علم الله ما انتقدتك إﻻ طمعًا أن تكون فوق انتقاد.
هذا ما استهل به الدكتور أحمد العرفج حلقته التي تحمل عنوان أهمية النقد، فضلاً عن أنه طرح بعض الأسئلة التي تتعلَّق بالموضوع.
أوضح الدكتور عدنان إبراهيم أن الأصل الثلاثي في كلمة النقد يدل على بروز الشيئ من تلقائه أو إبرازه بفعل غيره، فيُقال إلى حذوة الفرس نقدت إذا تقشَّرت ويُقال نقد السن إذا تكسَّر.
أضاف أنه بعد ذلك استُخدِم في تمييز الدراهم لمعرفة هي صحيحة أم زائفة حتى قالوا درهم نقد، وهذا يُشير إلى أن النقد يُمكِن أن يُغلَّب فيه الإيجابي على السلبي، فليس بالضرورة أن يكون الدرهم مُزيَّفاً.
أوضح أن المعنى الاصطلاحي تطوَّر في العصر العباسي وصار يُستخدَم في النقد الأدبي، أي أن يُؤخَذ بنص أدبي مُعيَّن ويُحكَم عليه أو له.
قال العرب المُعاصِرون يفهمون النقد على نقض وذم، وهذا غير صحيح، فالنقد هو حُكم، لذا الناقد عند الأغارقة هو الشخص الذي له أهلية الحُكم على الأمور والأشياء.
أضاف أنه ما من نشاط بشري إلا ويخضع للنقد، مثل النقد الأدبي والفني واللُغوي وما إلى ذلك، فالمجلات العلمية المُتخصِّصة في المُراجَعات – Reviews – تُمارِس نقداً علمياً، وفي العسكرية والحروب يُقدَّم تقارير نقدية للتميز على ما حصل والحكم على أو لــ .
قال أننا حين نتحدَّث عن الفكر النقدي أو العقل النقدي أو الفلسفة النقدية نُشير إلى ما يُعارِض العقلية الدوجمائية التي تُؤمِن بالشيئ مُغلَقاً بضربة واحدة، وتعتقد أن هذا الشيئ غير قابل للنقاش.
أضاف أن كل شيئ لابد أن يخضع للمُساءلة والتحليل والتفكيك وفقاً للعقل النقدي، على عكس العقل الذي يأخذ الأشياء مُسلَّمة ولا يُخضِعها للنقاش وهو العقل الدوجمائي.
ذكر أن الكثير من المُفكِّرين والنقاد يُطالِبون أن يخضع النقد للنقد، أي نقد النقد، وهذا يُؤكِّد على أهمية النقد الذي يُبرَّر بسببين، السبب الأول أننا كائنات نسبية ناقصة، فنحن لسنا آلهة ولسنا كملة، لذا كل شيئ نفعله يعتوره خطأ ما، السبب الثاني أننا كائنات طمّاحة ومن هنا نُحِب أن نتجاوز أنفسنا وأن نخطو على ظلنا.
أكَّد على أننا بغير النقد لا يُمكِن أن نتطوَّر، وهنا اقتبس الشاعر محمود درويش الذي قال النيام لا يكبرون، فالإنسان وهو نائم لا يسمع النقد أو السب أو النصيحة لذا يبقى طفلاً غريراً.
أكَّد على أهمية النقد بالنسبة إلى الإنسان والحكومات والشركات والبرلمانات، وأشار إلى أن كل حوار هو نقد لكنه نقد تفاعلي ونقد مُزدوَج، لذا كل حوار من حيث هو في جوهره يمثل النقد.
أشار إلى أن العرب يتحسَّسون من النقد لأنهم يُمارِسونه في الأغلب بطريقة خاطئة على أنه نقض وتدمير للآخر، ومن هنا يأتي حوار الطرشان ونقاش الديكة، وهذا ما نراه في الفضائيات والكُتب والصحف.
تحدَّث عن وجود فجوة بين صورة الإنسان لدى نفسه وبين صورته لدي الآخرين، لذا يُقال إذا اجتمع اثنان تحصَّل منهما ستة.
أشار إلى أن أرسطو Aristotle وأفلاطون Plato كانا يقولان لابد لكل نقد أن يخضع لمعايير دقيقة، لذا لابد أن يأتي النقد من مُؤهَّل.
أكَّد على ضرورة أن يُمعِن الناقد وأن يحذق النقد النظري قبل أن يُمارِس النقد التطبيقي، وأشار إلى أن الأذواق لا نقاش فيها، فمن حق كل إنسان أن يُعبِّر عن ذوقه لكن ليس من حقه أن يُزعَم أن هذا نقد فني من رجل لا علاقة له بمعايير الفن.
ذكر قصة عن ابن مالك مُلخَّصها أنه رُتِّبت له خُطة الخطابة في مسجد قريب من ضواحي دمشق فقام له جاهل جهلاً مُركَّباً وخطّأه في شيئ، وبعد أن فرغ من الخُطبة قال له يا أخي هل تعرف مخرج الألف؟ وهنا قال الراوي كأنه كلَّمه بالأعجمية، أي أنه لم يفهم السؤال، وحين أعاد عليه السؤال سرد حروف الهجاء التسع والعشرين، فصاح العوام المُتعصِّبون لهذا الجاهل فرحاً وإنكاراً، قال الراوي ولم يجد جمال الدين بن مالك ناصراً فانسحب مكسوراً ومات بعد أيام، أي أنه مات من الغم، ولذا لا ينبغي أن ينتقد مَن لا علاقة له بالصنعة.
أشار إلى أن كل مَن هب ودب الآن له منبر ولذا نرى السُخرية من الأئمة ومن كل شيئ بسبب مَن لا يعرف كوعه من بوعه، فالواحد منهم يتكلَّم عن الأكابر باستخفاف ومجانية.
استدل بقول الله هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ۩، وذكر قول ابن عباس مَن سُئل وكان عنده علم فليقل بما يعلم ومَن سُئل ولم يعلم فلا يتكلَّمن، وقد قال – تبارك وتعالى – قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ۩، وذكر أن الفاروق عمر قال في صحيح البخاري نعوذ بالله من التكلف، فالإنسان ينبغي ألا يتكلَّف ما لا يُحسِن وألا يخض فيما لا يعرف.
قال المطلوب الآن من المُتصدِّرين لهذه الأشياء أن يتعالوا على هذا الغُثاء، فكأنه لم يقل وكأنهم لم يسمعوا، لأن الإنسان لو علَّق على كل هذا الغُثاء لأصبح سفيهاً.
قال الناس الكبار حين يختلفون على رجل هذا الرجل لابد أن يكون مُميَّزاً سواء حطَّموه أو نصروه، لأن الناس الكبار لا يُمكِن أن تتناول إنساناً لا شأن له، ومن هنا العرب تقول الضرب في الميت حرام، وهناك مثل عند الإنجليز استشهد به توماس هكسلي Thomas Huxley كثيراً يقول لا يجوز ذبح المذبوح.
أضاف أن مَن لا قيمة له لا يتعرَّض له أحد، وهذا في نهاية المطاف سيخدم قضيته بحيث يُصبِح شخصية أكثر تأثيراً، ولذا بعض الشخصيات العامة في أوروبا يدفعون نقوداً لبعض الصحفيين لكي يتم الحديث عنهم ولو عن طريق السب والقذف، لأن هذا يُعيدهم إلى الصدارة والمشهد، وهذا ما فعله بعض المصريين واعترفوا به.
أشار إلى أن الرادين الآن في عصر النت Net أصبحوا كثيرين، ولذا لو اشتغل الإنسان بالرد على كل مَن رد عليه لن يتقدَّم خُطوة واحدة وسيبقى عالقاً في موضوع واحد.
قال إن تصدى للرد رجل أو امرأة من أهل العلم والإنصاف يُمكِن الرد عليه، لكن إن تصدى مَن يتكلَّم بعجرفة لا ينبغي الرد عليه لأن من البداية يضح أنه غير مُنصِف، ولذا شيخ الإسلام ابن تيمية كان يقول من أعظم النقص أن تقع على قول لأحدهم ويُمكِنك أن تحمله على محمل أو تُفسِّره أو تتعذر له وأنت لا تفعل، أي أنك ظالم بهذه الطريقة.
أشار إلى أن الجويني ذكر ضمن فقه الردود أنه لا ينبغي للمُناظِر أن يُناظِر المُبتدئ كما يُناظِر المُنتهي أو يُناظِر المُنتهي أو نظيره كما يُناظِر المُبتدئ، وقال إن الصحيح أن يُنزِل كل أحد منزلته لأن المُناظَرة عندها آداب.
عرض الدكتور أحمد العرفج مُداخَلة الحلقة للأستاذ خالد العلكمي الذي أكَّد على أن ثقافة النقد نفتقدها كثيراً في مُجتمَعنا، وذكر أنه انتقد الدكتور عدنان إبراهيم في بعض آرائه المُتعلِّقة بإيران، وقال إنه امتدح التسامح الإيراني واستدل بوجود عشرات الكنائس والمعابد لكنه تناسى عدم وجود مساجد للسُنة، فضلاً عنه قال إيران لم تعتد على أي طرف آخر من مائة وخمسين عام في حين أنها تحتل عدة مناطق وتُصدِّر ميليشيات الإرهاب وتُحاوِل العبث بأمن بعض الدول.
ختم المُداخَلة بعدة أسئلة وهي هل يتقبَّل النقد أم لا؟ ما هي وصفته الخاصة التي يُقدِّمها للجمهور حول ثقافة النقد؟ وهل لا يزال على نفس القناعات السابقة أم اختلف الأمر؟
شكر الدكتور عدنان إبراهيم الأستاذ خالد على مُداخَلته الطيبة وقال هو يتقبَّل النقد بل يحرص عليه وخاصة النقد المشفوع بالأدب والمشفوع بالعلم، لأنه إذا لم يفعل فهذا سيكون دلالة أولية على أنه غير ناضج عقلياً فضلاً عن أنه غير ناضج نفسياً.
ذكر أن الطفل إلى سن الرابعة والنصف تقريباً يعتقد أن مُعتقَده هو مُعتقَد العالم، واستدل باختبار سالي-آن The Sally–Anne test الشهير في علم النفس للتأكيد على فكرته، فأي إنسان لا يتقبَّل النقد هو إنسان غير ناضج أو إنسان مُتألِّه يظن أنه حاز الحقيقة من جميع أطرافها.
أشار إلى أن النقد الهدّام الذي يُخفي شيئاً في نفسية الناقد لا يعنيه كثيراً، ثم تحدَّث عن موقفه من إيران وقال مَن يُتابِعه يعلم أنه تراجع عند هذا الرأي قبل سنوات وقبل أن يخرج في الفضائيات، فهو فعل هذا على المنبر ووصم سياسة إيران بالسياسة القذرة، وهذا كان على خلفية لقائه بقيادة شيعية عراقية أفهمته أصول اللعبة الإيرانية وأفهمه أن إيران من وراء قتل بعض الشيعة في العراق، ولذا صُعِق حين سمع هذا الكلام ومُباشَرةً قال على المنبر إن سياسة إيران قذرة بعد أن كان عنده قول حسن في إيران لكنه تغيَّر ولا يزال يتغيَّر إلى الآن.
شجب سياسة إيران لأنها أقلقت العالم العربي ومزَّقته، ثم تحدَّث عن أنه قال قبل بعض سنوات إيران لديها تسامح، وقال الله يُحِب الإنصاف وفي كل شيئ وفاء وتطفيف، فبلا شك إيران عندها تسامح مع النصارى واليهود بالذات.
أشار إلى أن كلام الأستاذ خالد غير دقيق، فإيران مليئة بمئات المساجد لأهل السُنة الذين عددهم ليس يسيراً، لكن المُشكِلة أن في طهران العاصمة لا يُوجَد مسجد جامع لأهل السُنة لكي يُصلوا فيه الجُمعة، وقال إنه لم يكن يعرف هذا سابقاً ثم تحقَّق بعد أن ظنه إشاعة وإذا به حقيقة للأسف الشديد، وهذا تشدد مهين وغير كريم بالمرة لأنه يقدح في تسامحها.
تحدَّث عن احتلال إيران لبعض المناطق كالجُزر الإماراتية وقال هذا خطأ لإنه لم يكن يعرف هذا ولم يطلع عليه، وأشار إلى أن الإيرانيين يقولون هذا ليس احتلالاً، وهذا الكلام قد يكون صحيحاً – وهو عنده غير صحيح – لولا أن إيران ترفض على الدوام دعوة الإمارات أن يذهبا سوياً إلى محكمة العدل الدولية وتعتصم بجُملة أن هذه مسألة غير قابلة للنقاش.
تحدَّث عن إشكالية الأهواز وعربستان وقال إن بريطانيا هي التي مكَّنت إيران منها في سنة خمس وعشرين بعد أن عرفت بوجود النفط، فقامت إيران باحتلالها وإلى الآن النزاع قائم بينها وبين العراق.
أكَّد على أنه تراجع عن رأيه حول إيران من سنوات قبل أن يخرج في الفضائيات من تلقاء نفسه، لأنه لا يستطيع حين يشعر أنه أخطأ في حق أحد أو في حق حقيقة أن ينام على هذا، فهذا يُزعِجه ويُؤرِّقه، وهذا ليس لشأن الجمهور وإنما لشأن ضميره.
ذكر أن الشاعر الألماني الذي أنصف الإسلام إنصافاً عظيماً هنريش هاينه Heinrich Heine قال وحدهم الذين يتقبَّلون النقد يُمكِن أن ينتفعوا بالمديح، وذكر أن أرسطو Aristotle قال النقد شيئ يُمكِن أن تتجنَّبه بألا تقول شيئاً وألا تفعل شيئاً وألا تكون شيئاً.
أشار إلى أن الشركات التي ليس عندها قسم للتقييم والجودة لا تتقدَّم، ولذا نحن نحتاج إلى النقد من أجل أن نتقدَّم وننمو، لكننا نقشعر من النقد لأنه يُمارَس في العموم بطريقة غير علمية وغير لائقة، ومن هنا لابد أن نخلق ثقافة النقد.
ذكر أنه لا شيئ اسمه الوطن بالمُجرَّد، فهناك المُواطِنون وهناك الحكومة وهناك الدولة وكلهم يحتاجون النقد، وأشار إلى وجود فرق بين الحكومة والدولة مُؤكِّداً على حاجة الحكومة للنقد أكثر من المُواطِنين لأنها في موقع مسئولية، ولذا إذا أخطأت أو ضلت الطريق قد تُودي بنا إلى المصائب، وهذا يُؤكِّد على أهمية أجهزة الرقابة والمُعارَضة بأحزابها وصحفها، ومن هنا يجب أن يكون الباعث الأول والولاء الأول والأخير لمصلحة الوطن وليس مصلحة الحزب.
ذكر أن بعض الناس مُنذ بداية النقد يتناول الشخص ويتصيد له فضلاً عن أنه يحكم على نيته ولذا الأفضل أن ينسحب الإنسان بأدب وهدوء من غير مُلاسَنة، مُشيراً إلى أن الغربيين لديهم مُستوى مُختلِف تماماً من الأدب والإنصاف خاصة في المُناظَرات.
ذكر أن البعض انتقد حديثه عن الصحوة وقال إنه تحدَّث عن الصحوة السعودية مُشيراً إلى وجود كُتب كثيرة لمُستشرِقين ولعرب ومُسلِمين عن الصحوة بالمعنى الضيق لها، أي الصحوة في المملكة السعودية، لكن هناك مَن لا يعرف هذا الفرق ويخلط.
عرض الدكتور أحمد العرفج فيديو الحلقة الذي يُمثِّل صورة من صور النقاشات السيئة في العالم العربي، وعلَّق الدكتور عدنان إبراهيم قائلاً إن هذه الصورة مأنوسة وليست شاذة في كثير من الفضائيات.
أكَّد على ضرورة أن نتعلم التعاطي مع الأفكار وليس مع الأشخاص، مُشيراً إلى أن شخصنة الأمور تُؤذيه، فلابد من احترام الأشخاص ورجاء الخير لهم، أما التصادم فيكون مع الأفكار.
ذكر الدكتور أحمد العرفج أن مائة وخمسين مقال كُتِب عن برنامج صحوة في العام الماضي بمُعدَّل خمس مقالات لكل حلقة، وأشار إلى صدور تغريدة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء وإلى تصدي الدكتورة سُهيلة زين العابدين والباحث عليّ العميم للرد عبر سلسلة مقالات.
قال الدكتور عدنان إبراهيم عن مقالات العميم إنه قرأ اليسير ثم لم يعد إليها لوضوح الشخصنة فضلاً عن أنه لم يكن دقيقاً ومُصيباً علمياً، لذا يُمكِنه أن يُثبِت هذا بالعودة إلى الحلقات إن اقتضى الأمر، أما بالنسبة إلى الدكتور سُهيلة فقد كان لديه الكثير ليرد به لكنه رأى أن من الأفضل ألا يرد لكي تتعلَّم الناس سعة الصدر عملياً، مُشيراً إلى أنه نشر كل مقالات الدكتورة سُهيلة على صفحته، فهو يُتيح على صفحته المقالات المُؤدَّبة التي تنتقده.
أضاف أنه لو حرص على أن يرد على كل مقالة كتبتها الدكتور سُهيلة وأن ينتصر لآرائه لكان سخيفاً ولأعطى انطباعاً سيئاً للناس بأنه يُحاوِل أن يُوثِّن نفسه فيما يدّعي أنه يُحاوِل أن يجتهد وأن يُفسِح صدره.
أشار إلى أنه مُستبشِر بالقادم لأن الناس الآن لديها القدرة والمرونة والطلاقة لكي يستوعبوا المُختلِف أو لكي يستمعوا إليه على الأقل وأن يُتيحوا له فرصة أن يُوجَد، وهذا يُؤكِّد على أن الروح النقدية تتبلور لدينا.
ذكر أن هناك الكثير من العارك والاشتباكات في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذه المواقع ستصب في المدى البعيد في صالح مزيد من التنوير والانفتاح.
تحدَّث عن أهمية النقد الذاتي وذكر أن البعض يعتذر له بسبب فكرته السابقة عنه وخاصة بعض أهل العلم، وهذا يدل على التلاوم الذاتي وهو شيئ جميل.
أكَّد على أننا ينقصنا الأفعال، لأننا نقول كثيراً عن النقد والتجديد دون أفعال حقيقية، وهذا ما فعله مع الدكتورة سُهيلة حين وضع ما كتبته من نقد على صفحته ولم يرد عليها بكلمة واحدة رُغم أن عنده ما يقوله وهو كثير.
أشار إلى أنه يخاف من فكرة الانتصار للنفس، ولذا أصبح هناك انطباع بأنه يُسَب ولا يَسب ويُنتقَد ولا يرد، وهذا يُفرِحه كثيراً، فهو يُسَب على مدار الساعة ولا يرد.
أضاف أنه يُحِب المُناظَرات وفي نهاية المطاف سيعرف الناس ما لديك وما لدى غيرك، لكنه يُرعَب من موضوع الانتصار للنفس، فمُخيف أن يكون العمل والقول ليس لله.
قال إذا تحقَّقنا بمعاني الإيمان الحقيقية فلن نحتاج إلى أدبيات مُستجلَبة من الشرق والغرب، فنحن لدينا الكثير لنبني عليه أدبيات جديدة في التعامل والنقد.
أشار إلى أن الأئمة الكبار ليسوا قدوة لنا للأسف في هذه الأبواب، واستدل بثلاث قصص عن الإمام أحمد للدلالة على سعة صدره وإنصافه مع مَن ينتقده.
استلهم أرسطو Aristotle في التغريدة التي ختم بها الحلقة قائلاً: إذا أردت ألا تُنقَد فوطِّن نفسك ألا تكون شيئاً.
أضف تعليق