد عن التاريخ، أو عن بعض التاريخ.
وذكر المحمود في مقالته أن الدكتور عدنان إبراهيم استخدم وسائل العلم المجرد من الأهواء، الأمر الذي يقود إلى تنقية التاريخ من التزييف والتدليس والأوهام كما يقول.
ونافح المحمود عن المفكر عدنان إبراهيم بأن خصومه لم يقارعوه الحجة بالحجة، بل ذهبوا إلى تصويره كشيطان ضلال لا شيخ هداية، وداعية هدم لا مهندس بناء، وهي الأدوات الفكرية التقليدية المستخدمة في تصفية الخصوم، بكل ما في تلك الأدوات من تفسيق وتبديع وتضليل. وأشار المحمود إلى مسألة في غاية الأهمية حين يتم نقل المعركة الفكرية من كونها معركة فكر إلى قلب الوقائع وتقديمها للاتباع وكأنها ضد الصلاح والمصلحين، وفي هذا غمط للحقيقة وللواقع.
وكان الأولى بالدكتور محمد العريفي أن يجرب مقدرته العلمية في المحاجة وإظهار البراهين في تفنيد ما يقوله المفكر عدنان إبراهيم بدلا من الشتائم التي أطلقها في حق مفكر وأكاديمي وداعية وإمام وخطيب مسجد، ومن البديهي أن يعرف الدكتور العريفي أن العالم يتنزه عن قول ما لا يليق بمن يختلف معه في الأفكار مهما جنح الآخر في فكره، فهذا سمت العلماء.
لكن الدكتور العريفي ارتضى لنفسه إطلاق المقولات المستعجلة رقيقة الفكر والحجة معا، ولم يقف عند هذا الحد بل طالب بمعاقبة صحيفة الرياض كونها نشرت أفكارا مسيئة.
فهل يعقل أن يتصرف من يحمل علما بهذه الصيغ البائسة؟
ولو أن الصحف يتم إغلاقها أو محاسبتها أو لومها حين تنشر ما لا يتفق مع أمزجتنا فماذا سيكون حال هذا العالم مع ما يبث من أفكار في كل بقعة من العالم؟ فهل سننطلق في كل العالم حاملين سدادة لإغلاق كل فم يتحدث بما لا نشتهي!!
تحية طيبة، لن امل مراسلتكم حتى ينظر في امري وانا اارشف عيوب ذوي النهي ولربما اتي يوم افرد لها مجلدات حتى يدرك المسلم البسيط واقع اهل العلم ونظرتهم لمن ليس عضوا في ناديهم، حفظ الله الشيخ واصلح فريق العمل وقد اكون اصب الماء على الرمل اذا كان فريق العمل مكون فقط من الاساتذة عصام واحمد وفوزي…..