أحبابي في الله و أخواتي الفاضلات أنار الله قلوبكم بمعرفته و ألزمكم كلمة التقوى و جعلكم أحق بها و أهلها , هذا هو سؤال أخي الحبيب السابع و جوابي عنه , و فقني الله و إياكم
7 ـ و قلت سيدي الفاضل: عند الدقيقة 30 في خطبة الإمام عليه السلام قلت: أين أحاديث سعد و الأرقم؟ الآلة الإعلامية لبني أمية تمنع. أليس في هذا طعن في أمانة البخاري و مسلم
جوابي : ان كان السؤال منطقيا معقولا فلا بد له من جواب , بغض النظر عما يلزم عنه, فلا أرى ان الاشارة الى الشيخين ستُفقدُ سؤالا كهذا مشروعيته فضلا عن ان تشكل نواة اجابة حتى عن هذا السؤال ثم سيدي هل تظن ان العلماء الافاضل بالضرورة استشهاديون من طراز الامام الحسين و حفيده الامام زيد بن علي زين العابدين عليهم السلام و من طرز سعيد بن جبير و ابي حنيفة مثلا؟ قد سبق و رأينا كيف كان ابو هريرة و هو صحابي لا مجرد عالم حديث و مصنف فيه يكتم بعض ما حفظ من رسول الله مصرحا بانه لو حدّثَ به قطعوا بلعومه , و منْ ذا الذي يملك منه ذلك غير الحكام المتسلطين بالجبروت ليذلوا من اعز الله و يعزوا من اذل الله ؟و لما كان موت ابي هريرة سنة ثمانية و خمسين للهجرة فقد وضح انه كان يخشى معاوية و رجال معاوية مع انه من عمالهم و شيعتهم كما هو معروف , فكيف بغيره ممن ليس صحابيا و لا هو من شيعة بني امية ؟ ثم قد روى الحافظ ابن كثير عن الامام احمد : قال: حدثنا عبدالأعلى بن عبد الجبار، حدثنا حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب قال: كان أبو هريرة إذا أعطاه معاوية، سكت، فإذا أمسك عنه، تكلم. نوع من الضغط المتبادل بين سلطتي الحكم و المعرفة , بين سلطة النص و نص السلطة . و ابن عمر نفسه ـ على ما في البخاري ـ وهو من هو خافَ ان يرد على معاوية لما قال قولته القبيحة يُعَرّضُ فيها بأبيه الفاروق رضي الله عنه لئلا يسفك الدم و تقع فتنة. و لعل كثيرا من المسلمين لا يعرفون ان ابن عمر قضى مقتولا على يد الحجاج , أرسل اليه من طعنه في ظاهر قدمه بنصل مسموم في عرفة في موسم الحج. و ها هو الامام احمد رحمه الله يروي في مسنده باسناد صحيح عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ قَالَ قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَتَمَهَا وَقَالَ : النَّاسُ حَيزُ وَأَنَا وَأَصْحَابِي حَيزُ وَقَالَ : لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ فَقَالَ لَهُ( اي لابي سعيد) مَرْوَانُ كَذَبْتَ وَعِنْدَهُ ( اي عند مروان و كان امير المدينة لمعاوية )رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَهُمَا قَاعِدَانِ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ لَوْ شَاءَ هَذَانِ لَحَدَّثَاكَ وَلَكِنْ هَذَا يَخَافُ أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ عِرَافَةِ قَوْمِهِ وَهَذَا يَخْشَى أَنْ تَنْزِعَهُ عَنْ الصَّدَقَةِ فَسَكَتَا فَرَفَعَ مَرْوَانُ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ لِيَضْرِبَهُ فَلَمَّا رَأَيَا ذَلِكَ قَالُوا: صَدَقَ. و هل اتاك نبأ ختم الفاسق الحجاج ضارب الكعبة بالمنجنيق لأصحاب رسول الله كما تختم الدواب استخفافا بهم بل امعانا في اذلالهم , فمن مختوم في عنقه ومن مختوم في يده , فأنس بن مالك و سهل بن سعد الساعدي ختما في أعناقهما , و جابر بن عبد الله خُتم في يده , كما ذكر ذلك الطبري في احداث سنة اربع و سبعين. و العهد قريب بذكر رعب الناس من تسمية ابنائهم باسم الامام علي عليه السلام , فمن ذا يجرؤ و الحال تلك على التوسع في الرواية عنه او حتى طلب حديثه ؟ و قد سأل هارون الرشيد الامام مالكا لمَ لم ْ يرو عن الامام علي شيئا في موطئه ـ كما ذكر ذلك العلامة الزرقاني في شرحه على الموطأ , مع ملاحظة ان في الموطأ جملة احاديث عن الامام فلعل الرشيد لنزورها لم يعتدّها شئيا ـ على حين نجد الامام احمد تجرأ فأخرج في مسنده للامام زهاء ثمانمئة حديث و ما ذلك الا لأن المأمون العباسي و أخاه المعتصم اظهرا حب اهل البيت و توقيرهم حتى ان المأمون اوصى بالخلافة من بعده للامام علي الرضا كما هو مشهور , فهنا يبرز مرة اخرى حقيقة ان السياسة هي التي تتحكم في تيار الرواية فتحا و اغلاقا. و سأختم بمثال له دلالته على فعل القهر الملوكي و أثره على حرية الرواية , من المعلوم ان الامة نقمت على معاوية استلحاقه زياد بن ابيه حتى صار يدعى ابن ابي سفيان رغما عن الناس , خوفا و رهبا ـ و سأخصص لهذه الفعلة من فَعَلَات معاوية حلقة او اكثر من حلقات الميزان ـ و لذا نجد في صحيح البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الحج نسبَ زيادٍ الى ابي سفيان , ما احوجَ الحافظَ ابن حجر الى ان يقول : قوله : أن زياد بن أبي سفيان كذا وقع في الموطأ وكأن شيخ مالك حدّث به كذلك في زمن بني أمية وأما بعدهم فما كان يقال له إلا زياد بن أبيه وقبل استلحاق معاوية له كان يقال له زياد بن عبيد وكانت أمه سمية مولاة الحارث بن كلدة الثقفي تحت عبيد المذكور فولدت زيادا على فراشه فكان ينسب إليه فلما كان في خلافة معاوية شهد جماعة على إقرار أبي سفيان بأن زيادا ولده فاستلحقه معاوية لذلك وزوج ابنه ابنته وأمر زيادا على العراقين البصرة والكوفة جمعهما له ومات في خلافة معاوية سنة ثلاث وخمسين أه و قال الامام الشوكاني في نيل الاوطار : فاستلحقه معاوية بذلك وخالف الحديث الصحيح ” أن الولد للفراش وللعاهر الحج ” وذلك لغرض دنيوي وقد انكر هذه الواقعة على معاوية من انكرها حتى قيلت فيها الاشعار منها قول القائل ألا بلغ معاوية بن حرب مغلغلة من الرجل اليماني أتغضب أن يقال أبوك عف وترضى أن يقال ابوك زاني وقد أجمع أهل العلم على تحريم نسبته إلى أبي سفيان وماوقع من أهل العلم في زمان بني أمية هوتقية وذكر أهل الأمهات نسبته إلى أبي سفيان في كتبهم مع كونهم لم يألفوها إلا بعد انقراض عصر بني أمية محافظة منهم على الألفاظ التي وقعت من الرواة في ذلك الزمان كما هو دأبهم أه فلا تهمة للبخاري و لا لمسلم رحمهما الله هنا و لكن السلطة لها اكراهاتها , و ألقي اليك بحقيقة لك ان تختبرها بنفسك : كل من كان من اولياء الامام علي عليه السلام سواء من امهات المؤمنين او من الصحابة و التابعين قلّ حديثه بالقياس الى حديث غيره ممن شايع بني امية او مال اليهم , و الامر قريب من ذا في عهد العباسيين ايضا, هذا بالطبع مع مراعاة التكافؤ في الشروط الاخرى, و قد ذكروا في ترجمة الامام ابي العباس بن عقدة انه كان عنده من حديث اهل البيت ثلاثمئة الف حديث !! فأين معشار ذلك( اي عشر عشره) و هو ثلاثة الاف حديث؟!
د.عدنان إبراهيم
الحمد لله انا اخرجت بنقرة ٢٥٠٠ حديثا للامام جعفر الصادق في كتب اهل السنة والجماعة ولو طبقت اسلوب الحساب الذي ذكره اليماني فلا ثمة خوف … هل تعلم لابي هريرة اقل من ٥٠ حديثا انفرد بها على طريقة اليماني!!! فهونوا على انفسكم فالله تعالى احكم وقد تولى حفظ الوحي وقد كان والحمد لله رب العالمين