كل يذم التعصب وأكثر من يذم التعصب هم طلبة البحث والعلم من جميع التخصصات ، لكن المأساة في هذا الأمر أن الذين يذمون التعصب يقعون فيه من حيث لا يشعرون إلا من رحم ربك فتجد بعضهم يتعجب من انحراف الآخرين عن ( الحقيقة ) بينما هذه التي يزعمها ( حقيقة ) لم يتوصل إليها بنفسه وإنما أخذها تقليداً أو تلقيناً فهو بهذا يلزم نفسه ويحاسب غيره بفعل غيره!! ونستثني من زعم أنه تأكد من الحقيقة بنفسه واختبرها تحت مطرقة البحث العلمي.
الذي يذم التعصب هو بحاجة أولاً أن يشك في نفسه هل هو متعصب أم منصف ؟!
وإذا كان صادقاً مع نفسه فليسألها عن ضوابط الإنصاف وعلامات التعصب ؟! أما أن ينظر (لتعصبات) الآخرين التي قد تكون ( إنصافاً ) وينسى نفسه فهذا من أوضح صور (التعصب).
ويزداد العجب عندما نجد اثنين من المختلفين ونجد كل واحدٍ منهما يتعجب من تعصب الطرف الآخر!!
وكذلك على مستوى الطوائف والفرق الإسلامية وغيرها تجد كل طائفة تدعي أنها أخذت العلم عن الكتاب والسنة، وأن الآخرين ليس عندهم منهج ولا رؤية ، ثم تجد هذه الطائفة تتبع ذلك بعرض بعض ما يرونه من ( حماقات ) لتلك الطائفة الأخرى وهذه الطائفة الأخرى تجدها ملتزمة بـ ( الخط نفسه ) من الدعوى والادعاء والتشويه.
وبهذا وأمثاله يتأخر المسلمون ولا يتقدمون لأن معظم نقاشاتهم وأبحاثهم وتخطيطهم موجه ضد أنفسهم وكأن الالتقاء مع المسلمين الآخرين جريمة وخيانة ، وهكذا يتخذ التعصب أشكاله الحربية من حفر خنادق الدفاع إلى إطلاق صواريخ الاتهامات !!
أما ( الإنصاف المسالم ) فليس له كل هذه ( العدة ) ولا يستطيع بل ولا يحب أن يمتلكها لأن امتلاكها يعني الذوبان في التعصب والانتهاء من الوجود ، فهو يفضل البقاء مطارداً على الهلاك السريع.
والأكثر مرارة أن يوصم ( الإنصاف ) بالتعصب من الأطراف المتعصبة التي تعتبر ( حياده ) تعصباً مادام أنه لم ينضم لهذا التعصب أو ذلك !!
علاج تلك التعصبات ( المحاصرة ) للإنصاف لا يمكن نجاحه مادام كل طرف لا يعترف بأنه يمكن أن يكون متعصباً مثلما لا تستطيع أن تقنع مريضا بارتياد المستشفى إذا كان غير مقتنع بأنه مريض ويرى نفسه في كامل الصحة والعافية ويرى أن نصيحتك دلالة مرضك وليس مرضه !!
إذاً فالخطوة الرئيسة هي اعتراف كل الأطراف من طوائف وأفراد بأنه ( يمكن أن يكون عندهم تعصب سواءً علموه أو لم يعلموه) فهذا أقل قدر يمكن الاعتراف به ذلك الاعتراف الذي يسهم في مناقشة بقية ( علاج التعصب ) أما إذا لم يعترفوا – كما هو متوقع بل مؤكد!! – فهذا ذروة التعصب !!
وعلى هذا كله فسيبقى ذم التعصب في النظريات المدونة أما الواقع فسيبقى في تغذية التعصب وتأكيده ، ولا أدري بعد هذا كله كيف نتفاءل في علاج التعصب وندعو إليه !!
rawane
مواضيع ذات صلة
10 أبريل، 2020
1٬193 مشاهدات
10 أبريل، 2020
1٬010 مشاهدات
10 أبريل، 2020
824 مشاهدات
10 أبريل، 2020
1٬402 مشاهدات
10 أبريل، 2020
479 مشاهدات
10 أبريل، 2020
615 مشاهدات
10 أبريل، 2020
629 مشاهدات
10 أبريل، 2020
390 مشاهدات
10 أبريل، 2020
395 مشاهدات
10 أبريل، 2020
360 مشاهدات
10 أبريل، 2020
347 مشاهدات
10 أبريل، 2020
1٬263 مشاهدات
29 مارس، 2020
630 مشاهدات
فيديو تحفيزي, مقتطفات, هوامش
نصيحة من ذهب لكل من ضل الطريق || الدكتور عدنان ابراهيم في واحد من أفضل الفيديوهات
28 مارس، 2020
446 مشاهدات
27 مارس، 2020
377 مشاهدات
25 مارس، 2020
330 مشاهدات
24 مارس، 2020
518 مشاهدات
24 مارس، 2020
359 مشاهدات
23 مارس، 2020
365 مشاهدات
20 مارس، 2020
525 مشاهدات
فيديو تحفيزي, مقتطفات, هوامش
لا تحكم على الاخرين! ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) موثر جدا – عدنان ابراهيم
15 مارس، 2020
408 مشاهدات
11 مارس، 2020
2٬564 مشاهدات
7 مارس، 2020
331 مشاهدات
7 مارس، 2020
798 مشاهدات
7 مارس، 2020
711 مشاهدات
7 مارس، 2020
411 مشاهدات
21 مايو، 2019
832 مشاهدات
9 مارس، 2019
3٬780 مشاهدات
2 فبراير، 2019
3٬120 مشاهدات
8 أكتوبر، 2018
548 مشاهدات
7 يونيو، 2018
4٬247 مشاهدات
24 مارس، 2018
2٬521 مشاهدات
22 أكتوبر، 2016
3٬985 مشاهدات
1 أكتوبر، 2016
2٬551 مشاهدات
24 يونيو، 2016
6٬563 مشاهدات
1 فبراير، 2016
5٬741 مشاهدات
16 يونيو، 2014
716 مشاهدات
التفريغات النصية, علوم التربية, لقاءات ومحاضرات, مراجعات
محاضرة الهموم الأسرية…مداخل جديدة للنظر والعلاج
16 أغسطس، 2011
2٬496 مشاهدات
يومين مضى
12 مشاهدات
3 أيام مضى
14 مشاهدات
4 أيام مضى
12 مشاهدات
تشخيص موضوعي من باحث متواضع في موقع عدناننا العصي عن الوصف. بوركتما.
نعم لا شك أن معرفة الداء نصف الدواء … يبدو أن أنجع علاج لهذا التعصب هو التجربة و رؤية الأبواب مسدودة تجاههم في حل مشكلاتهم ليخلصوا في النهاية لنتيجة أنه مهما كثر الاغترار بما عندنا و التحيز له و لو كان باطلاً هذا لا يغني من الحق شيئاً كما قال تعالى { و إن الظن لا يغني من الحق شيئاً } و كما قال الدكتور عدنان في برنامجه على قناة الميادين بأن وجه الصواب لا بد أن يشهد عليه الناس جميعاً أو أكثرهم بأنه صواب مهما صاح صاحب هذه الوجهة أنه صائب لا يغني هذا عن شهادة الناس بذلك و من هنا نقترح أن تُستَخدم تقنية الانترنت بالتصويت لأيٍ من المواضيع و الآراء الهامة خاصة المصيري منها .. شكراً لكل من يهتم بأمور المسلمين مخلصاً من قلبه لأن هذا هو مفتاح الإصلاح بإذن الله ….
[…] التعصب والانصاف!… ظهرت أولاً على […]
سبحان الله الذي قدر تبيان صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن ابتلاءنا ببأسنا الشديد على بعضنا، إن التعصب و الله أعلم هو الأصل في البشر (إنك لن تستطيع معي صبرآ)، فما خفي أعظم و الأمور ليست بظواهرها، فالإنسان مخلوق ذاتي، بمعنى أن لكل فرد رؤيته الخاصة و استيعابه الذي يبنيه على المعطيات التي أمامه، و لكي يدرك نسبية الأمور عليه أن يدرب نفسه على استيعاب عدة أمور منها نسبية الأشياء و محدوديته و اختلاف المنظور من شخص لآخر، عليه أن يتمرن و يمارس فنون الحوار و الإستماع و الصبر و التقبل فما هو من المسلملت بالنسبة لشخص هو بلا شك خطأ كبير لآخر!، لو استوعب الإنسان هذا لما جادل بل حاورو لما تمسك برأي قد يثبت له خطأه لاحقآ ، بعض الأمور حدده الخالق بأنه صح أو خطأ لا يقبل الشك و حتى هذا علينا أن نفهم أن هذه قضية إيمانية و علينا أن نترك مساحة لغيرنا للقرار إن آمنو (لا إكره في الدين )، فيتحول الكلام من محاولة إثبات وجهة نظر و عصبية و جدال واستنزاف للطاقات بلا طائل و لا نتيجة، إلى مجرد استعراض وجهات النظر الكثيرة و الإستمتاع بمشاركة المعرفة (و جعلناكم شعوبآ و قبائل لتعارفو). فلا مسلمات إلا القرآن الكريم و صحيح ما ورد عن الرسول عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم و حتى هذا قال فيه عز من قائل (فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر)، فلم التعصب؟؟؟، بأسنا بيننا شديد لذا سنتنا أن نتذكر أسبوعيآ على الأقل من خلال قراءة سورة الكهف أن الأمور ليست بظواهرها كما علمنا العبد الصالح بقصته مع سيدنا موسى عليه السلام.